اللواء سلطان العرادة يدعو المنظمات الأممية والدولية الى استيعاب خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها السلطة المحلية ندوة سياسية تعرف بمؤتمر مأرب الجامع وتكشف أهدافه وأبرز مكوناته خسائر مزلزلة للاقتصاد الإسرائيلي بعد 10 أشهر من العدوان على غزة أمير قطر يصل تركيا بشكل عاجل لمناقشة ملفات المنطقة عاجل: مليشيا الحوثي تدفع بعشرات الأطقم والعربات المصفحة باتجاه محافظة البيضاء.. وقبائل قيفة ترفض مطالب الحوثيين بعد فرضها حصارا مسلحا عليهم وزير الأوقاف يفتح ملف الوقف وسبل تعزيز الخطاب الديني مع محافظ تعز ماهي القنوات الناقلة للقاء المرتقب بين منتخبي مصر والمغرب في أولمبياد باريس 2024.؟ مأرب برس ينشر جدول مباريات منتخب الناشئين أول تحرك رسمي لإغاثة المتضررين من سيول الحديدة وحجة مساع حوثية لتغيير اسم شارع الزبيري في صنعاء
عندما تلقيت اتصالها للمرة الأولى ومن خلال صوتها الجهوري تخيلتها امرأةً عادية كأي امرأة تسير على قدمين ، أكبرتها وهي تطلب مني زيارتها في جمعية التحدي للاطلاع على الجمعية التي أسستها وتديرها منذ سنوات، وأكبرنها أكثر عندما عللت طلبها لزيارتي بأنها تريد الاستعانة بي لتطوير جمعية التحدي إدارياً ، أكبرت فيها كل ذلك فقط لأنها امرأة سبقت بحماسها حماسة الرجال ولم أكن أعرف أنه بمجرد رؤيتي لها سيزيد إكباري لها أكثر وأكثر !!
في اليوم الذي زرتها فيه إلى أحد المرافق الخدمية الضخمة التي تقدم من خلالها خدماتها بالمجان للمستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة دخلت من بوابة هذا المرفق حاملاً في ذهني تصوري السابق الذي بنيته عن هذه المرأة من خلال صوتها الجهوري وهو أنني سألتقي إمرأة ضخمة تتجول من مكان إلى مكان تأمر هذا وتنهى هذه ، و(تشخط وتنخط) كما هي عادة المدراء في أي مؤسسة من مؤسساتنا حتى تلك التي تديرها النساء ، دخلت إلى المكتب الذي تتواجد فيه فإذا بي أمام امرأتين إحداهما مقعدة على كرسي متحرك (معاقة) وتمتد إلى أنفها أنبوبة أكسجين للتنفس ، فبادرت السؤال عن المرأة التي وجهت إلي الدعوة لزيارتها قائلاً : أين أجد الأستاذة / جمالة البيضاني ؟ فبادرت تلك المرأة المقعدة التي تتنفس بصعوبة الإجابة قائلة : أنا جمالة البيضاني .. حياك الله يا دكتور / رياض !!!
صراحةً ؛ ذُهلت وتلعثمت وارتبكت وأنا أبحث عن كرسي للجلوس عليه ، وصعب علي في بادئ الأمر أن أمحو الصورة الذهنية التي انطبعت عن هذه المرأة من خلال صوتها الآتي عبر سماعة الهاتف ، لكنني استجمعت مداركي وجلست لأسمع لهذه المرأة التي ذكرتني بالشهيد / أحمد ياسين ، قالت الأستاذة / جمالة وهي تشرح لي أنشطة جمعية التحدي أنها ترعى أكثر من ألفين معاق ومعاقة وتقدم لهم الخدمات التعليمية والتأهيلية والطبية مجاناً دون أي مقابل ، وأضافت : لقد أفنيت عمري وأنا المقعدة في تأسيس هذه الجمعية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه وأصبح لدي الجمعية الآن أكثر من مرفق ويعمل فيها قرابة مئتي موظف وموظفة ، وأنا أريد أن أعيد البناء التنظيمي والإداري للجمعية ومرافقها لتتحول إلى مؤسسة قوية لا تنتهي بنهاية جمالة البيضاني .
جمالة البيضاني ، وكما لمست تعد أسطورة لدى من حولها فهم ينادونها بالأستاذة دون الإشارة إلى اسمها وقليل هم الذين يصلون إلى هذه المكانة ، الكل يعمل معها بتفاني ، توظف المعاقات فيكنّ أكثر تفانياً في العمل من الأسوياء والسويات حباً ووفاء لجمالة ، عندما تتحدث إحداهن عن جمالة لا تتمالك أن تبكي وهي تلهج لها بالدعاء وتتمنى لها الشفاء وطول العمر .
حقاً ؛ لكل من اسمه نصيب فجمالة اسم على مسمى ومثال يحتذى ، وجمعية التحدي أيضاً إسم على مسمى ، أتمنى أن تلقى الاهتمام من قبل حكومة الوفاق ، أدعو الأستاذ / محمد سالم باسندوة رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني ، وأدعو وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة / أمة الرزاق حمد ، ووزير المالية الأستاذ / صخر الوجيه ، ووزير التربية والتعليم الدكتور / عبد الرزاق الأشول ، وأمين العاصمة الرائع الأستاذ / عبد القادر هلال .. أدعوهم جميعاً إلى زيارة الأستاذة / جمالة في جمعية التحدي والتعرف على أنشطة الجمعية وتقديم الدعم الذي تستحقه هذه الفئة من مجتمعنا .كما أدعو رجال الأعمال صغاراً كانوا أو كباراً إلى زيارة جمعية التحدي ليس للدعم فحسب بل وللتعلم من الأستاذة / جمالة روح المبادرة إلى حوكمة المؤسسات الخاصة .
شخصياً ؛ تعلمت من هذه المرأة الخارقة ( Super woman ) عملياً درساً في التحدي ومواجهة ظروف الحياة وتجاوز صعوباتها ، وإن حُرمنا ما فضلها الله بها علينا من الابتلاء فلنا رجاء في أن يتجاوز عن تقصيرنا ويغفر لنا.