آخر الاخبار

وقفة تضامنية بمأرب تطالب بمسيرات غضب في كل مدن العالم لإدانة المجازر الإسرائيلية ووقف حرب الإبادة بغزة عاجل المجلس الرئاسي يدعم قرارات البنك المركزي بعدن ويؤكد ان إصلاح الوضع الإقتصادي للبلد يبدأ بإعادة تصدير النفط وتوحيد العملة اجتماع طارئ لمجلس القيادة الرئاسي.. المجلس يحذر الحوثيين ويعلن الجاهزية العسكرية لأي مغامرة قادمة عاجل.. غارات امريكية غرب اليمن أثناء ممارستهم السباحة.. حادثة اليمة في حضرموت والسلطات توجه تحذيرا للمواطنين دعا أنصاره للإستعداد للحظة التاريخية.. الانتقالي يتوعد الحكومة ويهدد بالتصعيد ضربة اقتصادية موجعة لإسرائيل.. هذا ما حدث لـ 46 ألف شركة منذ 7 أكتوبر العام الماضي حدث ينتظر بايدن الليلة قد يحدد مصير ترشّحه للرئاسة 6000 سيارة تدخل يوميا مدينة تعز.. مسئول عسكري يكشف طبيعة الوضع بعد شهر من اعلان فتح الطريق والإجراءات المتبعة لإستخدمها في الحرب على غزة.. أمريكا توافق على شحن قنابل تزن 500 رطل إلى إسرائيل

داء الحمدي وعشاء قناة الجزيرة.
بقلم/ د.كمال البعداني
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 13 يوماً
الإثنين 29 إبريل-نيسان 2019 07:20 م
 

منذ أسبوع وقناة الجزيرة تروّج للفيلم الوثائقي (الغداء الأخير) والخاص باعتيال الزعيم الراحل/ إبراهيم الحمدي- رحمه الله-.. قلت في نفسي لقد قرأت الكثير من الروايات عن ذلك في العديد من مذكرات الكثير من الشخصيات السياسية اليمنية، ولكن قناة مثل الجزيرة- بما تملكه من إمكانيات هائلة، ونفوذ وعلاقات واسعة- فلاشك أنها ستثري هذا الموضوع وتظهر لنا العديد من الحقائق الغائبة..

من الساعة العاشرة مساء وأنا أقف أمام التلفزيون متلهفاً لسماع الجديد.. بدأ البرنامج ببث مقاطع من بعض خطابات الشهيد الحمدي ومقابلاته ثم التحدث عن بعض نشاطه والوضع السياسي أثناء حكمه.. وفجأة ظهرت بعض الشخصيات اليمنية لتدلي بدلوها في هذا الأمر.. وتوقعت أنها ستكون من مشارب متعددة في المجتمع اليمني، فإذا معظمها- إن لم يكن كلها- من الحزب الناصري وكأن الشهيد الحمدي كان أميناً عاماً للتنظيم الناصري وليس رئيساً للجمهورية العربية اليمنية.. ولم يكن ينقصنا إلا الأستاذ/ عبد الله نعمان رعاه الله .. ظهر شاباً في العشرينات من عمره يتحدث عن الرئيس الحمدي وماذا كان ينوي فعله في اليمن وقد وصفته قناة الجزيرة بأنه باحث أمريكي في الشؤون اليمنية.. لا ادري متى بحث وكيف؟ ولكن كان لا بد من إضفاء البعد العالمي للموضوع وكلنا يعلم كيف تتم الأمور..

هناك الكثير من الحشو في البرنامج لا لزوم له ولكن من أجل استيفاء وقت البرنامج، كان لا بد منها.. فقد استغرق التحدث- مثلاً- عن الفتاتين الفرنسيتين ما يقرب من عشر دقائق من وقت البرنامج..

الشيء الذي أضحكني أن الأستاذ/ عبد الله الحكيمي- الذي وصفه البرنامج بأنه من أقرب المقربين للشهيد الحمدي وظهر في البرنامج متأثراً أكثر من مرة، متحدثا عن الحمدي وطريقة قتله ومن الذين شاركوا في قتله- قد قال- في ظهوره الأخير- إن الأستاذ/ أحمد العماد- مدير مكتب المقدم الغشمي- قد اتصل به في يوم مقتل الحمدي وطلب منه الحضور إليه، وعندما وصل قال له: نريد أن نكتب (بيان)، فقال له الحكيمي خير أيش حصل هل كان هناك انقلاب وفشل؟ فرد عليه العماد بالقول: مالك يا (جني) لقد قتل الحمدي وأخوه ونريد أن نكتب بياناً وقد قالها عبد الله الحكيمي في البرنامج ضاحكاً.. لم يذكر الحكيمي أنه تأثر واندهش من سماع الخبر أو شكّل له أي صدمة باعتباره كان من أقرب المقربين للحمدي كما وصفه البرنامج!!! بل قال للعماد: إذاً تكون طريقة البيان على كذه وكذه وأخذ يصيغ معه البيان والدنيا عوافي..

أعتقد لو أن الأخ جمال المليكي- معد ومخرج هذا الفيلم الوثائقي- لو أنه كلّف نفسه في البحث في مذكرات العديد من الشخصيات اليمنية السياسية التي عاشت تلك المرحلة لوجد في بعضها معلومات أوفر وأخطر مما عرض في البرنامج.. بل أكاد أجزم أن مجلس مقيل في اليمن قادر على إثراء هذا الموضوع أكثر مما قُدم في البرنامج.. لكن كان من الواضح أن الهدف من البرنامج هو التأليب ضد السعودية- بالدرجة الأولى- وأطراف يمنية أخرى.. لذلك عندما ظهر في البرنامج نائب رئيس البعثة الأميركية إلى اليمن في السبعينات وقال: إن الحمدي لم يكن محل إعجاب السعوديين وخصوصاً في آخر أيام حكمه.

عندما قال ذلك ظهر مباشرة على شاشة القناة عنوان (خبر عاجل). يقول: نائب رئيس البعثة الأميركية يقول كذا وكذا.. بطريقة مضحكة وكأن الخبر يتعلق بموضوع الساعة وليس قبل ما يقرب من اثنين وأربعين عاماً.. وهكذا كلما ورد اسم السعودية في البرنامج أوردوا الخبر تحت عنوان خبر (عاجل).

وهنا نضع هذا التساؤل. ماذا لو كانت العلاقات السعودية القطرية غير مقطوعة، هل كانت قناة الجزيرة ستقدم هذا البرنامج؟ وهل هذا البرنامج وتوقيته يخدمنا نحن كيمنيين؟..

شخصيا لا أعتقد ذلك على الإطلاق بل العكس هو الصحيح.. قدمت قناة الجزيرة- هذا المساء- ولأسباب سياسية برنامج (الغداء الأخير) وقدمت لنا- في نفس الوقت كيمنيين- وجبة (عشاء) غير صحية على الأطلاق..

أيها الأشقاء في الخليج.. لا تحرقونا بينكم ضمن خلافاتكم السياسية، فلم نعد نطيق أكثر من ذلك.. إرحمونا يرحمكم الله