بُشرى سارة و عالمية.. الكشف عن لقاح سرطانات القولون جاهز للاستخدام بعد تجربته على 50 امرأة.. نجاح عقار يطيل خصوبة المرأة أوكرانيا تقلب موازين المعارك الطاحنة في السيطرة والتقدم … و دبابات ألمانيا تقتحم روسيا لأول مرة منذ 80 عاماً القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن عمليات جديدة و تدمير منصة صواريخ للحوثيين وزورقاً مسيراً في اليمن 4 دول عربية ترحب بالبيان الثلاثي المشترك بشأن وقف إطلاق النار في غزة قصف هستيري و أكثر من 100 شهيد بغارات إسرائيلية استهدفت مدرسة بحي الدرج وسط غزة تصعيد حوثي جديد ضد قوات الشرعية ينتهي بهزيمة ثقيلة للمليشيات أميركا تنفذ ضربات استباقية ضد الحوثيين أول تعليق من أبو عبيدة على اختيار السنوار قائداً للمكتب السياسي بحماس أحمد علي عبدالله صالح يكشف لأول مرة عن دورة المرتقب بشأن إنهاء الانقلاب تحت راية الجمهورية والوحدة ويؤكد :المرحلة تستدعي توحيد الصفوف
استعدت الأوساط الصهيونية فى العالم لإحياء الذكرى الستين لقيام إسرائيل وشكلت لجانا ليكون هذا الاحتفال لائقا بدولة زرعت على جثث شعب وفرضت نفسها علي جسد أمة ودخل السرطان فى هذا الجسد رغم كل المقاومات وراح السرطان ينخر فى هذا الجسد حتى أصبح سلوك الجسد سرطانيا, أى يأكل بعضه بعضا وتهاجم أعضاؤه أعضاءه الأخرى.
وكان واضحا أن حارس هذا الجسد العربي هو مصر ولكن العملية الجراحية التى أجريت لها على مستوى القرار واستأصلت منها على هذا المستوى معايير التمييز بين ما ينفعها وما ينفع الفيروس المهاجم لها, ونقصد بها اتفاقية السلام عام 1979, قد تفاعلت وآتت أكلها وكنت أشعر دائما أن الخضوع المصري الكامل لنزوات إسرائيل والحديث فى نفس الوقت عن دور مصرى تسمح به إسرائيل لمصر وحالة الذل التى يشعر بها كل المصريين لا تكفى, وإنما تفكر مصر فى مكافأة إسرائيل بمناسبة ميلادها الستين وبلوغها سن النضج, وهى التى تتمنى وتسعى بكل شر لمصر وللمصريين وأسعدها كثيرا أن ترى هؤلاء الأعداء الأشرار الضحايا فى الواقع يسقطون ضحايا رغيف الخبز بدلا من الاستشهاد ودفاعا عن الكرامة ضد إسرائيل.
ولم يخب ظني فقد ادخرت الحكومة الهدية الكبرى وهى الغاز الذى يضخ إلى إسرائيل مع بدء الاحتفال بعيدها الستين, فى الوقت الذى تعانى فيه أحياء فى العاصمة ومدن وقرى فى مصر من الحرمان من الكهرباء والغاز وتستورد مصر أنواعا من الغاز , وتمارس إسرائيل ضد غزة إبادة من كل صنف بما فى ذلك قطع الطاقة والكهرباء التى تزودها مصر بمقومات إنتاجها.
والطريف أن الغاز يباع لإسرائيل بربع تكلفة إنتاجه أى أن مصر تدعم المواطن الإسرائيلي بخمسة دولارات فرق سعر البيع عن تكلفة الإنتاج مضروبا فى 2 مليار متر مكعب كل عام أى 10 مليار دولار سنويا أى 200 مليار دولار خلال مدة العقد وهو عشرون عاما.
بل إن المبلغ يضرب مرة أخرى فى 9 دولارات الفرق بين تكلفة الإنتاج وسعره فى السوق العالمي اليوم أى أن مصر تدفع لإسرائيل نقدا ما يساوى 28 مليار دولار فى العام أى 560 مليار دولار خلال العشرين عاما القادمة.
هذه الصفقة مسكونة بآلاف الأسئلة الحرجة أقلها التواطؤ مع العدو الصهيوني من قوت الشعب المصرى وهذه جريمة تحتاج إلى توصيف قانونى جديد بعد أن تلاشت الجرائم العظمى من قاموس التعامل بين مصر وإسرائيل.
فأيهما قدم الهدية الأجمل والأكثر فائدة : مصر أم أمريكا, التى اكتفى مجلسا الكونجرس فيها بتهنئة إسرائيل وشعبها على الصمود فى وجه البرابرة, ولكن الكونجرس الأمريكى يعلم أن ما قدمته مصر مضاف إلى ما قدمته واشنطن لأنه لولا واشنطن وعلاقات مصر الإستراتيجية معها لما قدمت مصر هذه الهدية التى لا تقدر بثمن.
هل يمكن أن تفسر لنا الصفقة تصريح أولمرت, الذى نقلته كل الصحف العبرية, وهو يوبخ وزيرة خارجيته التى قررت منع أبو الغيط من دخول إسرائيل, وأنه شديد الامتنان لمبارك ويريد له طول البقاء, ولا يدرى ماذا كانت إسرائيل ستفعل لو لم يكن طوال هذه الفترة على رأس مصر.
وما دامت تلك هى مشاعر القيادة السياسية المصرية إزاء إسرائيل فماذا سيقول التاريخ بعد زوال إسرائيل إن عاجلا أو آجلا. رحم الله الزمن الذى كان الاستماع فيه إلى إذاعة إسرائيل من جرائم أمن الدولة.