آخر الاخبار

ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة تحركات وتحضيرات للمسابقة القرآنية المركزية تجريها وزارةالأوقاف دعما لمعركة الوعي ضد مشاريع التطرف والإرهاب الحوثيون يحشدون عناصرهم وآلياتهم العسكرية تحت غطاء النكف القبلي لدعم فلسطين .. ارتفاع درجة التوتر والقلق الحوثي حزب المؤتمر بمأرب يدين استيلاء أحد النافذين لأرضية خاصة به ويتوعد بالتوجه للقضاء ''بيان'' عضو مجلس نواب يتهم أعضاء في مجلس القيادة برفض انعقاد جلسات البرلمان داخل اليمن تصريحات قطرية مبشرة بشأن موعد اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تقرير حديث: أكثر من مليون مهاجر أفريقي عبروا إلى اليمن على الرغم من الحروب والمخاطر والصراعات قائد القيادة المركزية الأمريكية ''سنتكوم'' في مهمة عسكرية إلى مصر والسعودية تسريب بعض بنود الصفقة واتفاق وقف الحرب على غزة

آماه..كم ظلموك!!
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 23 يوماً
الأربعاء 21 مارس - آذار 2012 10:51 م

أماه.. هاهو الوقت يمر ولازلت أحدق في جدران غرفتي كما لو كنت أستعيد حلقات ماض بعيد، وأستقرئ مستقبلا دفينا في غياهب المجهول.. ترتسم بين شفتي ابتسامة أخفي وراءها شريطا للأحداث في صور تجمعني, بك تظهر وتختفي، أحاول إعادته إلى جعبتي مخافة أن يراه غيري، أطلع عليه سرا وأعيده بعناية فائقة، أدفنه بين جنباتي..

 أمسكت قلمي باحثة عن مساحة من الزمن أتجول فيها بداخلي ,علني أجد متنفسا فيها، فما بداخلي يشبه الغيم..

هناك في زاوية ما بدأ الأفق يضيق بي، ومنها أرى نقطة شاردة حائرة، بدأت بالاتساع في الأفق المعتم..

 هنا بدأ الصمت يعلن عن وجوده، وبدأت الحروف متلعثمة لا تقوى على المسير أمام فوضى مشاعري، تموت الكلمات وتسقط من بين أصابعي.. تستعص الحروف ويأبى قلمي ليحمل نزف روحي على أسطر ورقتي هذه..

أماه.. هي رسالة اعتذار أقدمها لك, من قلب كان يوما ما يجرح إحساسك..

أقدم أسفي أماه.. خانتني العبارة وثقلت الكلمات، ضاعت مني الحروف وأنا أتذكرك..

الأمر ليس حملا يطوق عنقي فحسب، فأمثالك يطوقون أمثالي بالحب والحنان..

ها أنا أماه أصبحت أما.. تربعت عرشي.. جاورت سيدا لي, أحبني فكنت له أمه، وأحببته فكان لي عبدا..

هاهي صغيرتك تهرم في يومها ألف مرة.. تذوقت معنى أن تكون زوجة.. معنى أن تكون ملكة، فما وجدت أحلى ولا أجمل من أن تكون أما..

نعم.. أصبحت أما وكنت دائما معي.. كنت معي في كل صرخة ألم كتمتها في صدري, حتى حل بصخبه الطفو لي، مستأذنا بالقدوم, بأن يكون خارج أحشائي..

كم أوجعني يا أماه, وكم تذكرتك..

 كنت معي عندما أصبح صغيري الآمر الناهي.. إذا بكى أيقضني، وإذا اشتكى أربكني، وإذا جاع أقلقني، وإذا ضحك أسرني وملأ قلبي بالسعادة..

هذا هو الكائن الذي كنت هو في يوم ما..

 كبرت مملكتي واتسعت، مضيت أسعى في مناكبها، أعمرها، أثبت أركانها، أحوطها بسوار منيع خشية عليها، نثرت في أروقتها الحب والدفء والحنان، وكم ذكرتك أماه، كنت معي في كل لحظة، في كل قطرة دم ضخختها في سويداء قلبي لرعيتي التي استرعاني الله كما استرعاك..

ذكرتك دوما وما هنئت بإغفاءة, ولا ذقت غمضا حتى لهجت بالدعاء لك..

ذكرتك يا عذبة المشاعر، يا حلوة الروح، يا طيبة القلب وجميلة الصورة..

آااه يا أماه كم ظلموك عندما قالوا إن اليوم عيدك..

 أنت يا أماه لا تحصيك الأيام، ولا تعدك الشهور، ولا تحيط بحنانك السنون..

هاك أماه.. افترشي روحي بجسدك الطيب، وامسحي على رأس يطأطئ وينحني، يقبل أخمص قدميك، يرجو رضا الله ثم رضاك وغفرانك ,عن كل أف أو آه لفظها يوما سرا بحضرتك..