الجيش السوداني يعلن سيطرته على أكبر مدينتين بولاية الجزيرة طريقة جديدة للاختراق.. لا تقع في فخ هذه الرسائل المزورة وسرقة البيانات ترمب يعلن الحرب الإقتصادية في الرسوم الجمركية ضد الصين وكندا والمكسيك للسنة الثالثة على التوالي ...أرامكو تتربع على عرش شركات العالم الأعلى ربحية زوجة الضيف تكشف خبايا رجل الظل لأول مرة ..تفاصيل إدارة ترامب تطلق نهجًا جديدًا للتعامل مع الأزمة اليمنية المليشيات الحوثية تعيد بناء الأضرحة والقبور بتقنية طائفية مريبة البحر الأحمر كان مسرح اختبار وتدريب للبحرية الأمريكية خلال الأشهر الماضي .. واشنطن تكتشف حقيقة أنظمتها نهاية مأساوية لمدرس وزوجته وابنه .. وأخر يفشل في بيع إحدى كليتيه بصنعاء الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء
مأرب برس – خاص
الاستبشار الذي لاقته- ولا تزال- القنوات الإسلامية من قبل جمهور واسع من المشاهدين- والكاتب واحد منهم- لا يعني شهادة مطلقة لها بالسداد، أو أنه لا مجال لأية استدراكات، أو أنه ينفي عنها الوقوع في بعض المنزلقات. وإذا كنّا في حديث الأسبوع الماضي قد حدّدنا قناة بعينها بالملاحظة والنقد؛ فلأن المقام قد استدعى ذلك، من قبيل ضرورة البيان وقت الحاجة. بخلاف حديث هذا الأسبوع فإن هذه الظاهرة عامّة إلى حدّ ما، وتشترك فيها بعض هذه القنوات، وإن اختلفت حدّتها من قناة -من تلك الواقعة في إسار ذلك المنزلق- لأخرى.
أقصد بالشخصانية هنا دوران البث بالكامل- على نحو أو آخر- لدى بعضها حول مؤسس القناة ، في إطار فقرات أعدل وصف لها( العاديّة)، ويمكن أن يتولاها أشخاص كثيرون (عاديّون)،ولو سلّمنا بأن أيّاً من تلك البرامج متميّزة جودة ونوعية؛ فإن ذلك لا يبيح لها المضي في منزلق الشخصانية المفرِطة. وبعضها تدور برامجها ساعات طويلة حول (هواية) المشرف على القناة، وربما مغامراته كما ذكرنا جانباُ من ذلك في حديث الأسبوع الماضي!
ومما يندرج في هذا المنزلق كذلك إفراد الزمن الطويل لبعض الرموز الطائفية والمذهبية التي لكأنما اختطفت تلك القنوات-لاسيما بعد سقوط بغداد واحتلال العراق- لبث أفكارها الغارقة في التخلّف والمنازع الجاهلية، تلك التي تترك في الصدر غوراً عميقاً تجاه الطائفة أو المذهب الآخر، من العسير أن يندمل تحت أيّة حجة أو ذريعة!
أخطر ما في الأمر أن تأخذ مثل هذه القنوات سندها الشرعي من قِبَل بعض الواجهات الدعوية ذات القبول الجماهيري الخاص أو العام العاطفة، حيث تنجرّ إلى تزكية مسجّلة بالصوت والصورة لبعض هذه القنوات- ولاسيما الجديدة منها- وغالباً ما يكون ذلك قبل البث الفعلي والاطلاع المباشر على حقيقة سياسة القناة وسلامة مسارها، وإنما من خلال طلب مؤسسها أو المشرف عليها، مظهرا أن قناته ستسدّ ثغرة كليّة في جدار الدعوة لم يقم أحد قبله بسدّها، وخاصّة أن عددا من تلك القنوات أخذ في الظهور بعد الإساءة الدانمركية المشينة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلّم- .
- أمّا بيع الكلام الذي أعنيه في هذا السياق فهو ذاك الهراء الذي بات أشبه بأسطورة مملّة عن التنمية الذاتية والبرمجة اللغوية والعصبية لدى بعض هذه القنوات أفقدت هذه الفنون مجالها المناسب في حدودها المعقولة، وأحالتها إلى (عصى سحرية) بوسعها معالجة قضايا الكون بمجرّد مباشرة الانخراط في جوقتها! وبمحاولات متكررة لبعض مشاهديها اتضح أن بعضها غير مؤمن بمضامين تلك العناوين عمليا. فكسب الآخرين- مثلا- يتم التعامل معه بتجاهل لافت. يروي ذلك بعض المشاهدين الذين تواصلوا مع بعضها، -وبعضهم ليسوا أفرادا عاديين- ، وإن جاءت ردود فآلية الكترونية رتيبة متأخرة أحيانا. وأيّا ما يقال عن حجم الرسائل وقلة إمكانية الردود عليها فغير مقبول، إذ إن المشاهدين الذين تفاعلوا معها انطلقوا من حجم الهالة الدعائية لها، فالذنب ذنب تلك القنوات أولا وآخرا.
هل تصدّقون أن بعضهم اتخذّ موقفا سلبيا منها بسبب ذلك وحده ؟.
ولظاهرة التنمية الذاتية وما في حكمها حديث مستقل آخر – بإذن الله تعالى-.