موقف يامال من المشاركة مع برشلونة ضد فالنسيا بعد حادثة طعن والده زيلينسكي يزف نبأ صادم لبوتين أبرز ما تحدث به المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن زعيم المليشيات يكشف حصاد ضحايا الغارات الأمريكية البريطانية على جماعته الشرعية تبلغ مجلس الأمن الدولي عودة المليشيات مجدداً إلى مربع الحرب - بيان الاعلان عن عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكات تجارية تابعة للحوثيين سبع صفقات عابرة تحرج نادي بايرن .. الانتعاش المالي لم يغير المعادلات تعديلات تغير شكل التبديلات في الدوري الإنجليزي الممتاز إيران تعلن مقتل أحد قيادات «الحرس الثوري» في دولة عربية إيران تفضل استخدام وكلائها العرب ضد خصومها.. واشنطن وطهران.. خطوات «خاطئة» قد تقود الشرق الأوسط لحافة الهاوية
قصة قصيرة .. قم شرق
كنت أسمع هذه الكلمة ويطير نومي وأصحو مذعورا لأني أعلم ما بعدها فمن المؤكد أن أمي ستقوم بدلق سطل الماء البارد علي في الفراش لتبللني وثيابي في هذا البرد القارس .
أتناول افطاري على عجل بينما ينتظرني الحمار لنمضي نحو الكابوس اليومي المقرر علي المرور به ثلاث مرات ، مرة في الصباح بعد الإفطار ومرة بعد الغداء ومرة قبيل المغرب .
وبالنسبة لي فجلب مياه الشرب من الجبل أفضل من رعي الغنم بكثير لولا ذلك المنعطف الخطير الذي يتربص بي والحمار قرب عين الماء .
أظل طوال الطريق أفكر كيف سأنجو من ذلك المنعطف دون أن أسقط مع الحمار إلى أسفل الجبل ؟
أصل المنعطف فأنزل من فوق الحمار وأدفعه فيقفز من العقبة ثم أقفز وراءه بعد أن أنزاح الهم لأنتظم في الطابور حتى يأتي دوري وأملئ دباب الماء وأعود أمشي وراء الحمار وحتى يتجاوز المنعطف أوقفه وأركب .
وحين سقط أحد الأطفال مع حماره صرخنا كلنا ونزلنا على اثره وقمنا بحمله واسعافه إلى المركز الصحي ، كلنا توقعنا موته فقد كان غائبا عن الوعي ، لكنه نجا وعاد بعد أسابيع يمشي على العكاكيز بصعوبة ، كما نجا الحمار أيضا ، ومن حينها كانت الكوابيس تهجم علي في نومي فأنام وأحلم أنني سقطت مع الحمار إلى أسفل التل وأصحو مفزوعا وفي صحوي كنت أتخيل أنني سقطت مع الحمار وكسرت رجلي وعدت أمشي بالعكاز فتزداد مخاوفي .
ومضت سنوات وأنا اعيش كوابيس متواصلة خشية السقوط مع الحمار من ذلك المنعطف الخطير دون أن يقوم الأهالي بتوسعة الطريق أو البحث عن حلول ودون أن يخطر ببالي أن هناك طرق أخرى آمنة يمكن أن اسلكها إلى عين الماء دون المرور بذلك المنعطف التاريخي الخطير .!
ولم ينقذني من تلك الكوابيس المخيفة إلا رحيلي من القرية إلى المدينة للدراسة ومضت سنوات طويلة وعلمت بأن أهل قريتنا قد استطاعوا إيصال الماء إلى المنازل بعد أن سقط في ذلك المنعطف الخطير أربعة أطفال توفي أحدهم وبقي الثلاثة يمشون بالعكاكيز فحمدت الله على أن القرية تخلصت أخيرا من ذلك الكابوس المخيف .
والغريب والعجيب أنني حين عدت إلى القرية قبل أشهر وجدت أن مشروع الماء قد توقف بعد أن تنازع أهالي القرية على إدارة المشروع وعاد الناس إلى جلب الماء بالحمير والمرور بذلك المنعطف الخطير .!
اجتمعنا في مقيل أحد وجهاء القرية وتم نقاش هذه القضية وحين اقترحت عليهم تنظيم إدارة المشروع كل أسبوع عند شخص منهم وافق البعض ورفض آخرون ، حاولت جمع كلمتهم ولكن جهودي فشلت فاقترحت عليهم رحمة بالأطفال والحمير أن يسلكوا طرق أخرى آمنة للوصول إلى عين الماء فابدوا دهشتهم من هذه الفكرة الغريبة التي لم تخطر لهم ببال ، وحين سألتهم :
ـ لماذا لم تسلكوا طريق اخر آمن بدلا من المرور بالمنعطف ؟
وحينها ردوا علي بما أفزعني :
ـ نحن نمشي وراء الحمير وهي من تسلك بنا ذلك الطريق .!