وباء الكوليرا يجتاح محافظة يمنية والسلطات تحذر المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس آسيا في السعودية 2025 بدون طيار امريكية تشن غارة على هدف في حضرموت طائرة أمريكية تستهدف مركبة في حضرموت اشتعال حرب المسيرات من جديد ..أوكرانيا تستهدف مصنع إيثانول في 21 من الطائرات المسيرة إسرائيل تستهدف منشآت خلط وقود الصواريخ: صور أقمار صناعية تكشف التفاصيل اشتعال معركة الانتخابات في أمريكا وبطريقة مجنونة بين ترامب وهاريس حول الناخبين أرقام جديدة مقلقة ومخيفة عن النزوح الداخلي في اليمن الأكثر من 3000 أسرة روسيا تستولي على أراض جديدة في دونيتسك وتحقق نجاحات في إسقاط الطائرات إنهيارات جديدة تعصف في الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم
للأسف أن المظاهرات اليمنية – في معظمها – ما زالت تتبع النهج التقليدي الذي تجاوزه الزمن. فهي مظاهرات لا يمكن وصفها بالمظاهرات الشعبية، فضلا عن وصفها بالانتفاضة الشعبية، أو حتى الثورة الشعبية، فدون هذين الوصفين مراحل لم يتجاوزها الشارع اليمني.
ما شهدتها الجمهورية اليمنية من مظاهرات في الأيام الماضية، أعتبرها مظاهرات سياسية، وليست مظاهرات شعبية. تخرج بدعوة اللقاء المشترك، وتستجيب له جموع في معظمها تنتمي إلى أحزاب اللقاء المشترك، أو تواليه. ومن ثم فهي لا زالت بعيدة عن الغضب الشعبي. وحديثي هنا عن تلك المظاهرات التي تخرج لمناهضة النظام، أما تلك التي خرجت بقيادات أمنية وحزبية مؤتمرية داعية إلى دعم النظام فهي أقل من أن أشير إليها، أو حتى أخصها بفقرة واحدة. فإذا كانت مظاهرات اللقاء المشترك تقليدية تنتمي إلى القرن العشرين، فإن مظاهرات المؤتمر قبتاريخية تنتمي إلى العصور الوسطى.
برأيي، أن الحركة الطلابية التي خرجت من جامعة صنعاء، كان يمكن لها أن تكون نواة حيوية للثورة الشعبية الكبرى، لو لم تجهضها محاولات اللقاء المشترك وغيره من بعض النقابات المحسوبة عليه ركوب موجتها، وتحويلها من نواة لثورة شعبية إلى مظاهرات سياسية هزيلة، ولو خرجت بمئات الآلاف كما تقول الأخبار.
ما يحتاجه الشارع اليمني لثورة شعبية ما يلي:
1. تنحي قادة اللقاء المشترك ورموزه وأيقوناته عن قيادة الشارع اليمني، فإصرارهم على ذلك يحول الثورة الشعبية إلى مظاهرات باردة، ذات مطالب أيديولوجية قد عفا عليها الزمن. فنحن لسنا بحاجة إلى تلك الإصلاحات التي يناضل عنها اللقاء المشترك، وهم ما زالوا يحلمون بالتغيير السلمي عبر صندوق الانتخابات، فإذا كان هذا هو كل ما يريدونه فعليهم وعلى صناديق الاقتراع، بعيدا عن الشارع اليمني، الذي لا يريدونه إلا من أجل تكثير الأصوات لهم. ما زال فكرهم التغييري تقليديا، لا يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه.
2. ضرورة تصدر الشباب، عبر الحركات الطلابية، والمواقع الاجتماعية، والمدونات الإلكترونية لقيادة الشارع، وتحويل أحلامه إلى حقائق ملموسة. وعليهم ألا يسلموا أزمتهم إلى الأيقونات التي قد احترقت لدى الشارع اليمني، فالشعب سينساق وراء طلاب جامعة صنعاء أو عدن أو تعز –أكثر من انقياده وراء قيادة الإصلاح أو الاشتراكي أو البعث...الخ.
3. على النقابات أن تتمحور حول مطالب معينة، بعيدا عن العراك الحزبي، ومن ثم بإمكانها أن تدعم الثورة الشعبية، وأن تشل الحركة المدنية في الجمهورية. صحيح أن مستوى نقاباتنا لا يقارن مطلقا بالنقابات التونسية ولا حتى المصرية، التي استطاعت تجاوز الإشكاليات الحزبية والسياسية، والتفت حول مطالب نقابية بالدرجة الأولى، إلا أن نقاباتنا بإمكانها أن تسهم ولو بقدر ضئيل في إشعال الثورة.
إن مظاهرات اليمن ما زالت أقل من أن تنالها تغطيات إعلامية كبيرة، فهي مظاهرات باردة سالبة سياسية حزبية. لم تخرج إلى الإطار الشعبي الكبير. وأملنا في طلاب الجامعات كبير، في أن يقودوا مسيرة التغيير اليمنية، وأن يلهبوا الوجدان الشعبي اليمني.