تأزر في زمن التشظي
هائل سعيد الصرمي
هائل سعيد الصرمي

رمضانُ واصطفتْ رمالُ البيدِ

فرحاً كفرحتنا بيوم العيدِ

رمضانُ جئتَ وأنت تحمل بسمة

ينثال من جنباتها توحيدي

ما بين عينيكَ المسرة والرؤى

لحنا يفجر من فمي تغريدي

يا فرحة الآيات تُتلىَ ثرة

من قلب مكلومٍ وقلبِ سعيدِ

رمضان أقبل والسفينة أبحرتْ

نحو السلام مشوقة للجودي

رحماته تسري على كل الورى

وضياؤه كرم من المعبود

رمضان أهلا حيثُ جئتَ ونحن

في ظمئ إلى التطوير والتجديد

وربيع ثورات الربيع تزايدت

همما تفيض بساحتي وحشودي

ها نحن نمضي في الصعود ولم نزل

في أول المشوار والتشييد

في أول التغيير ترجعنا الخطى

حتى نعيد مبادئ التوحيد

والظالمون إلى المزابل بغيهم

يلوي عناق غرورهم تصعيدي

هي أمة كبرى هدير أوارها

يمحو الأسى ويهدَّ كل عتيد

هي كوثر عذبٌ يفيض سلامها

يسقي الثرى بدماء كل شهيد

سيسير شعبي بالكرامة هادرا

يجتاح كل حواجزٍ وسدودِ

ويظل تاريخي وفيا صادقا

لمبادئ طُمرت بكفّ جَحُودِ

تتضوع الدنيا بلحن غنائها

وتمد أنفاسي بعزم جدودي

وتحن لو ذكرت شموخ إبائهم

فمن المعين العذب كان ورودي

وبنفح هذا الروض ينبعث الشذى

ويفيض من هذا الربيع نشيدي

رمضانُ قرآن يرتلُ وثبتي

صبرا يفك سلاسلي وقيودي

مهما تكالبت الخطوب يشدني

نحوي ويجمعني بغير شرود

شمس الصباح سنا الملايين التي

ثارت لتحمل موثقي وعهودي

خرجت تجسد ما يدور بخافقي

وتحيل أوطاني بغير حدود

سأظل أشمخ بالعزيمة والهدى

وأعيدُ من كفِّ الفناء وجودي

رمضان والصوم المجنِّح حاملا

قيم اعتزازي وانتصار أسودي

هذي هي الأحلام أضحت في يدي

وبغمضة أضحت هباءَ البيد

ستعود ثانية بهمة أمتي

في غمضة ويعود لي تسويد

ما زال للثعبان ظل في دمي

فسمومه كادت تفت وريدي

ما زال لليل الكئيب مخالبُ

وأنا سأودى بالليالي السود

أطوي بقايا حفنة مطمورة

تجتر وهماً من فؤاد حقود

قد غرها حلمي فحاكت غدرها

ورمت حبائلها لصيد جنودي

تاهت أمانيها وقد سفكت دما

ترجو المعاد لمرفئي ونجودي

هيهات يرتد الظلامُ وثورتي

تصطف حول مبادئي وبنودي

هيهات أن يرتد فوق أرائكي

طاغ يمزق وحدتي وخلودي

هذي البقايا لن تعود ستكتوي

بهدير ساحاتي وقصف رعودي

رمضان هذا موعدٌ وافيته

والثورة الغراء في تجديد

رمضان يا رمضان جئت كأننا

من فرط فرحتنا بيوم العيد


في الأحد 07 يوليو-تموز 2013 07:42:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=21248