آخر الاخبار
نصر طه مصطفى يتحدث عن المسكوت
بقلم/ صحفي/محمد الخامري
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 24 يوماً
الأربعاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2007 08:43 ص

نصر طه مصطفى .. قلمٌ متميز وبديهية لماحة وخلق كريم مصبوغ بثقافة أصيلة، وفوق ذلك كله إنصاف في الحكم واستقلالية في الرأي وجرأة في الطرح قلما يتسم بها مثقف ما، أهلته هذه الصفات مجتمعة أن يكون على رأس وكالة الأنباء اليمنية سبأ، حلمه غير المحدود طبعاً منذ زمن، ناجح بكل مقاييس النجاح.

ـ كان يعده زملاؤه وأساتذته في التنظيم سابقاً بالمزاجي المتعصب لرأيه، بينما يصفه آخرون بالإنصاف والموضوعية، وهو كذلك بين ثنايا هذا اللقاء الممتع تناولنا معه بعضاَ من محطاته الخاصة ومواقفة الشخصية ما أكسب هذا اللقاء المتعة والطرفة معاً.

ـ هناك تأثيرات سلفية خطيرة على حزب الإصلاح، والتيار الليبرالي هو من يدفع ثمن هذا التحالف .

- كيف كان قياديو الإصلاح يدافعون عن المعاهد وأبناؤهم في المدارس الخاصة!!

ـ علاقتي الشخصية بالرئيس سابقاً أثرت على وضعي التنظيمي.

- يسكرني شعر الزبيري وقريبا سأكتب الرواية .

ـ أفشل قرار في حياتي عندما وافقت على الترشيح كنقيب للصحفيين

ـ أجمل أوقاتي عندما أمشي وبين يدي حفيدتي تهليل

- الإصلاح يتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية الخلاف مع المؤتمر بعد العلاقة الإستراتيجية

ـ أصعب لحظات حياتي عندما عُرض عليّ العمل في الوكالة وخرجت من الإصلاح

ـ البطاقة الشخصية مفصلة ...

نصر طه مصطفى من مواليد صنعاء 29 نوفمبر 1962م، رابع إخوتي، عشت الأربع السنوات الأولى من طفولتي في صنعاء، وخمس أخر تليها في لبنان، حيث كان الوالد لاجئاً سياسيا هناك ضمن الشخصيات السياسية، بين عامي 66ـ 71م عدنا معاً إلى الوطن، فدرست ما تبقى من المرحلة الابتدائية في مدرسة جمال جميل، والمرحلة الإعدادية في كل من المدرسة الأهلية ومدرسة سيف، ودرست الثانوية بمدرسة جمال عبد الناصر، وتخرجت من جامعة صنعاء كلية الشريعة والقانون عام 1985م، وخلال دراستي الجامعية بدأت أمارس العمل الصحفي من خلال مجلة الإرشاد وأصدرنا عدة أعداد أثناء وجودي في اتحاد طلاب اليمن عام 82ـ 84 مع الزملاء فارس السّقاف ومحمد المقالح من مجلة الاتحاد والوسط الطلابي، ولا زلت أحتفظ بكل هذه الإصدارات، متزوج ولي ثلاث بنات وولدان،.

وأنا جدٌ منذ ستة أشهر لحفيدة واحدة .

ـ أديت يمين البيعة الإخوانية عام 81 إثر انضمامك لحركة الإخوان المسلمين آنذاك وتم توقيف نشاطك وأنت في بداية المشوار.... لماذا ؟

• "يضحك " هذا ليس حواراً لطيفاً كما ذكرت، هذا حوار سياسي

ـ اللطافة تكمن هنا .

• الحقيقة واجهنا صدمة ومعي بعض الزملاء في مسألة الخلاف .

ـ من من الزملاء الذين كانوا معك .؟

• كنت أود ألا أذكر الأسماء ولكن .. منهم الأستاذ محمد زبارة وكيل قطاع التربية بوزارة التربية والتعليم حالياً، والأخ حارث الشوكاني، والأخ يحي الشرفي، وفارس السقاف، صدمنا بأول خلاف بين التنظيم وبين الصديق الدكتور عبد الملك منصور، وكان لذلك الخلاف دور في توعيتنا بأمور كثيرة حول حقيقة القيود الحديدية التي تدار بها التنظيمات السرية، ومنذ ذلك الحين كثرت انتقاداتنا داخل التنظيم لأساليب الأداء ونوعية المناهج، وكان ذلك يسبب حساسية، لأن شباب الإخوان لم يكونوا متعودين على النقد الداخلي.

ـ ما طبيعة هذا النقد ؟

• حقيقة كان النقد حول الأساليب أكثر مما هو في جوهر الحركة، ربما كنا متفقين معها لأنها كانت تقوم بأدوار وطنية في تلك الفترة خلال الوقوف مع الدولة ضد التخريب الماركسي وإسهام الإخوان المسلمين في تلك الفترة في تأسيس المؤتمر الشعبي العام وترسيخ الوحدة الوطنية، لكن كانت لدينا رؤية بالنسبة للأساليب وكانت سببا للخلاف، وأيضا المناهج التي كانت تدرس كلها مناهج خارجية، لم يكن هناك أي ارتباط لها بالواقع المحلي.

ـ تقصد المناهج التنظيمية ؟

• نعم المناهج التنظيمية التي هي لمفكرين إسلاميين من خارج اليمن، حتى أنا في فترة من الفترات طرحت لبعض الإخوان ضرورة يمننة هذه المناهج ليرتبط الناس بواقعهم، وكانت هناك صعوبة وأعتقد أنها باقية إلى اليوم.

ـ هل كنت تحمل ذلك الرأي في تلك الفترة ؟

• بدأنا منذ تلك الفترة نحمل هذه الآراء وننتقد هذه الأساليب كثيراً.

ـ وكنت تشغل موقفاً تنظيمياً مرموقاً ؟

• لا.لا كنت عضواً عادياً إلى عام 85 تحديداً وآنذاك قررت أن أترك الحلقات التنظيمية دون أن أترك التنظيم، لأني كنت أجدها حلقات عقيمة، لا تؤدي الغرض المطلوب، كما دخل بعض زملائي الآخرون في مرحلة من التجمد التنظيمي أيضاَ بمعنى أنه لم يعد من حقك الارتقاء داخل السلم التنظيمي، وبقيت علاقتنا بالإخوان علاقة محبة ومودة، وكانوا يحاولون دائماً أن لا ننفلت نهائياً من التنظيم، خاصة وأننا كنا نقوم بعمل مقايل عامة نناقش فيها في قضايا النقد التنظيمي، وكنا نستفيد من مجلة الأمة القطرية التي كان فيها وعي إسلامي متميز ومتقدم والحقيقة كان هناك نوع من الضيق تجاه ما يصدر عنها وقد توقفت المجلة وربما أن هناك دوراً للتنظيم الدولي في توقيفها.

ـ لكنك عدت إلى ممارسة العمل التنظيمي السياسي عام 90م وما بعده .

• نعم بسبب انفتاحي وكثير من زملائي على القوى السياسية وكان انفتاحا شخصياً ورأى الإخوان أن نسهم معهم في تـأسيس اللجنة التحضيرية للتجمع اليمني للإصلاح .

ـ هل تطور وعي الجماعة بعد عام90 م عما كان عليه سابقاً؟

• نعم ، بالتأكيد لأن العمل العلني يؤدي إلى كثير من التطور، والتطور وصلت ذروته بقرار المشاركة، كانت خطوة، أعتقد أنها جريئة وفي تصوري أن النكسة التي حصلت في مسيرة الإصلاح بدأت بقراره بالعودة إلى مربع المعارضة.

ـ هل أُبعدوا، أم أبعدوا أنفسهم ؟

• حسب علمي أن المشاركة عرضت عليهم، أعتقد أن الأخ محمد قحطان قد ذكر ذلك في واحد من حواراته الأخيرة، وأعرف أنه عرضت المشاركة على الإصلاح بالثمان الحقائب التي كانت لديه في الحكومة السابقة آنذاك، والغرض من هذا أن يظل هناك تماسك وطني، وخاصة وأن الحكومة كانت برئاسة شخصية مستقلة هو الدكتور فرج بن غانم.

ـ حينها كنت عضواً في الدائرة السياسية للإصلاح .

• نعم

ـ ما هو موقفك من ذلك ؟

• شخصياً فوجئت بقرار الإخوان وهو في نظري قرار غير مدروس، أعرف من سابق أن قرار المشاركة درس واستعين بأكاديميين بعضهم من خارج الإصلاح منذ عام 92 فيما يخص مشاركة ما بعد انتخابات 93م، وهي دراسة مكتوبة ومحفوظة لدى قيادة الإصلاح، وهي جديرة بنشرها في يوم من الأيام، ولكن للأسف الذي أعرفه أن قرار الخروج من السلطة أدير من قبل عدد محدود من الأفراد.

ـ كان لك رأي مغاير ضد رأي زملائك في قضية المعاهد العلمية ..

• موقفي من المعاهد العلمية كالآتي وأقولها بوضوح، أنه لم يكن هناك أي مشكلة بين مناهجها ومناهج التعليم العام، المسار في الأخير واحد.

ـ ألم يغلب عليه الطابع الوهابي، سيما وأن بعضاَ من واضعيه هم من خريجي الحرم الملكي ؟

• لا. . ليس صحيحاً يجب أن نكون منصفين وكتب المعاهد موجودة وكثير ممن أسهموا في وضع مناهج التعليم العام أسهموا في وضع مناهج المعاهد العلمية وأتذكر على سبيل المثال أن المعاهد العلمية درست سبل السلام لابن الأمير ودرست كتب الشوكاني هؤلاء لا نصفهم بأنهم وهابيون، هؤلاء علماء يمنيون ومجددون ومحل اعتزاز الشعب اليمني بـأكمله، الوهابية موضوع مختلف لا أريد الدخول فيه لأنه موضوع مماحكات والذين يرمون مناهج المعاهد بالوهابية غداً سيرمون بالوهابية مناهج التعليم العام التي لا زالت موجودة الآن لأنها مناهج سنية تقوم على توحيد الرؤية الفكرية لأجيالنا.

- تحديدا ما وجهة نظرك في المعاهد العلمية؟

وجهة نظري في المعاهد أقول : المعاهد لم تؤد الدور الذي أنشئت من أجله، وعندما بدأت الحملة من الحزب الاشتراكي عقب الوحدة على المعاهد العملية مع حلفائه، وفي ظل ذلك الوضع الذي كان قائماً آنذاك وحالة الاختلال في التوازن كان يجب الوقوف مع المعاهد (سياسياً) حتى تستقيم الأوضاع والظروف السياسية لأن البلاد كانت على كف عفريت.

ـ هل هذا ما تم فعلا؟ .

• نعم .. بعد عام 94ونهاية الحرب كان الإصلاح مشاركاً في الحكم وكانت وزارة التربية والتعليم من حقهم ونصحت أحد قياديي الإصلاح (لا داعي لذكر اسمه) وقلت لهم عام 95 تحديدا أن أقترح أن تدمجوا المعاهد العلمية وأنتم مشاركون في الائتلاف بأيديكم أحسن، لأن قانون التعليم كان قد صدر بقوة الدستور الذي نص على توحيد المناهج، فأصبح ملزماً، لكنهم للأسف تعاملوا مع المعاهد كأنها صنم لا يجوز مسه خوفاً من قواعدهم التنظيمية .. وأنا أقولها بصريح العبارة كيف كان يدافع قياديون الإصلاح عن المعاهد بيمنا أبناؤهم كانوا يدرسون في مدارس خاصة؟ هذا التناقض مسألة غير سوية .  

عندما أنشئت المعاهد في بداية السبعينيات كان الهدف منها سد الفراغ الحاصل الذي نتج عن انتهاء دروس المدرسة العلمية التي كانت تنتج العلماء، بدأ الإسلاميون يتحدثون عن وجود شحه في عدد من العلماء والفقهاء والمفتين والقضاة، ومن ثم طرحت فكرة المعاهد العلمية لإيجاد هؤلاء ، لكنها تحولت إلى نسق أخر موازي للتعليم العام، أصبح طلاب المعاهد يدرسون الفيزياء والكيمياء والرياضيات، إذن لماذا لم يندمجوا في التعليم العام، وكان من المفترض أن يدرسوا التعليم العام إلى نهاية المرحلة الإعدادية ثم تصبح الثانوية مثل بقية المعاهد التخصصية التجارية والفنية، لتصبح معاهد شرعية تخرج علماء يستكملون تعليمهم من خلال الدراسة الجامعية، هناك كانت ستكون المخرجات صحيحة لكن أصبح خريج المعاهد العلمية يتخرج من المعاهد ثم يذهب لدراسة الطب أو الإعلام أو الهندسة، الشيء الآخر والخطير أنه أصبح وجود المعاهد العلمية مبرراً لإنشاء أنماط مختلفة من التعليم المذهبي للأسف دمجت المعاهد العلمية، ولم تدمج هذه الأنماط، ما حدث في صعده كان واحداً من مخرجات هذه الأنماط، وقد طالبت في مقالة معروفة لي في صحيفة الثورة بعد عام 2001م دمج المعاهد بالمطالبة بدمج بقية أنماط التعليم المذهبي في إطار منهجي واحد.

السلفيون وحزب الإصلاح

ـ عودة إلى حزب الإصلاح.. ذهبت سابقاً إلى أن الإصلاح لما يندمج حتى الآن مع التيار السلفي .

• أنا في رأيي أن هناك تأثيرات سلفية خطيرة على حزب الإصلاح، لكنه ليس هناك اندماج والضيق الذي تعرضنا له نهاية التسعينات وتعرضت له مجلة نوافذ وجريدة الصحوة كان نتيجة ضغوط هائلة من التيار السلفي داخل الإصلاح.

ـ هل ترى أن ثمة انفصاما بين التيار الليبرالي أن صحت التسمية وبين التيار السلفي إلى الآن ؟

• أكيد .

ـ ولكن وحدة الحزب تبدو واحدة حتى الآن .

• الثمن الذي يدفعه التنظيم لوحدة الحزب هو خضوع التيار الليبرالي لضغوط التيار السلفي مثلاً قضية المرأة، نعرف أن كثير من قيادة الإصلاح مع دخول المرأة وترشيحها لعضو مجلس النواب، لكنهم لا يجرؤون على الدفع بهذا الموضوع خشية حصول انقسام داخل التنظيم.

ـ لماذا يخرج كبار المثقفين من الإصلاح وبعضهم رموز ثقافية مشهورة لماذا غادروا حزب الإصلاح ؟

• ربما لكل واحد مبرراته، تجد نفسك في لحظة من اللحظات غير قادر على التعبير عما تريد، عن حقيقة فكرك، عن التغيير الذي تريده، عن ..، أنا في تقديري أن الإصلاح يتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية الخلاف الذي حصل مع المؤتمر، العلاقة كانت إستراتيجية.

 ـ وترى أنه يجب أن تظل إستراتيجية أيضاَ .

• وفي رأيي كان يجب أن تخضع لدراسة ومراجعات كثيرة سواء من الإصلاح أو المؤتمر، لكن من الإصلاح على وجه التحديد، لأني افترض فيه حزب عقائدي، حزب قدم خدمات جليلة للوطن خلال السبعينات والثمانينات إلى حرب 94، ولكن أجده ينساق أحياناَ إلى مواقف غريبة لا تتفق مع مبادئه، هذا جانب، الجانب الآخر نسمع اليوم أصوات نشاز من داخل الإصلاح تتحدث بلغة مناطقية، كما هو الحال مع البعض، لم نعهد مثل هذه المسائل من الإصلاح، وأنا واحد ممن تربوا داخل هذا التنظيم، تربيت فيه على مسألة الولاء للوطن وللوحدة وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع اليمني.

الإماميون ..!!

ـ يذهب البعض إلى أنه لك آراء حادة ضد التيار الإمامي، لماذا الحدة إن صّحت .

• أولاً أقول لك أنني لا أنطلق في هذا الجانب من منطلق عنصري وإلا كنت الجانب الخاسر .. الإماميون الذين أقصدهم هم الذين يحملون الفكر الإمامي العنصري البائد سواء كان قحطانياً أو عدنانياً أو أيا كان أصله ولا أقصد الهاشميين، لأن هذا الفكر ميز بين البشر وبين الناس وجعل هناك فوارق عنصرية مقيتة، ليست بيد البشر، مثلاً ما ذنبي أنني لست هاشمياً أو لأنني من أصول تركية .. الإسلام جمعنا في آصرة واحدة، من الصعوبة أن تتعامل مع شخص يعتبرك أدنى منه درجة.

ـ ولذا نعتك (يحي الحوثي) في يوم من الأيام بأنك تركي، مع أن كلمة تركي في حد ذاتها ليس فيها ما يعيب

• هو أكد على تعصبه العنصري، أساء إلى نفسه، هناك كثير من الأسر ذات الأصول غير اليمنية بقيت في اليمن منذ قرون وعقود طويلة، واندمجت في المجتمع اليمني وصاروا أبناء مجتمع واحد، مع تأكيدي إلى أن هناك كثير من الإخوان الهاشميين يرفضون التعصب جملة وتفصيلاً وهم وطنيون أسهموا في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والى اليوم مواقفهم مشرفة، وللعلم فإن عندي في الوكالة هنا عناصر قيادية هاشمية اخترتهم شخصياً لأنهم عناصر وطنية ونزيهة.

ـ كانت لك علاقة شخصية مميزة مع فخامة رئيس الجمهورية عندما كنت في الإصلاح ألم تكن تشكل لك حينها نوعاً من الإحراج مع بعض القيادات الإصلاحية .

• هذه واحدة من الأشياء التي أثرت على وضعي التنظيمي، خاصة وأني كنت عضواَ عادياً، فهناك دائماً من يعتبر أنك دخلت في المحظور ويصبح الشك هو الأساس تجاهك وقد تصل الأمور إلى اتهامك ببيع دينك ومبادئك ...

ـ ذكرت قبل قليل أن والدك كان لاجئاً سياسياً في لبنان ـ ما طبيعة لجوئه ؟

• عندما حصل الخلاف، رغم أنه كان مدير مكتب الرئيس السلال رئيس الجمهورية الأسبق وهو قريبه في نفس الوقت (ابن خالته) لكن كان هناك خلاف حول مسألة تدخل إخواننا المصريين في السياسة الداخلية وانه كان يجب أن يكون دورهم عسكرياً، ويبقى القرار لليمنيين، ولذا حصل الخلاف بين النظام وبين الزبيري والقاضي الإرياني، وغيرهم وكذلك من أطلق عليهم بالقوى الثالثة، وهي اتحاد القوى الشعبية آنذاك التي كان يرأسها إبراهيم بن علي الوزير، وكان حزباً يسارياً وهذا من الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون من الناس، وقد تغير فكر الاتحاد عندما تحالف مع السعودية، وهنا اختلف كثير من السياسيين مع الرئيس السلال منهم الوالد والآباء محمد الرباعي وأحمد جابر عفيف وحسين المقدمي ومحمد الفسيل وغيرهم وخرجوا خارج اليمن، كانوا جزاءاً من القوى الثالثة ويرون عدم تدخل الأخوة المصريين في الشئون اليمنية سياسياً، اختلف والدي مع القوى الثالثة أثر مجيء مشروع اتفاق الطائف عام 65م الذي نص على إلغاء الإمامة والجمهورية وقيام دولة إسلامية فرفض والدي هذا الاتفاق وقال لا مساومة على الجمهورية، ولم يكن قادراً على العودة إلى اليمن فذهب إلى لبنان للاستقرار هناك.

ـ من كان يدعم هذه القوى الثالثة خارجياً ؟

* السعودية بعد تحالفهم معها وذلك كان بسبب الخلاف بين عبد الناصر والملك فيصل رحمهما الله واستمر الدعم حسب علمي حتى المصالحة الوطنية.

ـ قبل التحالف مع السعودية .

• لم يكن هناك دعم خارجي، كانوا حزباً سياسيا وطنياً أسس عام 58 وليس لهم ارتباط خارجي حسب علمي كان حزباً يساريا.

ـ عام 92 تقريباً كتب أحد أصدقائك سابقا قصيدة بعنوان (وها ملك) اشتهرت بين الأوساط الثقافية ضد شخصك، فواجهته بقصائد أخرى نظمها لك شعراء من أصدقائك رداً عليه، لماذا هذا الهجاء في نظرك ؟

• كتب عليّ اثر حملات إعلامية وأخذ ورد بيني وبين الإماميين في بعض الصحف، فاتخذ من القصيدة أسلوباً لمهاجمتي لكنني أطلب من أحد الرد عليه فرد الصديق مفضل إسماعيل بقصيدة، وزميل آخر أيضاً، لكنني لا أتذكر إلا قصيدة الأستاذ مفضل.

ـ أين موقعك السياسي حالياً ؟

• أنا عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وعضو اللجنة الإعلامية العليا للمؤتمر.

الوجه الآخر

ـ نخرج من عالم السياسية، اسأل : ماذا يقرأ الأستاذ نصر طه مصطفى تحديداً؟

• عادة قراءاتي تتوزع بين ثلاثة مجالات سياسية وأنا الآن أعكف على قراءة مذكرات جورج تنت مدير المخابرات المركزية في أمريكا سابقاً، وفكرية، كما أحب قراءة الروايات العربية والعالمية .

ـ تكتب في المجال السياسي فقط، رغم أنك متعدد الاتجاهات الثقافية ؟

• نعم .. اكتب في المجال السياسي رغم أني أحس أني سأكتب الرواية في يوم ما.

ـ يبدو أنك شرعت في كتابة رواية ما .

• شرعت فعلا ً

ـ هل ممكن نعرف عنوانها ؟

• لا..لا .. دعها ، شرعت قبل سنين طويلة وتوقفت .

 ـ ولا مضمونها أيضا .

• المضمون حول أجواء الحياة داخل حارات صنعاء.

ـ غبت عن الكتابة في كثير من الصحف التي كنت تكتب فيها هل أخذت (سبأ) كل الأستاذ نصر ؟

• أخذت مني جهداً كبيراً، نعم.

ـ أين الجزء الصغير إذن .

أكتب منذ سنتين بانتظام في صحيفة 26سبتمبر وبعد صدور السياسية كصحيفة يومية أكتب مقالاً لسبتمبر وأنشره في نفس الوقت في السياسية وأكتب مقالاً أسبوعيا لصحيفة الخليج والإماراتية ومقالاً أسبوعيا لمجلة المجلة السعودية.

ـ انتقلت من الحضور المحلي إلى الإقليمي .

• نعم خاصة بعد أن وصل العمل في الوكالة إلى بر الأمان.

ـ هل تقرأ الشعر ؟

• نعم . وحقيقة يُسكرني شعر الزبيري كما أحب أن أقرأ للبردوني وأي جديد للدكتور المقالح .

ـ قصيدة أعجبتك كثيراً .

• هناك ثلاث إلى أربع قصائد للزبيري كلما قرأتها أجد عيوني تمتلئ بالدمع .

ـ عناوينها

• ( كفر وإيمان ـ خطبة الموت ـ إلى وطني ـ رثاء شعب )

ـ هل تنظم القصائد أيضاً ؟

• لا..

ـ مهنة تجيدها غير العمل الصحفي.

• كتابة رأي سياسي غير قابل للنشر، وحقيقة لا أحس أني أجيد أي عمل باستثناء العمل الصحفي .

ـ أمنيتك في الحياة .

• أن يكون أولادي أفضل مني وأن أعيش مستوراً حتى ألقى الله .

ـ طموحاتك ..

• ليس لي طموحات كنت أحس داخلي منذ الثمانينات أنني سأقود مؤسسة صحفية، ومن العجيب أني كنت وأنا في سن الحادي عشر أو الثانية عشر أقوم بعمل صحف حائطية كنشاط خاص عندي في البيت وأعلقها على الجدران وأكتب عليها أسمي ممهورا بلقب رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير!!

ـ هواياتك ..

• القراءة اليومية، كما أن هواياتي اليومية الحرص على المشي راجلا ومشاهدة فيلم سينمائي غربي خاصة الأفلام الجادة إن تيسر لي ذلك للتخفيف من ضغوط العمل .

ـ أحرج المواقف في حياتك ..

• عندما لا أستطيع إنجاز عمل ما في موعده ...

ـ أصعب موقف ..

• من أصعب المواقف في حياتي عندما عرض عليّ العمل في الوكالة كنت متهيبا جداً، فعندما أبلغني فخامة رئيس الجمهورية بأنه يريد إيكال هذا العمل إليّ وأنا لا زلت عضواً في حزب الإصلاح فسألته هل معنى هذا ترك الانتماء للتجمع اليمني للإصلاح، فحقيقة كان الرئيس أكثر من شهم عندما قال أبداً أنا أريدك في هذا العمل الشخصي وثقتي بك واتخذت قراراً بعد ذلك كان من أصعب القرارات وهو الخروج من الإصلاح، تجمدت علاقتي بالإصلاح منذ العمل في الوكالة ثم اتخذت القرار خاصة بعد أن اتخذت الحكومة قرارا بتعيين رئيس الوكالة الناطق الرسمي باسم الحكومة فلم أكن أريد التناقض مع ذاتي .

ـ ولكن القرار جمد .

• القرار جمد في حينه ولم ينفذ والموضوع انتهى نهائياً والحقيقة أنه لم يصدر قرار وإنما الذي حصل دردشة في مجلس الوزراء وخبر في وسائل الإعلام..

ـ أكبر فرحة في حياتك ؟

• عندما أصبحت جداً، تهليل ابنة ابنتي تضفي علي سعادة ليس فوقها سعادة (صورتها مبروزة على مكتبه) .

ـ أنجح قرار اتخذته في حياتك ؟

• أني تجرأت على إصدار السياسية كصحيفة يومية للوكالة، وكان يدور في رأسي منذ العام الأول لترؤسي للوكالة .

ـ أفشل قرار ..

• عندما وافقت على الترشيح كنقيب للصحفيين اليمنيين .

ـ صحيفة تقرؤها بمتابعة .

• مجلة النيوزويك الأمريكية بطبعتها العربية، وأتابع الكثير من الصحف المحلية وتشدني نوعية المادة في أي صحيفة .

ـ قناة فضائية .

• الجزيرة، ثم الجزيرة الوثائقية .

ـ أعز صديق في حياتك .

• أعز أصدقائي القاضي أحمد الحجري محافظ الحديدة، ومحمد عبد الله زبارة وكيل وزارة التربية ويحي الشرفي المستشار بسفارتنا في القاهرة.

ـ شخصية تاريخية تأثرت بها ..

• محمد محمود الزبيري .

ـ هل بكيت يوماً ما بعد تجاوزك مرحلة الطفولة .

• عندما أجلس مع الوالد المناضل عبد السلام صبرة أحس أني أخرج أكثر شباباً وحماساً بسبب روحه العظيمة التي لم تخبو حتى الآن وهو في هذا السن وعندما سمعت حواره في قناة الجزيرة بكيت مرتين، وبكيت في وفاة والدي وأيضاَ عند وفاة الأستاذ عمر طرموم وفي وفاة صديقي حميد شحرة رحمهم الله جميعا.

ـ صديق عزيز أثر في شخصيتك .

• القاضي أحمد الحجري .

ـ صفة طيبة تحمدها في نفسك .

• أنام وليس في قلبي على أحد ذرة من حقد حتى الذين يشتمونني في الصحافة.

ـ صفة سيئة .

• البط ء في اتخاذ القرار .

ـ أجمل أقات اليوم

• عندما أمشي أو عندما تكون حفيدتي تهليل بين يدي، قد اقضي معها ساعة أو ساعة ونصف وأنا أتمشى معها وألاعبها بدون ملل .

 ـ هل تتناول القات .

• يومياً . للأسف الشديد .

 ـ تطربك الأغاني ؟

• نعم خاصة الأغاني التراثية اليمنية وأم كلثوم رحمها الله .

 ـ المحلية ؟

• علي الآنسي وأبو بكر سالم بدرجة أساسية .

ـ ماذا علمتك الحياة .

• علمتني الحياة أن الحكمة يكتسبها المرء من الصبر وسعة الصدر...

ـ كنقيب للصحفيين أسألك عن مهمة النقابة؟

• النقابة مهمتها أن تدافع عن الزملاء، تحمي المهنة، لكن ليس وظيفتها أن تتحول إلى شرطي يقمع أعضائها.

ـ البعض يصف دوركم فيها بالسلبي.

• هذا توصيف من لم يعجبه دور النقابة، والنقابة لم تقصر في مساندة الزملاء بما في ذلك الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء المحددة دستوراً وقانوناً .

ـ ما يتعلق بالاعتداء على الصحفيين؟

• هذا كلنا ضده، جملة وتفصيلاً ولن أتردد عن الدفاع عن أي زميل حتى ولو كنت على خلاف شخصي معه.

ـ سؤال سألتك به وكنت تتمنى ألا أسألك به .

• أسباب خروجي من الإصلاح . لا أحب الحديث عنها دائماً، وللعلم فما كتبته من نقد على الإصلاح بعد خروجي منه لم يزد عما كتبته من انتقادات وأنا لا زلت عضواً فيه.

ـ سؤال لم أسألك به وكنت تتمنى أن أسألك به .

كنت أتمنى أن تسألني عن موقفي ممن يسيئون لي بسبب موقفي السياسي وأقول لهم سامحهم الله وليس بقلبي ذرة ضغينة لهم لكن أتمنى لهم أن يتعلموا أدب الخلاف وأن يتجنبوا الإساءة الشخصية ويتعلموا محاورة الأفكار وليس سب الأشخاص .

ـ كلمة أخيرة .

أتمنى لصحيفة إيلاف كل التوفيق، وأن تكون الصحيفة الأسبوعية الأولى .

* نقلا عن صحيفة إيلاف