الثورة وأمل الشعبي
بقلم/ علاء الشعبي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 08 يونيو-حزيران 2011 04:57 م

إن الانبطاح الرهيب الذي يعاني منه الشباب في ساحات الحرية وميادين الكرامة بعد خروج صالح يقلق الكثير من أبناء الوطن الحبيب في الداخل والخارج , فبعد أن علق الملايين من المواطنين آمالهم على هؤلاء الشباب وضلوا بجوارهم أكثر من أربعة اشهر منتظرين ساعة النصر وبزوغ الفجر المنشود يؤملون أنفسهم بساعة رحيل صاحب الفخامة عن عرشه ، إلا أن الشباب وبعد أن أتيحت لهم الفرصة والتي أستطيع أن اسميها الفرصة الذهبية التي اعتقد أنها لن تعوض بأخرى أفضل منها، انبطحوا ونامت جفونهم على أصوات الزغاريد والصيحات المعبرة عن الفرحة في الساحات والشوارع والأزقة بمغادرة صاحب الفخامة ارض الوطن للعلاج وكأن الشباب بهذا قد حققوا نصرهم الكاسح الذي خرجوا من اجله وظلوا مرابطين في سبيله في الساحات طيلة الأربعة الأشهر الماضية، فما لبثوا ان عادت سكينتهم وهدوؤهم وعاد الوقار إلى ساحات الاعتصام في وقت قيلولة طويل لن يحركه من ركوده وسكونه إلا خبر عودة صالح إلى اليمن معافى صحيح البدن ، وبهذا نكون قد ضيعنا دماء شهداءنا وأوغرنا جراح جرحانا..

أيها الأحرار في كافة ميادين الشرف والحرية والكرامة لماذا هذا الخنوع والاستسلام والرضاء بالقليل؟ هل هي عادة اليمنيين الأبدية الاقتناع بالقليل والرضا بالمقسوم ؟ أم انه عيب خلقي ومرض متفشي فينا ؟ أين هو التصعيد الذي ضللنا ننشده وبقينا نمني أنفسنا به طيلة الفترة السابقة ؟ أين هو إحكام السيطرة على مرافق الدولة ومؤسساتها ؟ أم ان ما يدور الآن في الساحات هو الثورة في نظركم .. ان وجود صالح خارج الوطن هي فرصتكم الوحيدة في الانتشار والتصعيد بأعلى مستوى وأرقى أسلوب بالطرق السلمية التي تنادي بها الثورة .. أنا لا ادعوا إلى العنف أو إلى استخدام السلاح أو ما شابه , إنما طلبي هو تصعيد سلمي راقي ينتزع حق الشعب في كافة المؤسسات السيادية والهامة داخل وخارج العاصمة .. يجب ان تضيعوا على صالح فرصة التفكير بالعودة نهائيا يجب أن يتأكد أن اليمن خرجت من يده وسلمت إلى الشعب .. لا ننتظر الحلول من الخارج ولن ينقذ اليمن غير أهلها لان كل من حولنا فرحين وراضون بما يصيبنا فلا ننتظر منهم اكسير الحياة لأنه كما قال الشاعر

لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل

ماء الحياة بعزة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل

أيها الأحرار الشرفاء الحلول بأيديكم انتم.. انتم من سينقذ اليمن من هذا المأزق الخطير.. انتم أمل اليمن أرضاً وإنساناً.. فقد حررتم أنفسكم من كل الأفكار البائدة والتالفة التي ظل يغذينا بها النظام لأكثر من 33 سنة واليوم حقا عليكم تحرير اليمن التحرير الفعلي وإظهارها إلى العالم بحلتها القشيبة والتي تفخر بها أمام مثيلاتها من الدول التي خطت خطواتها الأولى في طريق التقدم والرقي انتم الأمل فلا تضيعوا الفرصة من أيديكم

(إذا كسرت البيضة بفعل خارجي فان هناك حياة أعدمت .. أما إذا كسرت البيضة بفعل داخلي فان هناك حياة جديدة سوف تخرج إلى الوجود)