الذكرى الخامسة للكرامة وآفاق الحل السياسي.
بقلم/ وليد الراجحي
نشر منذ: 8 سنوات و 9 أشهر و 8 أيام
السبت 19 مارس - آذار 2016 04:46 م

في الذكرى الخامسة لجمعة الكرامة لازال القاتل يمارس القتل ,استطاع قناص جمعة الكرامة إزهاق أرواح نحو 60 شابا ,كانوا يهتفون سلمية سلمية لكن القناص لم يأبه لأي صوت إلا صوت البندقية التي أطلقت رصاصاتها إلى رؤؤس وأعناق الشباب.

أسست التسوية السياسة بحصانتها لمرحلة جديدة وواسعة من القتل.

 كان القناص يمارس هوايته على أسطح العمارات القريبة من ساحة التغيير بصنعاء في مساحة محدودة فمنحته الحصانة آفاقا لينشر الموت في مساحات شاسعة من الأرض اليمنية,بل تعدى الحدود اليمنية وصولا إلى الجيران.

هي طبيعة اللئام يمنحون فرصة العيش فيستغلونها للعبث بحياة العامة .

نعيش اليوم الذكرى الخامسة لمجزرة الكرامة والبلد يمر في ظروف صعبة ومريرة.

 تؤكد هذه الذكرى أن الحلول السياسية للخروج من واقعنا اليمني ليس حلا في ظل بقاء القوة العسكرية المنهوبة من مؤسسات الدولة في قبضة القتلة و حصانة المخلوع .

 صحيح ان الحل السياسي أقل كلفة في الوقت الراهن كما يبدو للناس ,لكنه باهظ الثمن وتفخيخ لمستقبل العامة,وتاسيس لمرحلة عنف مستقبلية تتسع رقعتها أضعاف واقعنا اليوم .

 نحو 60 شابا انتزع القناص ارواحهم في يوم جمعة الكرامة منذ خمسة اعوام ,منح القناص حينها حصانة واتجه الناس نحو الافق السياسي فتحاوروا واتفقوا لكن القاتل وزع القناصين على طول البلاد وعرضها فتوسعة رقعة القنص وازداد اعداد الضحايا ليتضاعف الرقم من 60 شخصا الى ما يزيد عن 60 الف بين شهيد وجريح وقرابة مليون نازح ومئات المعتقلين وسلب الوطن كما سلبت ارواح 60 شابا في يوم الكرامة علاوة على ذلك دمرت المؤسسات وهدمت المنازل وهجر جمع غفير من المواطنيين , وتحولت عواصم المحافظات ومراكز المديريات الى موطن للاشباح وقنص للحياة .

حبس الأكسجين والدواء والغذاء حتى قطرة المياة في مداخل مدينة تكتظ بقرابة 5 مليون مواطن.

 اصبح للجهل صولة وجوله وغدى القلم اسير والصحافة مغلقة, والإعلام محتل والمؤسسات مغتصبة والساسة والصحفيون بين من قضى نحبه كدرع بشري وآخر مخفي لا يعرف عنه شيئ .

الحل السياسي في الحالة اليمنية فقط التقاط أنفاس للإمامة المرصعة بالفكر الإيراني لترتيب صفوفها وفرصة للحاقدين للملمة شعثهم والعودة من جديد .

لا يقتصر خطرها على جغرافيا اليمن وانما تمتد وتتمادى الى المملكة والخليج , ففي 2006م كانت المليشيا تعبث في محيط السياج الحدودي السعودي اليمني وفي 2015 م نفذت مناورة على ذات الحدود ,وبعد شهر كانت صواريخ الكاتيوشا تستهدف عمق المناطق الحدودية فضلا عن الصواريخ البلاستية التي اعترضنها منظومة الدفاعات الجوية السعودية المتزامنة مع البشائر التي كان يزفها قادة المليشيا لانصارهم بفتح مكة والمدينة .

الخلاصة أن الذكرى الخامسة لجمعة الكرامة تضعنا أمام حقيقة لا مفر منها مفادها أن آفاق الحلول السياسية على خطى تسوية 2011م مجرد منحه جديدة لتلك العصابات وبقاء القاتل حرا طليقا لمواصلة اجرامه ,مالم يتم تنفيذ القرار 2216 بشكل كامل ودون اجتزاء أو ترحيل .

وبهذه الذكرى نقول لا تقتلوا شهداء الكرامة مرتين بسكين السياسة الهشة ,وانتصروا لدمائهم بتأسيس مستقبل خالي من كل افخاخ الماضي.

  رحم الله شهداء الكرامة وكل شهداء الوطن وشفى الله الجرحى .

النصر للوطن .