سأنتخبه كي أُكمل ثورتي
بقلم/ ماجد محمد الأعور
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
السبت 11 فبراير-شباط 2012 05:21 م

مرت سنه بكل عنفوانها من عمر الثورة اليمنية الباسلة رغم ما أحيك لها من مؤامرات ودسائس ورغم إشعال نار الفتنه بين شباب الساحات ورغم تفرغ حكومة بكل حضورها وعائله بكامل تجهيزاتها لإخماد وإطفاء شعلة الشباب الثائر الا أنها ما زالت في مقتضى شبابها وبكامل حيويتها

نعم إنها ثورة القيم والأخلاق ثورة ضد الفساد والمفسدين ثوره ضد عائله قابضه على الحكم كالقابض على الجمر إنها ثورة اليمن السعيد لقد أعادت الحكمة اليمانية الى عقول اليمنيين لقد أنارت سماء الوطن بسلميتها وأذهلت الداخل قبل الخارج بسلوكها وحضارتها..

نعم فعلي صالح وحكومته قد كرسوا قصار جهدهم في تجهيل اليمنيين ونقل ثقافة سيئة عن المواطن اليمني وأساءوا لنا كثيرا نعم فهو ودبلوماسيته الهشة الهزيلة أصحاب العقول المعفنة المتغطرسة التي نقلت اضعف واهزل ثقافة لليمنيين بسلوكياتهم وتعاملاتهم اللا مسئوله لقد صنعوا صوره نمطيه متخلفة عنا أبناء اليمن بالخارج والداخل

فبخلاف ذلك أتت ثورة القيم الثورة التي أعادت لنا الاعتبار ثورة أذهلت العالم بأسره كم هو رائع وحضاري هذا الشعب المسكين لقد حطم قيود الاستبداد والحاكم المنفرد لقد أوقف كارثة كانت ستدمرنا وستصل بنا الى المجهول أنها كارثة التوريث الأبدي لأسرة عمياء وبرضاء أصحاب المعالي الذين انتهوا بمجرد خروجنا الى الساحات..

الله ما أروعك يا ثورتنا البديعة حق لنا أن نمجدك ونقدسك لقد أعدتي نبض قلوبنا بحب الوطن ..وطن الثاني والعشرون من مايو والرابع عشر من أكتوبر وها نحن قادمون على معلم تاريخي جديد وانتصار أكيد لثورة الأبطال وتحقيق أول مقصد من مقاصد الثورة انه يوم الواحد والعشرين من فبراير يوم الديمقراطية الحقيقية يوم المدنية التي ننشدها ولطالما حلمنا بها.

رغم أنني لا أحب الشخص المتفق عليه ورغم أني ابغضه لأنه من ضمن بقايا النظام الذي أهان كرامتنا وداس على تربتنا الطاهرة لكنني سأنتخبه ليس حبا فيه وإنما حبا لوطني ولإنهاء طاغية من طواغيت الزمن الحاضر

سأنتخبه حبا في تحقيق الانتصار الفعلي لثورتي المجيدة سأنتخبه لكي تحلق الدولة المدنية في سماء هذا الوطن المنهك

سأنتخبه من أجل الدماء الطاهرة التي سفكت على أرصفة الوطن الغالي

سأنتخبه من اجل جيل صاعد يعيش بحضن هذا الوطن الغالي

سأنتخبه حقنا لمزيداً من الدماء التي ستسفك ومنعا للتشطير والتقسيم الذي يسعى إليه مرضى النفوس ، سأنتخبه كي يرفرف العدل والمساواة بهذا الوطن الأغر

فواجبنا جميعا شبابا وشيبه رجالا ونساءا أن نزحف زحفا الى صناديق الاقتراع فبتصويتنا نكمل ثورتنا ،بصوتنا نصل الى الوطن الذي نريد يجب علينا جميعا ان نقف صفا واحدا وندفن حقبة الماضي وننسى كل النزاعات فالوطن بحاجة لنا جميعا مؤتمري وإصلاحي وحوثي ومشترك ومستقل فكلانا ابناء الوطن الواحد ..كلنا يمنيين يسري بنا حب اليمن فقد ترعرعنا سويا على أرضه الطاهرة وتنسمنا هواه الفواح وتدثرنا بغطائه جميعا وأستظلينا بظله ..انه اليمن الذي ينادينا جميعا كي نقف بجانبه كي نعيد الأمن والاستقرار الى ربوعه..

يجب علينا جميعا ان نطوي صفحة الماضي المؤلم وننظر الى الغد المشرق لنا جميعا فلنتوحد جميعا بيوم الواحد والعشرين من فبراير لكي نحقق مبتغانا جميعا من مواطنه متساوية وعدالة اجتماعيه سائدة ودوله مدنيه حديثة،

همسة بأذن الأحزاب..

الى كل حزب يحب وطنه أكثر من مقصده السياسي الى كل سياسي منطوي تحت حزب من الأحزاب كلكم من اليمن واليمن بأمس الحاجة إليكم اليوم دعوا خلافاتكم جانبا واجعلوا اليمن أولا فاليمن يرتطم اليوم بين أحضان ساسة غوغائيين يريدوا ان ينهشوا لحمه نهشا ، ومن كان لديه برنامج سياسي فليؤجله الى بعد المرحلة الانتقالية ويثبت تواجده ويوضح لجمهوره وللمواطنين مآربه ويبدأ بكسب ثقة المجتمع خلال تلك الفترة فالوطن يتسع للجميع دون إقصاء او تهميش واعرفوا جيدا ما يريده هذا المواطن المسكين راهنوا على المواطن بدلا عن المادة راهنوا على الحق بدلا من الزيف راهنوا على الأرض قبل السماء ..

فلنصتف صفا واحدا بيوم الانتخاب الحقيقي يوم الشرعية الشعبية يوم الاستفتاء الشعبي لرفض اسرة حاكمه انه يوم تاريخي أغر لإنهاء حكم عائله أرادت التأبيد للوطن والشعب. ولنترك مخلفات الماضي وراء ظهورنا وننطلق نحو المجد والعلا نحو اليمن الجديد فهل وعيتم الدرس يا ساستنا الأفاضل..!

كلمات ابعثها الى روح شهدائنا الأبطال..

لا ولن ننسى دمائكم الزكية الطاهرة لن ننساكم لا بمقال ولا بمقام فالتاريخ سينصفكم قبل الإنسان لقد خلدكم التاريخ سنؤلف القصص وسنحكي الحكايات لأجيالنا عن بطولاتكم

فاليمن الجديد سيدعو الله كثيرا ان يرزقه شبابا ناضجا أمثالكم نعم لقد بكت الحجر قبل البشر والجماد قبل الحي وحن القلب لفراقكم فأنتم النور للظلمة التي عشناها انتم الشموع التي اشتعلت كي تضيء للوطن ..انتم الأحياء ونحن الأموات

لن نترك دماكم تذهب سدى سنقتص من كل يد أمسكت بالزناد لرميكم برصاص الغدر سنحاكم كل قاتل فاليمن الجديد لن يسكت عن دماكم..

فوالله يا أيها الشهداء لو نعلم بطريقة أفضل للوصول الى ما كنتم تطمحون إليه من دوله مدنيه حديثه ووطن آمن ومستقر غير الواحد والعشرين من فبراير لسلكناها حتى وان كان الثمن اللحاق بكم فنفوسكم ليست أغلى من أنفسنا نحن..

فلترفرف أرواحكم عاليا بروضات الجنان...