زواج المتعة في ايران
بقلم/ يوسف عزيزي
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 13 يونيو-حزيران 2007 07:33 ص

: بالرغم من سماح المذهب الشيعي لزواج المتعة لكننا لانرى رواجا لها في كل مناطق ايران وبين جميع القوميات الايرانية. فاذا تفحصنا الامر اجتماعيا و تاريخيا لانشاهد لهذا النوع من الزواج اثرا بين الاكراد والتركمان و حتى الفرس السنة وكذلك بين العرب الشيعة الاهوازيين. ورواجها يقتصر على المناطق الوسطى من ايران وخاصة في المدن الدينية ك مشهد/ شمال شرق/ و قم /وسط/.

وفي جولة لنا في مدينة قم علمنا من بعض سكان المدينة ان افضل ميزة للنساء اللائي يتعاطن زواج المتعة هي ارتدائهن الشادور (العباءة الايرانية) بالمقلوب حيث اصبحنا نفتش عن مثل هذه النساء للتحدث معهن.

 والبعض من هؤلاء النساء يتواجدن في صحن السيدة المعصومة بنت الامام رضا و يمكن لك ايضا ان تلتقي البعض منهن في الفنادق حيث يعرفهن معظم اصحاب هذه الفنادق ويمكن ان يقد م لك النوادل او اشخاص اخرين الخدمة في التعرف على بعضهن.

 وفي احد الفنادق تحدثنا مع غولنساء وهي امرأة مطلقة من مدينة كاشان القريبة جاءت الى قم للارتزاق كما قالت لنا.

 وحول مدة عقد زواج المتعة قالت غولنساء انه ليس بالضرورة ان يستمر العقد لمدة شهر او حتى يوم و انني مستعدة لعقد مدته ساعة.

 وتدخل احد النوادل قائلا بين المزاح و الجدية: الامر المهم هو المصاري حيث بامكان الشخص ان يقضي معها عشرة دقائق دون ان قراءة صيغة النكاح.

 لكن هذا الامر لايشمل جميع نساء المتعة في المدينة حيث اكدت لنا سمية التي التقيناها بالقرب من الضريح انها لايمكن ان تتزوج مع احد الا وان يتم عقد زواج المتعة شرعيا.

 واكد لنا احمد حسيني احد الطلبة الذين يدرسون في حوزة قم الدينية ان وضع النساء اللائي يتعاطن زواج المتعة في قم تحسن بعد قيام الثورة الاسلامية قياسا بقبل الثورة حيث اخذت معظمهن يتقيدن بالمناسك الشرعية لعقد زواج المتعة.

 وعن اسباب رواج زواج المتعة في المدن الدينية و خاصة مدينة قم قال حسيني: ان وجود الالاف من الطلبة العزباء في هذه المدينة يتطلب مثل هذا الشيء.

 واضاف: انها ظاهرة تاريخية لم تقتصر على اليوم و الامس او مدينة قم و مشهد فقط بل ان الظاهرة قائمة منذ عشرات بل مئات السنين في مدينة النجف خاصة حيث تعد اكبر مركز ديني شيعي في العالم و تاريخها اقدم بكثير من مدينة قم. 

 وفي طهران قال لنا تاجر في البازار اسمه ابوالفضل رزاقي انه يعتبر المتعة ( او الصيغة كما يصفها الايرانيون) امرا شرعيا مسموح به دينيا و فيه ثواب الدنيا و الاخرة كما قال لنا.

 وقال التاجر انه يساعد بذلك الارامل اللائي فقدن ازواجهن او المطلقات و جميعهن فقدن بعولهن و مصادر رزقهن.

 وتابع رزاقي: انه يعقد زواج المتعة عادة لمدة عام حيث تكون النساء اللائي يتزوجهن بالمتعة معيلات ولهن اطفال.

 واضاف ابوالفضل رزاقي مبتسما: لاشك انني ارجح الجميلات من النساء وهذا من حقي في اختيار زوجتي بالمتعة.

 وردا على سؤالنا " هل يرجح الفتيات الباكرات على الارامل والمطلقات" قال ابوالفضل: بالطبع ارجح الاولى لكن لم تتزوجني اية فتاة بالمتعة وانا كهل بل ولم اعرف و لااسمع بزواج الفتيات الباكرات بصورة المتعة حيث يمقت العرف الشعبي مثل هذا الزواج.

وقد اثارت تصريحات مصطفى بورمحمدي ضجة كبيرة في الاوساط النسائية و السياسية في ايران حيث ادانت معظمها هذه التصريحات ولم نسمع اية اصوات موافقة الا القليل جدا. اذ ان الحكومة ايضا لم تتمكن من الدفاع عن هذه الفكرة حيث اكد غلامحسين الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية ان تصريحات مصطفى بورمحمدي هي نظرة شخصية لرجل دين و ليس لرجل دولة و وزير داخلية، نافيا وجود اية خطة للحكومة في هذا المجال.

 وقد عبر المراقبون هنا تصريحات الهام بتراجع الحكومة امام الموجة العارمة المعارضة لزواج المتعة في المجتمع الايراني وخاصة من قبل النساء. 

 والملفت للنظر ان معظم النساء الناشطات ابدين معارضتهن لزواج المتعة حيث ان الامر لم يقتصر على النساء العلمانيات او الاصلاحيات بل شمل فئات من النساء المحافظات ايضا وهذا يظهر مدى شعور المرأة الايرانية بخطورة هذا النوع من الزواج على بني جلدتهن. 

 ونكتفي هنا بنقل بعض الاراء في هذا المجال. فقد نشر موقع "بازتاب" الذي يملكه القائد السابق لقوات الحرس الثوري محسن رضائي مقالا بعنوان " زواج المتعة: طريق حل او تبرير للدعارة؟" قال فيه: ان طرح موضوع زواج المتعة يعد اسلوبا لازالة صورة المسألة بدل ان يكون حلا لمشكلات الزواج بين الشباب مضيفا: من السذاجة بمكان حل الفساد الاخلاقي المتفشي بين فئات من الشباب الايراني بهذه المشاريع.

 وكان جواب حفيد مؤسس الثورة الايرانية حسن الخميني لقناة العربية اكثر راديكاليا حيث قال بالحرف الواحد: صحيح ان زواج المتعة يتمتع بالشرعية وكان منتشرا في ايران الشيعية اكثر من أي بلد آخر لكن ماهية هذا الزواج اليوم اصبح اسوأ من الزنا!

 وننهي مقالنا بآراء الناشطة السياسية آذر منصوري الامين العام المساعد لجبهة المشاركة لايران الاسلامية التي تعد اكبر فصيل اصلاحي في ايران. 

 وقالت منصوري في حديث لها مع وكالة انباء العمال الايرانية: ان طرح موضوع زواج المتعة و مكافحة الحجاب غير المناسب والشقاوات بشكله الحالي يهدف الى حرف الرأي العام الايراني عن القضايا الرئيسية في المجالين الداخلي و الخارجي.

 واضافت منصوري: اذا يريد السادة (المسؤولون) ان يحلوا مشكلات الشباب عليهم ان يفكروا في اسباب القرارات و السياسات التي ادت الى ارتفاع اسعار السكن و المشكلات الاقتصادية في المجتمع الايراني.

 وحذرت منصوري بان "اولى تداعيات هذا المشروع الخطير هو انتهاك حقوق النساء" وقالت: فيما تسعى معظم الدول في العالم لاستقرار العدالة الجنسية في العلاقات الداخلية و الخارجية سيسدد هذا المشروع اكبر الخسائر لموقع بلادنا على الساحة الدولية. 

 ويبدو ان هذه المرة و كالمرة السابق قبل 15 عاما حين طرح الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ضرورة العمل من اجل ترويج زواج المتعة في المجتمع الايراني سيواجه الموضوع ردا حاسما بالنفي من قبل معظم فئات المجتمع الايراني

عن إيلاف