عميل سي اي ايه: هكذا عذبناهم!
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و أسبوع و 5 أيام
الجمعة 14 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:14 م

قال عميل متقاعد في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) ان معتقلا يشتبه بانه احد قادة تنظيم القاعدة قد تعرض لما بات يعرف بأسلوب الاغراق الذي يقضي بسكب الماء على وجه من يتم التحقيق معه بعد تثبيته ليشعر بانه يغرق. واضاف العميل جون كيرياكو في مقابلة اجرتها معه محطة اي بي سي الاخبارية الأميركية ان استعمال هذا الاسلوب كان مبررا. وكشف العميل السابق ان وحدته استعملت هذه الطريقة عندما تم التحقيق مع ابو زبيدة الذي يعتقد انه من احد قادة القاعدة.

وقال كيرياكو ان هذا الاسلوب قد يكون تعذيبا، الا انه يجعل المستجوب يعترف خلال ثوان قليلة.

وذكر كيرياكو انه في اليوم التالي لاستخدام الاغراق على ابو زبيدة، جاء هذا الاخير الى التحقيق وقال للمحقق ان الله زاره في زنزانته في الليل وطلب منه التعاون مع المحققين.

وذكر كيرياكو انه منذ ذلك اليوم اصبح المتهم يجيب على كل ما يسأل عنه.

عمليا، يقضي اسلوب الاغراق بتثبيت المتهم على لوحة خشبية، رأسه الى الاسفل وقدماه الى الاعلى، وتغليف وجهه بشكل شبه كامل بما يشبه كيسا من مادة النايلون، ثم يتم سكب الماء على وجهه ما يجعله يشعر انه يغرق.

وحسب كيرياكو، فان المعلومات التي ادلى بها ابو زبيدة قد ادت الى تعطيل العديد من الهجمات ولربما العشرات، واضاف العميل انه كالكثيرين من الأميركيين يسائل نفسه حيال هذه الطريقة المستخدمة. فمن ناحية قد يكون اسلوب الاغراق تعذيبا بكل ما للكلمة من معنى، لكنه من ناحية اخرى بعد استخدام الطريقة يتم الحصول فعلا على معلومات قيمة.

وأفاد عميل سي اي ايه انه يشعر بأن اسلوب الاغراق شكل خرقا، على المدى القصير، للمبادئ المتبعة في المؤسسات الأميركية، ولذلك فهو لا يعتقد ان السماح باستخدام هذه الطريقة سيستمر.

ولكن كيرياكو اشار الى انه كان لا بد من استعمال هذا الاسلوب في التحقيق لانه شعر بأنه يشكل حاجة وبخاصة بعد احداث 11 سبتمبر، ولكن مرور الزمن جعله يغير رأيه.

وتقول اي بي سي انها المرة الاولى التي يقوم بها عميل بالكلام علنا عن الطريقة التي تم بها التحقيق مع المشتبه بأنهم من قادة تنظيم القاعدة.

وتأتي هذه المعلومات فيما تحقق السلطات الأميركية في تلف سي اي ايه لاشرطة مسجلة عن التحقيق مع معتقلين يعتقد انهم ينتمون الى تنظيم القاعدة.

ويعتقد ان في احد الاشرطة لتحقيق اجري عام 2002 وتم مسحه، اعترافات للفلسطيني ابو زبيدة وهو المشتبه به نفسه الذي يتكلم عنه كيرياكو والذي تم ارساله الى معتقل جوانتانامو .

من جهتها، تقول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية انها مسحت الاشرطة للابقاء على سرية عملائها وحمايتهم، ولكن الحزب الديمقراطي يتهم السي اي ايه باستعمال هذه الحجة من اجل محو كل اثبات بالتعذيب قد يستعمل ضد الوكالة في التحقيقات.

يذكر ان الادارة الأميركية لطالما قالت انها لا تسمح باستعمال التعذيب تحت اي حجة.