التوافق السياسي على الإنفلات الأمني
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و أسبوع و 5 أيام
الأحد 27 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:22 م

من الطبيعي جـداً أن يستنتـج المتابع الحصيف ومعه المهتم بالشـأن اليمني حقيقــة التوافق السياسي والإتفـاق الأساسي بين أمـراء الحرب وقــوي الصراع على تفعيــل ثقافة الإنفــلات الأمنـي وتجسيد ظـاهرة الفوضـى اليومية التي تلازم حيــاة المواطن اليمني وترافق ظله المنحـى خوفـاً وقلقـاً أن يصطاده كـاتم صوت أو يرديه كـلاشنكوف هذا بالنسـبة للمواطن العادي والحالة أصبحت مشـروع موت حكومي تم تنفيـذه بالتوافق في كل أرجـاء الوطن بإمتيـاز أما بالنسبة للكـوادر الوطنية والكفاءات العلمية الأكاديمية والأمنية والعسكـرية فمشروع موت يومـي يتم تنفيـذه بموصفات وتمويـل إقليمـي سخي وتخطيـط دولي ويُنفـذ بدقة متنـاهية عبر خبـرات محلية تم تدريبهـا وتـأهيلهـا بالتوافــق بين المتصـارعين على كُـرسي السلطة منـذُ ما قبــل 1949م وقد حصـل مهندسو هـذا المشـروع على جائزة " ثقـافة الموت الدموية " وتربع المرتبة الأولـى بدون منافس في جنيس للأرقـام الإرهـابية " أُكــد هنا بأن كل ما يحدث من عمليات إغتيـال وذبح للتنمية"  البشـرية والقدرات الوطنية في اليمن مشـروع تم التوافق عليه بين القوى السياسية مجتمعة " التي تدير الوضع الحالي بمختلف المسميـات " حزبية , طائفية , قبلية, إيدلوجية , ظلامية الهدف الأسـاس منه تفـريغ الوطن من الكفــاءات القادرة على وضع أُسس بنـاء الدولة المدنية والحفاظ على المشـروع الحضاري الوحدوي بحيث يُتـاح المجال للقوى الظلامية الإنفـراد بالوطن وخصخصته لمصالحها الذاتية وتحقيق أهداف مشروع الموالاة الخارجي

الكل ضالع في العملية دون إستثنــاء والجميع يستورد كـاتم الصوت التركي والهايلكس القطري والإيربيجـي الفارسـي والريـال السعـودي . الكل ممن يديـروا الوضع الحالي اختلفوا على تغليب مصلحة الوطن وفشــلوا في تنفيذ مشروعات التنمية السياسية والاجتماعية والثقــافية ولكنهـم وبكل وقــاحة وقلة وطنيـة اتفقوا على نشـر الفوضى وثقـافة الموت توافقـوا على مشـروع الإنفـلات الأمنـي وصـوتوا بالإجمـاع على تمويله من أرواح الكـوادر الوطنيــة وسفك دمـاء المواطنين !! نعـم اتفقوا على تفجيـر أنابيب النفط وخطوط الطاقة الكهـربائية ومحطـات الغاز نعـم اتفقوا على إغتيـال الحياة في العاصمة السياسية صنعـاء ونشر الفوضى  في العاصمة الإقتصـادية عدن وتصديـر عسيب القبيلــي الغجـر إلى تعــز المدنية , إتفقـوا على تجريد اللواء الأخضـر من لونه السيـاحي وصبغه باللون الأحمـر ودسمـال الشيخ جلدوا أبيـن وتـركوا صعـدة غنيمة للسيـد والحديـدة تغـرق بالمجـاري والقـراصنة والضـالع تنـزف موت وحجة تكتظ بالمهـربات والوطن يترنـح على كف طاهش الإرهـاب ويتعثــر بين فكي القبيـلة والأحـزاب . وزارة الداخلية تداوم في مبنـى المجهـول والخدمة المدنية تزاول مهمة المحاصصة وزارة الدفاع تُـدافع عن المعسكـرات من منسبيها المنـازل والمليشيـات الحزبية والسياسية وزارة الكهـرباء يديـرها الكلافيـت " وبِدنا صيت ما بِدنا مكسب " يــا هؤلاء الوطن حقـاً متعب فمتـى ستغـادرون حياة المواطن غير مأسـوف عليكم ؟ ومتـى ستتفقـوا على ترك الوطن يبلسم جـراحاته ويستعيـد ثورته الحقيقيـة ورسم سياسـاته المستقبليـة دون أن تلوثهـا أيــاديكم , ألا تبت دعـونا أيها السـاسة النخـاسة وأذهبــوا ,, أما زلتـم تخافون علينـا من الصـوملة ؟ ربمـا توافقتــم على هذه العبـارة المفـرغة . ولكنــا الأن اصبحنـا مقتنعيـن مواطنيـن ووطن بـأن طلاقكم من قُبل الشعب اليمنـي بـات من الواجبـات الشـرعية فكـونوا بمقـام " الأرملـة " ولكم علينـا حق الرعاية حكومة , وحكومة ظل قبيلة فلم يعـد جـائزاً للشعب الارتباط بكم فالعــلاقة أصبحت غير مشـروعة فلم تعـودوا تنجبــوا من رحم السـلطة إلا الفوضى والمحاصصة ومعـانات المواطن وها أنتـم قد توافقتــم قبحــاً وظـلامية على مشروع الإنفـلات الأمني وإجبـار الوطن على الإعتـراف بالأمر الواقع . فمن حقـاً كشعب يعيش حياته اليوميـة بين الخوف والظلام ومشاهدة مسلسلات الموت ومسرحيـة الزعيــم النـادر والثــائر التــاجر أن نتوافـق على وثيقـة الطـلاق النهـائي وفك الإرتبـاط بكم فصلاحيـاتكم تجـاوزت أفعـالكم الإجـرامية .. فلتـذهبـوا غير مأسـوف عليـكم

Alsawrqi@hotmail.co.uk

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
عبدالفتاح … المفكر القائد والاديب المنظر
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد معافى المهدلي
سباعياتٌ في بعض أحكام الفقه الواجب كتمها
د. محمد معافى المهدلي
كتابات
سالم محمد الجابريحضرموت تقتل !!
سالم محمد الجابري
جلال أحمد الحطامصالح والأكشن
جلال أحمد الحطام
د. محمد حسين النظاريالعزل للجميع
د. محمد حسين النظاري
أحمد غرابكلفوت الصيني
أحمد غراب
د  عبدالله الحاضريالصين وكلفوت..!
د عبدالله الحاضري
مشاهدة المزيد