توجيهات حوثية بطرد سكان مباني الأوقاف في صنعاء وتسليم مفاتيحها لمشرفي الجماعة الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي مصادر حكومية تكشف عن المهمة الرئيسية لزيارة الرئيس العليمي لـ حضرموت وتفاصيل الاتفاق الاخير مع المليشيات السعودية تعلن اقترابها من المشاركة في صنع واحدة من أشهر «المقاتلات الأوروبية المتطورة» أسعار الذهب اليوم في اليمن بالعملتين القديمة والجديدة مشرف حوثي يقتل بالدهس أحد المواطنين بمدينة ذمار بسبب كلمة عابرة تفاصيل لقاء عقده الرئيس العليمي في القصر الجمهوري بحضرموت مكتب المبعوث الأممي يعقد اجتماعا في المكلا حضره 70 مشاركا رسميا.. تحديد موعد ومكان تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل الطفلة حنين البكري ماذا حدث لهجمات الحوثيين على السفن بعد استهداف إسرائيل ميناء الحديدة؟
السلامُ عليك يا أرض شيخ الإسلام، ورحمة الملك العلاَّم، أيها الحضور الكرام، في دمشق الشام.
يا دمشق، ماذا تكتب الأقلام؟ وكيف يرتب الكلام؟ وماذا نقول في البداية والختام؟
في دمشق الذكريات العلمية، والوقفات الإسلامية، والمآثر الأمويّة.. وفيها يرقد ابن تيمية، وابن قيم الجوزية. وفي دمشق حلقات الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية.
يحقُّ لحسان أن ينوح على تلك الأوطان، ويسكب عليها الأشجان.
تذكرك دمشق بمعاوية بن أبي سفيان، وعبد الملك بن مروان، وبني غسان، والشعر والبيان، والمجالس الحسان. دمشق سماء زرقاء، وروضة خضراء، وقصيدة عصماء، وظل وماء، وعلو وسناء، وهمة شماء. ما أبقى لنا الشوق بقية، لما سمعنا تلك القصيدة الشوقية، في الروابي الدمشقية.
في دمشق أكباد تخفق، وأوراق تصفق، ونهر يتدفق، ودمع يترقرق، وزهر يتشقق.
دخلنا دمشق فاتحين، وصعدنا رباها مسبحين. فدمشق في ضمائرنا كل حين، وهي غنية عن مدح المادحين، ولا يضرها قدح القادحين.
آه يا دمشق.. كم في ثراك من عابد، كم في جوفك من زاهد، كم في بطنك من مجاهد، كم في حشاك من ساجد. أنت يا دمشق سفر خلود، وبيت جود، منك تهب الجنود، وتحمل البنود. يصنع على ثراك الأحرار، ويسحق على ترابك الاستعمار، ويحبك يا دمشق الأخيار؛ فأنت نعم الدار. تقطع إليك من القلوب التذاكر، من زارك عاد وهو شاكر، ولأيامك ذاكر، يكفيك تاريخ ابن عساكر، صانك الله من كل كافر.
في دمشق روضة العلماء، وزهد الأولياء، وسِحْر الشعراء، وحكمة أبي الدرداء، وجفان الكرماء.
في دمشق عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، والملك الزاهد، والولي العابد، يطارد الظلم والظالمين، ويحارب الإثم والآثمين، فيذكِّر الناس بالخلفاء الراشدين، ويعيد للإسلام جماله في عيون الناظرين. في دمشق براعة ابن كثير، وعبقرية ابن الأثير، وتحقيق النووي، وفطنة ابن عبد القوي.
يكفيك أيها الشام السعيد أن فيك القائد الفريد، والبطل السديد، خالد بن الوليد. سيف الله الهمام، كاسر كل حسام، أغمد في الشام، السلام عليك يا أبا سليمان، يا قائد كتيبة الإيمان، ويا رمز كتيبة الرحمن.
صحح الألباني، المحدث الرباني، أحاديث في فضل تلك المغاني.
وأول أبيات في الأغاني، لأبي الفرج الأصبهاني، في وصف دمشق وتلك المباني.
وقد نسي ابن كثير نفسه، وملأ بالمدح طرسه، لما تحدث عن دمشق، فقلمه بالثناء سبق، وبالإطراء دفق. وحار الحكماء في وصف دمشق وطيب هوائها، وعذوبة مائها، واعتدال أجوائها، وذكاء علمائها، وبلاغة خطبائها، وتقدم شعرائها، وعدل أمرائها، وجمال نسائها، حتى إن بعض العلماء ذكر أن دمشق أم البلدان، وأنها في الدنيا جنة الجنان.
دخل دمشق الصحابة، كأنهم وبل سحابة، أو أسد غابة، فلقيتهم بالأحضان، وفرشت لهم الأجفان، فعاشوا على روابيها كالتيجان. في دمشق فنون وشجون، وعيون ومتون، وسهول وحزون، وتين وزيتون. دمشق جديدة كل يوم، وهي حسناء في أعين القوم، وقد بكى من فراقها ملك الروم. إذا دخلت دمشق تتمايل أمامك السنابل، وتتراقص في ناظريك الخمائل، وتصفق لقدومك الجداول، وترحب بطلعتك القبائل. دمشق أعيادها يوميّة، وأعلامها أمويّة، وأطيافها سماوية، وبسيوف أهلها محميّة.
دمشق في الحسن مفرطة، وبجواهر الجمال مقرطة، وفي الطقس متوسطة.
الجمال دمشقي؛ لأنه لا بد له من روضة فيحاء، وخميلة غناء، وحبة خضراء، وظل وماء. والحب دمشقي؛ لأنه لا بد له من أشواق مسعفة، وأحاسيس مرهفة، وألمعية ومعرفة.
كُتب في دمشق تاريخ الرجال، وسُطر في دمشق تهذيب الكمال، وألف الذهبي في دمشق "ميزان الاعتدال"، واحتسب ابن تيمية في دمشق الرد على أهل الضلال، وأرسل لنا المتنبي من الشام تلك القصائد الطوال، وذاك السِّحْر الحلال.
في دمشق رسائل الياسمين، ودفاتر اليقطين، ومؤلفات النسرين، للحمام بها رنين، وللعندليب بها حنين، كأنها تقول: ادخلوها بسلام آمنين.
ليس لدمشق الشام دين غير الإسلام؛ فُطرت دمشق على الإيمان؛ ولذلك طردت الرومان، ورحبت بحملة القرآن. ليس لقيصر الروم في دمشق قرار، ولذلك ولى الأدبار، ولاذ بالفرار؛ لأن الدار دار المختار، والمهاجرين والأنصار.
في الشام يرقد سيف الدولة الملك الهمام، وابن نباتة خطيب الأنام، وابن قدامة تاج الأعلام، وأبو فراس الحمداني الشاعر المقدام. وفي دمشق سكن الزهري المحدث الشهير، والأوزاعي العالم النحرير، والبرزاني المؤرخ الكبير، والسبكي القاضي الخطير.
أتانا من دمشق كتاب رياض الصالحين، وكتاب روضة المحبين، ونزهة المشتاقين، وكتاب عمدة الطالبين، وكتاب مدارج السالكين، وكتاب أعلام الموقعين.
فسلام على دمشـق في الآخـرين.