البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بتيفاني إبنة الرئيس الأمريكي؟ صراع الأغلبية وقلب الموازين بمجلسي النواب والشيوخ بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية اكتساح جمهوري لمجلسي الشيوخ والنواب.. آخر النتائج في اجتماع استثنائي.. الحكومة الشرعية تناقش خطة انقاذ اقتصادي تمهيدا لإقرارها وتشدد على مواصلة ضبط المتلاعبين بالعملة
رحيل الشيخ الزنداني
محاولة لرؤية نصف الكوب المملوء
رأيت الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله لأول مرة في القاهرة في جامع الدكتور مصطفى محمود في حي المهندسين في يوم جمعة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وكنت خلالها طالباً في جامعة القاهرة ومن ساكني شارع الحسين القريب في المهندسين.
كنتُ أتأمل الدكتور الشهير مصطفى محمود في حديقة الجامع وأعجب لتلفّته وحركة يديه أثناء صلاته حين صعد الشيخ عبدالمجيد الزنداني فجأةً منبر المسجد ليخطب خطبة الجمعة.
ربما أكون قد اندهشت لوهلة فهذه أول مرة أرى فيها يمنياً يخطب جمعة جامع الدكتور مصطفى محمود الإستراتيجي في قلب القاهرة وفي وقتٍ تشنُّ فيه الدولة المصرية حرباً على التيارات أو الجماعات الإسلامية وخصوصاً الإخوان!
في العادة ، كان خطباء جامع مصطفى محمود هم أحسن خطباء مصر وكانوا يتناوبون الخطابة جمعةً بعد جمعة واحداً بعد الآخر ، وكان من أبرزهم عبدالصبور شاهين ووكيل لوزارة الأوقاف لا أتذكر اسمه كان شديد البلاغة والاقتضاب.
من عادتي أن أعدّ الأخطاء اللغوية لخطباء الجمعة ، وما تزال هذه السجية حتى اليوم وقد أورثتها ابني وضاح ، رغم أن آخر جمعة حضرتها في صنعاء كانت منذ 7 سنوات بعد أن أصبحت صلاة الجمعة منبراً للصرخة وثكنةً لاستعراض السلاح وفجاجة السياسة!
في جمعة القاهرة تلك في ذلك اليوم اكتشفت أن الشيخ الزنداني لم يخطئ خطأً لغوياً واحداً فحمدتُ له ذلك!
وفي ظني أن تلك هي أول قطرة في نصف الكوب المملوء لهذه الشخصية!
وكانت ثاني قطرة هي كاريزما طوله الفارع بعمامته الإبّية ولحيته المحنّاة
لم أكن يوماً من المهتمين أو المعجبين بالشيخ الزنداني
كما لم أكن كارهاً له!
ربما لأن اهتمامي كان منصباً على الشعراء والأدباء في العالم العربي وتاريخ آدابه.
لكنني ربما احترمت مثابرة الرجل ودأْبه في مجال اهتمامه وتلك هي القطرة الثالثة في نصف كوبه المملوء .. واحترمت أكثر بعد تأمّل احتفاظه بمبادئه وعدم تحوّله طوال مايقرب من سبعين عاماً وهي الفترة التي غيّر فيها كثيرون أفكارهم من النقيض إلى النقيض خصوصاً في أحزاب اليمن وزعمائه وقادته درجة الانقلاب على الجمهورية والوحدة والمستقبل!
ولذلك ،فإن الثبات على المبدأ في ظني هو السمة الأهم في هذه الشخصية ولعل ذلك أن يشكل القطرة الرابعة في نصف كوبه المملوء!
هذه كانت نظرة طائر عن نصف الكوب المملوء لهذه الشخصية .. نظرة طائرة وسريعة!
فماذا عن نصف الكوب الفارغ!؟
لن أتحدث عن نصف الكوب الفارغ لهذه الشخصية الإشكالية شديدة الحيوية والنشاط! لا المناسبة تسمح ولا أنا مهتم أساساً بأنصاف الأكواب الفارغة وتتبّعها!
ثمة ما يشغلني!
ثم إن البلاد أصبحت كوباً فارغاً من الرجال المحترمين والأحلام الكبيرة هذا إذا كان الكوب ما يزال موجوداً!
رغم ذلك ، يمكن القول أن لكل واحدٍ منا نصف كوبه الفارغ!
وكل شخصية اعتبارية كبيرة أو صغيرة في العالم كله لها نصف كوبها الفارغ ونصف كوبها الممتلئ.
لكنني تمنيت لو أن الشيخ الزنداني رحمه الله ذهب إلى تركيا راضياً لا مجبراً وقبل سنواتٍ أبعد ليشاهد تجربة حزب وزعامة وتسامح واختلاف وتباين ونجاح ربما لأضاف ذلك إلى تجربته وفكره ، وإلى علاقته تحديداً بالسياسة وبالأجيال والمستقبل.