الى الفئة الصامتة 1
بقلم/ مجدي منصور
نشر منذ: 13 سنة و يومين
الإثنين 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:07 م

إن بعضا من الفئة الصامتة، للأسف، تتحول إلى رادات سريعة الالتقاط لكل التهم التي يوجهها النظام إلى الثورة وإلى المنضمين إليها! لأن بعضا من هذه الفئة، وليس أغلبها، تجد في هذه الشبهات حول الثورة أعذارا تعفيها من الانضمام إلى الثورة، وتبريرات جاهزة لتخاذلها وسكوتها! ولذا سريعا ما تلقف هذه الشبهات وكثيرا ما ترددها، وكلما زادت جرائم النظام، شعرت هذه الفئة بالخجل من تخاذلها مرة أخرى، فيمدها عبده الجندي بعد كل جريمة بما يستر هذه العورات!

وبالتالي فإن هذا النظام عندما يحاول "أن يستر جرائمه" يعتمد على جزء من الفئة الصامتة التي تبحث عن أعذار ومببرات لصمتها!

هذا الجزء من الفئة الصامتة لا تدافع أبدا عن النظام، ولكنها تدافع عن نفسها! تدافع عن صورتها "صورة الصمت والتخاذل"، فتغالط غيرها، وتحاول أن تقنع نفسها بأن الأمور قد التبست عليها، واختلط الحق بالباطل، فآثرت الصمت والسكوت! ولأن النظام هو باطل بلا شك، فلا بد لها من إثارة الشبهات حول الثورة، لتؤكد على اختلاط الأمر، والتباسه!

هذه الفئة تريد أن تحسن صورتها "صورة الصمت والتخاذل"، وأقصر الطرق هو تشويه صورة الثورة!

نقول لهذه الفئة، إن الصمت والسكوت، خير من إيذاء الثورة، وأن أعذار عدم الانضمام إلى الثورة هي أقبح من ذنب الصمت!

مع احترامنا وتقديرنا لجزء آخر من الفئة الصامتة، جزء كبير، يرفض كل الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام، وننتظر انضمامه العلني إلى الثورة، ونتناول معه هذه الشبهات:

الشبهة والإسطوانة المعروفة 1:

لو لم ينضم الفاسدون إلى الثورة!

أولا:

لا توجد ثورة في العالم نقية خالية من الفاسدين والطامعين! وبالتالي علينا أن ننظر إلى أهداف الثورة ومطالبها ومسارها، وليس إلى بعض الشخصيات التي دارت الشبهات حول نيتهم أو فسادهم، هذا لو فرضنا أنهم فاسدون! علينا أن نحمي الثورة ونظل نراقب مسارها، لا أن نكيل التهم لبعض المنضمين إليها ونشكك في نياتهم!

فهل يعقل مثلا أن نترك الإسلام لأن فلان الفاسد أعلن إسلامه! أو أن نترك الصلاة لأن ذلك السارق أو الفاسد يصلي!!

ثانيا:

إذا فرضنا أن الثورة فيها عدد من الفاسدين أو بعض الفاسدين، فإن رموز النظام كلهم فاسدون، أو أغلبهم على الأقل!

ثالثا:

وإذا فرضنا أن الثورة فيها بعض الفاسدين فإن فيها عشرات الآلاف من المخلصين، الذين يقدمون في كل يوم دمائهم رخيصة لنيل أهدافهم النبيلة، وسيظلون على استعداد للتضحية بعد انتصار الثورة، وبعد بعد انتصارها، ليحموا أهداف الثورة، والحيلولة دون انحراف مسارها! وقد عاهدونا أنهم سيبقوا في الساحات بعد إسقاط النظام كليا، وذلك ليراقبوا مسار الثورة!

بينما لا نجد عند أنصار النظام إلا أغلبية ساحقة فتحوا جيوبهم كل جيوبهم لينهبوا الخزينة التي فتحت على مصراعيها!

رابعا:

الثورة وشباب الثورة هم الذين طالبوا في أول الثورة الشخصيات العسكرية والقبلية بالتخلي عن النظام، هم الذين طلبوا من مسؤولي الدولة الانضمام إلى ثورتهم! لأنهم يدركون أن انضمام أكبر قدر من شرائح المجتمع ورموزه وقياداته العسكرية والسياسية والقبلية سواء الفاسدين أو الصالحين، وتخليهم عن النظام، سيجعل من الانتصار قليل التكاليف، ومن السلمية خيار الثورة، فاستجاب الكثيرون، ورحب شباب الثورة بانضمام هؤلاء، وفرحوا بهم كثيرا! فكيف يتحجج البعض أن صمته هو بسبب انضمام بعض هؤلاء! أليس انضمامهم مطلب من مطالب الثوار، ليس مطلب الثوار الذين في منازلهم، وإنما مطلب الثوار الذين كانوا في الساحات ينادونهم بالانضمام ليلا ونهارا خاصة عندما كانوا لوحدهم في الساحات، يتهددهم الاقتحام في كل الأوقات!!

خامسا:

ألم يلاحظ البعض أن كل من خرج من عباءة النظام "بعد جريمة جمعة الكرامة"، التي لم يعهدها اليمنييون! كان ينعته النظام: بالفاسد!! ويصب كل مواده الإعلامية لتشويه صورهم! فكيف انساق البعض لهذه الحملة! التي نعرف أن غرضها الافتراء والكذب على كل من تخلى عن النظام وانضم إلى الثورة!

من الطبيعي أن يكون النظام ورأس النظام في منتهى الغضب والعصبية عندما يجد قادة عسكريين كبار قد انضموا إلى الثورة، ومن الطبيعي أن يغضب النظام من كل المشائخ الذين انضموا إلى الثورة، وينهال عليهم بالشتم والسباب، وإلصاق الفساد بهم! ولكن كيف ينجر البعض لما يريده النظام!

خامسا:

الثورة ما زالت تطالب بقية القيادات العسكرية والأمنية والسياسية بالانضمام إليها، سواء الفاسدين منهم أو الصالحين، لأن الفساد الأكبر، هو البقاء مع هذا النظام المتهاوي، وشفط النفط والغاز معه بصورة هستيرية لم يسبق لها مثيل، الفساد الأكبر هو البقاء في صف المنتحر، هذا المنتحر الذي يريد أن ينتحر بثروات البلاد وبترسانتها العسكرية، الفساد الأكبر، هو الوقوف في وجه تيار التغيير وفي وجه أحلام اليمن الجديد، الفساد الأكبر هو تكليف الثورة مزيدا من سفك الدماء!

الفساد الحقيقي هو أن يردد البعض إسطوانة "الفاسدون الذين انضموا إلى الثورة"، ويتجاهلون كبار الفاسدين الذين لم ينضموا إلى الثورة يقتلون شباب الثورة!

نطالبهم بالانضمام، ولكل مرحلة من مراحل الثورة أبطالها! وكأن الله أخر الثورة، لأنها تنتطر أبطالا جدد، يريد الله لهم الخير!

سيقول لكم النظام عندما تتخلون عنه، بأنكم أكبر فاسدين، وسيحرض بعضا من الفئة الصامتة، لتردد هذه الاسطوانة، وسيقول النظام بأنه يتطهر منكم! حينها اعلموا بأنكم أصبحتم جزء حقيقي من الثورة، وكل من ينضم إليها سيتعرض للأذى! وحينها قولوا للنظام: نعم لقد تطهرت منا، لأن الثورة ستحاكمك وقد أصبحت مطهرا من كل من فيه مثقال ذرة من إيمان!

سادسا:

إن كبار الفاسدين الذين لا خير فيهم، اطمئنوا لن نراهم في صف الثورة، بل لا يمكن لهم أن يتركوا هذا النظام، وينضموا إلى الثورة، لأن هذا النظام قد فتح خزينة الدولة على مصراعيها، وأصبح له حصة كبيرة في ميزانية دولة جارة، ميزانيات هائلة للمطبلين والمزمرين، بل وصل الأمر أيضا لأن تفتح للقتلة والمجرمين!

إن الذين لم ينضموا إلى الثورة من النظام وبقوا في صفه تماما، هم شجرة الفساد بل هم جذور الفساد، وعلينا ألا نصرف أنظارنا إلى ترهات أخرى، هؤلاء هم مصنع الفساد، الذين ينتجون الفاسدين!

هؤلاء الذين لم يستفيدوا من طول الثورة، وأصروا وكابروا، هؤلاء هم من نريد رحيلهم ومحاكمتهم، هؤلاء هم هم السبب في التكاليف الباهظة للأرواح في هذه الثورة!

هؤلاء هم من مارسوا خلال أشهر الثورة أكبر عملية فساد على الإطلاق في تاريخ اليمن! بل ربما إذا استيقظ شعبنا الجار في المملكة فإنه سيحاسبهم أيضا، لأنهم شفطوا أيضا كثيرا من ميزانية المملكة، في شراء أسلحة وذمم وشهادات زور أثناء الثورة.

لقد نجح النظام في لفت أنظار البعض إلى "منضمون فاسدون إلى الثورة"، وصرفنا عن النظر إلى الفساد الحقيقي، وهو أن الفساد الحقيقي هو في أولئك الذين بقوا مع النظام وفي عبائته بعد الجريمة يطبلون له ويخدمونه! وينزفون مختلف ثروات البلاد، الفساد الحقيقي هو استمرار المسؤولين في خدمة هذا النظام بعد مجارزه في تعز وفي القاع وفي شارع الكهرباء وفي غيرها!!!

بل وصل فسادهم وتبذيرهم المالي أنهم يستخدمون ذخائر آر بي جي لقنص المتظاهرين بدلا من حبة رصاص!!! وشعارهم: إذا كانت المملكة هي الممولة، فسنقذف القذائف بغير حساب! ولذا وصل التملق إلى شخص صالح درجات عجيبة: "أنت نبي"، من "الخلفاء الراشدين"، "أنت من ستسقي رسول الله من الحوض الشريف وليس هو من سيسقيك"!!!! وآخرها"مشائخ ووزراء الدولة لا يسوون حذاتك"!! هذه كلها لأن الأموال والملايين المعروضة أفقدت المنافقين والفاسدين عقولهم! وأوصلتهم إلى أسفل درجات التملق وأعلى درجات الفساد!

ولكن أخطرها هم أولئك الذين افتروا على الله الكذب! وجعلوا للإيمان تعريفا جديدا! ليس الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته، إلخ.. وإنما أصبح الإيمان هو الإيمان بصالح وأبناءه ونظامه وحرسه وأمنه، إلخ...

سابعا:

في بداية الثورة لم يكن علي محسن قد انضم، ولم تكن الأسماء القبلية الكبيرة قد انضمت، فهل انضمت الفئة الصامتة التي تقول اليوم بأن انضمام علي محسن كان وراء عدم انضمامها، لا، إن هذه الفئة لم تنضم في أول الثورة، وكان لها أعذار أخرى حينها، هل تذكرونها!:

شباب الثورة يزعجون سكان الحي!

الثورة تستقدم أطفال وتقحمهم في السياسة!

لا يمكن ثورة في اليمن، فالشعب اليمني مسلح!

الثورة رائعة، وهاهي قد جعلت صالح يقدم نظام برلمانيا، فلماذا لا نستجيب لمبادرته!

هؤلاء الشباب سيذهبون باليمن إلى المجهول!

فهذا الجزء من هذه الفئة في كل مرة تقدم أعذارها، وإذا كان النظام قد قال عن الشباب: أنه طاهر لولا انضمام الفاسدين، فهل تذكرون أول صفة وصف بها الشباب قبل انضمام الشخصيات الكبيرة إليهم: لقد قال لهم صالح: أنتم تدارون من تل أبيب!!!!! وفجأة بعد انضمام قوة عسكرية وقبلية لتحميهم، أصبحوا طاهرين، وأنهم على حق لولا انضمام هذا وذلك!!

الإسطوانة 2

هذا صراع وحقد شخصي!!

أولا:

إن النظام يقوم بتغيير التهم التي يوجهها للمنضمون إلى الثورة بحسب الظروف، ففي البداية وجه اتهامه إليهم، بأنهم خائفين وجبناء، خافوا من الثورة ومن هيجانها، و"اختظلت ركبهم"، فهربوا إلى الأمام، واعلنوا انضمامهم، خوفا من انتصار الثورة الذي كان حينها مرتقبا!!

ولكن بعد أن طالت الثورة، تبين زيف هذا الاتهام، وتكشف أن بعض هؤلاء المنضمين، لم ينضموا لمجرد خوف أو جبن! وأنهم بقوا في صف الثورة وصامدين معها! وقابلين لمسيرة الصمود في مسيرة الثورة، وأصبحت منازلهم ومصالحهم عرضة للقصف المستمر! حينها، أدرك النظام بأن تلك التهمة الكاذبة لم تعد قابلة للترديد، فسريعا ما غير اتهامه، وقال بأن هؤلاء لديهم حقد شخصي على النظام! وأن الثورة هي مسألة صراع!!

ثانيا:

من المضحك أن يتحدث النظام عن حقد الآخرين!!!

النظام هو من يحقد على كل شيء في الثورة!

فمجزرة الكرامة، كانت حقدا دفينا على شباب الثورة!

قصف الحصبة بمختلف الأسلحة، حقد دفين على المشائخ الذين انضموا إلى الثورة، قصف مقرات الفرقة الأولى مدرع، حقن دفين على العسكريين الذين انضموا إلى الثورة!

بل لقد حقد هذا النظام حتى على المعاقين عندما أحرقهم في خيمهم في تعز!!!!

بل لقد حقد هذا النظام على نساء الثورة، عندما أساء إليهن رأس النظام في إحدى خطاباته، ثم بدأت عمليات القتل والاختطاف تنالهم!! بل لقد وصل حقد النظام حتى على الطبيبات! ونذكر جميعا قصة الطبيبات الأربع التي خطفهن!!!!

حقد هذا النظام حتى على الأطفال، وبدأ في أول الثورة بانتقاد وجودهم في الساحات حقدا على الزينة التي أضافوها للساحات ولسلميتها! ثم انتهى الأمر بقتلهم، معتقدا أنه بذلك سيمنع وجودهم الرائع في منصات الثورة!!

إذن، هذا النظام هو من يحمل حقد على كل الثورة، على شبابها ونسائها وأطفالها! على العسكريين والشيوخ، على السياسيين والأحزاب، على الطبيبات والأطباء، على الصحفيين! فما أسخف أن يقوم هذا النظام بعد كل هذا الحقد على كل شيئ، أن يتحدث عن حقد البعض عليه!

الإسطوانة 3

تأخرت الثورة، تأخر النصر، بسبب انضمام البعض إلى الثورة!!!!!

أولا:

تأخير الثورة، هو قدر من أقدار الله، نأمل أن يكون فيه الخير، كل الخير لليمن، وفيها حكمة إلهية لن نستوعب كل أبعادها!

ثانيا:

في سوريا ولفترة طويلة، لم تكن لديهم أي معارضة منضمة، ولم تكن لديهم لأشهر عديدة جيش منشق يدعم الثورة!!! ماذا كانت النتيجة!!!! هل حسمت الثورة؟

وإضافة لهذا، ماذا قالت الدول العربية لسوريا؟ هل قالوا لبشار إرحل! لا، وإنما ما زالوا لليوم يقولون له أن يقوم بإصلاحات!!!!!!!!

وبالنسبة لليمن هذا جدول زمني بسيط:

1) عندما كان الشباب لوحدهم في الساحات:

أمريكا: لا يمكن أن يرحل صالح أو النظام، ولا بد من حوار حول إصلاحات، فاليمن مختلفة!!!!

رأس النظام: "هؤلاء يداروا من تل أبيب"

2) بعد انضمام المعارضة بقوة:

بدأ صالح يتحدث عن تعديل النظام من نظام رئاسي إلى نظام برلماني!!!

3) بعد انضمام الجيش وكبار المشائخ

الخليج يقدم مبادرة فيها تنحي صالح !!! وأمريكا تؤمن بأن هناك عهدا جديدا!

ثالثا:

الذين يرددون الإسطوانة التي يمررها النظام: " الفاسدين انضموا إلى الثورة، وأخروا الثورة"، هم بتقديرنا من أخروا الثورة، وأثاروا حولها الشبهات، وأوجدوا للكثيرين الأعذار للتخاذل والصمت بحجة أن الأمور قد التبست عليهم!!!

رابعا:

إن تأخير الثورة بلورت كثيرا من المفاهيم حول اليمن الجديد، وتبلورت في الساحات وفي غيرها خطوط عريضة للقضية الجنوبية، شكل الدول المدنية، وغيرها من القضايا المهمة، والتي ربما كانت ستكون لها آثار سلبية لو انتصرت الثورة مبكرا!!!

خامسا:

انضمام الفرقة والمشائخ والمعارضة، كانت له فائدة إلى شباب الثورة، من أهمها: أنه بعد أن كان النظام يكيل الشتائم والسب إلى شباب الثورة، ويتهمهم بالعمالة "يداروا من تل أبيب"، أصبح بعد انضمام الفرقة والمعارضة والمشائخ يسميهم: الشباب الطاهر لولا أن انضم إليهم هذا وذلك!

 

الإسطوانة 4

المعارضة تحرض الشباب تزج بهم إلى المسيرات!

 أولا:

هذا استخفاف بالشباب اليمني، واستخفاف بالعقول:

أليس الزحف هو مطلب الشباب من اليوم الأول! هل نسينا أنهم في ثورة سلمية، وأنهم لا سلاح لهم، سوى المسيرات والزحف نحو مؤسسات الدولة، ولذا كانوا دائما يطالبون بمسيرات إلى مؤسسات الدولة المختلفة!

ثانيا:

الشباب اليمني كما هو شباب الربيع العربي، هو اليوم من يحرض الجميع على إسقاط النظام وبناء نظام مدني ديمقراطي جديد، ولا يوجد من يحرضه، وإنما هناك من يتبعه ويدعمه!

الشباب هم من شجعوا المعارضة للانضمام إلى الثورة! أما المعارضة فلم يكن لديها قبل الثورة سوى أسلوب واحد، وهو الحوار والحوار والحوار مع النظام إلى ما لا نهاية وإلى غير نتيجة!!! المعارضة هرمت وهي تتعامل مع النظام المتسبد بأسلوب ضعيف!

لنفرض أنه لا يوجد مع الشباب قيادات عسكرية أو معارضة! هل سيبقون في ساحات دون أن يخرجوا في مسيرات تصعيدية!!

ثالثا:

إن زيف هذه الاتهامات، تتكشف عندما نلاحظ أنها تتناقض:

في المرة الأولى:

هل تذكرون الركود الذي أصاب الثورة في أول ظهور "للمبادرة الخليجية"، وظلت الساحات هادئة تنتظر نتائجها، ماذا قال البعض:

 قالوا إن المعارضة والأحزاب تمنع الشباب من الزحف نحو المؤسسات! وأن المعارضة تريد تسوية سياسية ولا تريد حسم ثوري! وتكالبت التهم والشتائم إلى قادة المعارضة باعتبارهم يريدون ثورة من غير تضحيات، ويريدون حلا عن طريق المبادرة!!

انهالت الانتقادات إلى المعارضة متهمين إياها بكبح جماح شباب الثورة المتهيئون للزحف! بل وصل الأمر إلى تسريب اتهامات بأن علي محسن "قائد الفرقة الأولى مدرع" متحالف مع صالح، ويمنع الشباب من الزحف!!!

ثم فجأة عندما عاد الزخم الثوري أقوى، وبدأت المسيرات تخرج خارج نطاق الساحة وحماتها! وانهال عليها النظام بكل أساليب الإجرام والقمع، حينها، ماذا قالت تلك الفئة! ماذا قالت نفس الفئة التي كانت تقول إن المعارضة والقيادات تمنع الشباب من الزحف! قالت هذه الفئة: إن المعارضة تدفع بالشباب إلى الزحف والمسيرات! وكلها محاولات للفتنة بين الشباب وقيادات الأحزاب!

رابعا:

إذن ما هي علاقة الشباب والقيادات السياسية:

حكمة موجودة عند القيادات السياسية، واندفاع موجود عن الشباب! فحكمة القيادة السياسية تمنع من تحول اندفاع الشباب إلى تهور! واندفاع الشباب يمنع حكمة القيادات السياسية أن تتحول إلى خنوع! وبالتالي فإن تلاقح هاتين الصفتين ينتج لنا وسطية رائعة، والحقيقة أن القيادات السياسية أصبحت اليوم تملك إقدام الشباب بعد أن كادت تهرم، وأصبح الشباب اليوم يملكون حكمة السياسيين! وهذا هو الذي أنبتته ساحات التغيير والحرية!

لذا نجد بأن الاتهامات تكشف نفسه ببنفسها ! فتارة المعارضة تحرض الشباب كما هو الآن، وتارة المعارضة تمنع الشباب من الزحف!!!! تارة المعارضة تريد ثورة بدون تضحيات، وتارة المعارضة سعيدة بجثث الشباب!

خامسا:

لا ننسى أن النظام عندما يعلم بأن الشباب سيخرجون بمسيرات، يقوم بإعداد نوعان من البلاطجة:

البلطجة الأولى: يعتدى بالفؤوس والآر بي جي على المتظاهرين!

البلطجة الثانية: يصرف أنظار الناس عن النظام وجريمته، ويحدثهم عن المعارضة: "المعارضة تحرض الشباب"!

وبالتالي فإن القاتل والمجرم تصبح له مهمة سهلة: اقتل المتظاهر، اقتل النفس التي حرمها الله، ثم ردد الإسطوانة "المعارضة تحرض الشباب" أو "الفاسدون موجودين في الثورة"، وانتهى الموضوع!

بمعنى أن النفس التي حرمها الله، قد أحلها النظام بهذا المنطق: "المعارضة حرضت الشباب"!

الإسطوانة 5

الحوار!!

أولا:

اليمنيون بحاجة إلى الحوار، وذلك لن يتم إلا بإزالة العقبة الحقيقية للحوار، ألا وهو النظام!

يرحل النظام، ويبدأ اليمنيينون بحوار حقيقي، ليخففوا من آثار الفتنة التي زرعها بينهم هذا النظام، حوار لحل الكثير من الإشكاليات التي كانت هي المنجزات الرئيسية للنظام!!

ثانيا:

المجرمون والقتلة لا نحاورهم! وإنما نحاكمهم! وبدلا من أن يطلبوا الحوار، عليهم أن يطلبوا محاكمات عادلة! وهذا من حقهم ومن واجبنا!

وفي الأخير:

نشكر كل القيادات العسكرية والقبلية التي انضمت إلى الثورة، وكل الأفراد الذين انضموا إليها، ونقول لهم، أنتم لم تؤخروا الثورة، وإنما الذين أخروها هم أولئك الذين حاولوا أن يشغلوا الناس بقضايا جانبية، وذهبوا ليلتقطوا أعذار صمتهم من مؤتمرات الجندي!

ونقول للجزء الآخر من الفئة الصامتة، قلوبنا مشتاقة إلى كل منضم جديد، وجاهزون في الساحات لنعيد تلك العبارة الرائعة، حيا بهم حيا بهم، نحن تشرفنا هم، وليعلم الجميع، أن الفاسدون الحقيقيون، هم أولئك الذين سيستمرون في صمودهم عند البنك المركزي مع النظام، أولئك الذين يصطفون مع القتلة والمجرمين! أولئك هم الذين أصبحوا اليوم في القائمة الرئيسية للفساد المطلوبة للمحاكمة العاجلة!

وعلينا جميعا أن ننتبه من محاولات النظام للتخفيف من جرائمه! فهو يضرب المتظاهرين بالفؤوس، ثم يقول "الفاسدون انضموا إلى الثورة"، يقذفهم بالآر بي جي ثم يقول لنا "المعارضة تحرض الشباب"! يقطع الخدمات من ماء وكهرباء، ثم يقول لنا "ليرحلوا جميعا"!!!