محكمة الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بغداد تتوصل إلى اتفاق تاريخي يشمل مغادرة الأميركيين للعراق مجدداً كوريا الشمالية تعلن الحرب ولكن في بالونات النفايات باتجاه جارتها الجنوبية غارات إسرائيلية هستيرية تستهدف مدرسة ومنازل في جباليا وغزة وخان يونس والنصيرات السودان والصين يوقعان اتفاقا للتعاون الاستراتيجي في المجالات الدفاعية القيادة الوسطى الأمريكية تعلن عن ضربات جديدة تشمل تدمير مسيرة ومركبات دولة تقلق الغرب تعلن عن إطلاق 10 أقمار صناعية وتكشف مهامها إن بي سي تتحدث عن تحرك أمريكي لعقد صفقة مع "حماس" بدون العدو الإسرائيلي مأرب.. قيادة قوات الامن الخاصة تعقد اجتماعاً استثنائياً بشأن فعالية الاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة 26 من سبتمبر مأرب تحتشد وتوجه رسالة تنديد بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين في غزة
(لا أصعب على البعض من أن يرى جزائرياً آخر ينجح ، فالنجاح أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها في حقه ، ولذا قد يغفر للقتلة جرائمهم لكنه لن يغفر لك نجاحاتك) .. مستغانمي
اشتقتُ في الأيام القليلة الماضية لقراءة مقالات يمنية في صحف ومواقع بلادي تتحدث عن هموم الوطن وقضايا الناس في ظل هيمنة الوزير المستقيل عبد القادر (هلال) على مانشيتات الصحف وعناوين المقالات والتقارير الإخبارية حتى لكأننا أمام خبر استقالة رئيس البلاد نفسه المتشبث بالسلطة منذ ثلاثة عقود ، وليس استقالة وزير من "آل الحُكم" في حكومة يمنية أبسط ما يمكن وصفها بأنها نتاج "تصنيفة" رئاسية مرشحة لأن تُطيح بها في أية لحظة "تصنيفة" رئاسية أخرى .
بكل تأكيد لم أقرأ سوى بعض المقالات القصيرة التي أضاءت الهلال في سماء اليمن فمن العيب أن أقوم بإضاعة وقتي في قراءة هذا الكم الهائل من المقالات المكرسة لتلميع وزير مستقيل على حساب قضايا الوطن الجوهرية . وكأنما خسرت اليمن بأفول هلال عصا موسى أو خاتم سليمان في عملية تتجاهل بل وتعمل على تمييع الكارثة الحقيقية التي تنذر بـ (صوملة) اليمن بين هلالين وليس "هلال" واحد .
إن هذا النوع من اللعب بالوعي اليمني هو ممارسة يومية تبدأها السلطة وتختمها المعارضة في حالة من الانسجام الذي لا تكشفه إلا النتائج الكارثية التي يتلقاها الشعب يوماً بعد آخر كما لو كان ملحاً إلهياً لا تزال تزخه سماء معاوية بن أبي سفيان قائد وزعيم التوريث في التاريخ الإسلامي .
وأنا هنا لا أتعرض لشخص هلال الذي تؤكد المعلومات الآتية من مختلف الاتجاهات المتناقضة في اليمن أنه يتمتع بشخصية قيادية نخبوية وشعبية في آن واحد وأعتقد أن الوزير المستقيل لم يكن بحاجة وفقاً لشخصيته المتميزة لكل هذه المقالات والمساحات الصحفية التي خرجت عن سكة العمل الإعلامي الواعي لمشكلات الوطن والقادر على فرز قضية السلطة والحاكم عن قضية الشعب والمواطن . وكان هلال سيكتفي وسيرضى شاكراً وقانعاً بموعظة واحدة يمكن استخلاصها من كلمة الروائية الجزائرية الجميلة أحلام مستغانمي على لسان أحد شخصيات روايتها "عابر سرير" المدونة في رأس هذا المقال .
فهذه السلطة تغفر للقتلة جرائمهم ولكنها لا تغفر للناجحين نجاحاتهم وكفى الله الصحفيين كُثر الكتابة في هذا الموضوع . خاصةً أننا أمام شخص يُجسد مقولة لـ"مالرو" ( لا يحدث للإنسان ما يستحقه بل ما يشبهه) وقد اختار الرجل ما يشبهه ليكون منسجماً مع ذاته أولاً ومع وطنه تالياً .
فإلى متى يا ترى سنبقى مأخوذين كل الأخذ بالشخوص على حساب حاضر ومستقبل البلد وإلى متى سنبقى ننتقل من "بروبكَندا" إلى "بروبكَندا" أخرى في وطن محكوم بالزيف والخداع ونحن نعلم علم اليقين أن الحاكم المهووس بالتنقل من أزمة إلى أخرى لا يهمه هلال سنحان ولا يعنيه قمر البركاني ...!؟ .
و"بنت الصحن" وأنتم بخير !
eskandarsh@yahoo.com