إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور
مأرب برس ـ الرياض
المواطن العربي على مأثور " اللي ماله لسان ياكله الخنفسان
في حين تتوسع عيون المرصد العالمي لحقوق الإنسان على منطقتنا العربية، فإن ما تتجاذبه
المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ذات الوجه الإنساني والقلب السياسي ليس بالضرورة أن يكون من الصواب بمكان في شتى الحالات أو الانتهاكات، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن منطقتنا العربية والخليجية بأي حال من الأحوال محصنة من هذه الانتهاكات .. وهذا حديث يطول تأتيك السياسة العربية فيه بالخبر اليقين !!
أما ما يثيرني في هذا الاتجاه هو حالة الإغفاء التي تمارسها بعض المؤسسات الحكومية تجاه مواطنيها، واشدد أنها مؤسسات وليست أنظمة، لأن النظام الذي لا يقيم وزناً لمواطنيه هو نظام استعباد واستبداد ، وهذا للحق تبرأ منه منطقتنا العربية، ولكنها تعيش حالة الإغفاء السابقة بسبب ما تمنحه هذه الأنظمة
لمؤسساتها من سلطة تُستغل للتهميش وانتقاص الحقوق، والإقصاء والضربين فوق وتحت الحزام.
هذا التصوير لمشهد غياب وتغييب الحقوق ليس جديداً ، لكن الجديد فيه تعامل هذه السلطات مع مَن يطالب بحقه تحت تُهم جاهزة تبدأ بإطالة اللسان وتنتهي بالتهور مع حكم جاهز بسحب ولائه .. وكأن الولاء لرموز المؤسسات والقائمين عليها !!
المواطن العربي في ظل هذه السياسات اللاحقوقية يعيش حالة من التراجع الولائي، لأنه بفقدان حقه من جهاز الدولة يسعى للحصول عليه من خلال ائتلاف طائفي أو حزبي أو قبلي ، فتنتشر أقطاب جديدة على ساحة المواطنة تنذر بخراب يسهل بعده إعدام المواطنة على مقصلة أعداء الخارج .
المعضلة الكبرى في هذا الاتجاه أيضاً أن السياسات المبنية على احترام ( ما حول المواطن) لا ( المواطن ) تقود مواطننا إلى التخبط الذي لا يلام عليه والذي يصفه السلطويون بالتهور .. وهم بالأساس سببه الرئيسي لأنهم يتعاملون مع صاحب الحقوق على أساس أنه يجهل ماذا يريد .. تماماً كمن ذهب إلى سوق الخضار ليبتاع برتقالاً بلدياً فإذا ما سأل عن جودته أجابه صانع القرار في السوق أن التفاح الذي لديه أمريكي 100% .. وشتان بين البرتقال البلدي والتفاح الأمريكي!
في تراثنا قالوا : " الإنسان اللي ماله لسان ياكله الخنفسان " من هنا تجد مواطننا يتحدث صارخاً مطالباً بحقوقه خوفاً من أن تضيع وحرصاً على إيصالها قبل يقضم الخنفسان لسانه !! .. ولكن ما الذي دعاه إلى ذلك ؟ .. الإجابة في أوراق آلاف القضايا الحقوقية التي اصفرّت على طاولات المسؤولين بين تسويف وربط خاطئ واستنتاج رديء!!
المطالبة بالحق جزء من ثقافة المواطنة ، والإلحاح في المطالبة فيه جزء من ثقافة الانتماء، والإصرار على تحصيله جزء من ثقافة المسؤولية .. أما السياسات اللاحقوقية فهي بلا شك هدم لكل هذه الثقافات ، ليبقى السؤال ما قيمة الوطن بدون مواطنة وانتماء ومسؤولية ؟!
هذه السطور دعوة إلى التفكير في كل ما من شأنه أن يعزز ويعمق نسق الوطن للجميع .. بعد أن نسأل مَن هم الجميع؟ جميع صنّاع القرار ؟! أم جميع المسؤولين ؟! أم جميع المستفيدين من هباته الكثار ؟!
الدعوة للتفكير عامة .. أما الدعوة للتغيير فهي دعوة خاصة .. وخاصة جداً.
* الباحث الرئيسي المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان.