إحذر يا رئيس.. قانون العدالة (الانتقامية)
بقلم/ عبدالله قاسم الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين
الإثنين 03 سبتمبر-أيلول 2012 07:30 م

قد يختلف الكثير في تسمية ما تشهده اليمن منذ العام الماضي ان كانت ازمة ام ثورة..لكن الجميع متفقون على ان هناك جهات وأشخاص كثر متورطون في الأحداث التي حصلت كما هم متورطون فيما يجري الآن من تسويات ومناقشات وحوارات سرقت دم الشهيد وتاجرت بثورته وحلمه ولا يمكن لهم ان يفلتوا او ينجوا بفعلتهم وان طالت المدة وتباعدت المسافات ومثلما نحن متيقنون ان يد العدالة ستطال الذين ظلموا فإننا على يقين أيضا ان كتاب التاريخ لا يهمل ولا يغفل عن تدوين الأشياء كما هي وليس كما تكتبها يد المنتصر او من ربح الجولة فـــ الدماء والحقوق المنهوبة لاتسقط بالتقادم كما ان القرارات المصيرية التي تخطها يد الحكام ان كانت لمصلحة شعوبهم او لا فهي أيضا لاتسقط من كتاب التاريخ الذي قلنا بان يدا أخرى هي التي تكتبه وليس الرابح .

مغفل من يظن ان اي حصانة او ضمانة او مبادرة ستجتزى من كتاب التاريخ مصير جبابرة نظام الرئيس السابق من بلاطجة وحرس جمهوري وامن مركزي وكل من تورط في قمع الثورة وقتل شبابها .

ومغفل أيضا من يظن ان من ارتدوا ثياب جيفارا وجاءوا الساحة ليحتموا بها تحت يافطة حماتها وداعيمها سيظلون مرتدين تلك الثياب فترة طويلة لان الزمن كفيل بتعريتهم وكشفهم وإعادتهم الى مربعهم الأول الذي شاركوا فيه الطاغية سلطته وتقاسموا معه الغنائم والثروات والنفوذ وجبروت البطش والنهب .

وبالتالي نستطيع ان نقول وبالتفصيل ان الجميع متورط ..الرئيس السابق وبلاطجته وحرسه وأمنه المركزي قتلوا الشباب إلى جانب جرائم أخرى .

الجيش المنشق والمشائخ والأحزاب التي دخلت الساحة تحت يافطة حماية الثوار متورطون هم ايضا بمشاركة الكثير منهم النظام ب33 سنه قتل ونهب وفساد كما هم متورطون بسرقة الثورة من الشباب وما يتردد ايضا عن تورطهم بدماء الشباب الذين قضوا نحبهم بنيران صديقة تحت شعار كلما زدنا شهيد ياعلي اهتز عرشك وحين تاخر اهتزاز العرش هزوه بشيء من رصاصات النيران الصديقة والجنائز وتكميم أفواه الشباب المعارضين لمبدأ الصوت الواحد في الساحة .

باسندوة وحكومته ايضا متورطون بإقرار قانون الحصانة للقتلة الى جانب إقصائهم للشباب الذين اتخذوهم جسر عبور للمساومات ثم قالوا لهم شكر الله سعيكم الحفلة انتهت.

وفي القادم سيتورط آخرون في تمييع قضية الجنوب وكتم صوت صعدة الجريحة وخلق فتنة طائفية ومذهبية قد تدخل البلد في غياهب الأنفاق المظلمة .

مما سبق ذكره سنلاحظ ان اسم عبد ربه منصور هادي غير موجود في الصفحات المظلمة التي سيسجلها التاريخ وتحتفظ بها ذاكرتنا، هو حتى اللحظة صاحب سجل مشرف قضاء 17 سنة متحملا سخرية الشارع باعتباره نائب ينقل تحيات الرئيس في المؤتمرات والاحتفالات التي ينشغل علي عبدالله صالح عن حضورها وعند هذه النقطة يطيب لي ان أقف لأقول أنها تحسب له وليس عليه متيقنا ان النائب الذي لا يستطيع ان يفيد احد بمقدرته أن يضر إذا أراد..على اقل تقدير الأقلام التي ظلت تتهكم عليه سنوات وقد علمنا ونعلم ان اصغر عقيد في الأمن او الجيش كان بإمكانه ان يحبس ويسرق ويعتدي وينهب فكيف اذا كان هذا الشخص نائب رئيس الجمهورية .

أليس بمقدوره ان يفعل شيء من ذلك، ومع هذا هاتوا لي احد يقول أن عبد ربه نهب أرضيته او بيته طوال تلك السنوات، هاتوا لي صحفي قال أن عبد ربه هدده او مارس ضده عنف او حتى رفع علية قضية في محكمة .

وإذا طوينا صفحة عمله في نقل التحيات وابتدينا معه من ساعة انفجار جامع النهدين سنجد انه قد برز كــ قائد عظيم جنب البلد حرب شرسة كان لها ان تندلع عقب مغادرة علي عبدالله صالح البلد ومعه اغلب أركان حكمه.

122 يوم وهو يطفي الحرائق ويهدي تشنجات الأطراف المتناحرة حتى عاد الرئيس وسارت الأمور كما يعرف الجميع ناحية المبادرة ليتم اختيار عبد ربه رئيس توافقي .

لن نجد له إمضاء في مبادرة ولن نجد له توقيع في قانون حصانة ولن نجد له أمر فيه اقتلوا او انهبوا او اقتحموا، هو حتى اللحظة نظيف..لكنهم لن يتركوه نظيفا لان الذين تورطت أيديهم بالدماء ومن تورطت أناملهم بقوانين الحصانة صعبا عليهم فكرة بقائه هكذا

سيقول التاريخ عنه انه رجل أعطا ولم يأخذ وتخالهم سيقبلون بذلك ولم يكن أمامهم غير ان يورطوه او يسعون لتوريطه بقانون العدالة الانتقالية الذي يعرف الجميع بأنه قانون جاء ليحمي ذاكرتنا بمصالحة غير عادلة ولا شرعية ولا قانونية تحرم القتيل المظلوم من النوم هانئا في قبره وقد منحت قاتله المعتدي عليه ظلما او ناهبا أرضه ومعتديا على عرضه صك الغفران وتمنع يد العدالة من أن تطاله .

هذا القانون الذي تفنن في إعداده المخلافي (صفقه) لــه و(صفــعه على خد الوطن ) واثق انه حتى ولو اقر سيكون حبر على ورق لان ذاكرة اليمنيين على مر العصور لا تمحي من بين خلاياها ضيم متجبر ولا بطش متعنت ولا تنسى أفعال الظالمين وستلاحقهم حتى تقتص منهم عاجلا او أجلا ..

لكنه أي القانون فصل خصيصا لسلب الرئيس عبد ربه منصور هادي سجله الأبيض بتوريطه بإقرار قانون فيه دماء وحقوق لاتسقط بالتقادم، ولو أن عبد ربه او أي احد أخر قد سأل نفسه لماذا هذا الإصرار على إقرار هذا القانون في هذا الوقت ؟

ولماذا لا يتم تأخيره مثل أشياء كثيرة مؤجلة الى ما بعد الفترة الرئاسية الانتقالية وبالإمكان إدراجه ضمن عمل لجان المؤتمر الوطني او حتى إدراجه ضمن الأشياء التي سيتم استفتاء الشعب عليها .

على عبد ربه ان يسأل نفسه لماذا خرج القانون المذكور من أدراج مجلس النواب ان لم يكن هناك واقصد بهناك الرئيس السابق وأعوانه وأصحاب الصفقة المخلافي وإخوانه قد أرادوا ان ينتقل ذلك الى الحكومة والحكومة طبعا هي اشطر من الرئيس وقد ألقت به في مرمى الرئيس ليكون شريكها بإقرار قانون يشبه قانونها المخجل التي أقرت فيه الحصانة (لتغني له بعدها كلنا في الهم شرق ومافيش حد أحسن من حد).فحذر سيدي الرئيس وابحث جيدا في نوايا هذا المخلافي الذي ظاهره الحرص وباطنه الضرر .