المعركة الحاسمة بين العمامة والسدارة
بقلم/ علي كاش
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً
الأحد 22 إبريل-نيسان 2007 04:06 م

مأرب برس ـ عمان ـ خاص

يبدو أن عراب الأئتلاف الشيعي الموحد ومأمور سجن جامع برائا جلال الدين الصغير مقتنعا بحجم التقزم لنفسه رافضاً أن يكبر أو يكبر عقله رغم الفضائح المستمرة التي تلاحقه منذ أحداث سامراء حينما أمتطى سيارة ذات دفع رباعي مركب عليها رشاشة ثقيلة متلسباً عمامة اجداده آل البيت رضوان الله عليهم وهو يقود رتل من فرق الموت المسلحة في غزو مناطق السنة مستذكراً في ذلك غزوات المسلمين ضد الكفار طالما ان الطائفة السنية حسب فكره البليد نواصب وكفار، إنتهاءا بتفجير البرلمان العراقي في عقر المنطقة الخضراء والتي أطاحت به مرتجفاُ تحت الكراسي وألقت بعمامته السوداء أرضاً على بعد أمتار منه لا يجسر على ان يمد يده الملطخة بدماء العراقيين لتلاقفها وارجاعها الى مكانها غير الصحيح على رأسه؟ كان الأنفجار درساً بليغاً ليعرف ان الله فوق جميع العمامات او الغمامات السوداء التي تتخذ من آل البيت الكرام وسيلة لتنفيذ أغراض سياسية مشبوهة اقل ما يقال عنها عميلة القت بالوطن تحت مخالب الدمار والأنهيار، ويبدو ان الأصرار على العمالة والسفالة من صفات الشيخ غير الجليل، ولا اعرف من أين وكيف أكتسب الشيخوخة الصفوية فهو معمم نكرة ليس له محل من الأعراب في القواعد الشرعية والوطنية، رغم ان البعض يعربة مجروراً بحروف الجر الصفوية وآخرون يعربونه ممنوع من الصرف وآخر ينصبونه بأدوات النصب الأحتلالية وآخرين يعربونه مجزوما بجزمة الفرس، ومع هذا كله فأن موقعه من الأعراب لا يمكن ان يكون مرفوعاً الا في حالة واحدة وهي سلم الخيانة للوطن والعروبة والأسلام.

الشيخ القزم هو واحد من الأقزام السبعة التي وردت في قصص اجدادنا وهؤلاء الأقزام يتولون حالياً مناصب مهمة في المنطقة الخضراء، وهم بالأضافة الى رثاء الدين الصغير عمار الحكيم كتكوت الحوزالعلمية وباقرصولاغ خسروي مخترع الدريل وموفق الربيعي ويسمونه موفق نووي لعدم تفرقته بين المنوي والنووي رغم انه طبيب وبهاء الأعرجي الذي يرفض ان يتكأ على عكاز الحق ويفضل العرج والعوج في مسيرته الطائفية واحمد الجلبي صاحب ملحمة البتراء الشهيرة ورسول السيستاني الماراثوني وعبد العزيز الحكيم صاحب فكرة تقسيم العراق الى كاتونات هزيلة تلبي الحاجة الوطنية الفارسية وهي خطوة لألحاق البصرة بأخواتها الجزر الثلاث في الأمارات والقزم الأخير الشهرستاني صاحب ومنفذ نظرية قانون استثمار النفط الجديد الذي سيقدم من خلاله هؤلاء الأقزام نفط العراق مكرمة لقوات الأحتلال لدورهم الكبير في ازاحة النظام السابق وتسليمهم السلطة في الغابة الخضراء؟ شيخنا القزم ممتلئ حقداً لحد الترهل وشرابه المفضل دماء العراقيين حتى الثمالة، وتسليته خلق المشاكل والتمرد على الأرادة الوطنية وكافة مشاريع المصالحة الوطنية التي يرى فيها تقويضاً لنهمه الدموي وأبتعادا عن المخطط الصفوي الذي تربى في أحضانه، ومن المعروف انه تغذى من أفكار ابيه الروحي الخمينيي وأفكاره المعادية للعروبة والقومية وتمكن من هضمهما بشكل جيد مما زاده نشاطاً وقوى من عزيمة أفتراسه للآخرين.

رغم ان طروحات الشيخ الدينية لا يعرف عنها من العراقيين شيئاً ولم يسمع له سوى الخطابات التحريضية ضد بقية الطوائف وأستحق درجة أمتياز في النفخ لإضرام الفتنة الطائفية التي لعن الرسول محمد (ص) من ايقظها! لكن طروحاته السياسية لها رنة وايقاع كبيرين على المشهد السياسي العراقي، ولا يزال صوته المنكر الذي جاء ذكره في القرآن الكريم يتردد صداه خلال الأنتخابات الزائفة عندما ذكر بأنه" لم تبقى سوى ساعات على الأنتخابات وسنرى نهاية الظلام والأرهاب" وكانت النتيجة ان الأرهاب لم يغطي سماء براثا وانما خرج منها منتشرا ليضع العراق كله تحت ظلامه، وبدلاً ان يردد المصلين بعد الصلاة احدى الأدعية المعروفة في الخطب الدينية رددوا " نعم ..نعم للأنتخابات .. لا .. لا لصدام " في بيت الله وتحول المنبر من ديني الى سياسي تحريضي؟ وكان الصغير قد القى خطبة سياسية في مسجد براثا تحدث فيها عن الفدرالية المشؤومة التي مررها الأئتلاف الشيعي وأعتبرها " حق دستوري طبيعي" داعياً لتأييد المشروع وتفعيله؟ وعندما تسلم مسؤولية مسجد براثا و حوله الى سجن كبير لقوات بدر التي تدار من قبل المخابرات الايرانية؟ معتقداً في ذلك انه ينفذ إرادة آل البيت الكرام رضوان الله عليهم، ورغم التصريحات التي ادلى بها بعض نواب التوافق عن هذا الموضوع لكنها فسرت كأدعاءات مغرضة، لحين التفجير الأرهابي الذي تعرض له المسجد، حيث أكتشفت الشرطة العراقية جثثا لمصلين موثوقي الأقدام والأرجل في سابقة صلاة لم يعهدها الأسلام بكل عصوره، وكان الموقف أغرب من الخيال فلم يعرف عن المسلمبين الصلاة بهذه الطريقة، و لم تتمكن الشرطة من الأستفسار من شيخ فرق الموت وعصابته لأنها مواليه لنهجه الصفوي، كمال انها لم تتمكن من تفسير الواقعة العجيبة لتفحم الجثث لعدم قدرة الضحايا على فك القيود والنجاة بحياتهم؟ لكن الصفود نطقت وعبرت اكثر مما تعبر عنه الأفواه؟ الحكومة العراقية وكعادتها في مثل هذه الظروف سارعت الى دفن الجثث المتفحمة بعد أن صعب التعرف على هوياتهم، ولم تكلف نفسها تشكيل لجنة تحقيقية رغم ان لجان الحكومة العراقية تذكرنا بالمثل القائل" اذا اردت ان تمرر قضية شكل عنئذ لجنة " ولا حاجة الى إستذكار الكثير من اللجان التي شكلتها الحكومة المالكية وخليفتها الجعفرية ونتائجها من سجن الجادرية الى هجوم قوات بدر على اللجنة الأولمبية وإختطاف خمسين من اعضائها بمن فيهم رئيس اللجنة الذي ما يزال مصيره ومصير آخرين غير معروف وقد ذكر احد النواب بان الرئيس الطالباني أخبره " انه محجوز عند الحكومة" ويعني بذلك المجلس الأعلى للثورة الأسلامية فرع العراق، وربما يكون معتقلاً في سجن براثا إذا ما زال على قيد الحياة؟ من ثم لجنة تحقيق غارة وزارة الداخلية على وزارة التعليم العالي ولجنة التحقيق في مأساة تلعفر والعديد غيرها ؟ وفي مداهمة المسجد من قبل القوات الأمريكية توارى الشيخ الصغيرعن الأنظار ويقال انه حكومة المالكي هربته الى دمشق تحت حماية قريبه مسؤول حزب الدعوة في سوريا محمد رضا الصغير بجواز سفر بأسم مستعار لحين مسألة حل مشكلة العثور على اسلحة ومواد متفجرة في المسجد ؟ وأعيد الى العراق بعد صفقة بين الادارتين العراقية والامريكية؟ في الوقت الذي تسير فيه سفينة العراق في خضم تيار قوي ومناخ عاصف وأمواج عاتية بلا بوصلة ولا ربان ولا مرسى آمن. ويتغافل معظم قادة المقصورة الخضراء عن حقيقة ان مصيرهم مرتبط بمصير السفينة، فان القرصان جلال الصغير يبحربقارب صفوي صغير مثله بمحاذاة السفينة المتأرجحة ممسكاً بدريل صولاغي الصنع محدثاً ثقوباً في بدنها معتقدا ان سفينة بحار جده المجلسي كفيلة بأنتشاله وزجه في الفردوس الموعود.

رثاء الدين الصغير فارسيا قلباً وقالبا وان زيارة عدد من رجال المخابرات الأيرانية ودبلوماسيين من السفارة الايرانية لمجلس الفاتحة الذي اقيم لوفاة والدته تكشف لنا عن مستوى الحظوة التي يتمتع بها الصغير عند أسياده الفرس، فهو بعد السيستاني وعبد العزيز الحكيم والقبنجي_رجل الدين الذي يعزف على الوتر الطائفي وليس القبنجي المطرب الكبير-والشهرستاني والصولاغي والجلبي تأتي مرتبته العالية في سلم التبعية لأيران؟ الشيخ لا يعرف حقيقة عمله ومخططاته شأنه في ذلك شأن السيستاني حيث تختلط الأوراق وظهرا كمنظرين سياسيين اكثر منه دينيين فهل هما رجلا دين أم سياسة؟ من الصعب تحديد ذلك لكنهما بالتأكيد ضيعا المشيتين مذكريننا بقصة الغراب ومشيته العرجاء، فبالرغم تحذيرات المالكي بأن سياسية العراق من شأن وزارة الخارجية فقط بعد الأساءات الكبيرة التي تعرض لها القادة العرب جراء وساخة السنة وزراء ومسؤولي حكومته ، ومع هذا فان الشيخ خالف توجيهات رئيس حكومته عندما تهجم على السعودية متهماً حكومتها بقتل (480) حاجاً ايرانياً في مكة معبرا عن ولائه لأيران رغم ان تصريحه لا يتوافق ومنصبه كنائب في البرلمان العراقي وانه يمثل العراق وليس ايران من وجهة النظر الرسمية على اقل تقدير، كما انه يعتبر تدخلاً سافرا في شؤون ايران الداخلية لكن ايران تغاضت عن هذا التدخل منطلقة بانه يمتلك جنسية ايرانية وان عدد غير فليل من أعضاء مجلس النواب العراقي كذلك ايرانيون وهم ينمثلون إرادتها؟ وانتقد الصغير اليمن والرئيس القذافي لأحتجاجهم على أعدام الرئيس الشهيد صدام حسين واصفاً سيادة الرئيس الليبي بأنه" مجنون العرب" في سلاطة لسان ابن شارع وسابقة قذرة في العلاقات الدولية؟ وكان من المفروض بمجلس النواب وحكومة المالكي ان يركلا هذا الشيخ الى خارج حدود العراق وارجاعه الى الرحم الأيراني الذي أنجبه بعملية قصيرية منقوصاً مشوها؟ بدلاً من ارساله كأحد شخصيتين لتمثيل الشيعة في محادثات جدة في رمضان السابق والتي نجم عنها مصالحة وطنية وضعت فوق رف الأئتلاف الشيعي ليتراكم الغبار عليها ؟وكان الشيخ السوبر ستار في مسرحية وجود خطة سنية لعزل منطقة الكرخ ضمن عملية انقلابية يقوم بها "صداميون وتكفيريون لأحتلال الكرخ وعزلها عن بغداد، وقد أكد المالكي هذه الدعوى الباطلة بقوله" عازمون على التصدي لخطط تهدف الى احتلال منطقة الكرخ وهذه المحاولات ستبوء بالفشل" وتبين بعدها ان الأمر كان تغليف لعملية واسعة للهجوم على منطقة الجهاد من قبل عناصر الداخلية وفيلق بدر وجيش المهدي؟ ترى الشيخ في جلسات البرلمان غالباً ما يمسك بسنارته الهزيلة ليصيد في الماء العكر، وغالباً ما يكون الصيد فاشلاً فالسمك اذكى وأعقل من شيخنا الصياد ولا يستسيغ الطعم الصفوي الكريه لذا فأنه لا يعلق بسنارته ويخيب دائما. لكنه فشله الديني والسياسي لا يعني عدم كفائته في ميادين اخرى فقد برع بزظيفة مأمور سجن بهمة وكفاءة عالية، منفذاً أحقاده الطائفية التي لها بداية وليست لها نهاية وكانت آخرها قيامه بجمع فلول من عصابته وقوات بدر المتوغلين في الشرطة العراقية ليعتقلوا عدداُ من حراس الدكتور عدنان الديلمي ويرغمونهم على الأعتراف بأنه يأوي عناصر ارهابية ويحرض على الأرهاب، مطالبا رئيس اللجنة القانونية العرجاء- التي تغافلت عن التحقيق في فساد مالي بلغ(8) مليار دولار، وتهجير(4) مليون عراقي يستجدون المعونات من الأمم المتحدة ودول اوربا - بتشكيل لجنة تحقيقية بحق رئيس كتلة التوافق؟ واكد الأعرجي بان زميله في البرلمان رئيس الكتلة البرلمانية متورط في الارهاب والأجرام، ناسيا ان هذا الرجل يحمل شهادة دكتوراة لم ينلها سوى القلة من الأعرجيين، وانه رجل بلغ من السن أشده ولا يقوى على الوقوف والكلام؟ وان من هو في وضعه ومكانته لايمكن ان يتورط في صغائر الأمور او يورط حراسه فيها لأن هذا الأمر بكل بساطة ساذج ومكشوف. وانه في حالة تشكيل لجان تحقيقية بهذا الأمر من شأنه ان يفتح المنافذ على معظم نواب الأئتلاف وخاصة الصدريين وفيلق بدر، وسيضم عنئذ البرلمان سقف ومقاعد فارغة فقط؟ ان الأعرجى اعانه الله على السير الصحيح بدون الحاجة الى عكاز يتوكأ عليها في مسيرته الصفوية المظلمة وقوم فكره الأعوج قبل قدمه الأعرج يبدو احد أطراف المؤامرة التي حيكت في دهاليز الأئتلاف الشيعي بطريقة مكشوفة الغرض منها أقصاء النواب السنة من البرلمان والأنفراد بمجلس النواب مع العمالة الكردية، كانت اول حلقة في المسلسل إقصاء النائب مشعان الجبوري وتلته حازم الشعلان من ثم عبد الناصر الجنابي ومن ثم المطالبة باقصاء النائب صلاح الفلوجي واخيراً الدكتور عدنان الدليمي، الغريب ان رفع الحصانة يشمل النواب من السنة فقط، ولم ترفع الحصانة عن النائب الأرهابي الشيعي من حزب الدعوة جمال جعفر المتهم بتفجيرات الكويت عام 1983 مثلا؟ رغم انه متواري عن الأنظار وتشير المعلومات بأنه هرب الى ايران مع مقتدى الصدر وزعماء جيشه. وتشير معلومات بأنه احد الضالعين في تفجير السفارة العراقية في بيروت والتي نفذها حزب الدعوة وهي مسألة تحتاج الى فتح ملفها ثانية؟ موضوع الخلافات بين بين الدليمي والصغير لم تكن وليدة الأتهام الخير، فسبق أن اتهم الصغير الدليمي بأنه يقف وراء التحريض على العنف، معتبرا ان طروحات الدليمي بحل الميليشيات يجب ان ترافقها إرادة جدية بأزالة المبررات التي تدعوا الى ايجادها، وكفل العصفور جلال الصغير الزروز هادي العامري آمر فيلق بدر متهما الدليمي " بالنفاق السياسي" ورد الدليمي بأن اتهامات الصغير باطلة وطالب مجلس النواب بتشكيل لجنة لدراسة الأوضاع في المناطق التي عانت التهجير القسري، لكن المقترح رفض من قبل الأئتلاف الشيعي لأسباب واضحة، ووصف الدليمي الصغير بأنه " أحد عناصر الفتنة الطائفية" وأضاف " نمد ايدينا اليكم بكل ما فيه خير للعراق، لكننا نطالبكم بأحترامنا، وان لا تتعاملوا معنا وكأننا مجوس أو يهود تحرقون مساجدنا وتغتصبون وتقتلون ابنائنا " ؟ وسبق ان هاجم الدليمي الصغير وهادي العامري لأطلاقهما اباطيل وأراجيف وتزوير للحقائق وإشعال الفتنة، ضمن مسلسل طائفي يهدف الى تفريغ بغداد من السنة، محذرا الحكومة العراقية من مغبة الأنجرار وراء هذه المخططات المشبوهة.

ادعى الشيخ القزم بأن العوائل الساكنة في منطقة حي العدل تقدمت بشكوى الى مكتبه - ولا اعرف لماذا مكتب الشيخ بالذات طالما هناك حكومة ووزارات مختصة كالداخلية والعدل او مكتب المالكي نفسه- يمكن ان يشكى المواطنون لها؟ متهمة الدليمي بتهجيرها من مناطقها؟ وأجهل فيما غذا كان بأمكان الأكثرية من المهجرين السنة من جنوب العراق ووسطة ان يقدموا طلباً مماثلاً للشيخ الجليل نفسه بأعتبار أن انصاره قاموا بتهجيرهم من مدنهم، مع الأخذ بنظر الأعتبار ان الدليمي ليس له ميليشيا مثل الشيخ السقيم؟ بلا شك ان رفع الحصانة عن رئيس الكتلة الدليمي يعتبر لعباً خطراً وفي منطقة الجزاء وقد يستخدم الحكم التوافقي الكارت الأحمر بانسحاب فريقه من ملعب البرلمان؟ بعد ان أفتقدت اللعبة مراعاة أبسط القوانين والأخلاقيات، وامسى فريق الأئتلاف يلعب بخشونه محاولاً اقصاء الفريق الآخر بطريقة تجافى الأدعاءات بالمصالحة والحرص على أنهاء اللعبة لصالح الفريق العراقي. ويبدو ان جبهة التوافق على المحك فقد طال الأتهام هذه المرة رئيسها واحد ابرز الرموز الوطنية في العراق، وسبق ان تغافلت الجبهة عن مذكرة الأعتقال بحق شيخ المجاهدين العراقيين حارث الضاري، وكانت وصمة عار في جبينها، ورغم إدعات الجبهة بأنها شاركت في العملية السياسية للحفاظ على مصالح الطائفة السنية فأنها منذ إنضمامها هذا لم تتمكن من أثبات لك، فقد اصاب الطائفة السنية من الويلات والمصائب وهي داخل العملية السياسية المتعثرة اكثر بكثير قبل إنضمامها؟ وهذا ما عبرت عنه الرؤية الأمريكية فقد نقلت صحيفة واشنطن تريبيون حديثاً مقتبساً عن الجنرال بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق جاء فيه بأن الفريق السني خسر في بغداد، وهو نفس الكلام التي تحدث به المفكر الأمريكي فؤاد عجمي بعد جولته السابعة من العراق؟ لكن يبقى الجواب عند جبهة التوافق والتوافق فقط؟ فبيدها الورقة الأخيرة في المقامرة السياسية التي لعبتها؟ هل هي الورقة الخاسرة أم الجوكر؟ لقد تمادى الصغير والأعرجي في غيهما وطائفيتهما التي انتشرت كالوباء لتزكم انوف العراقيين وهما لا يتصرفا من عندهما وانما بايحاء صفوي مخطط بأتقان لأقصاء السنة من البرلمان وبغداد والعراق؟ والتنسيق والتعاون مع العمالة الكردية لأقصاء العرب والتركمان من شمال العراق؟ ومهما كان ضعف الجبهة لكنها تبقى لاعباً اساسيا في العراق المحتل وان خروجها من اللعبة يعني انهيار العملية السياسية المتعثرة برمتها مهما كانت إدعاءات بقية أطراف اللعبة حول تخفيف الأثر الناجم عن الأنسحاب من العملية، لأن الأنسحاب يعني سحب بساط الشرعية من أقدام قوات الأحتلال وإسقاط حكومة المالكي؟

 *كاتب ومفكرعراقي