آخر الاخبار

من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة'' مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''

مؤتمر الثقافة ومسلسل التجاهل والغياب
بقلم/ وجدان اليافعي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 3 أيام
الخميس 07 يونيو-حزيران 2012 05:14 م

في هذه المرحلة وخصوصاً من ناحية تعقّد الأوضاع وتأزمها في أطياف اليمن يتوجه بنا المنطق إلى عقد مؤتمر يشمل كل المثقفين من أجل وضع إستراتيجية عمل لإيجاد حلول واضحة وصريحة للوضع الراهن,وذلك ونحن نرئ نعرات الإنعزال وكيفية إنبثاق تعاليها.

كما أسلفت آلفاً نحن بأشد الحاجة لمثل هذا المؤتمر وفي سياق متصل وبدعواته للتنبيه إلى الدور المنسي للثقافة في حل المشكلات بتفاصيلها والتي تتفاقم يوماً بعد يوم دون أن نجد حلاً مقنعاً,فكلما ظنناً ان النار انطفأت في مكان معين أشتعلت في مكان آخر,وهكذا مايزال مسلسل التاريخ الفاضح بكل تعاريجه يداهم كل شئ.

من يشاهد اليمن اليوم وهو يسير في دوامة الموت اللانهائي والإجتثاث الأبدي الذي يخط مجراه على أرض تشبعت بالكثير من الدماء ومازالت إلى حد أللحظة, وهذا بلاشك من قبل فئات متنوعه من شراذم ومتسولين وناهبي_الداخلين تحت عباءة الولاء للوطن_ أو بلطجية بإمتياز.

قد لايظن الكثير أن اليمن شهد مثل هذا التأزم وانسداد الآفاق,وافتقار الحلول المصيرية,كما يحصل هذه الأيام.جذر المشكلات والمآزق,التي تحيط من كل جانب,فكري وثقافي ومعرفي,قبل أن يكون سياسياً.

هنا تكمن الأهمية الكبرى للمؤتمر وخصوصاً المشتغلين منهم بالفكر والفلسفة وعلى الاجتماع والانثروبولوجيا وعلى نفس الأفراد وسيكولوجيا الجماعات,إذ أن على هذا المؤتمر أن يأخذ على عاتقه قراءة ما يحدث الآن,ولابد من ان يضع الإصبع على الأدواء الحقيقة التي تنخر جسد الشعب.

في هذا المقال ولكي أكون أكثر دقة فإن الشئ الأساسي من هذا المؤتمر أن يدرس وبدون انحياز وتعصب لنظام أو حزب أو فئة أو طائفة أومذهب أو حتى توجه فكري,الأسباب الحقيقة التي أدت إلى هذا الانهيار والتفتت والفوضى التي ترزح في كل مكان.

أتساءل أين نحن من الأمم الحية؟ التي عندما تستشعر ان خطراً يداهمها يتداعى مثقفوها ومفكروها ومخططوها الإستراتيجيون من أجل معرفة سبل مواجهة ذلك الخطر,وبالذات تنبيه مجتمعاتهم والسلطات التي تحكم تلك المجتمعات,إلى الأسباب الفعلية التي تنخر أساس وجودهم.لكن المثقف اليمني مغيّب في هذا الزمان,مدفوع إلى الهوامش,معزول عن المجتمع برغبته أو رغماً عنه.ومع ذلك فإن التاريخ لن يغفر له صمته وانعزاله وذلك في برجه العاجي,وانكفاءه إلى داخله الحزين يبكي انهيار مشروع أمته الحضاري وتفتيت وطنه إلى دويلات طائفية أو مذهبية.

ليس المقصود من هذا المؤتمر جمع السياسيين من مختلف المؤسسات الثقافية,لان هذا يحصل في لقاءات بروتوكولية كثيرة,وبالتالي لاتصدر عنها أية نتائج,فيظل المثقف هو المثقف والسياسي هو السياسي وكلاهما يرزحان في قوقعة آرائه ونظرته إلى سبل حل المشكلات التي تهجم على الشعب من كل حدب وصوب,المقصود هنا هو الخروج بتوصيات وفرق عمل تتشكل لقراءة الواقع,ورؤية الجذور الثقافية للأزمات المتفاقمة,لابد من إقرار أن السياسي مطلوب منه أن يلفت النظر إلى الأخر المثقف بأن له دور إستراتيجياً في إيجاد حلول لهذه الأزمات,والمطلوب من المثقف ومحور حديثنا ان يترجل من برجه العاجي ليسهم في قراءة واقعه وحل مشكلاته.