العطاس: الثورة كادت أن تسقط صالح لولا إطلالة أحزاب المعارضة
بقلم/ مأرب برس - خاص
نشر منذ: 13 سنة و شهر و يوم واحد
الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2011 12:09 ص

أكد المهندس حيدر أبو بكر العطاس، أول رئيس وزراء لدولة الوحدة أن الثورة الشبابية الشعبية أفقدت النظام توازنه وبدا نظامه يتهاوى حين رأى التحام الوسط مع شمال الشمال والجنوب في صوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام".

واعتبر العطاس في حوار ينشره «مأرب برس» بالتزامن مع صحيفة «الأمناء» بأن صالح كاد أن يسقط قبل أن تكمل الثورة شهرها الأول لولا إطلالة أحزاب المعارضة التي اقتنصها الرئيس لمواصلة لعبته لكنه لم يدرك أن المعطيات والظروف ليست كما كانت قبل الثورة.

وقال العطاس بأن هذه الإطلالة لأحزاب المعارضة منحت النظام بعض الوقت للعب مع أطراف عدة لكن الشباب حافظوا بتضحياتهم وصمودهم، على المجرى العام للثورة ولا زالوا رغم محاولات الرئيس حرف طبيعة الصراع .

وأضاف العطاس بأن المطلوب حاليا لإنجاح الثورة هو ترك المجال أمام الإرادة الثورية لاستعادة زخم مبادرتها الذي انطلقت به لتكمل مشوارها برفع البابوية عنها وتجميد السعي التنافسي لاكتساب مواقع فئوية وحزبية قد تكون مشروعة لكن لم يحن وقتها بعد فالمهمة الآن تتطلب ان يكون الجميع جنودا للثورة لانجاز مهمتها.

وأكد العطاس بأن صالح لا زال محصورا في عنق الزجاجة وإن بدأ يتظاهر بالخروج منها، وقال: أهدرت فرص مواتية تسمح بالحسم وتحقيق النصر قبل وبعد جمعة الكرامة ولابد من التفكر في مسببات إهدارها والعمل على تجاوزها وارى شخصيا ان أهم الأسباب الكابحة هي محاولة اقتطاف الثمار قبل نضوجها في لعبة المفاوضات التي يجيد النظام اللعب عليها فليتركوا للأداة الثورية الشعبية تكمل مشوارها فهي مأمورة وموعدة بالنصر بمشيئة الله .

  وفيما يلي نص الحوار :

حاورته/ أضواء نجمي

* في مقابلتك مع قناة (بي بي سي) في شهر فبراير الماضي قلت بأن النظام لن يكمل نهاية الشهر إذا استمرت الاعتصامات، باعتقادك لماذا استمر الأمر لستة أشهر منذ ذلك الوقت؟

- انطلقت الثورة الشبابية اليمنية المظفرة بمشيئة الله في – فبراير الفائت، بعد سقوط نظامي بن على في تونس ومبارك في مصر، ونظام صالح الأسرى، القبلي بمسلكه الاستبدادي والاستعماري الفاسد يعيش حالة إنكار مكابر لما يجرى رغم ان هيبته تنكسر وجبروته يتهاوى أمام النضال السلمي للحراك الجنوبي الرافض لمسلكه الاستعماري جنوبا وردع الحركة الحوثية الرافضة لمسلكه الاستبدادي شمالا وبينهما المعارضة التقليدية بمقاومتها الخجولة لاستبدادية وانفرادية النظام بالسلطة ، وكان يظن وتوهم انه ممسك بصنعاء ومحافظات الوسط عبر لعبته المفضلة مع المعارضة التي مافتئ يهددها بالحراك جنوبا والحوثيين شمالا . وعشية انطلاق الثورة الشبابية الشعبية العارمة التي فاجأت النظام قبل غيره فخروج هذه المحافظات قلب الموازين رأسا على عقب افقد النظام توازنه وأدوات لعبته المفضلة مع المعارضة فصرخ رئيس النظام وبدا نظامه يتهاوى حين رأى التحام الوسط مع شمال الشمال والجنوب في صوت واحد " الشعب يريد إسقاط النظام" نفس الهدير الشعبي السلمي الذي اسقط بن على ومبارك وكاد يسقط صالح قبل إن تكمل الثورة شهرها الأول لولا إطلالة المعارضة التي اقتنصها الرئيس لمواصلة لعبته لكنه لم يدرك أن المعطيات والظروف ليست كما كانت قبل الثورة إلا أن هذه الإطلالة منحته بعض الوقت للعب مع أطراف عدة لكن الشباب حافظ بتضحياته وصموده ، على المجرى العام للثورة ولازال رغم محاولات الرئيس حرف طبيعة الصراع .

  فالثورة الشبابية مستمرة وكذا الحراك الجنوبي السلمي والحركة الحوثية حتى رحيل رأس نظام وإسقاط بقاياه المتعفنة وإعادة تأهيل بقاياه المريضة وحل كل القضايا وفى المقدمة منها حل القضية الجنوبية كقضية سياسية عادلة وفق ما يرتضيه شعب الجنوب الصابر والمكافح .

* تبنيتم خيار الفيدرالية بين إقليمين في الفترة الأخيرة ، ما مدى تقبل الناس في الجنوب لهذا الحل المقترح للقضية الجنوبية ؟؟. وما هي توقعاتك لمستقبل الجنوب بعد إسقاط النظام ؟

- طرحت خيار الفيدرالية بإقليمين في إطار إعادة صياغة الوحدة بين الشمال والجنوب التي أعلنت في 22مايو1990م عند انطلاق الحراك في سبتمبر 2007م لجعل الحراك في موقع الهجوم ولتفويت الفرصة على النظام للتحريض ضد الجنوب كما طرحت الكنفدرالية صبيحة يوم 30نوفمبر 1989م كخطوة لابد منها لاختبار القدرة على المضي نحو الوحدة الاندماجية التي اعد مشروع دستورها في غمرة الصراع عام 79/80م ثم جمد ، وفى مايو2009م مع تصاعد الحراك ودموية النظام تحدثت في قناة الحرة مطالبا بفك الارتباط سلميا لطالما رفضت دعوات الكنفدرالية والفيدرالية حقنا للدماء وحفاظا على وشائج الإخاء بين الشعب في الشمال والجنوب لأنها أهم وأغلى من وحدة قسرية يتسيد فيها طرف على الآخر تكون مصدر صراع لا بناء .

فشلت الوحدة أو بالأصح تم القضاء على الوحدة مع سبق الإصرار والترصد واجترح شعب الجنوب كثيرا من الماسي والأذى طال هويته وسيادته وعبث بأمنه واستقراره ومؤسساته و تعرض لعملية نهب تاريخية غير مسبوقة لأراضيه وثرواته العامة والخاصة ووجه الحراك السلمي هو الآخر بعنف وحشي غير مسبوق .

وجددت طرح الفيدرالية في نوفمبر2009م كآلية لحل الصراع المتمثل بالوحدة التي حملت بذور أزمتها منذ ولادتها القيصرية ثم أجهز عليها بالحرب وما تلاها من ممارسات أضاعت اى فرص ممكنة حينها لنجاح الولادة القيصرية للوحدة ، فاني انطلق من النقاط التالية :-

إن الانسحاب من الوحدة سلميا والقرار فيه لشعب الجنوب لن يتم إلا عبر بوابة الوحدة للحفاظ على وشائج الإخاء والمحبة أعظم وأغلى واهم من وحدة لا يشعر احد طرفيها برضاء واطمئنان كما أنها تشكل ركيزة وضمانة لصون وتنمية المصالح الكلية للشعب في التنمية والأمن والاستقرار في الشمال والجنوب على حد سواء وأعنى بالمصالح الكلية مصالح الشعب لا مصالح النخب الحاكمة اى كانت . كما أن العبث بوشائج الإخاء والمحبة لأغراض سلطوية كما فعل النظام الأسرى المنهار هي الأشد خطرا على مستقبل الشعب ونمائه المستدام شمالا وجنوبا و على أمنه واستقراره والأمن الإقليمي والدولي ..

إن الفيدرالية بإقليمين جنوبي وشمالي(بحدود ما قبل 22مايو1990م) وبنظام حكم لا مركزي في إطار الإقليم تمنح الفرصة شعب الجنوب باستعادة القرار على أرضه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا وإعادة بناء مؤسساته على أسس مدنية وديمقراطية واستعادة هيبة القضاء والنظام والقانون ليسود الأمن والاستقرار ويزدهر الاقتصاد. وتمنح الفيدرالية الشيء نفسه للإقليم الشمالي ، كما تتيح الفرصة لانسياب وتكامل مصالح الشعب شمالا وجنوبا وفقا للنظام والقانون .

وبما أن شعب الجنوب يطالب بفك الارتباط بالوحدة فان الفيدرالية تمنحه الفرصة بعد فترة انتقالية ، تعمل خلالها جميع الفعاليات الرسمية والشعبية لجعل الوحدة جاذبة ، لاتخاذ القرار الذي يراه بحرية تامة وديمقراطية وفى أجواء سلمية مفعمة بمشاعر الحب والتعاون تحفظ وتصون وشائج الإخاء والمحبة وتحترم وتحمى مصالح الشعب شمالا وجنوبا وفق النظام والقانون .

وبالنسبة للجزء الثاني من سؤالكم فاننى المس تعاطفا وتأييدا متزايدا لهذه الآلية جنوبا وشمالا واثق بان كل من يقف بصدق مع مصالح الشعب شمالا وجنوبا سيكون مع هذا الخيار كما أن كل من تشده مصالح النخب الحاكمة والمتنفذين بصرف النظر من أي اتجاه أو انتماء سياسي أو اجتماعي أتوا سيكون له خيار آخر والقرار أولا وأخيرا للشعب .

* هل لمستم من الأطراف السياسية والثورية في الشمال قبول مبدأ الفيدرالية بين إقليمين ؟

- نعم وجدت تفهما يتنامى ومعظم من حاورتهم مع هذا الاتجاه .

* لماذا لا توسع الفيدرالية إلى خمسة أقاليم مثلا لتراعي خصوصية بعض المحافظات كحضرموت وتعز ؟

- الأزمة في الأساس هي أزمة الوحدة التي أعلنت بين دولتي الشمال والجنوب ظهرت في وقت مبكر وكانت هناك فرص لحلها بالاتجاه الذي أشرتم إليه في سؤالكم لكن الطرف الآخر كان لديه نظرية لا وحدوية مفادها ان الجنوب فرع ضال عاد لامه أعاقت كل المحاولات الجادة لتصحيح مسار الوحدة ، والحقيقة التي ستظل دائما ساطعة هي ان الجنوب أصل اتحد مع أصل وحاولنا إقناع الإخوة بهذه الحقيقة أو النظرية دون جدوى .

ولم يلتزم النظام الأسرى المتهالك بنظريته ويتعامل مع الجنوب حتى كفرع له حقوق بل على العكس فقد تصرف مع الجنوب والوحدة بمنطق القوة الغازية التي تضيف أرضا لأرضها تتمدد عليها وتبسط نفوذها وتمده لمركزها .

صحيح كل المناطق والمحافظات تريد أدارة شؤونها بنفسها فزمن الدول المركزية ولى إلى غير رجعة ونرى انه في إطار الإقليم لابد ان ينشأ نظام لا مركزي يقترب من الفيدرالي يمنح صلاحيات كاملة لكل محافظة في إدارة شؤونها ومواردها بنفسها .

* هناك من يقول ان هناك أسباب أخرى غير معلنة دفعتكم للانسحاب من المجلس الوطني الانتقالي منها تمهيدكم للقاء القاهرة .. ما تعليقكم ؟

- ليس كذلك تحديدا فقد كانت لنا ملاحظات على إدارة الثورة الشبابية والشعبية والموقف من الحراك الجنوبي السلمي والقضية الجنوبية وكنا نريد حوارا جادا ومسئولا يستبق تشكيل المجلس يوفر أرضية مشتركة تضمن سبل النجاح في انجاز المهام بحسب نوعيتها ومراحلها .

* باعتقادكم ما هي السلبيات والمعوقات التي أخرت مسيرة الحراك الجنوبي بعد أربع سنوات من انطلاقته ؟

- هي نفس الأسباب التي تواجهها الثورة الشبابية السلمية اليوم وأفقدتها سرعة الحسم والانتصار كما هو حال الحراك الجنوبي السلمي ، فالأهداف واضحة والأداة ممثلة بالشباب والشعب جاهزة وصامدة قدمت تضحيات جسام ولازالت مستعدة لتقديم المزيد من اجل تحقيق الانتصار السلمي المبين ، فقد عجزت النخب السياسية في الجنوب والشمال عن تقديم رؤى ناضجة باليات عملية وواضحة وبنهج مؤسسي لا يسمح بالقفز والمزايدة والاختراق الداخلي والخارجي الذي يقود للإقصاء والإقصاء المضاد ، لكنني على ثقة بان الأداة الثورية المستعدة للتضحية ستأخذ بناصية الأمور ان استمر الوضع على حاله لفترة أطول تسمح بالمزيد من عبث النظام المتهالك ليواصل نهجه الدموي لإغراق البلاد في بحور من الدماء الدراكولية .

* باعتقادك ما هو المطلوب في الوقت الراهن لتحقق الثورة أهدافها ؟

- ترك المجال أمام الأداة الثورية لاستعادة زخم مبادرتها الذي انطلقت به لتكمل مشوارها برفع البابوية عنها وتجميد السعي التنافسي لاكتساب مواقع فئوية وحزبية قد تكون مشروعة لكن لم يحن وقتها بعد فالمهمة الآن تتطلب ان يكون الجميع جنودا للثورة لانجاز مهمتها فمستقبل الأيام كفيل بإفساح المجال للتنافس الشريف في ظل ديمقراطية حقيقية، يطمح الجميع لتكون أهم مخرجات الثورة، لتقديم أفضل الخدمات للشعب شمالا وجنوبا عبر برامجها ليس إلا .

* ما الذي اخرج الرئيس صالح من عنق الزجاجة بعد أحداث جمعة الكرامة ؟

- اعتقد ان الرئيس لازال في عنق الزجاجة وان بدأ يتظاهر بالخروج منها ، صحيح أهدرت فرص مواتية تسمح بالحسم وتحقيق النصر قبل وبعد جمعة الكرامة لابد من التفكر في مسببات إهدارها والعمل على تجاوزها وارى شخصيا ان أهم الأسباب الكابحة هي محاولة اقتطاف الثمار قبل نضوجها في لعبة المفاوضات التي يجيد النظام اللعب عليها فليتركوا للأداة الثورية الشعبية تكمل مشوارها فهي مأمورة وموعدة بالنصر بمشيئة الله .

*إلى أي مدى قد يصدق خطر تمكن القاعدة في الجنوب ؟

- لست منزعجا من خطر القاعدة التي تروج له السلطة في الجنوب فبيئته طارده للعنف والقاعدة بالذات لن يسمح لها شعب الجنوب بالعيش والعبث فوق ترابه بأمنه واستقراره وستزول أسباب بقائها فور إسقاط النظام وتصفية أدواته التي تمد القاعدة بالحياة .

*هل مازال نظام صالح قادرا على قيادة البلاد خلال الفترة القادمة ؟

-سؤال يبدوا غريبا لكن هناك من يروج لذلك . أقول ان نظام صالح انتهى وفقد شرعيته منذ ان بداء يريق دماء شباب الجنوب الطاهرة في مسيرة الحراك الجنوبي السلمي مؤكدا نفسه بفقدانه شرعيته وأهليته وقدرته على مواصلة البقاء حين واصل إراقة دماء شباب الثورة السلمية المظفرة بعون الله وقدرته

* كلمة أخيرة تودون قولها ؟

- اكتفى بترديد مطلع رائعة أبى القاسم الشابى :

 " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

  ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر "