لسنا أشياء كما ظن البعض..
بقلم/ انيسة محمد عثمان
نشر منذ: 18 سنة و شهر و 20 يوماً
الخميس 14 سبتمبر-أيلول 2006 10:23 ص

شكراً للأستاذ القدير فيصل بن شملان الذي نهض بقوة وقبل أن يكون مرشح اللقاء المشترك لانقاذ الناس والوطن من الانهيار..

وشكراً مكرراً للاخوة في اللقاء المشترك الذين اظهروا قدراً كبيراً من العقلانية ورشحوا رجلاً مستقلاً ليس لأنه لايوجد في احزاب اللقاء رجال اكفاء وانما حرصاً على ان يكون المرشح مرشحاً مستقلاً حتى لايدخل الوطن في متاهات الاستئثار لحزب..

والاستاذ فيصل بن شملان لم يعد مرشح اللقاء المشترك فحسب، بل اصبح مرشح كل الشعب اليمني..

مرشح المحرومين من لقمة عيش كريمة.. مرشح المرضى الذين لم يستطيعوا توفير حق العلاج.. مرشح الطلاب في كل المراحل التعليمية.. والذين حرموا من حقهم في التعليم المجاني.. مرشح المظلومين لغياب العدالة.. مرشح المهمشين الذين لايجدون مسكناً يليق بآدميتهم.. مرشح من قوعدوا من وظائفهم.. ومنحوا رواتب لاتليق بعطائهم أمام غلاء المعيشة..

مرشح الجيش الذي سُرح.. مرشح من تم توقيف رواتبهم ظُلماً وعدواناً..

خلاصة القول انه مرشح كل الشعب اليمني الذي يتطلع للحرية والعدالة والكرامة التي هدرت على مدى 28 سنة بسبب الفساد والقهر والقمع والإذلال.

بالأمس خرجت عمران بقضها وقضيضها لحضور المهرجان الانتخابي وفي كل المحافظات التي زارها مرشح اليمن كله.. مرشح كل محبي اليمن..

أما اليوم في مدينة تعز، هذه المحافظة التي هي الخزان البشري.. هذه المحافظة التي قدمت الكثير والكثير.. قدمت الرجال الذين ضحوا بأنفسهم واموالهم من أجل حرية اليمن كله.. وهي التي خرج منها كبار المثقفين.

لو كانت تعز اليوم ميداناً لما اتسعت لكل الذين تقاطروا من كل حدب وصوب لاستقبال مرشح اليمن الاستاذ القدير فيصل بن شملان.. وكم كنت اتمنى ان اكون الى جوار اخواتي اللائي حضرن للمشاركة ولكن ظروفاً خارجة عن ارادتي حالت دون ذلك. ولكنني تلقيت عدة مكالمات تخبرني عن المهرجان وكيف لو ان التصوير تم للجماهير التي خرجت لكان استفتاء شعبياً على ان الناس في هذه المحافظة التي ترزح تحت حكم مارس عليهم كل انواع القمع المادي والمعنوي يريدون التغيير فعلاً.

والحاكم الحقيقي هو الحاكم الذي ينال شرعية شعبية وليس شرعية تدعي انها حصلت عليها من حمايتها للثورة والجمهورية والوحدة..

فالثورة والجمهورية والوحدة قد ترسختا بالرغم من عبث البعض بهما.

أما الذين يخرجون لحضور مهرجانات مرشح الحزب الحاكم فهي معروفة.. يخرج الذي يهدد بقطع راتبه أو ابعض الموظفين الذين لايخدمون الشعب وإنما قبلوا بأن يكونوا عبيداً مقابل الحصول على بعض الأموال التي يحرم منها الشعب وتقتطع من لقمة الفقراء والمرضى والطلاب ومن البنى التحتية.. إنهم مجموعة من الأنانيين والانتهازيين والمنتفعين.. ولكنهم هذه المرة قد اصبحوا مصدر تندر من الناس الذين اعتادوا ان يضحكوا عليهم بوعودهم الوهمية.

وهاهم -أي الناس- يلتفون حول مرشح الشعب...

من اعجب ما سمعناه من مرشح الحزب الحاكم انه في بعض مهرجاناته الانتخابية كان يكيل التهم للاصلاح والاشتراكي بأنهما حزبان انتهازيان أحدهما ظلامي والثاني شمولي يسعيان لإعادة اليمن الى عصر الإمامة ويسعون للانفصال وللانقضاض على ثروات الدولة.. وكان بتشنجه هذا يزيد من التفاف الناس حول اللقاء المشترك ومرشح اللقاء المشترك..

ويعود ليقول ان هناك في الاشتراكي والاصلاح من سيرشحون؟!

إن الرغبة في التغيير هو نتاج للواقع المرير..

فهل كل هؤلاء خرجوا يريدون الانقضاض على اليمن؟!

وهل كلهم خونة؟ فمن بقى شريفاً؟ ومن بقى وطنياً؟

فقط الحزب الحاكم؟!

إن التغيير سنة من سنن الكون.. الذي لايتغير ولايتبدل ولايتحول هو الله الواحد الأحد.. أما بني البشر فقد قال المولى عز وجل في كتابه الكريم «وتلك الأيام نداولها بين الناس.. ومن اصدق من الله قيلاً».

الناس في مهرجانات الاستاذ فيصل بن شملان تخرج تلقائياً ودونما اجبار وإنما تخرج متطلعة للانعتاق واشعار من كان يظنهم واهماً بأنه قد حولهم الى مجرد اشياء ولم يعد بمقدورهم التحرك بعد ان تم تجويعهم وتجهيلهم وقمعهم.. فإذا بهم ينتفضون ويخرجون يطالبون بالتغيير.

أما من تخرجهم السلطة فهم يخرجون مجبرين.. مجبرين.. مجبرين لانهم يهددون بقطع ارزاقهم..

أما الجيش الذي يُظن بأنهم في الجيب.. فإنهم من هذا الشعب وهم أكثر تضرراً بسبب التمييز الواضح في هذه المؤسسة لفئة عن بقية الجيش من أبناء اليمن.

هناك كفاءات عالية في هذه المؤسسة ولكنهم مهمشون لايوجد تكافؤ فرص لكي تبرز هذه الكفاءات.. وقد تم تسريح الكثير منهم خوفاً من عدم ولائهم.. واستبدالهم بمقربين وان كانت كفاءاتهم معدومة..

 

 

ختاماً، بما ان الجميع لايرغب بالديمقراطية الامريكية المعلبة والتي قد رأيناها في افغانستان والعراق.. وبما ان أعضاء اللقاء المشترك قد اختاروا مرشحاً للرئاسة من خارج احزابهم.. وقوبلت هذه الخطوة بالاستحسان من قبل جميع فئات الشعب.. فإنهم بعملهم هذا قد اسسوا لديمقراطية وطنية تتناسب مع عقيدتنا التي تقول ان الأمة لاتجتمع على ظلالة.. ومع عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا المليئ بالكثير من الاشياء النافعة والجيدة والقابلة للتطوير.. وهاهو المشترك يضع مدماكاً قوياً لديمقراطية يرتضيها الجميع.. ولايوجد مانع من الاستفادة من تجارب الآخرين.. لأن الحكمة ضالة المؤمن..