آخر الاخبار
أمين العكيمي
بقلم/ الوسط
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 8 أيام
الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2007 10:28 م

هذا اللقاء كان مفترض أن يتركز حول قضية حرب أصبحت شهرتها تحاكي حرب داحس والغبراء في العصر الجاهلي ونقصد بها حرب الشولان وهمدان التي مضى عليها أكثر من ربع قرن وتجري بين قبيلتين يقبع على رأسيهما الخال وابن أخته ويلتقي أبناؤهما بعلاقات المصاهرة والنسب. إلا أن الحوار جر إلى قضايا أخرى ربما لا تقل أهمية عن القضية موضوع اللقاء.

صاحب اللقاء أمين علي العكيمي وهو شيخ قبيلة الشولان وعضو مجلس النواب عن الدائرة 275 في محافظة الجوف عن حزب الإصلاح وقبل ذلك هو نجل الشيخ المعروف علي العكيمي الذي كان آخر من اعترف بالنظام الجمهوري من الملكيين وحاول اغتيال الرئيس كما سنعرف من المقابلة وكانت البداية السؤال حول قضية الثأر بين الشولان وهمدان، والذي أجاب عنه كالتالي:

* التقاه جمال عامر

- أولا يجب أن نعرف أن قضية الشولان وهمدان هي في الأساس قضية سياسية من أجل إضعاف الم حافظة.. والجوف لم تعرف الجمهورية إلا في عهد الرئيس علي عبد الله صالح عندما اتفق مع مشائخها لإنزال جيش إلى مطار كان موجودا منذ عهد المصريين وكانت قبائل الجوف حينها قوية جدا ومتحدة ومتماسكة وبالأخص نحن الشولان وعلى رأسها والدي رحمه الله وهمدان وعلى رأسها خالي عبد الله العراقي وكنا الأساس في الجوف إلا أن الدولة تعتقد أنها لن تسيطر على الأوضاع إلا إذا فرقت بين الناس واتخذت سياسة فرق تسد وتم استهداف الجوف لأنها تملك ثروة زراعية كبيرة بالإضافة إلى منعتها وقوتها فكان لا بد من إضعافها.

* ولكنا نريد أن نعرف كيف تمكنت الدولة من فعل ذلك وكيف بدأت قضية الشولان مع همدان؟

- كانت البداية حينما اختارت الدولة درهم نعمان ليكون محافظا للجوف ويعتبر هذا من أحنك الناس في تنفيذ الحركات السياسية حيث أوصلوا إلينا حفارا وجيولوجيين لاستخراج المياه واختاروا منطقة متنازع عليها ليقوم الحفار بالحفر فيها باعتبار أن الجيولوجيين قالوا إنه لا توجد مياه إلا في هذه المنطقة وأعطوا الحفار لشخص من قبيلة همدان يدعى ابن حزام ليبدأ بالحفر وحينها حاول الوالد أن يتدارك المشكلة وسار إليهم بذبائح وعرض عليهم مضخة وتكاليف الحفار بشرط إبعاد الحفر إلى ما يقارب العشرين مترا من الموقع إلا أن درهم نعمان قال لهم أن الجيولوجيين أخبروه أنه لا توجد مياه إلا في هذه المنطقة بالذات ولذلك أصرت همدان على الحفر ومنعهم أصحابنا وبدأت الفتنة بهذه الطريقة وبالذات بعد أن سحبت الحكومة الحفار وقالوا إن الشولان منعوا همدان من الماء حيث قاموا بتخريب المضخات والمزارع واضطرينا للدفاع عن أنفسنا وبدأ القتال الذي استمر إلى الآن حتى وصل إلى 62 قتيلا من غير عشرين آخرين تم قتلهم بالخطأ كانوا يمرون من مناطق أخرى بالإضافة إلى مئات من الجرحى.

* لكن ما هي الجهود التي بذلت للإصلاح وبالذات من جانب الدولة؟

- الدولة في كثير من الأوقات هي طرف ضدنا وهي السبب مثلما قلت لك وقد تناقشت مع خالي عبد الله العراقي ومعه مشائخ همدان ونحن في مارب وسألتهم بالله عن من فتح المشكلة وقالوا إن القضية كانت سياسية وإن الدولة كانت تقول لهم إن والدي لا يريد مصالح في الجوف ونحن نريد مصالح ومؤخرا قال لي خالي ونحن في التوقيف بدار الرئاسة وأقسم لك بالله العظيم في هذا الشهر الكريم إنه قال لي إن الباب كان مفتوحا بينه وبين الرئيس وقد أقر لي أن القضية سياسية وزاد أن والدي بريء من هذه القضية.

* هل تقصد أنه كان هناك إيعاز من الرئيس؟

- لم يكن إيعازاً.. كان هناك دعم لهم ولأثبت لك فقد تم تجنيد مائة وخمسين فردا من الشولان وسبعمائة من همدان وتم تصديرهم إلى معسكر الفرقة في عمران إلا أنه تم اعتماد مجندي همدان وصرفت مرتباتهم وتم توقيف مجندي الشولان مع أنهم رسميون وأساسيون وأول من أسسوا الجمهورية في الجوف.

كما أن المماطلة في حل القضية لا تعتبر أمرا سهلا فقد تكررت الوساطات والأحكام حيث تحكم بن معيلي وبن كعلان ودويد في القضية وحكموا حكما لم نرتضيه وبعدها تراضينا على القاضي هلال الكبودي وعبد الله صعتر ونزلوا إلى الجوف وبقوا ثمانية أشهر محكمين وكنا نلتقي (الغريمين) عندهما دون أن يكون أحد بيننا لا دولة ولا قبيلة ونحن متراضين وأصدروا حكمهم ونحن قبلنا مبدئيا أما همدان فمنهم من قبل ومنهم من رفض وهدأت الأمور فترة وبالذات خلال ما بعد الوحدة إلى 97م حينها عشنا جميعا في بيت واحد وتصاهرنا من جديد ومشينا مع بعض وتزوجنا من بعض ولكن للأسف الآن بطلوا يحترموا قوانين الصلح القبلية وبدأوا يعيبون فيها إلى أن رجعت الفتنة بعد 97م.

* لماذا أثيرت الفتنة؟

- هم أثاروا علينا الحرب حينما كنت مسافراً في السعودية وطلبنا الوقوف عند الرئيس وحكمناه ثم سلمنا أنفسنا لوزارة الداخلية أنا وابن خالي حسين العراقي الذي هو مصاب الآن وهو رئيس فرع المؤتمر في الجوف .. وهو رجل عاقل ويحمل صفات حميدة ويريد مخرجاً وفوضنا الرئيس وقلنا له أنت محكم وطلبنا منه قاضياً يحل بيننا ونحن موقوفون داخل الوزارة حوالي شهرين ونصف وتفاجأت حينما أخرجوا حسين ولا نعلم لماذا خرج إذ بمجرد خروجه من عندي تم إطلاق الرصاص عليه في الحصبة ولم يعرف أحد الفاعل وكانوا طلبوا أولادي وأولاد أخي باعتبارهم متهمين وأحضرتهم وأدخلتهم حبس الوزارة وطلبت الإثبات عليهم وكان الذي اتهمهم هو الرئيس وليس همدان ومع ذلك أوصلت 16 شخصاً والسؤال كيف خرج ومن أطلق عليه النار بالرغم أنه من أفضل رجال الجوف ولا يحب المشاكل ؟! وكنت متفقاً معه على حل القضية وأن لا نخرج من التوقيف إلا بعد حلها.

وتصور أننا لم نخرج إلا وقد قتل 13 شخصاً .. اثنان منهم من الشولان لأنهم كانوا مدافعين لا ندري ما هي المشكلة لقد سلمنا الأرض المتنازع عليها للدولة ورفعنا للرئيس وعلي محسن أن تستلم الدولة كل المواقع وكلفوا يحيى معصار وأرسل طقمين لم يبقيا غير يوم واحد وهربا وعاد الإشكال من جديد.

* أثناء المشاكل حينما تذهب إلى السعودية تهدأ المشاكل لماذا؟

- لا أدري أنا ذهبت إلى السعودية واستقريت هناك أكثر من سنة ونصف وهدأت القضية طوال هذه المدة وحين جاء الرئيس في مؤتمر القمة أعادني معه في طائرته على أساس أنه أعطاني وجهه وعهد الله بأن يحل الإشكال وقلت له إن كنت تنوي حل القضية وإلا اتركني هنا طالما والأمور هادئة، وحينما وصلنا اليمن قيلنا بدار الرئاسة وقال لي اخرج وارجع لي يوم السبت وكان قد أخبرني أن خالي وناس من همدان تذمروا من عودتي معه في الطائرة وأجبته أنه أبو الشعب اليمني كله وبت في تلك الليلة في منزل الشيخ علي بن صالح بن شطيف وفي نفس هذه الليلة تم الاعتداء على بيتي بالصواريخ كان ذلك ليلة الجمعة واتصل الرئيس إلى منزلي بالجوف يسأل عني مع أنه يعلم أن معي موعداً معه يوم السبت وقد أجابته قريبة لي في البيت وأسمعته بالتلفون أصوات الضرب على المنزل بعدها اتصل بي وطلب مني العودة إلى الجوف وامتصاص ما حدث وظلينا أربعة أشهر نتحمل ضرب البوازيك وفي الأخير دافعنا عن أنفسنا وأصبحت الحرب من قرية إلى قرية ومن بيت إلى بيت 25 يوما وجاءت الوساطة والتقينا ثلاث مرات في مارب وقيل لي بأن خالي مصر على لقائنا في صنعاء ودخلنا وحدث اعتداء علينا بالرصاص ووصلنا إلى الرئيس وطلبت أن يحجزنا وتم توقيفنا في الداخلية وهرب العراقي.

وبعد أسبوع دخلنا عند الرئيس وقال حكموني وحكمناه واشترطت أن يبقينا عنده في الحبس ومرت حوالي أربعون يوما على أساس أن همدان تأتي بشيخ آخر لأنهم غير متفقين فهناك خالي وآخر الشيخ (الجهجوه) وقال خالي أنا لا أقطع على همدان لوحدي. وحين وصل الجهجوه بعد أربعين يوما خرج بعد أن منحوه اعتماداً لعشرة أشخاص من الرئاسة بواقع عشرين ألف ريال للواحد ووظيفة لولده في التربية وكان قبلها قد خرج من وزارة الداخلية بطقم عسكري جديد ما زال معه واليوم أعطوه مليون ريال مصروف.

* وأنت أليس لك اعتماد من الرئيس؟

-كان لي عشرة آلف ريال شهرياً ولكن 94 حولتها لأحد العائدين من حرب الانفصال .

* ربما لست محتاجاً للرئاسة لأن لديك اعتماداً من السعودية؟

- الحمد لله السعودية كريمة وتكرمنا كغيرنا من مشائخ اليمن ولكن ليس بمستوى ما تعطيه للرئيس أو للشيخ عبد الله أو لمجاهد أو لناجي الشايف.. نحن ليس معنا سوى مرتبنا الشهري تعطينا إياه السعودية.

* حتى الرئيس يأخذ؟

- ما في أحد ما يأخذ كل واحد يأخذ، بس نحن كنا نسير من البر بينما الجماعة يسيروا بالطائرة.

* ولكن ما هو آخر جديد القضية؟

- حين جاء رمضان طلبوا مني عشرة بنادق أسلمها لوزارة الدفاع ومثلها من همدان يسلموها لمعصار وسلمنا البنادق للوزارة.

* من أجل ماذا هذه البنادق؟

- والله لا أدري سلمنا البنادق وقال لنا الرئيس صلح.. قلنا نتصالح وخرقوا الصلح وما زلنا داخل الرئاسة.. بعدها قال الرئيس "اخرجوا وبعد رمضان نتفاهم".

* هل موقف الدولة منكم يرجع إلى أن والدك ظل إلى الرمق الأخير مع الملكيين أم لأنك في الإصلاح؟

- الإصلاح جديد والوالد كان يتعاون مع علي عبد الله صالح كثيرا وهو يعترف بنفسه أن والدي كان من أوفى البشر وهو صريح وكانت له هيبة وكلمة على المحافظة إذا قال لها اقبلي اقبلت وإن قال لها ارفضي رفضت وهم أرادوا أن يشغلوه بالحروب لأنهم لا يريدون أن تكون الكلمة في المحافظة لشخص واحد متعاون مع المشائخ يقدروه ويحترموه ويسمعون كلمته فعملوا فتنة وبدأوا بتفريخ المشائخ، فالشيخ الأساس يعملون له منافسين ويدعموهم ولا زال هذا سائدا.

* ولكن هل كانت هناك مشاكل بين والدك والرئيس؟

- نعم كان هناك خلاف.

* على ماذا؟

- كان بسبب الحرب التي أثاروها في الجوف ودعم همدان عن طريق عبد العزيز الشهاري قائد اللواء الثالث في الجوف بالأطقم والأسلحة حيث قامت همدان بالهجوم على بيت تابع لنا لم يكن فيه سوى عجوز مع عائلته واستولوا عليه وبعدها استعاد البيت أصحابنا وقتل عشرة منا منهم أخي وعمي وابن عمي وحرروا المنزل، بعدها سافر الوالد إلى السعودية وكان يذهب ويرجع أكثر من مرة حيث اتفق مع شخصيات كانت موجودة هناك من بينهم محمد بن الحسين وغالب الأجدع حيث خططوا للانقلاب واغتيال الرئيس إلا أن بعض المشائخ الذين كانوا معهم أبلغوا الرئيس وهو أبلغ الملك فهد الذي حاول أن يحتجز الوالد والشيخ غالب الأجدع ومحمد بن الحسين الذي فر إلى الأردن بينما رجع الوالد والأجدع إلى اليمن.

* هل كنت تعلم بالخطة التي على ضوئها كان سيتم تنفيذ العملية؟

- لا .. كنت في الجوف وعلمت بعدها أن التنفيذ كان سيتم من خلال سيارة يتم تعبئتها دينميت بحيث ينتظرون موكب الرئيس ثم يقومون بتفجير سيارته.

* متى كان ذلك؟

- أعتقد في 86، 85م.

* هل مشاركة والدك لمحمد بن الحسين بسبب ولائه للإماميين؟

- والدي حينما دخل صنعاء أيام الغشمي وبعده علي عبد الله لم يكن للملكيين أي وجود ولكن سلاحهم وأراضيهم وبيوتهم كانت عندنا ولذلك اعتقدوا أننا ما زلنا ملكيين.

* كيف تقبل الرئيس الأمر بعد ذلك وبعد أن وصل والدك الجوف؟

- دخلت وساطة بين الوالد والرئيس وحضر الوالد عنده وأوقفه في القصر الجمهوري بينما حبس غالب الأجدع في الأمن السياسي لليلة واحدة بغرض إرهابه ولكن مع ذلك كانت القبائل جاهزة وحين سأله الرئيس عن سبب محاولة قتله أجابه الوالد لا والذي رفع السماوات وبسط الأرض لو هذا العود القات يقتلك وينهي دولتك لفعلت لأنك قتلتني وقتلت أولادي وجماعتي.. أنا لم أعمل من أجل ملكية ولا من أجل غيره ولو أن إسرائيل تعاونت معي ما ترددت. لقد كان الوالد: صريحاً وواضحاً مع أنه لا يقرأ ولا يكتب.

* هل موقف الدولة منك هو الذي جعلك تنتمي للتجمع اليمني للإصلاح أم لقناعة؟

- لم يكن لنا مكان في الدولة من قبل ولذا حينما كنا ندخل صنعاء ندخلها خائفين وكنت دخلت صنعاء بعد أحداث معيلي في مارب عبر محمد إسماعيل ودخلتها وأنا خائف مترقب حتى الوالد لم يكن راغباً في دخولي مع أن الرئيس في الثمانينات كان يلتقي الوالد ويخوله بحل المشاكل وبعدها لم يدخل وحين تم حصارنا أصبحنا بحاجة إلى مجتمع نلتقي معه ولم يكن أمامنا غير الإخوان المسلمين كنا نلتقي بهم وندخل ونخرج معهم.

* هل أديت البيعة للإخوان المسلمين؟

- البيعة لا كانت هناك لقاءات عادية ولكني أديت البيعة لقيادة الإصلاح وحينما جاءت الوحدة اخترنا الحزب الذي نحن موالون له لأنه لا يوجد لنا مكان في المؤتمر.

* يعني لو كان لكم مكان أو دعيتم كنت ستنتمي للمؤتمر؟

- المؤتمر مبادئه ومواقفه ممتازة ونحن لا نكرهه ولكن نحن من طبيعتنا إذا بدأنا في مكان لا يمكن أن نخرج منه ونحن لا ننزع حتى ينزع إذا بدأنا مع أي جهة قبيلة أو تنظيم دولة لا ننزع حتى تنزع وهذا ما أوصانا به الوالد رحمه الله.

* أيهما أقوى فيك .. انتماؤك للقبيلة أم لحزب الإصلاح؟

- القبيلة هي الأساس ولا بد ما يرجع الناس مع أن الأحزاب أثرت عليها جدا.

*أ قصد لو حدث تعارض بين ما يريده حزبك وما تريده قبيلتك؟

- لن أتعارض مع قبيلتي ولن أفرط فيها مهما كان الأمر، أحاول فقط أن أبتعد عما يخالف شرع الله ويغضبه.

* هل بالتبعية صار الشولان إصلاحاً وهمدان مؤتمراً؟

-لا في الشولان إصلاح وفيه مؤتمر وفي همدان إصلاح أكثر من الشولان حتى أن قيادته في الجوف من همدان.

* إذا لماذا لا يتدخل الإصلاح كحزب لحل قضيتكم طالما وهم متواجدون في القبيلتين؟

- حاولوا كثيرا جدا ولكنهم لقوا معارضة وأنت تعرف أن الأحزاب كل واحد يحسد الآخر حتى لا يكسب الشعبية لأن الأحزاب لا تتحدث إلا وقت الانتخابات.

ولذا فإننا لن نقبل ما يعارض القبيلة إلا ما كان يخالف شرع الله فإننا نحاول أن نعدله في القبيلة.

*عدد من أبناء القبائل أصبحوا أعضاء في القاعدة ونفذوا عمليات كما حدث في عملية مارب الأخيرة.

- في العملية الأخيرة كنت مشغولاً بالحرب في الجوف ومع ذلك كنا قلقين من أن اليمن كان سيكون أكبر بؤرة لهؤلاء ولكن بفضل الله لم يحدث أي شيء ربما لأنهم غير مقتنعين بأن يحدثوا شراً باليمن رغم أن عددهم وتواجدهم كبير.

* ولكن كيف تفسر ما حدث من عمليات نالت من استقرار اليمن ؟

- ما أعرفه أن العلاقة ساءت بين اليمن والقاعدة بعد ما حدث لابي الحسن المحضار وكان مقتله هو الأساس.

* هل كان لك علاقة به؟

- نعم أعرفه جدا وتم تكليفي بزيارته إلى أبين بعد أن تم القبض عليه بعد حادثة السياح لإقناعه بالتراجع وتقديم الاعتذار عما بدر منه إلا أنه رفض.

* لماذا رفض الاعتذار وهل كانت له مطالب؟

- كان مطلوباً منه أن يعتذر عما صنع في حادثة السياح إلا أنه رفض لأنه اعتبر الاعتذار بمثابة الإدانة له وأذكر أن ذلك كان في رمضان مع العلم أنه وقبل حصول هذه الحادثة كنت قد أوصلته إلى بعض القيادات في صنعاء لاستيعابه إلا أنهم لم يستوعبوه وحدث ما حدث.

* تكلمت عن مطالب المحضار ما هي؟

- هو كان طماحا كثيراً .. كان يطالب بتحكيم شرع الله وغيرها ولو كانت هناك قيادة تفهمت مطالبه وناقشته كان يمكن أن يتغير.

* هل كانت له مطالب شخصية.

- لا .. أبدا.

* ماذا عن علاقتك بأبي علي الحارث. ماذا تعرف عنه؟

- أعرف انه رجل مسالم وصادق ونفع اليمن كثيرا في حرب 94 وجنب اليمن الكثير من المشاكل.

*مثل ماذا؟

- الحارثي أبلغني أن شخصين جاءا من خارج اليمن بغرض قتل الدكتور عبد الكريم الإرياني.

*ما هي جنسيتهما؟

- مصريان من جماعة الجهاد في الخارج ولا أدري كيف عرف الحارثي وكل ما علمته أن شخصاً اسمه محمد الإسلامبولي هو من أخبره وهذا كان موقوفا في اليمن وتم إطلاقه قبل أحداث سبتمبر وقال لي إن شخصين موجهين من إيران وصلا إلى صنعاء بغرض اغتيال الإرياني حتى تتهم السعودية لأن هناك أزمة بين اليمن والمملكة وقمت بنفسي بالبحث عن هذين الشخصين بالإضافة إلى أن الحارثي وجماعته كانوا يبحثون وفيما أنا أبحث عرفت أن مدرساً مصرياً في الجوف قد استعان بشخص من المنطقة لكي يساعده بإدخال أسلحة إلى صنعاء منها صواريخ (لو) وهذا الشخص كان لي علاقة به وهو من أخبرني بالموضوع وطلبت منه أن يوصلني إليه ومن معه وفعلا اليوم التالي أخذني إلى شقة تقع بين الروضة والحصبة قرب معسكر طارق (الدروع سابقا) وحين طرقت الباب عليهم رفضوا أن يفتحوا إلا بعد أن أعطيتهم عهد الله وميثاقه بأن لا أسلمهم لأحد وفعلا أخذتهم إلى منزل داخل مدينة صنعاء وسجنتهم هناك واعترفوا لي أنهم كانوا قد طاردوا سيارة عبد الكريم الإرياني "بمتورسيكل" وصدموا سيارته إلا أنه لم يكن فيها وأخبرتهم أنهم سيعملون كارثة لو نفذوا، وانتهت وكان الفضل لأبي علي الحارثي الذي أبلغني بالموضوع.

*ولكن من كلفهم بمهمة قتل الإرياني؟

-والله حاولنا معهم أكثر من مرة ولكنهم رفضوا الإدلاء بأي معلومات.

*هل أبلغت السلطات المختصة بمثل هذه القضية؟

- لا أبدا فقد أعطيتهم عهد الله ثم أن هدفي هو الحفاظ على الاستقرار في البلد.

*طيب .. ما الذي حدث بعد ذلك ؟

-أحدهم سافر إلى سوريا وأقسم بالله أنني قد نسيت اسمه أما الثاني فرفض السفر وطلب أن نتركه يومين في صنعاء لأن لديه غرضاً يريد أن يقضيه هذا كان يكنى بأبي عبيدة وهو مصري الجنسية وفعلا أطلقته وجعلت أحد مرافقي يراقبه حتى دخل السفارة الإيرانية وبعد خروجه من السفارة قمنا بترحيله إلى دبي "ترانزيت" ومنها إلى العراق.

* أبو علي الحارثي هل كانت له علاقة وطيدة بالقاعدة؟

- نعم كان مسئول القاعدة في اليمن.

* كيف كانت علاقته بالسلطة؟

- كانت ممتازة وتأثرت بسبب حادثة تدمير المدمرة كول ومع ذلك كان بعدها آمناً ويدخل صنعاء لأنه تعاون مع السلطة كثيرا جدا.

* ولكن كيف تعاون وله علاقة بقضية كول؟

- كان يعلم بالعملية ولكن أعتقد أنها عملت من ورائه وهو لم يطلع على تفاصيلها وكانت قيادة القاعدة تريد المحافظة على "أبو علي" فكلفت أشخاصا آخرين.

* إذا كيف أصبح مطلوبا للسلطات اليمنية؟

- بعد أحداث سبتمبر كان اسمه من ضمن المطلوبين لأمريكا وكان هناك إصرار على تسليمه من قبل السلطات الأمريكية وطلبته السلطة وكنت أنا أحد الوسطاء وفي هذه بالذات هناك ملف كبير جدا.

* بمعنى هو رفض أن يسلم نفسه؟

- لا هو قبل أن يسلم نفسه بشرط أن يحصل على ضمانات بعدم تسليمه إلى أمريكا والرئيس وافق وكتب له ضمانة خطية وما زالت عندي بأن لا يسلمه إلى أحد وكان طلب ضمانتي وحين رفضت لعدم قدرتي ضغط علي الرئيس وضمنت وبعدها زاد الحارثي أن طلب ضمانة الشيخ مجاهد أبو شوارب وغالب الأجدع مقابل تسليم نفسه ولكن السلطة رفضت وظل مختفياً حتى وقع له الحادث.

* كيف تفسر حماية القبائل للجهاديين وأصحاب القاعدة؟

- مثل من؟

* مثل أبو علي الحارثي.

- الحارثي من قبيلة وأنا لا أذكر أنه قد عمل ما يسيء إلى اليمن قبل أن يطاردوه والقبائل تحمي أصحابها حتى وإن أساءوا .

* ولكن في تفجير مارب الأخير كان هناك أفراد من القبائل مشاركين في العملية.

- هذا بسبب سياسة الدولة التي يجب أن تغير سياستها.

* بأي اتجاه.

-بكل الاتجاهات.

* ماذا تعني؟

- أقصد تجاه القبائل وأن يتركوا الفرصة لهم، فكل البشر يبحثون في أن يكون لهم وجود وكل إنسان له طموح.

* ولكن لو أرضت الدولة كل صاحب طموح معنى هذا أن الأقوياء والقادرين على مواجهتها هم فقط من سيتحقق طموحهم دون الآخرين؟

- هناك مواهب يجب أن تبحث عنها وتساعدها في أي مكان.

* هل تحول القبيلة إلى كيانات أشبه بالحزبية ناتج عن كونها قد ضعفت؟

- القبيلة ضعفت وبالذات بعد إقرار التعددية الحزبية حيث بدأ الناس يتكتلون حول الأحزاب ثم أن عادات القبيلة الحميدة بدأت الحزبية تغطي عليها بما فيها الحمية القبلية التي بدأت تنازعها الحزبية والقبلية هي غيرة وحمية والحزبية وجدت لكل من ليس له قبيلة مثلا عبد الكريم الإرياني وباجمال ليس لهم قبائل ولكن أصبح لهم اليوم قبائل في كل محافظة ومثلهم اليدومي.

* ولكن القبيلة ربما هي عصبية بينما لحزبية انتماء؟

- صحيح ولكن التبني السياسي قد يظهر أكثر وإن كان رد القبيلة أكثر قوة لأنها تملك السلاح.

* كيف تنظر شيخ أمين للخلاف الذي أصبح معلناً بين حاشد وأبناء الشيخ عبد الله وبين الرئيس؟

- أنا أعتقد أن سنحان والدولة بحاجة إلى القبيلة لكي تدافع عنهما ولذلك فإن سنحان هذه الأيام تقوم بتصفية خلافاتها مع كل القبائل اليمنية.

* بما فيها حاشد؟

- صحيح هناك مشاكل مع بعض رموز حاشد ولكن سنحان تحاول تصفية هذه المشاكل مع كل القبائل بما فيها قضايا الأراضي والثارات وهم الآن يقومون بإنهائها؟

* ولكن ماذا عن مشاكل الرئيس مع أولاد الشيخ عبد الله؟

- نعم في مشكلة ولكن في وجود الشيخ عبد الله سيقوم باحتواء كل المشاكل في الأخير.

* هل تعتقد أنها لن تتصاعد؟

- لن تتصاعد إلا في حالة واحدة إذا ضعفت سنحان لان أولاد الشيخ يريدون أن يكونوا البديل ولكن إذا بقيت سنحان محافظة على قوتها فإن الشيخ سيعمل على احتواء الخلاف وسيسيطر عليه كما عمل الآن مع الشيخ ناجي الشايف الذي يدير به الرئيس الخلاف مع بيت الأحمر، والشيخ عبد الله قام في الأيام الأولى من رمضان بالجمع بين ناجي الشايف وولده حسين في جدة ووفق بينهما وهو نفس ما سيقوم به بين أولاده والرئيس إذا وجدوا أن الأمر ليس في صالحهم.

* أنت رفضت الانضمام إلى مجلس حسين الأحمر وكذلك رفضت دعوة ناجي الشايف ما هو السبب؟

- نعم رفضتها لان كلها مصالح وكلها بناء قوى، حيث كل واحد يحاول أن يبني نفسه.

* كيف تنظر إلى القضايا المثارة في المحافظات الجنوبية؟

- هذه القضايا فقط جاء وقتها وكان لا بد أن تحدث .

* كيف ؟

- الشكوى لا بد منها وإنكار الظلم لا بد منه وهو فقط مسألة وقت وأتوقع أن يستمر الصراع في الجنوب ويمكن أن تصل الأمور إلى فرض مسألة الفيدرالية وربما ما هو أفضع من الفيدرالية.

* ولكن لو أوجدت السلطة حلولاً للقضايا المثارة؟

- ما في حل.

* كيف .. يمكن إعادة أراضي الناس وحل مشاكلهم؟

- كيف تعود وبم تعود ؟! والأراضي ليست هي المشكلة لوحدها.. هناك قضايا المواطنة وأنت تعرف ما حدث لمحافظ ريمة أحمد مساعد حسين وقائد المنطقة الوسطى عوض بن فريد، لقد تم ردهم من باب صنعاء.. كيف يردون والأول محافظ بينما الثاني قائد منطقة بكاملها؟!

وهنا لا يحتمل ما حدث سوى أمرين الأول أن يكون هذان غير مطمئنين للحكم ولا لقرار منع السلاح لكي يسلموا أسلحتهم وبالتالي ليسوا خاضعين للسلطة هذه. وإما أن السلطة لا تعتبر أن لا أحد مقبول سواهم لكي يدخل صنعاء إلا بالكيفية التي تريدها .

* ولكن ألست معي شيخ أمين أن منع السلاح مهم لحفظ هيبة الدولة وخلق الأمان ؟

- هو مهم ولكن إذا استمر القتل في العاصمة والسلاح ممنوع فمعنى أن المشكلة ما زالت قائمة وإذا لم نفرض عقوبة على من خالف في صنعاء في مثل هذه القضايا فمعنى أن القرار لا معنى له لأنه يمكن أن أقتل في العاصمة وأغادر إلى منطقتي ومع أني مع منع السلاح إلا أني اعتبره قرارا مؤقتا للحفاظ على شخصيات معينة داخل السلطة لكونه تزامن مع الأحداث المتناثرة.

* أنت عضو مجلس نواب ولكن ليس لك دور فاعل في مناقشة مثل هذه القضايا؟.

- أنا لا أستطيع الدخول إلى مجلس النواب لعدم وجود الأمان فيمكن لأي أحد أن يقتلني لثار أو لأي غرض آخر ولهذا فإن تواصلي مع مجلس النواب هو من خلال الإدارة المالية فقط وليس مع الآخرين (يضحك).

*على ضوء ما يحدث كيف تنظر لمستقبل البلد؟

- إذا استمرت أحداث الجنوب دون احتواء فإن المستقبل سيكون سيئاً ومتعباً جدا فالكل يئن وكل يحمل جرحاً.

*إذا ما هو الحل؟

- لو قلنا الفيدرالية ما تنفع معانا نحن القبائل.

* هل تدعو إلى الفيدرالية؟

- لا أنا لا أدعو إلى الفيدرالية ولكن أنا خائف أنها تفرض نفسها واراها كذلك وقد لا تقبل بالمعنى الذي نتوقعه وربما يكون تشكيل حكومة إنقاذ وطني بحيث تتولى الإمساك بموارد الدولة ومصروفاتها.

* ولكن لماذا لا يكون البديل حكماً محلياً واسع الصلاحيات؟

- ولكن من يسمح بالحكم المحلي فمنذ آخر انتخابات المجالس المحلية لم يعطوها الصلاحية وما زالوا يتحكمون فيها إلى اليوم وأعطيك مثلاً في الجوف فالمجلس المحلي موقف لأننا لم ننتخب مؤتمرياً فيه رغم أن الإصلاح أغلبية فيه ومع أن أعضاء المؤتمر متعاونون معنا وقد انتخبنا أميناً عاماً وهو شخصية منفتحة هو حسين الضمين ورفض الرئيس وحين واجهته قال لي والله لا يمكن يترأس هذا الشخص لانه إصلاح.. إذا كيف نفهم معنى الحكم المحلي.

* هل أنت راض عن مواقف الإصلاح؟

- أنا منتم للإصلاح.

* هل أنت راض عن مواقفه؟

- هناك ما أنا راض عنها ومنها لست راضيا عنها.