أمين عام مجلس شباب الثورة : تأخير تنفيذ النقاط العشرين لا يخدم التهيئة للحلول
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
السبت 23 مارس - آذار 2013 06:26 م

أمين عام مجلس شباب الثورة : تأخير تنفيذ النقاط العشرين لا يخدم التهيئة للحلول

حوار/ فهد سلطان:

- كيف تابعت الجلسات الافتتاحية الأولى لمؤتمر الحوار الوطني؟

تابعت الافتتاحية وكان واضحا فيها التوتر وعدم الإعداد الجيد.. ظهر ذلك في مواجهة بعض التجاوزات من المشاركين في الحوار.

ـ بعد ثلاثة أيام من انعقاد المؤتمر.. هل هناك بوادر أمل من نجاح هذا المؤتمر؟

لا يمكن لنا تقييم الحوار واحتمالات فشله أو نجاحه مما يدور من نقاشات فيه واعتقد أن الأمر محسوم دوليا وربما انه وفي إطار ضيق جدا محسومة مخرجاته، هذا ما اعتقده.

 ـ هناك من يرى أن انسحاب حميد الأحمر وتوكل كرمان وتبعهم رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي يقف خلفه نية إفشال المؤتمر؟

الانسحاب لبعض الأعضاء أمر طبيعي ومتوقع ولكل حق المشاركة أو الانسحاب بغض النظر عن المبررات لكل منسحب، واعتقد أن الحوار الماضي، لان الأمر مرتبط برغبة دوليه وإقليمية وحتى القوى المحلية ترى في فشله فتح الباب لوسائل عدمية وللاقتتال، لذا فالجميع يمضي على مضض والأمور بالخواتيم كما أني لا انظر لمن ذكرتهم بأنهم جميعا يمثلون الإصلاح، فحميد الأحمر له أسبابه التي أراها ذكيه فهو أراد أن يحرج الرئاسة بمخالفات وقعت فيها في الهيكلة مخالفة للمبادرة وأراد كسب تعاطف كثيرين في انه مساند للشباب والمرأة ولأبناء صعدة وغيرهم، خاصة في ظل هجمة وُجهت له ولإخوانه بأنهم متهافتون على مقاعد الحوار، وتوكّل اعتقد أن مشاركتها في وجود القتلة وفي ظل شروط ظلت تؤكدها وتطالب بها مثل انقسام الجيش وبقاء صالح فاعلا وتهميش الشباب ستكون مشاركتها محرجة لها سياسيا بشكل كبير.. اليدومي يبدو اشترك في نفس الدوافع السياسية وفضّل أن يبقى متماهيا مع طبيعته كصاحب قرار أكثر منه شخص محاور، ولهذا لا اعتقد أبدا أن هذه الانسحابات تروم عرقلة الحوار إلا إن كانت تريد تحسين شروطه والضغط بهذا الاتجاه.

ـ المشترك والمؤتمر قدما ملاحظات حول قائمة الرئيس هادي؟

قائمة الرئيس كانت محل اعتراض الكثيرين والشباب هضموا بشكل كبير وتم دمج قائمة الرئيس وقائمة الشباب وتم الإعلان عن قوام المؤتمر دفعة واحدة ليتجنب الرئيس السخط ومع ذلك لم ينجُ من غضب الأطراف المختلفة؛ اعتقد أن المشترك رأى أن قائمة الرئيس مكّنت للمؤتمر الشعبي ولأنصار صالح بالذات، وهذا سبب اعتراضهم وبالنسبة للمؤتمر الشعبي فاعتراضه مناكفة للمشترك حتى لا يرضخ الرئيس لمطالبهم وإلا فقد مثلوا بحجم كبير.

ـ يظهر أن هناك إصرارا من قبل الرئيس هادي على إنجاح المؤتمر.. على ماذا يراهن في ذلك؟

الرئيس هادي يراهن على المساندة الدولية والإقليمية وعلى تسليم الفرقاء له لأن البدائل سيئة وهو يعتبر أفضل الخيارات؛ لهذا وبغض النظر عن اختلافنا مع قائمة الرئيس ورغم تحفظاتنا على هضم الشباب وعلى هيكلة المؤتمر وآلياته التي لا تجعل مرجعيات حسم القضايا للمؤتمرين المتحاورين، إلا أنني لست مع إضعاف الرئيس هادي ولابد أن يكون قويا لأن الأطراف لن تتفق خاصة بوجود أنصار صالح وقتلة الشباب منهم بالذات في الحوار الوطني؛ وبتعبير آخر يمكنني القول: لست مع إضعاف الرئيس هادي أمام مراكز القوى ولكني مع إضعافه أمام المؤسسات والقانون

- تشكيلة قوائم الحوار لم تلتزم بالمعايير وحصل فيما يشبه الصفقات.. هل يعني ذلك مؤشرا على خلق خلاف مستقبلي داخل المؤتمر؟

تشكيلة القوائم عكست ميزان القوى في المجتمع، وهذا واقع، ولكني اعتقد أن السبب هو حرص الرئيس وجميع الأطراف على مشاركة الجميع، والخلاف مستبعد برأيي بسبب أن الحسم ليس مرهونا بموافقة المشاركين في الحوار بقدر ما هو محصور في إطار ضيق لرؤساء الكتل السياسية والرئيس ورعاة الحوار.. والمهم الذي يجب المراهنة عليه: هل هذه المخرجات ستكون مستوعبة للدرس وللتضحيات والتحولات التي حدثت فتعمل على تجسيد أهداف ومطالب الثورة أم لا؟، وهذا ما يمكن من خلاله الحكم أن الحوار نجح أو لم ينجح.

- يطرح البعض مخاطر التقسيم إلى ستة أو حتى خمسة أقاليم، ويزداد الخوف إذا تم اعتماد الإقليمين في ظل وضع الدولة الهش؟

شخصيا لا أرى جدوى من الأقلمة في ظل غياب الدولة بمؤسساتها القوية والتذمر من المركزية الذي يحملها سبب هذا التشظي والتأزم وبالذات في القضية الجنوبية ليس هو المركزية بما هي نظام مؤسسي وإداري وإنما السبب مركزية فردية عسكرية عشائرية بددت الثروة ونشرت المظالم والسخط فانعكس ذلك على الوحدة نفسها وتهديدها، والطبيعي أن اللا مركزية والأقاليم تأتي تطورا في سياق المركزية لعجز في استيعاب التوسع السكاني والتنموي والإداري ومع ذلك لابد من حل للقضية الجنوبية يكون متعمقا وملما بالمشكلات لا أن يكون الحل سطحيا فأنا أرى مثلا أن تأخير تنفيذ النقاط العشرين لا يخدم التهيئة للحلول ولا ندري سببا منطقيا لهذا التأخر الذي بات ضرورة لامتصاص الاحتقان في الجنوب وإعادة بناء الثقة المفقودة تجاه الدولة.

- هل تعتقد أن المشاركين في المؤتمر من الجنوب عدد كافٍ لتمثيل الجنوب وامتصاص الاحتقان على الأقل وإقناع الآخرين بجدوى الحوار؟

 

بالنسبة لمشاركة الجنوبيين، وهل هو كافٍ أو غير كافٍ، وهل سيؤثر من لم يشارك على مجريات الحوار، فأعتقد انه مرهون بالمخرجات ومعالجة القضايا وعلى رأسها القضية الجنوبية بشكل عادل، والأهم أن يكون هناك مصداقية وجدية في تنفيذ هذا الأمر لأنه إذا كانت النتائج غير مبشرة سيكون ذلك مؤثرا على التحولات بشكل سلبي خطير، ليس لأن الأمر مرتبط بأشخاص لم يشاركوا وإنما لارتباطه بالمواطن وبعامة الشعب الذي يصعب إقناعه إلا بحل قضاياه، وإلا سيجد هذا الشعب وهذا الشارع من يقوده للرفض.

- لم تشارك عائلة صالح في هذا المؤتمر رغم حضور لبعض العائلات ما تعليقك؟

 اعتقد أن عائلة صالح مشاركة بقوة بشكل غير مباشر وعدم ظهورهم بشكل مباشر ربما لن يخدمهم بشكل أفضل مما هي عليه الأمور الآن، وربما هناك رغبة دولية في ذلك، والمشكلة هي أن المبادرة والتسوية - للأسف - لم تتمكن من عزل صالح وأسرته سياسيا؛ ولهذا فهم مستمرون في قيادة المؤتمر الشعبي، وهم من عيّن نصف حكومة الوفاق، وهم من دفع بممثلي المؤتمر أنصار صالح إلى مؤتمر الحوار، وتكمن الخطورة في عجز المشترك والرئيس هادي ومن معهم في الضغط لإخراج صالح من الحياة السياسية بسبب تقصير المشترك وتفريطه في القبول بمنح صالح ومن إليه حصانة دون نص صريح في المبادرة على أن يكون ذلك مقابل خروجه من الحياة السياسية، وهذا ينذر بإعادة إنتاج نظام صالح عند أول انتخابات قادمة؛ نظرا للسخط من المشترك، ونظرا للحملة الإعلامية الممنهجة التي تبناها صالح ومقربون منه وقوى متحالفة معه وشباب، للأسف، وقعوا في هذا الفخ، كانت الحملة موجهة ضد المشترك والحكومة باعتبارهم هم السلطة الآن، أما صالح فهو يشيع أنه قد غادر السلطة وسلّمها لهادي بينما هو مستمر في العرقلة والانفلات الأمني والتخريب لتحميل الحكومة التي ظهرت فاقدة للحيلة والقدرة كامل المسئولية.

- هناك من يشكك في حسم كثير من القضايا ويعود السبب إلى وجود عدد من التدخلات (الاملاءات) الخارجية؟

التشكيك في الحسم وارد والتدخلات الخارجية موجودة لكن ما طبيعة هذه التدخلات.. هذا هو السؤال؟، اعتقد أن أطراف التسوية السياسية هم وحدهم من يعلم ذلك ولن يمر شيء إلا برضاهم إلا من أعلن موقفا رافضا واضحا وحدد خياراته.

ورأيي الشخصي أن الجانب الخارجي فرض وجوده من حاجة داخلية بسبب الانقسام وظهور شبح المواجهة العسكرية، ولا اعتقد أن العامل الخارجي شر محض، بل يمكن أن يكون عاملا مساعدا، ونتطلع أن يقدم المجتمع الدولي اليمن كأنموذج ثالث في بلدان الربيع العربي بين أنموذجين ممثلة في تونس ومصر من جهة وبين أنموذج ليبيا وسوريا من جهة أخرى وأي تعامل سلبي من الخارج لن يكون إلا برضى الأطراف السياسية فهي وحدها تتحمل مسئولية أي تنازلات مخلة تنتج دولة هشة لا ترقى لمستوى حلم الشعب اليمني وتضحياته.

ـ تقرير بن عمر الذي سيرفعه إلى مجلس الأمن أشار إلى الحوثيين والحراك الجنوبي مع اجتماعه بالشباب.. ما الرسالة التي أراد بن عمر أن يوصلها؟

يريد بن عمر إدخال جميع الأطراف تحت القبضة الدولية ليتم الضغط على الجميع ولإشهار العصا الدولية في وجه من يخرج منهم عن الإرادة الدولية رغم انه يجسد عملا دبلوماسيا ذكيا ومرنا – الآن - لترغيب الأطراف في التفاعل الايجابي والاستمرار وإنجاح الحوار.