توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي
أصبح العربي/المسلم بطلا من أبطال رواية «سيد الذباب»، كما سردها بالعربية إسماعيل خيرات وهي رائعة من روائع ويليام جولدنج ومن القصص ذات المغزى الوجيه:
تحطمت طائرة كانت في رحلة ترفيهية لمئات الأطفال وفقد أثرها فوق المحيط، وانتهت بموت جميع ركابها من البالغين ونجاة مجموعة الأطفال الذي وجدوا أنفسهم وحيدين في جزيرة نائية معزولة، ومضطرين لتدبير أمورهم وشؤون حياتهم، لكن سرعان ما بدأت أعراض الشر والقسوة والإنقسام تظهر على مجتمعهم الناشئ الصغير.
وجد صغار البشر أنفسهم وحيدين في هذا العالم الموازي، وأسيادا له، يملكون فيه أدوات التأثير البالغ، ويرسمون خيوطه على هواهم، وتبعا لأمزجتهم ونزواتهم، يُكذبون أي شيء ويُصدقون أي شيء، ينسفون ما لا يتفق مع أفكارهم الطرية البسيطة، ويرفضون ما لا تستسيغه عقولهم الصغيرة من الحوادث والحقائق، لديهم لكل شيء مقاييس خاصة واعتبارات شاذة، ينظرون إلى الوقائع وأحداث الحياة كما ينظرون إلى بالونات يتعاقبون عليها بالنفخ والشد حتى إذا انفجرت رموها وتجاوزوا إلى غيرها في عبثية تامة.
لو عاد الرسول الكريم إلى الحياة وزار أمته لما افتقد أيا من الأشياء الموجودة في جزيرة الذباب، سيرى البوق الذي أشعل حمى التنافس لمجرد اللعب به، والقتال الشرس الذي دار على إبريق شاي جرفته الأمواج من حطام الطائرة ظنا انه «فانوس علاء الدين السحري» كما تستدعيه ذواكرهم الطرية من حلقات الأطفال، وسيسمع قصص «إفتح ياسمسم» وقد ترسخت وتحولت إلى عقائد في أذهانهم، وسيرى القرآن والأحاديث والخزعبلات تتقاذفها الأيدي، وسيصغى إلى ذلك الطفل السمين الذي يصرخ بعقلانية وصوته يضيع وسط الهرج والمرج، وسينفطر قلبه حزنا على إستغاثة صغير تلاشى بين هدير الأمواج ولا احد يمد يده إليه او يستطيع إنقاذه... سيرى صغار البشر يصبغون وجوهم بالطين وهم يتوجسون جزعا وخوفا من وحوش هم الذي تصوروها واختلقوها... وسيرى النار الموقدة التي لا تخبو، وصراعات صبيانية على جمرات تنتهي متناثرة في كل مكان ولا يستفيد منها احد. ثم سيرى «رسالته» وكذلك الغابة في نهاية المطاف ـ حتما ـ وهما تحترقان.
صنع أولئك الصغار مجتمعا قادرا على محو وإزالة كل شيء جميل من حياتهم نتيجة عناد وسلوك غير مبرر لسادة الذباب، إرادات متناثرة وقيادات مزاجية فاقدة للوعي والإدراك، غير مكترثة بالأولويات المصيرية والتحديات الحقيقة وأسس التعايش وحكمة التعاون وتبادل المنافع من أجل النجاة والبقاء.
مجتمعا صبيانيا هشا وضحلا لا يجيد عملا ولاصنعة ولا يستطيع تقديم أية بدائل لأنه لا يملك القدرة على التحرك على بساط الواقع الملموس وأرضيته، فيلجأ إلى افتعال الخناقات وصناعة التهويل والخرافات واستدعاء مخزون «ميكي وميني ماوس» من الذاكرة، وشجار بين فئات تنحاز لرجل التسلق «الوطواط» وأخرى تناصر الرجل الخارق «سوبرمان»، بينما تنتـقم تجمعات أخرى للفأر «جيري» من أنصار القط «توم».
عالم العرب والمتأسلمين هو اليوم، حد التماهي، جزيرة الذباب التي يديرها أولئك الأطفال. جزيرة يقطنها مجتمع يعتنق السذاجة بعناد الأغبياء ويمتلك قدرة واسعة على تدمير ذاته. مجتمع يؤمه صغار وجل صراعاته هي أوهام في أوهام، يعيشون يوما بيوم في ترقب قلق من آناء الليل إلى أطراف النهار بحثا عن منقذ وانتظارا لمخلص لا يريد أن يظهر.
كم نشبه عالم رواية سيد الذباب وأولئك الصغار، ونتطابق مع مغزى مداخلة على حائط شبكة إجتماعية بأن أجنبيا كان يحضر نقاشا وجدلاً حادا بين عرب، فسألهم مستغربا حول حدة الصراخ: هل عندكم انتخابات؟ أجابه احدهم، لا، النقاش يدور عن أحقية الولاية قبل 1400 سنة، فضحك الأجنبي حتى وقع على قفاه. - !!!