عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً
قصة قصيرة
يقولون في قريتنا :
" لا أحد فجأة أغتني إلا أحمد عبد الغني " .
وأحمد عبد الغني غادر القرية في صباح خريفي فقيرا وعاد في المساء أغنى أهل المنطقة ، غادر بثوب مرقع وحذاء مقطع وعاد بسيارتين مليئة بالبضائع وفور وصوله أشترى أرض وبنى فيها مؤسسة تجارية ضخمة ولم يمض حدث كهذا في قريتنا دون ضجة وتساؤل فقد سأله الناس : من أين جئت بالمال ؟
فقال : من فضل ربي .
وكل من يسأله يرد عليه بأنه " من فضل ربي " ولم يستطع أحد أن يخرج منه بإجابة مقنعة ، أنشغل أحمد عبد الغني بالتجارة وترك الناس يخوضون في شأنه ، البعض قالوا بأنه قد عثر على كنز والبعض قدروا أنه أقترض أموال من تاجر صديقه بينما والبعض قالوا بأنه أقترض أموال من البنك بضمانة تاجر يعرفه ، وظل الناس يقولون ويخوضون في شأنه حتى ملوا من الحديث عن مصدر ثروته المفاجئة .
ظل أحمد عبد الغني صندوق مغلق على سر لا يعلمه أحدا غيره إلا الله لأكثر من ثلاثين عاما حتى باح لي بسره ذات مساء ، قال :
في أواخر السبعينات خرجت أهيم على وجهي لا أدري إلى أين أذهب ، لم يكن في منزلي حتى كيلو دقيق ، قلت : سأذهب إلى العدين لأشتغل في أي عمل يوفر لي ولأولادي لقمة العيش الضرورية حتى لو عملت حمالا في السوق ، توكلت على الله ومضيت وقبل أن أصل نهر عنة وجدت سيارة فارهة قد اعترضت الطريق ونزل منها رجل وما غن رآني حتى صاح في :
ـ أنت من البروليتاريا ؟
قلت في ذهول :
ـ أنا من أكمة العسيق
أنهار الرجل من الضحك وأرتمى على الأرض يتقلب من شدة الضحك وأنا في غاية التعجب منه ، تركته يضحك ومضيت فصرخ في :
ـ أنتظر قف عندك
توقفت مكاني فمد يده إلى السيارة وأخرج حقيبة ثم فتحها أمامي فإذا هي مليئة بالمال ، أغلقها وسلمها لي قائلا :
ـ أنت من البروليتاريا الرثة خذها
فتحت فمي من الدهشة وتسمرت مكاني ولم استطع الحراك من شدة المفاجئة فاقترب مني وهزني قائلا :
ـ هذه الحقيبة سلمها لي الرفاق في عدن لأسلمها لقيادة الجبهة الوطنية التي تحارب الرجعية لكنك أولى بها .
وأضاف :
ـ لكنك من البروليتاريا الرثة ومظهرك يؤكد أنك رث الثياب كادح فخذها .
شممت من رائحته أنه سكران فأمسكت بالحقيبة وأعدتها لسيارته فأخرجها وسلمني إياها بالقوة ، وحين وجدني لم أتحرك أخرج المسدس وأطلق رصاصة جوار رأسي مباشرة ، جف ريقي وأحسست أن قلبي قد سقط بين أقدامي ، أيقنت أنني ميت لا محالة وأن الرصاصة قد نزعت جانبا من وجهي وأطارت أذني ، بعد لحظات ابتلعت ريقي وتحسست وجهي فوجدته لم يصب بأي خدش ، أذني أيضا مازالت سليمة لكنها تصفر من صوت الرصاصة ، أخذت الحقيبة ومضيت وأنا أتوقع أن يطلق الرصاص علي في أية لحظة ، قطعت نهر عنة وأنا أنتظر رصاصة منه تخترق ظهري ، مضيت ، دخلت الحقول ومضيت باتجاه العدين وأنا غير مصدق ما يحدث لي كأنني في حلم ، أمشي وأتعثر حتى وصلت إلى الخط الرئيسي فجاءت سيارة فركبت معها إلى العدين ومن العدين ركبت إلى مدينة إب وهناك ذهبت إلى أحد الأصدقاء واشتريت السيارات والبضاعة وعدت إلى القرية وأنا غير مصدق ما يحدث لي ومن يومها وأنا متحير ما معنى البروليتاريا الرثة ؟
قلت مازحا :
ـ البروليتاريا الرثة يا عم أحمد تعني الرزق الكثير ساعة الصبح .!