آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

ضمانات الحرية في الدولة المدنية... ؟
بقلم/ فارس الشعري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 25 إبريل-نيسان 2012 06:18 م

لم يتجرأ أي نظام سياسي من هذه الأنظمة، والتي سقطت مؤخراً ،نتيجة مراهناتها ،،على البقاء في السلطة على منح الإنسان المزيد من العدالة الاجتماعية أو الحرية ،،الأمر الذي ساعد على تفجير الوضع ،مما تسبب في قيام ثورات شعبية عارمة ، اندلعت شرارتها من تونس ،ثم إلى مصر، فإلى ليبيا ،فاليمن ، لتخيم في سوريا ،ثورة قادها الشباب ضد هذه الأنظمة فلم تستطيع هذه الأنظمة الوقوف أو حتى الصمود في وجوه أولئك الأبطال ،الذين صمدوا في وجوه هذه الأنظمة القمعية الاستبدادية حتى تحققت إرادة الشباب في التغيير،، ذلك لأن الشباب ، على كل حال ،هم من سيساهم في إنقاذ هذا العالم الأغجر، الملي بالمخاوف ،والمهدد بالانقراض والانهيار .

كما أنه لا يمكن لنا أن نماثل بكل بساطة بين الديمقراطية والحرية ،،ذلك لأن الذين يبحثون عنها كثيرون ،،كما أن الذين يشكون فيها هم كذلك بالمثل كثيرون،،يسترجع الناس معالم الكفاح والنضال في الحرية ،، فيجدونها مضرجة، بالدماء والأشلاء ،مشوهة في الدمار والخراب، مليئة بالمآسي والآلام،، على أجساد أولئك الأحرار.

إننا لا نزال نسمع آنيين الجرحى ،، وصراخ المعتقلين حتى هذه اللحظة ،،ولا نزال نسمع شكاوي المظلومين،، والمحرومين والمنهوبين من ضحايا النظام الأسري، الاستبدادي ،الفردي العائلي ،،ولهذا نحن اليوم بحاجة إلى ضمانات للحرية ،،في إطار الدولة المدنية، تضمن لهذه البشرية ،حريتها المسلوبة منذ عقود من الزمن .

إن الحرية التي دفع الشباب ثمن نيلها بدمائهم الغالية ،، لن تذهب هدرا ، أو تذهب سدى ،لقد سطر فيها الشباب أروع الأمثلة في النضال والتضحية والفداء،، فكم نحن اليوم بحاجة إليها جمعياً ،، في كل وقت نعيشه،، فليس للحياة معنى بدونها،،فمن ذو أن خلق الله الإنسان على هذه الأرض ،،أوجد معه الحرية التي تمكنه من العيش في هذا الكون ،،وفي هذا العالم الواسع دون قيود .

فينبغي علينا أن نطالب الحكومات الجديدة في إطار الدول المدنية ،، أن تبذل أقصى ما في وسعها،، لخدمة المجتمع ،، ولكي نوظف خططها صوب قيم التكافل والتكاتف ،، ولكي تحرص على حرية الفعل وتحفز عليها ، واضعة نفسها في خدمة الصالح العام ، الذي ليس هو بالمطلق ، حصيلة لأشخاص فردية، وإنما هي المصلحة العليا للأمة .

ولكي نجعل الصلة بين الحكام والشعوب ،، عن قرب في ما بينهم ،،لابد للشعوب أن تسعى جاهداً على وضع دساتير محددة ،، وقوانين مفصلة تسير الحياة العامة بنوع من النظام والأمن ،فضمان حرياتنا مرتبط ،، بأن لا تعود المظالم كما كانت ،، وأن لا تعود مشاكل الناس البسطاء كما كانت علية في السابق ،، وأن لا ينفرد المتفردون بالسلطان مهما كلفنا ذلك ، وأن لا نرى بعد هذا اليوم فاسد على منصب......الخ .

لقد خاطر الشباب بأنفسهم كثيراً ، ذلك من أجل الحرية والكرامة ،، فعاشوا نتيجة ذلك لحظات مشحونة بالخوف وتارة بالقتل ،،وتارة بالسجن والتعذيب ،،لكنهم لم يتراجعوا عن ذلك وإنما ساروا بثقة واقتدار،، وبعزيمة لا تنكسر ، فلقد آمنوا بأن الموت لن يأتي إلى مرة واحدة ، وأن العيش في هذه الحياة بلاء حرية أو كرامة ،كالعيش في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا مرعى .

إن الحكومات التي قامت في روسيا ألتزمت بالأصول التي اندلعت من أجلها الثورة الحمراء ،،والحكومات التي قامت في فرنسا التزمت بالمبادئ التي هتف بهاء الثوار فإذا انحرفت حكومة عن الحدود التي رسمت من أجلها اعتبرت خائنة بمبادئها ،ومتمردة على شعبها،وقد اعتبر نابليون خائنناً لنظام الثورة الفرنسية لما قبل نظام الوراثة الملك في بيته.