آخر الاخبار

توكل كرمان: لن ننسى الغدر بالوحدة في حرب 1994 والإخلال بشراكة دولة الوحدة.. والجنوب اليوم غافل عن ثورة أكتوبر ومناضليها وزير الدفاع: قوات الجيش جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء .. تصاعد نبرة التهديدات فهل يقترب اليمن من استئناف الحرب الداخلية؟ انهيار هو الأكثر سقوطا في تاريخ الريال اليمني.. تعرف على اسعار الصرف اليوم تحالف الأحزاب يطالب كافة مؤسسات الدولة للعودة إلى أرض الوطن ويشدد على توحيد القوى المناهضة للانقلاب قصف إسرائيلي هو الأعنف والنازحون يحرقون أحياء في خيام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى وسط غزة مواجهات حاسمة للمنتخبات العربية في تصفيات مونديال 2026 الكشف عن 3 سيناريوهات لضربة إسرائيل على إيران - قطع رأس الأخطبوط وخامنئي ببنك الأهداف ماذا يعني نشر صواريخ "ثاد" الأمريكية في "إسرائيل"؟.. هذا كل ما نعرفه عن الأمر حزب الله يصدر بيانا بشأن استهداف معسكر تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حيفا تحذيرات من كارثة ستطال 24% من سكان اليمن خلال النصف الثاني من هذا العام

إلى من تخطى الخمسين لا تقل فات الأوان
بقلم/ إحسان الفقيه
نشر منذ: 3 أشهر و 16 يوماً
الجمعة 28 يونيو-حزيران 2024 09:58 م
 

يقولون إن العمر مجرد رقم، لكنني أراها مقولة تُطَيبُ بها خواطر من تقدموا في العمر، ربما كان الصواب أن العمر محطات، ولكل محطة سمات وملامح ونقاط قوة ومواطن ضعف.

صاحبي الذي تخطى الخمسين يمعن النظر كثيرًا في شيبته، وتؤرقه المقارنة بين حالته الصحية قديمًا وبين وقته الراهن، وتنتابه حسرة خفية ممزوجة بالسعادة حين يناديه الأحفاد: «جدّي، جدّو»، لقد كبر الرجل، ويرى أن ما يستقبله من عمرٍ لن يكون بقدر ما مضى، إذن فقد فات الأوان، فدع الدنيا للأجيال الشابة، وانزو أنت في بقعة سلام مع الحياة بعيدا عن معتركاتها، تنتظر حسن الختام.

صاحبي الخمسيني أدار وجهه عن حقائق هامة تتعلق بمرحلته العمرية، فهو يغفل أو يتغافل عن نقطة تفوق لصالحه، وهي الخبرات المتراكمة التي تدحرجت ككرة الثلج عبر عقود، خبرات في الحياة يتطلع الصبيان والشباب إلى حيازة مثلها.

صاحبي الخمسيني يغفل أو يتغافل عن حالة الثبات والرُّسُوّ الانفعالي التي يتمتع بها في هذه السن، والتي لا يستغني عنها وسطه المحيط، وتجعله يرى ما لا يراه الآخرون، ويحكم قبضته على زمام الحكمة.

صاحبي الخمسيني يغفل أو يتغافل عن حقيقة أنه صار في نظرته إلى الحياة أكثر واقعية وموضوعية، وأبعد عن مرمى الهفوات والإغراق في الأحلام الوردية.

والأهم من ذلك، أن صاحبي الخمسيني يدير وجهه عن حقيقة كوْن السن ليست حائلا بينه وبين الإنجاز والتعلم والتعليم والتأثير والغدو والرواح في مواجهة الحياة، فكثير من العظماء كان أعظم بذلهم بعدما تخطوا الخمسين من أعمارهم.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الثالثة والخمسين هاجر إلى المدينة وقام بتأسيس أعظم وأرقى مجتمع عرفته البشرية.

يوسف بن تاشفين أقوى حكام دولة المرابطين في المغرب الأقصى، قاد وهو التاسعة والسبعين معركة الزلاقة الفاصلة، التي غيرت تاريخ الأندلس، ومددت حكم المسلمين فيها أربعة قرون.أسد الصحراء عمر المختار، قاد كفاح الشعب الليبي ضد المحتل الإيطالي منذ كان في الثالثة والخمسين على مدى عشرين سنة.

وعن الذين طلبوا العلم بعد الخمسين فحدث ولا حرج، فهذا الإمام الثقة صالح بن كيسان مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، طلب العلم وهو في السبعين وصار من العلماء البارزين. وزر بن حبيش الإمام القدوة مقرئ الكوفة مع السلمي، طلب العلم وهو في الستين من عمره. والإمام ابن الجوزي طلب علم القراءات وهو في التسعين من عمره. هؤلاء عاشوا على نهج: «من المحبرة إلى المقبرة».

الإنجازات على مختلف نوعياتها لا ترتبط بعمر، ونستون تشرشل المصنف كأعظم الشخصيات البريطانية، قاد تحت شعار «لن نستسلم أبدًا» انتصار بلاده على جيوش هتلر بعدما تخطى الستين.

كولونيل ساندرز صاحب سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة، تقاعد من وظيفته بعد سن الستين، وأسس أول مطعم دجاج كنتاكي الذي تميز بالخلطة السرية وانتشرت سلسلة المطاعم في جميع أنحاء العالم.

الأمريكية سيلفيا وينستوك، تخلت عن وظيفتها كمعلمة في رياض الأطفال بعدما بلغت الثانية والخمسين وانغمست في صناعة الكعك، وبرعت في ابتكار هيئات الكعك لدرجة أن الكعكة الواحدة ربما بلغ تحضيرها أسبوعا كاملا، وأصبح مشاهير العالم من عملائها منهم الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

العديد من الكتاب بدأوا الكتابة والتأليف بعدما تخطوا الخمسين، منهم ألكسندر ماكال أصدر كتابه الأول بعدما تجاوز الخمسين، وريتشارد آدامز الذي نشر روايته الأولى بعدما تجاوز الثالثة والخمسين.

صديقي الخمسيني، انتبه، فطالما يدق قلبك وتتردد أنفاسك فأنت لها، العالم بين يديك، لا تستسلم لفكرة التقدم في العمر، استثمر كل دقيقة من عمرك لتحصل علمًا أو تبذله، أو تطور من قدراتك وتكتسب مهارات جديدة، أو تفتح لنفسك مسارًا جديدًا للبذل والعطاء.

خض غمار الحياة بروح شاب لا تشيخ، ودونك حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها»، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون