الحرب ومصير الأسهم الخليجية
بقلم/ عبد المجيد الغيلي
نشر منذ: 15 سنة و 4 أسابيع
الخميس 15 أكتوبر-تشرين الأول 2009 09:24 م

بقلم: عبد الحكيم ياسين الحميدي(**)

ترجمة: عبد المجيد محمد الغيلي

abdmajidyemen@hotmail.com

هذه المقالة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول: تجسيد الحرب سياسيا مع إيران، والثاني: نوع وفنون الحرب مع إيران، والثالث: الحرب العالمية الثالثة غير التقليدية على مرأى العين.

القسم الأول: تجسيد الحرب سياسيا مع إيران

[كتب في 1/5/2006م ضمن البحث العلمي: القيادة غير التقليدية ـ التفكير خارج الصندوق]

* التحليل التقـليدي

إن التبرير التقليدي للتوتر بين إيران والآخرين يتمثل في تطوير المفاعل النووي، والحقيقة أن هذه الكلمة هي الأساس التي تم استخدامها كأداة تسويقية للحرب.

الفنون النفسية وآثارها

ستصر الصين وروسيا بكل وسيلة على اختيار الحل الدبلوماسي للنزاع النووي، وهذا سوف يشجع إيران على الاستمرار في موقفها الحالي. ستظل الدولتان روسيا والصين في نفس الاتجاه، وسيصوتون ضد الحرب في مجلس الأمن، ولكنهم لن يستخدموا حق الفيتو مطلقا.

وفي أمريكا وبريطانيا سيطالب المدنيون بعدم الحرب مع إيران، ولن أندهش إذا كانت هناك مسيرات ضد استخدام القوة العسكرية في النزاع النووي، وهذا كله سيجعل إيران تستمر على موقفها بنفس الاتجاه.

وأما فرنسا ـ حتى هذا الوقت ـ فستلعب دورين، أحيانا دور المحايد، وأغلب الأحيان ستكون ضد إيران، ولكن في الأخير فإن فرنسا ستؤيد الحرب؛ لأن إيران ليست ضعيفة مثل العراق مجردة من السلاح، ولذا فالحرب معها بحاجة إلى تحالف أكبر وأقوى.

 الفنون التكتيكية وآثارها

إن رأي المحللين التقليديين والمحللين التقنيين سيعطي تحذيرا للأسواق المالية بأن الحرب على إيران ستسبب ارتفاع أسعار البترول مما يؤدي إلى التأثير على نمو الاقتصاد العالمي. كما أنهم سيستخدمون خسارة أمريكا وبريطانيا في الحرب على العراق كدليل على أنهم لا يستطيعون تكبد خسائر إضافية ولا تحمل حرب أخرى. ووسائل الإعلام ستركز وتدور حول هذا النوع من التحليل، والمحللون سيتداولونه إقليميا وعالميا. وهذا النوع من التحليل سيزيد من إصرار الموقف الإيراني الحالي على التحرك بنفس الاتجاه.

* التحليل غير التقليدي

إن التوتر بين إيران والآخرين لا علاقة له بتطوير الطاقة النووية، ولا علاقة له أيضا بالشكوك حول تورط إيران في الماء المتبخر (العراق). وإنما يستخدم هذا الأمر كأداة تسويقية. وحتى لو أن الآخرين لا يمتلكون أي حجة ضد إيران فإنهم سيحشرون إيران في زاوية، ويطالبونها بالكشف عن ملابسها الداخلية (كما عملوا في تفتيش العراق بل والقصور الرئاسية فيه)، وهذا يسبب التصادم والنفور.

إن إيران ليس أمامها اختيار إلا أن تتبع سيناريو الرئيس العراقي الراحل صدام ـ رحمه الله، أو تنجح في امتحان الولاء، ولكن من الناحية الإستراتيجية فدولة مثل إيران لا تصلح أن تخضع لامتحان الولاء، وليست أي دولة يمكن أن تخضع لهذا الامتحان.

إن من المفروض أن تكون إيران قد اتخذت نشاطا غير تقليدي منذ ثلاث سنوات قبل الحرب على العراق، لكي تصرف اهتمامات القوى المفكرة العالمية عنها، ولكي لا تقلقها، وليكون الأمر واضحا لتلك القوى أن إيران لا تريد عرقلتها. ولكن جهود الإيرانيين بددت في الاتجاه الخاطئ، ونتيجة لذلك فقد خلقوا فجوة، وأصبحوا عائقا ومشكلة معقدة أمام مهام القوى المفكرة العالمية في المنطقة.

إن الموقف الراهن لإيران يؤدي إلى مواجهة المصير من كلا الطرفين، ولهذا فقد أصبح الخيار الوحيد هو الحرب.

ـ ستطلب أمريكا وبريطانيا من الدول المصدرة للنفط والدول الصناعية السبع أن تستخدم مخزونها الإستراتيجي من النفط لتسد النقص، على المدى القصير (فترة الحرب).

ـ روسيا ستستفيد إذا ارتفعت أسعار النفط، وذلك سيزيد من احتياطيها من العملة الأجنبية.

ـ النمو الاقتصادي الصيني يمكنه أن يتحمل ارتفاع أسعار النفط على المدى القصير.

ـ الدول المصدرة للنفط ستعوض نقص الإنتاج من مخزونها الإستراتيجي، وهم سوف يستفيدون من الدخل الإضافي.

إذن ستجعل أمريكا وبريطانيا الجميع يستفيد من الحرب ما عدا إيران. وهذا يعني أن سعر البرميل سيتذبذب خلال الحرب بين 60 دولار إلى 80 دولار. وفقط بعد أربعة أشهر من الحرب سيبدأ سعر البرميل يرتفع باتجاه 100دولار أمريكي.

***

خلاصة التجسيد السياسي للحرب مع إيران:

لقد كانت تلك مجرد توقعات في 1/5/2006م، كتبت في البحث العلمي (القيادة غير التقليدية الجزء الثاني ـ التفكير خارج الصندوق)، واليوم أصبحت حقيقة وملموسة للجميع، فقد تم تجسيد الحرب سياسيا مع إيران حسب التوقع.

(العلم أساسا يشمل ما لم نتعلمه) [مارك توين].

القسم الثاني: نوع وفنون الحرب مع إيران

 [كتبت في 30/11/2007م، بعنوان: لعبة المعلمين]

إنني أكتب هذا المقال الخاص والمنفرد بينما تنحدر الدموع على خدي. ليس خوفا على نفسي، إنما على الآخرين، وأنظر إلى هذا الحدث كأب وليس كمحلل.

إنني أحب أسرتي كما أحب الآخرين، ، ،

وأحب مجتمعي كما أحب المجتمعات الأخرى، ، ،

وأحب الجنس البشري ـ الناس جميعا، وأعاملهم بالتساوي.

ولذلك فإنني أشعر بالحزن الشديد لرؤيتي أحداث المستقبل ـ مقدماتها ونتائجها.

إن قلقي يتزايد بسبب أسلوب الحرب الفريد، فإيران والآخرون كلا الطرفين قد أنجزوا واجباتهم بشكل مثالي، وليس هناك شك في ذلك. إن التقنية الجديدة (أسلوب الحرب)، والنتائج ستكون مدهشة، وبغض النظر عما سوف يحدث فإن النتيجة ستفتح آفاقا جديدا للمواجهة العسكرية في المستقبل.

وإن خيار الحرب قد ارتفع من 70% إلى 80%.

الموقف الراهن

سأحلل اليوم الخطوة الثانية (وهي سيناريو الحرب والعمليات العسكرية فيها)؛ حتى يستفيد الجمهور من التقنية العسكرية الفريدة التقليدية وغير التقليدية، والتي ستغير من أسلوب المواجهة العسكرية، وترسم آفاقا جديدة في هذا المجال.

الهيكلية السياسية التقليدية الحالية، وتصعيد القضية، والمفاوضات، وتركيز وسائل الإعلام العالمية ـ كل ذلك يعكس السرعة المتلاحقة للأحداث، والنشاط المتقن للمسات القوة المفكرة في تصعيد الموقف.

إن تلك فلسفة حربية تسمى (رؤية القيادة غير التقليدية ولعبة المعلمين).

نوع الحرب

إن هذه الحرب تكون المواجهة فيها بين قيادة وقيادة، وليس بين قادة ومدراء. إن الحروب السابقة التي رأيناها منذ الحرب العالمية الثانية، مثل: فيتنام، والعرب وإسرائيل، وليبيا، وحرب أفغانستان الأولى والثانية، والعراق، ولبنان ـ كل هذه الحروب تصنف في أنها مواجهة بين قادة ومدراء. ولهذا فإننا نستطيع أن نتنبأ بسهولة بنتائج الحرب ومشاهدها مقدما. أما في المستقبل فالحرب ستكون بين القمم: قادة وقادة.

التوجه التكتيكي

القوة التكتيكية لكلا الطرفين تصنف كالتالي:

1ـ الآخرون: سوف يستخدمون الطريقة التقليدية في العمليات العسكرية، (أساليب حربية معقدة ومرنة، ولكنها بشعة وقبيحة). وهذا العمل العسكري قد استخدم من قبل ولكن بصورة نادرة.

2ـ إيران: أسلوبها الحربي سيكون غير تقليدي، ومنظم، ويتميز بالمرونة والسهولة، ولكنه أسلوب مؤثر ومليء بالآلام. وهو أسلوب قليل الاستخدام.

قوة الآخرين

إن قوة الآخرين تكمن في المزج بشكل معقد بين الحلوى والسم، ولهذا فالمشهد سيكون قبيحا وبشعا للجميع.

قوة إيران

أما قوة إيران فهي تكمن في المزج بين المرونة والتنظيم؛ ولهذا فنتائجها ستكون مؤثرة ومؤلمة للجميع.

القوة السيكولوجية

أما القوة المعنوية، فإن إيران ستكون لها اليد الطولى فيها، وستكون هي الأقوى فيها.

الرؤية المستقبلية للخيار العسكري العالمي

في الفترة القادمة سنشهد بدء نوع جديد من الحروب، إنها حروب ستكون بين القمم (قيادة وقيادة). وإذا نظرنا بمنظار الرؤية الشاملة فإن إيران ستكون هي البداية، وفيما بعد سيتبعها آخرون (بالدور). [وفي مقال قادم ـ إن شاء الله ـ سنتناول طبيعة الجيش التقليدي وغير التقليدي.]

لقد كان يمر وقت طويل بين الانتهاء من حرب مباشرة والإعداد لأخرى، ولكن الحروب غير المباشرة ستكون بشكل متناثر ومستمر ومتتابع.

* المناورات السياسية قبل الحرب

الرؤية التقليدية : قبل حدوث المواجهة الحربية بين إيران والآخرين، قام توني بلير بالاستقالة من منصبه، وخلفه جولدن براون، وهو يتبنى التغيير بنقل السلطة الرئيسية في اتخاذ القرارات المصيرية إلى البرلمان، كما أنه سينشغل بالتركيز على القضايا المحلية. وبراون ينشغل داخليا بمواجهة بعض القضايا، مثل: اختفاء المعلومات وسوء استخدام المساعدات الخيرية في الانتخابات السابقة.

وبملاحظة ما ذكر أعلاه بالعقل المهيكل تقليديا فإنه سيجزم بأن حزب العمال سياسيا يواجه تحديات جسيمة، وضغوطا داخلية، ومن ثم فيمكنك أن تعتبر فرصتهم في الفوز بالانتخابات القادمة هشة وضعيفة.

الرؤية غير التقليدية : لقد أخذت بريطانيا مخاطرة محسوبة في الحروب السابقة على أفغانستان والعراق؛ لأن نتائج الحرب كانت محسومة مسبقا، وتكاد تخلو من المخاطرة، فرد الفعل تقليدي ومحدود. بمعنى أنها حرب أحادية الجانب. وتصنف على أنها حرب بين قادة ومدراء.

أما اليوم فإن بريطانيا تقف في الخلف وتدعم الحرب على إيران سياسيا وفنيا، ويستخدمون التحليل التقليدي المذكور أعلاه كسبب يجعلهم يتخلفون عن الحرب؛ بحجة أن الحروب الماضية قد أثرت عليهم، وكبدتهم خسائر اقتصادية وبشرية هائلة، وليس بقدرة الشعب ولا الحكومة تحمل خسائر إضافية.

النجم الجديد هو ساركوزي، وسيأخذ دور توني بلير، (وأتمنى ألا يفعل ذلك)، وهو سوف يقود منطقة اليورو ليدعم المواجهة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ولهذا سيقوم المسؤولون الكبار بمنطقة اليورو بلعب دور رئيسي في المفاوضات لكي يتم تفادي الحرب. ولكن الإيرانيين لن يغيروا مواقفهم.

ولكن هذا الوقت الذي ستكون فيه الحرب بين قيادة وقيادة فإن مخاطر الحرب وأثمانها ستكون باهظة جدا، وخطرها عالي. وعندما أنظر إلى تلك التفاصيل المذكورة أعلاه فإني أرفع قبعتي احتراما وتحية للعقل المعلم (بريطانيا).

إن فنون القيادة التي تتبناها بريطانيا عالميا سياسيا واقتصاديا وعسكريا دائما تدهشني، وتمثل الصدمة بالنسبة لي. كلما أستطيع قوله أنني أراهم يحبون أوطانهم، ويعرفون مصالحهم القومية، ويحمونها بإتقان ومهارة. إنني أشكر القوة المفكرة لأنها تريني بطريقة غير مباشرة فنون القيادة والحسابات المتميزة للعمل الجيد.

الرؤية غير التقليدية وفنون مؤشرات التقييم [ كتبت في12/2007م ]:

* زار ساركوزي وهينك بولسون الصين في ديسمبر2007م، وبعد ذلك قامت الصين باستثمار 5 مليار دولار من الثروات السيادية في مورغان ستانلي. وهذا يشير إلى أنه قد حدث تفاهم مع الصين من خلال الاتفاقيات السلمية بخصوص رفع العملة الصينية والمفاوضات التجارية. ويشير إلى أن الضغط على الصين سيخفف مؤقتا في مقابل الإشارة الخضراء من الصين. (إشارة خضراء للحرب). [وفعلا قد خف الضغط على العملة الصينية]

* سلمت روسيا إلى إيران طاقة نووية بعد تأخير دام أكثر من سنة، وهذه الصفقة ستحدد أماكن مخازنهم، وإضافة إلى ذلك فإن توقيت التسليم يشير إلى أن روسيا تعرف الخطة الكاملة، مما يعني أن الطاقة النووية ستتبخر أثناء الضربة. (إشارة خضراء للحرب).

* دعم مسئولون دوليون صفقة تسليم روسيا الطاقة النووية لإيران، وهذا التشجيع يعني أنهم يريدون أن يرى العالم أنهم استنفدوا كل جهودهم السلمية في تجنب الحرب، ولكن إيران هي السبب. (إشارة خضراء للحرب).

* الإيرانيون مباشرة رفضوا وقف برنامج تخصيب اليورانيوم.(إشارة خضراء للحرب).

* وافق الكونجرس على ميزانية بمقدار 70 مليار دولار لدعم نفقات الحرب في العراق وأفغانستان، (وهذه الثروة يمكن أن تحول إلى حروب أخرى بسهولة). (إشارة خضراء للحرب).

* كوندوليزا رايس أظهرت اهتماما بالمفاوضات السلمية مع إيران إذا أوقفوا برنامج تخصيب اليورانيوم. وهذا يذكرني بحرب الخليج الثانية بعد غزو العراق الكويت، عندما طلبت أمريكا وبريطانيا من الجيش العراقي أن ينسحب ويترك كل أسلحته خلفه في الكويت. وكان رد فعل العراقيين يعكس عقلية الجيش التقليدي، وفي النهاية حيث انسحب مع قواته فقد تسبب في إبادة معظم جنوده وتدمير قواته أثناء الانسحاب. (نفس السيناريو يستخدم مع إيران)، وهذا الأمر إنما هو ذريعة للتسبب في الحرب. (إشارة خضراء للحرب).

* تركيا حصلت على الموافقة على الضربة العسكرية المحدودة في العراق (صفقة مبرمة). (إشارة خضراء للحرب).

* منطقة اليورو دخلت في مفاوضات مباشرة مع إيران، وهذا يؤدي إلى عدم الوصول إلى حل. (إشارة خضراء للحرب).

* مسئول دولي سيقوم بالسفر في 2008 من أجل تحسين الصورة، (وهذا يؤكد أن ما حدث أعلاه صفقة). [وقد قام بها السيد بوش في زيارته للمنطقة] (إشارة خضراء للحرب).

لقد ارتفع خيار الحرب من 80% إلى 85%.

***

خلاصة التجسيد العسكري للحرب مع إيران:

إن عدم خوض الحرب في 2008م بعد التقرير المذكور أعلاه الذي كتب بتاريخ 30/11/2007م ـ كان عائدا إلى أن الآخرين لم يكونوا قد استطاعوا اختراق إيران استخباراتيا، ولهذا فلم يكن من السهل أن يغامروا في حرب غير محسوبة. والآن كما تشاهدون فأيديهم قد طالت في الساحة الإيرانية، وأيضا فإننا لا نستبعد وجود تحالفات داخلية مع الآخرين في الخارج.

ولهذا السبب تستطيعون تصور مدى قرب الحرب.

لقد تم بناء الخطوة المؤسسة للحرب بشكل رائع، ويبدو أن كلا الطرفين قد أديا مهامهم بشكل جيد. إن أرضية الحرب واضحة وجاهزة لكلا الطرفين. تبقى المسألة فقط مسألة توقيت.

إن الحرب ستكون مفاجئة، بلا تصويت في الأمم المتحدة، وكل سيرى نفسه بين عشية وضحاها أنه في أتون الحرب بدون سابق إنذار، حتى الكونجرس نفسه سيفاجأ ويخوض حربا إجبارية. ويعطى للدول الصديقة نبأ الحرب قبل خمس ساعات من اشتعالها. والعمليات العسكرية تبدأ أي يوم أحد أو ثلاثاء بين الساعة (2.45) و(3.45) صباحا، والناس نيام. [هذه معادلة علمية لها دلائلها ومبرراتها، وليست رجما بالغيب]. وهكذا تبدأ الآلام بحصاد كبير وهائل للجميع من أول جولة.

فمع أول ضربة سينخفض مؤشر الأسهم السعودي من حوالي 6000 إلى 3500، ثم يثبت بعد ذلك عند حوالي 2500، وبذلك نقيس مؤشرات الأسهم لجميع دول الخليج. وعندئذ فلن يكون هناك أي صادرات قادمة للخليج؛ لأن الملاحة البحرية غير آمنة.

إن توقيت الضربة سيكون هدفه إرباك المستثمرين في منطقة الخليج العربي، مما يؤدي بهم إلى عرض أسهمهم للبيع، ولكن لن يجدوا من يشتري، وبالتالي تهوي أسعار الأسهم بدون دعم، وهذا ما يسمى بـ(السكتة).

 

***

القسم الثالث: الحرب العالمية الثالثة غير التقليدية

[كتب في 13/7/2009م ]

يكشف لنا البحث العلمي لتحليل الإيمان المطلق أن الحرب العالمية الثالثة غير التقليدية ـ قد أصبحت في مرأى العين، ولهذا قررت أن أتحدث إلى القراء بخصوص هذه الحرب؛ فليس هناك حكومة حاليا قادرة على حماية شعبها، ولكن على كل فرد أن يحمي نفسه.

الحرب العالمية الأولى والثانية التقليدية

باختصار، لقد أخذت الحربان العالميتان الأولى والثانية شكل الدمار الهائل لبلدان محدودة، ملايين من الناس ماتوا، ملايين هاجروا، البنى التحتية والخدمات دمرت تماما، ومدن بأكملها انتهت، وأزمات مالية مزلزلة.

الحرب العالمية الثالثة المتوقعة

يتوقع كثير من الخبراء العسكريين أن تكون الحرب العالمية الثالثة شبيهة بحرب النجوم التي يشاهدها الأطفال في الأفلام وفي التلفزيون. كما يتوقع كثير من الخبراء العسكريين أن تستخدم في هذه الحرب الصواريخ التي تحمل رؤوسا نووية؛ لكي تسبب دمارا هائلا عبر مسافات بعيدة. ومثل هذا الدمار الشامل يسبب موت الكثيرين في بضع دقائق، ويدمر مدنا كاملة، ويسبب أزمات مالية ومشاكل بيئية لفترة طويلة، ولاحقا سيغير الدمار من شكله ويتسبب في مشاكل صحية.

الحرب العالمية الثالثة غير التقليدية

إن القوة المفكرة العالمية أكثر رحمة من ذي قبل بخصوص الحرب، وبدلا من أن يتسببوا بالدمار الشامل في حياة الناس، وبتدمير المدن، والبنى التحتية الأساسية والخدمات، والنكبات المالية ـ فإنهم قد ركزوا عالميا على الثروة.

لقد تم استهداف الأشخاص والشركات وصناديق الدول السيادية، على مستوى العالم، وقد حققوا مكاسب كثيرة بإتقان، وستستمر الأزمة المالية حتى تحقق أهدافها بشكل كامل. (إنه الدمار الشامل الذي يصل إلى عمق الجيوب)، ولا زالت الأزمة في بدايتها.

والأزمة تغير من شكلها ولونها باستمرار؛ لكي يتذوق الجميع مرارتها، وهي تسبب زيادة الفقر، والغلاء، وفقدان النفوذ (السلطة)، والخسارة المالية المباشرة؛ ولهذا فلن ينجو منها إلا من تولاه الله برحمته، وأعطاه علما وحكمة مسبقة.

إن أمامنا حروبا عسكرية تصحيحية، وأشكالاً أخرى من الحرب، مثل أزمات الدواء والغذاء. وقد رأينا في الاجتماع الأخير للدول الثمانية الكبرى الذي جرى بميلانو هذا الأسبوع أنهم خصصوا 20 مليار دولار أمريكي للدعم الغذائي. ولا نستغرب أن كثيرا من الدول ستحمي شعوبها بعدم التصدير إلى الخارج.

لقد ذكرت في مقال سابق أن الأزمة المالية الحالية هدفها الرئيسي تغيير العديد من الحكومات في العالم. وبحسب وحدة الاستخبارات الاقتصادية، فإن (95) دولة في العالم وضعت في قائمة تغيير حكامها خلال 2009م/2010م، ولم أذكر المعايير التي تم التصنيف من خلالها، والمعايير هي: الفساد، والغلاء، ونسبة الفقر والبطالة. وتسمى هذه القنبلة الموقوتة للحكام.

ببساطة، عندما تكون الشعوب ضعيفة، منزوعة القوة، ومحتاجة، فإنها تستسلم لأي شروط، وتقبل بأي اتفاقيات. وهذا يعني أن القوة المفكرة العالمية سوف تستخدم البنى التحتية لهذه الشعوب، كما تستغل وسائلها، وولاءها؛ كي تقودهم عالميا بهدوء وسهولة، بدون الحاجة إلى أي جهود إضافية، أو مشاكل أخرى.

هناك أنواع من الإستراتيجيات تتبناها الدول، مثلا: إستراتيجية المدى القصير والمدى الطويل، وكثيرٌ من الدول النامية تخلط بين الإستراتيجيتين، ويأتون بإستراتيجية جديدة، وهي تسمى (إستراتيجية الفشل)، ولهذا السبب فقد تم تعليمهم الكلمة نفسها (أي الإستراتيجية) بصورة خاطئة، وغرقوا بشبر ماء عكر. وإلى يومنا هذا فهم يتذوقون نكهة البطالة، والفقر، والغلاء، وقد غرقوا بأوحال الفساد.

* وصية من معلمتي (الطبيعة): "عندما ترغب فلا، ولكن تكلم عندما لا ترغب".

.................................

* هذا المقال عبارة عن أربع مقالات كتبها الخبير الإستراتيجي عبد الحكيم ياسين الحميدي على مراحل، وهي: الأول جزء من مقال كتبه بتاريخ 1/5/2006، وعنوانه الأصلي:( Unconventional Leadership part II- Thinking out of the box ): (القيادة غير التقليدية الجزء الثاني – التفكير خارج الصندوق)، والجزء الذي أخذناه منه هو ما يتعلق بإيران، وعنوانه ( Hot Spot Iran & conflict of interest ): (النقطة الساخنة إيران وتضارب المصالح). والثاني كتبه بتاريخ 30/11/2007م، وعنوانه الأصلي:( Masters-Play ): (لعبة المعلمين)، والثالث كتبه في 11/2007م، وعنوانه( Anaconda & Omni Piety ): (الأنكوندا وتحليل الإيمان المطلق)، وقد أخذنا منه الجزء المتعلق بإيران. والأخير كتبه بتاريخ 13/7/2009م، وعنوانه الأصلي: ( THE WORLD WAR III .UNCONVENTIONAL ): الحرب العالمية الثالثة غير التقليدية، وقد رأيت دمجها في مقال واحد؛ حتى تكتمل الرؤية للموقف سياسيا وعسكريا واقتصاديا بعد أن استأذنت الكاتب فوافق على ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن المقالات الثلاث الأول قد نشرت باللغة الإنجليزية في تواريخها، ولأول مرة تنشر بالعربية هذه المرة، أما الأخير (الحرب العالمية الثالثة غير التقليدية) فلم ينشر بعد، وتعد ترجمته العربية هي أول نشر له.

(**) خبير إستراتيجي يمني، مستشار مالي ومحلل إستراتيجي، وقد عمل أكثر من خمس وعشرين عاما في الصيرفة، له العديد من المقالات والبحوث المنشورة باللغة الإنجليزية، وله كتاب ألفه باللغة الإنجليزية عام 2001م بعنوان ( Root of Power & The Forbidden Zone )، وقد رفض الناشرون الأجانب نشره؛ لما يحويه من أطروحات حساسة حول الأزمات القادمة، وكان الكتاب مؤشرا ومحذرا من أن هناك أزمات مرتقبة، وتغيير حكام كثير من الدول، ومع أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقد كان المناخ غير مناسب عالميا لنشر مثل هذا الكتاب؛ لتوتر المناخ العالمي، ولأن كثيرا من أطروحاته لم يكن قد تم تنفيذها بعد. وترجم إلى العربية بعد ذلك، ونشر في مصر بعنوان: (جذور القوة والمنطقة المحظورة) في عام 2003م.