بناء دولة المؤسسات دولة المواطنة المتساوية
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 6 سنوات و 5 أشهر و 14 يوماً
الخميس 31 مايو 2018 11:49 م

تخوف الاحزاب الصغيرة من حزب الاصلاح غير المبرر جعلها تنزلق في مواقف متناقضة وتنجر لبيانات رجعية باسم الثورية بل هناك احزاب انجرت لتتبنى مواقف تتناقض مع مبادئها واخلاقياتها فانجرفت وراء حملات مسعورة على حساب محافظة تعز نكاية بالإصلاح معتقدة بأنها ستحقق مكاسب بحجب دور الاصلاح وتضحياته والمطالبة بتغييبه عن أي دور سياسي أو تقزيم دوره مدعومة بأموال دول اقليمية اجندتها معروفة وهذا مايناقض لعبة الديمقراطية التي تتنفس من خلالها الأحزاب في بلادنا وماهي الا مطالبة لإلغاء الديمقراطية ومحصلة ذلك حتماً سيكون محو الاحزاب الصغيرة الأخرى والعودة بحزب المؤتمر الشعبي العام بثعابينه وخنازيره وفاسديه ولصوصه الى المشهد وادخال اليمن في حقبة ستكون اسوء بكثير من السنوات التي جثم حزب المؤتمر على رقاب الشعب وخيرات البلاد ونشر الفساد ودمر الاقتصاد والتعليم والامن والاخلاق والقيم وجعل من الجيش مطية للحاكم الذي وصل به الامر الى الشعور بملكيته للجيش والشعب والبلاد واوصل اليمن الى مانحن عليه اليوم..

الحقيقة جلية وواضحة فليس بمقدور أي دولة او حزب مهما سخر امكانياته ومقدراته ان يمحي دور حزب الاصلاح في صناعة الاحداث الجارية.. فالدور الكبير الذي اضطلع به هذا الحزب سواء في ثورة فبراير ٢٠١١ مروراً بانقلاب ٢١ ايلول الاسود ٢٠١٤ وصولا الى اليوم لا يمكن طمسه والقفز عليه مهما كانت حجم المؤمرات التي تُحاك ضد هذا الحزب.

وسواءً اتفقنا او اختلفنا مع حزب الاصلاح فان الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها او تجييرها ان هذا الحزب كان له الدور الاكبر في تفتيت المشروع الفارسي الامامي العفاشي بما قدمه الحزب ومايزال من صمود وتضحيات وهنا لا الغي دور الاحزاب الاخرى الا ان دورها لا يمكن ان نقارنه بالدور الذي يقوم به حزب الاصلاح.

قد لا يوافقني البعض فيما اقول ولكنها الحقيقة التي نخشى الاعتراف بها بل ونحاول نكرانها وشن الحملات والانتقادات لهذا الحزب وبعض رجالاته الذين نالهم من القذف والشتم مالم يناله المعتدين على تعز..

ان محاولة اجترار الماضي والقاء اللوم على حزب الاصلاح ودوره في حرب ٩٤م ليس مبررا للحقد على هذا الحزب فلكل حزب هفواته واخطاءه.. وكما قال عيسى ابن مريم (من لم يرتكب خطيئة فليرجمها بحجر)، ويكفي الاصلاح دوره منذ ٢٠١١ وحتى اللحظة ونعول عليهم بالكثير فيما هو آت، وعلى الجميع ان يعلم بان حزب الاصلاح مكون بل من اكبر مكونات المجتمع اليمني وان المشاريع الصغيرة لن تؤثر على وجوده ومسيرته وان كانت ستؤثر على استقرار اليمن وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني المجمع عليها، وعلى الجميع ان يعلم بان الارتزاق والعمالة لدول اخرى هي مرحلة وقتية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد وحتماً ستنتهي بلفظ المجتمع للخونة والمرتزقة، فلا مبرر للخيانة والارتزاق والعمالة ضد الوطن، ومن المؤسف ان تتكشف اوراق شخصيات ادعت الوطنية وادعت النضال من اجل الوطن.

لا يعتقد البعض بانني احاول تقزيم دور الاحزاب الصغيرة الاخرى ولكن يحز بالنفس ان نقرأ وبشكل يومي وعلى مدار الساعة حملات تشويه تجافي الواقع والمنطق ونعلم مقاصدها، اقلام مأجورة وهذه تركة النظام العفاشي انظمت اليها شخصيات كنا نعتقد الى وقت قريب انها هامات وطنية لنكتشف انها هامت من قش باعت نفسها وتاريخها في اول فرصة لها للارتزاق وكل ذلك تحت مبرر نكاية بالاصلاح ولكن ما لا يعلمه هولاء انهم يغالطون انفسهم وحقيقتهم مفضوحة بل وصل بهم الغباء حد لم يستوعبوا ما حصل ويحصل لامثالهم في بعض المحافظات الجنوبية.

 ان حزب الاصلاح ماضً بمسيرته ولن ينشغل بالرد على تلك الحملات المأجورة كما انه لن ينجر الى المعارك الجانبية التي تستهدفه على حساب الوطن وعلى حساب مصلحة محافظة تعز ، كان ذلك واضحا في سياسة الحزب منذ الانقلاب الحوفاشي ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م حيث نأى هذا الحزب بنفسه وحافظ على قوته ولم ينجر للمعركة التي حاولت دول واحزاب جره اليها..

قادة بهذا الحس الوطني العالي وبهذا الدهاء السياسي حتما سيصلون بالحزب الى المكانة التي يستحقها فمن زرع حصد، ومقابر تعز منذ ٢٠١٥ تشهد بتضحيات هذا الحزب، وعلى من يدعون خلاف ذلك ان يكشفوا عن ماقدموه من تضحيات.

لقد تمكن هذا الحزب بقيادته ورجالاته من حماية تعز التي خطط لها المعتدين سيناريو اسوداً مدمرا لا يبقي ولا يذر.. والحقيقة التي لا يمكن حجبها انه لولا الاصلاح اولاً والبقية تأتي بعده لكانت تعز مدينة اشباح نتباكى عليها.. مشروع الاصلاح منذ ثورة فبراير ٢٠١١م هو المشروع الذي لطالما حلمت به تعز ولطالما انتظرنا تحقيق هذا الحلم..

هاهو المشروع الكهنوتي الفارسي الامامي العفاشي قد تهاوى في تعز ومأله الى التلاشي بفضل تضحيات وصمود ابناء تعز.. ومقاومة حزب الاصلاح وبعض القيادات الوطنية من الاحزاب الاخرى، فلا نجعل من خلافاتنا الشخصية مع هذا الحزب او ذاك تعيق مشروع تعز التقدمي في

بناء دولة المؤسسات دولة المواطنة المتساوية.

منذ ٢٠١١ ونحن نطالب بان يكون حزبنا الكبير هو تعز ولنعمل بما يخدم هذه المدينة الصامدة الصابرة وفاءا للدماء الزكية التي ارتوت بها تربتها ووفاء للارواح الطاهرة التي تتساقط شبه يومي من خيرة ابناء هذه المدينة العظيمة.. نريد احزاب بعظمة تعز ومثقفين بعظمة هذه المدينة الا اننا نأسف ان يقف بعض مثقفي تعز ووجاهاتها وراء الحملات المسعورة التي تقدح بحق اخواننا في حزب الاصلاح.. فلنتذكر قوله تعالى (لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)..

ولنتذكر قوله جل وعلى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم).

ولنوحد صفوفنا وراء هذا الحزب الحامل لمشروع الدولة المدنية فليس من المنطق ان نطالب حزب الاصلاح بان يكون الاخ الاكبر في الوقت الذي لا نعطيه حقه من الاحترام والتقدير.

المؤامرة على المنطقة العربية والاسلامية باتت واضحة باعترافات الغرب انفسهم وما يحدث في اليمن ليس بمنأى عن هذه المؤامرة وما تحالف الحوثي - صالح الا ادوات لتنفيذ المشروع التدميري الذي تقوده دول عظمى لتدمير المنطقة العربية وها نحن نسمع الاصوات تدوي في كل مكان محذرة من الانجرار لحرب ظاهرها دينية وباطنها ماهي الا استمرارا للحروب الصليبية على الاسلام والمسلمين.. وكانني بالزمن يعيد نفسه .

ان الحملات القذرة التي يقودها مرتزقة وعملاء ضد وطنهم ولقاء حفنة من المال ضد حزب الاصلاح قد عززت من شعبية الاصلاح ومكانته وكشفت ان الخونة هم الخونة والمرتزقة هم المرتزقة سواء في نظام عفاش او الآن، ومالم يتم استئصالهم فلا سلام ولا استقرار في اليمن.

مما لا شك فيه اننا مجتمع مسلم ومهما اختلفنا مع حزب الاصلاح في بعض التوجهات وذلك من الامور الطبيعية والاختلاف في الرأي ظاهرة صحية وذلك الاختلاف لا ينبغي ان يدفعنا الى العمالة لدول اخرى أو السعي لمحو الرأي الآخر مهما وصل بنا الإختلاف.

ان الهجمة الصهيونية الصليبية على الاسلام عززت من دور الاخوان المسلمين في المجتمعات المسلمة والمرحلة القادمة ستعطيهم الدور الاعظم في شتى مناحي الحياة ولعل النموذج التركي والماليزي بداية لعودة مكانة الاسلام والحضارة الاسلامية، ووجود الإصلاح لا يمنع بقاء المكونات الأخرى واستمراريتها، واي مكون توجهاته محو المكونات الأخرى هو مكون هزيل وحتما ماستكون نهايته الاضمحلال والفناء.

ان ركوب الاحداث والتشكيك بالاخرين لا يصنع مجدا ولا يبني وطناً والعمالة والارتزاق باتت سمة للكثير من مثقفينا ومسؤلينا تلك الوجوه التي اعتبرها عفاش كحذاء هي نفسها التي تحولت الى احذية لعيال زايد لهثاً وراء المال والمناصب. 

قد اكون استخدمت كلمات وعبارات حادة ولكن هذا هو الواقع، تساؤل يضع نفسه بماذا يمكن ان نصف تلك الابواق التي تتفق رؤيتها مع رؤية العدو الصهيوني وامريكا والرؤية الصليبية للاخوان المسلمين، ونحن مجتمع مسلم ونعلم مايحيكه لنا الغرب كمسلمين وكا أمه عربية.

وللحديث بقية....