الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن
كثيرة تلك المشاريع التي تدشنها اليمن في الطرقات والتعاون الزراعي والثقافي والخدمي ...إلخ، وكثيرة أيضاً تلك المنح والهبات التي تقدمها الدول الشقيقة والغريبة على حد سواء لبناء اليمن وتطورها، وعلى الرغم من كثرة تلك المشاريع التي تكاد تضاهي عدد سكان اليمن بملايينه الكثيرة إلا أن الواقع لا يتغير، ومن هنا يجب أن نسأل أنفسنا بجدية تامة: أين يكمن الخلل؟ هل في كون تلك المشاريع غير كافية فعلياً لتطوير اليمن أم لأن اليمن ترفض أن تستفيد حقاً من تلك المشاريع!
الأمر ليس بتلك الصعوبة، الأمر ببساطة هو أن(الإنسان اليمني) غالباً ما يضيع من سياسات تلك المشاريع والدولة نفسها، حتى وإن استهدفت تلك المشاريع اليمنيين فإنها تستهدفهم غالباً بنظرة منمطة وحلول لا تتناسب مع المشاكل الحقيقية التي يواجهونها، ولذا تستمر تلك المشاريع لتغرد في وادي ويسبح اليمن بمكوناته في واد آخر.
وإذا قرأنا أي نهضة حديثة أو قديمة لوجدنا أن ثورتها نبعت من الإنسان وإلى الإنسان، وغالباً ما كانت تتسلح بسلاح التعليم، ولذا وجدت ماليزيا- واليابان وسنغافورة وألمانيا والصين –نفسها في مصاف الدول المصنعة للقرار بقوة وجودها ليس كخارطة وحسب وإنما كرقم حقيقي ومنتج على أرض الواقع.
أعجبتني لفتة من دكتورة حضرت معها أحد الدورات التدريبية، قالت لنا بحزن: الإنسان في العالم يخطو إلى الأمام، إلا الإنسان اليمني فإنه يخطوا غالباً إلى الخلف! لأننا في عهد الإمام كنا على الأقل نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، أما الآن فاليمن في مصاف الدول المنافسة للقروض الأجنبية والدولية من أجل القمح الذي استبدلناه بالقات، ومن أجل الملابس التي فتحنا أسواقنا لها لتهب علينا من كل العالم وتقتل المنتج المحلي.
يمكن لليمن أن تصبح يمناً مرة أخرى إذا اهتمت حقيقة بالتعليم، فالمناهج وخططها وآليات تطويرها للأسف لا تعد كونها خططاً على ورق، ووقت التنفيذ نرى كيف أصبح الطالب يحفظ جدول الضرب بالمقلوب، وكيف يخلط العربي بالفقه والكيمياء بالتاريخ!
كما يمكن لليمن أن تحقق ثورة وثروة إذا أعادت للوقت أهميته في ذهن الفرد، فبدلاً من أن يقضي الشاب أكثر من ثمان ساعات في مضغ القات، يمكنه أن يقضيها في أي عمل مفيد، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أعادت الدولة للكتاب هيبته، وللنوادي الرياضية مكانتها، وللمعاهد الفنية قيمتها، فالاهتمام بمثل هذه المنشاءات كفيل بأن يعيد الإيمان بأهمية الوقت لدى الفرد اليمني.
ثمة خطأ فضيع ننشأ فيه ونُنشئ أبناءنا فيه، وهو الارتباط بالوظيفة الحكومية، في دول شرق آسيا وفي الهند لا يوجد شيء اسمه وظيفة حكومية، هناك أناس يعيشون في غابات صماء ومع ذلك بنوا ثروتهم ومكانتهم في المجتمع من خلال الأشجار التي تنموا إلى جوار منازلهم في تلك الغابات الكثيرة، لم ينتظروا أن تأتي لهم (الدرجة الوظيفية) بعد أعوام يكون الشيب قد اغتالهم خلالها، وإنما بدأوا من الأشياء التي ننظر لها-للأسف- باستخفاف، فمن تلك الأخشاب صنعوا الميداليات التي تعبر القارات وتصل إلى أسواقنا المفتوحة فنشتريها بخمسين وعشرين ريال، وفي الأخير ننظر للسعر ولشيء باستخفاف ونغفل أهمية قيمة العمل التي انطلق منها أولئك القوم وبنوا حضارتهم.
يظن البعض أن الوطن سينهض بثورة ما،وبأن الأحلام كلها ستتحقق ما إن تتغير بعض الوجوه في صنع القرار، ولكن الواقع لا يتغير بهذه البساطة، صحيح أن صناع القرار يلعبوا دوراً كبيراً في رسم سياسات أي بلد، ولكنهم لا يحددون مصيره إذا وجد شعب يؤمن بأهمية دوره، ويسعى لأن يكون – هو- صاحب القرار.