سقطرى الجزيرة الساحرة
بقلم/ عبدالله ناصر بجنف
نشر منذ: 11 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الجمعة 18 أكتوبر-تشرين الأول 2013 06:45 م

تعتبر جزيرة سقطرى أرخبيل يمني على المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي .. تقع على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية. وعلى بعد 380 كم من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني 

 هذه الجزيرة والتي ابهرت الرحالة الغربيين وغيرهم وادهشت الادباء والكتاب منهم الكاتب الاسباني جوردي استيفا والذي الف كتابا بعنوان سقطرى جزيرة العفاريت وفي المقدمة يقول الكاتب بانه عندما كان طفلا وضع أصبعه على خارطة العالم وبالصدفة استقرت على موقع جزيرة سقطرى واصبح حلم راوده لسنوات للتعرف عن قرب على الجزيرة النادرة وفي نهاية المطاف تمكن من زيارتها وخرج بكتاب قيم وأصدره في عام 2011 وباللغة الاسبانية وخاصة وان هذه اللغة يتحدث بها اكثر من 500 مليون نسمة في العالم وهذا بحد ذاته يعتبر اضافة جديدة سوف تسهم في التعريف بهذه الجزيرة المجهولة والتي تحتوي على كنز هام وخاصة في البيئة والطبيعة الخلابة ووجود حيوانات نادرة واشجار تعتبر الوحيدة في العالم. العالم الانجليزي تشارلز داروين زار جزيرة غالاباغوس في الاكوادور المشهورة بكثرة الانواع المستوطنة حيث وضع  دراسته في نظرية التطور فان جزيرة سقطرى لا تقل اهمية عن جزيرة غالاباغوس الاكوادورية ولو كان داروين يعلم بأهميتها لزارها في حينها.

جزيرة سقطرى بحاجة ماسة قبل ان يفوت الاوان لحماية وخاصة وانها تمتلك منظومة بيئية متميزة والاهتمام بتوفير البنية التحتية وتأهيل ابنائها في كافة النواحي والتي لها صلة بتنشيط نموها الاقتصادي والتنموي والسياحي وهذا سيتحقق من خلال رؤية متكاملة حاضرا ومستقبلا ولابد من ايجاد منظومة حماية  نجب هذه الجزيرة الكوارث جدا بان لانسمح لأي جهة ان تعبث بمقدرات هذه الجزيرة وان لانسمح بسياحة التدمير البيئي عبر بناء الفنادق والمنتزهات والتي لاتمتلك لمواصفات تتناسب وطبيعة هذه الجزيرة والمصنفة كأحد مواقع التراث العالمي منذ عام 2008 وهنا في اسبانيا مثلا ادركت الحكومة لحجم الدمار الكبير التي شهدته السواحل والمحميات الطبيعية من خلال البناء العشوائي وتلويث الشواطئ

في سقطرى الفرصة مواتية لان تكون هذه الجزيرة نموذجا لحماية البيئة وتنشيطها لتكون نافذة اليمن في العالم وان يتم تسخير كل الامكانيات للوصول الى الهدف المنشود وهو المحافظة على جمال وروعة هذه الجزيرة وان يشعر ابنائها بانهم صناع هذا الوجه المشرق والمنشود لتكون سقطرى الساحرة اكثر سحرا وان ننظر اليها باعتبارها احد ركائز الطبيعة الخلابة ومثلا رائعا في المحافظة عليها وخاصة واننا نعيش في عالم اليوم والذي اصبح اكثر تلوثا في البيئة وهي نتيجة الانفجار الصناعي والتقني والذي يعطي اولية للكسب الاقتصادي متجاهلا العواقب الناجمة من خلال تدمير كل ما هو جميل على هذا الكوكب الذي نعيش فيه.

سقطرى مثلما قال الكاتب الاسباني جوردي استيفا كان حلما راودة منذ الصغر اما بالنسبة لنا فان سقطرى هو حلمنا الابدي .