ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟ إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس
مأرب برس – القاهرة – خاص
في 19 من شهر المحرم عام920 هـ ـ جمع السلطان سليم العثماني رجال دولته من قواد وأمراء وعلماء، في مدينة أدرنة التركية، وذكر في هذا الاجتماع أن إسماعيل بن حيدر الصفوي ـ شاه إيران ـ وحكومته الشيعية بمثابة خطر كبير على العالم الإسلامي ، وأن الجهاد ضد الزنادقة واجب ديني على جميع المسلمين... فمن هو إسماعيل؟ وما قصة الدولة الشيعية في إيران؟ دعونا نعود قليلا إلى القرن السابع الهجري، حيث بدأت الدولة الصفوية في إيران، والصفويون ينسبون إلى صفي الدين الأردبيلي – الذي ولد عام ( 650هـ )، وهو الجد الخامس للشاه إسماعيل ـ وكانت نشأته صوفية، فاكتسب التفاف المريدين حوله، وادعوا نسب آل البيت، وبدأوا يسعون إلى السلطة في إيران، وقد جرت بينهم وبين الأسر الحاكمة آنذاك عدة معارك، باءوا أولا فيها بالفشل، ولكن أحد أحفاد صفي الدين ـ وهو السلطان حيدر ـ عاد لينتقم، فأعد جيشاً جعل أفراده يرتدون القبعات الحمراء ومنذ ذلك الوقت صار أتباعه يعرفون بـ (القزلباش)أي حمر الرؤوس . ولكن الدولة الصفوية لم تقم إلا على يد الشاه إسماعيل ـ الذي يعد المؤسس الحقيقي لها، وبدأ في توحيد الدولة الفارسية تحت إمارته، وعند تتويجه ملكا ـ كان ثلاثة أرباع الدولة الإيرانية من أهل السنة، لكنه فرض المذهب الشيعي مذهبا رسميا، وللأسف فإن أهل السنة هم من نصروه قبل ذلك، ولكنهم خدعوا به، حيث لم يكونوا ـ أعني الصفويين ـ قد أعلنوا تعصبهم للرافضية ـ أو المجوسية المتسترة بالتشيع ـ وقد مورس مع أهل السنة أبشع أنواع القتل، حتى قيل إن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص ، وقطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومُثل بالجثث، فاستسلم الناس، واعتنقوا المذهب الشيعي . وعندما شعرت الدولة العثمانية بخطر الدولة الصفوية ـ بدأت معها الحروب، في عهد سليم العثماني، وأشهر المعارك هي جالديران التي هزم فيها الصفويون هزيمة نكراء. وقد كانت حروب العثمانيين مع الصفويين سببا في إضعاف جبهة القتال مع أوروبا، وكان سببا لتقهقر العثمانيين من دول أوروبا، وتسليمهم الأقاليم التي كانوا فتحوها في أوروبا، بل إن الصفويين تحالفوا مع نصارى المجر في القضاء على الجيش العثماني، في عهد سليمان القانوني. جاء في كتاب "الحروب العثمانية الفارسية" لهريدي:"وهكذا بدلاً من أن يضع الصفويون يدهم في يد العثمانيين لحماية الحرمين الشريفين من التهديد البرتغالي ولتطهير البحار الإسلامية منهم وضعوا أنفسهم في خدمة الأسطول البرتغالي ، لطعن الدولة العثمانية من الخلف ، ورغم انتصار العثمانيين عليهم فإن الحروب معهم كانت استنزافاً لجهود العثمانيين على الساحة الأوروبية وعرقلة للفتوح الإسلامية ".
وفي القرن العاشر الهجري احتل الصفويون بغداد، وحاولوا فرض المذهب الشيعي في العراق، فاستغاث أهل السنة بالسلطان سليمان، فقدم بغداد عام 941 هـ، ودخلها دون مقاومة تذكر، حيث قاد علماء السنة في العراق الشعب في جهاد قضى على زعماء الشيعة والجنود الإيرانيين الذين كانوا يضطهدون أهل السُنة. وقد استغل الصفويون فرصة ضعف العثمانيين في القرن الحادي عشر الهجري، واحتلوا بغداد مرة ثانية، وظل الأمر بينهم سجالا، ودخل الصفويون في حروب أيضا مع الأفغان، والروس، حتى انتهت الدولة الصفوية على يد القائد الأفغاني نادر شاه في منتصف القرن الثاني عشر الهجري. وقد كانت الفترة التي قضتها الأسرة على كرسي الحكم قرنين ونصف. وإذا أمكن قول شيء ـ فهو أن الصفويين أسدوا أعظم خدمة لأوروبا بحروبهم مع العثمانيين، حيث أضعفت الحروب هذه العثمانيين، وقللت من مواردهم الاقتصادية، ويكفي أن نذكر قول بوسيك سفير فرديناند في بلاط السلطان محمد الفاتح حين صرح قائلاً : " إن ظهور الصفويين قد حال بيننا ( يقصد الأوروبيين ) وبين التهلكة ( يقصد الهلاك على أيدي العثمانيين )"
يقول أحد كتاب التاريخ:" وبشهادة الجميع فقد كان عهد الدولة الصفوية هو عهد إدخال قوى الاستعمار في المنطقة حيث مهدت له الطريق" .
ولقد شهد التاريخ كثيراً من تلك المؤامرات وخاصة التي كانت في عهد الشاه إسماعيل الصفوي ، فبعد الهزيمة المرة التي لحقت به في موقعة جالديران أمام السلطان سليم تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة التي لحقت به في هذه الموقعة فأقام العلاقات معهم والذين هم أنفسهم كانوا يبحثون عنها فقد كانوا جزءاً من أوروبا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم ، ولذلك فقد سعت الدول الأوروبية إلى إسماعيل تعرض عليه تثبيت عُرى الصداقة والمودة لحضه على إيجاد علاقات سياسية واقتصادية.
وأما البرتغاليون فقد تمت اتفاقية بين الشاه إسماعيل والبوكرك ، الحاكم البرتغالي في الهند نصت على أربع نقاط هي :
1. تصاحب قوة بحرية برتغالية حملة إيران على البحرين والقطيف
2. تتعاون البرتغال مع إيران في إخماد حركات التمرد في بلوجستان ومكران .
3. تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية .
4. تصرف حكومة إيران النظر عن جزيرة هرمز ، وتوافق على أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال وأن لا تتدخل في أمورها الداخلية "
كذلك أرسل الشاه إسماعيل السفراء إلى بلاط فينيسيا (البندقية) طالباً الهجوم على العثمانيين عن طريق البحر ، وأن يقوم هو بالهجوم من ناحية البر ، بشرط أن تسترد فينيسيا قواعدها التي فقدتها في البحر الأبيض المتوسط .
ومن الدول التي كانت إيران تسعى لإيجاد علاقات معها للتخلص من الدولة العثمانية أسبانيا والمجر حيث بعث الشاه إسماعيل برسالتين إلى أسبانيا والمجر ، طلب فيها عقد معاهدة صداقة وتعاون بينهم وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك ، حسب تعبيره .
وكانت للشاه عباس كذلك اتصالات ومؤامرات مع الجانب الصليبي ؛ فقد قدم الشاه عروضا للأسبان عن طريق البنادقة لكي يتقاسما أراضي الدولة العثمانية فتحصل الأولى على الجزء الأوروبي وتستأثر الثانية بالآسيوي ولم يكن هذا العرض سوى واحد من عروض كثيرة حملها سفراء إيرانيون كانوا يقطعون المسافة بين أوروبا وإيران جيئة وذهابا.
وها هو الآن يعيد التاريخ نفسه، ونشهد تحالفا صفويا أوروبيا، بل وإسرائيلياـ لم يعلن عنه بعد، وإن بدا في أحيان كثيرة، كمساعدتهم لأمريكا على غزو العراق، وقبلها أفغانستان...ولكن ليس ثمة ظهير لأهل السنة، فلا الخليفة العظيم سليم عاد حيا، ولا سليمان عاد شاهدا... وبإعدام صدام حسين، مع ترداد تلك العبارات الطائفية ـ في نفس المكان الذي كان يدير منه حروبه ضد المشروع الصفوي الهادف إلى احتلال المنطقة ـ تتكشف خيوط الحقد الصفوي الفارسي الكامن في نفوسهم ضد أهل السنة، بل وضد العروبة والإسلام. وها هم يحيون من جديد السعي إلى إعادة الإطماع السابقة التي راودت الصفويين، وراودت من قبلهم البويهيين، وأبا مسلم الخراساني، والبرامكة، وكلها ـ تصب في مصب واحد، ألا وهو كراهية كل ما ينتمي إلى العروبة...تظهر هذه المساعي في العراق وفي لبنان، وفي اليمن، وفي الخليج... إن التربص الصفوي بالعرب، لهو أخطر من التربص الصهيوني والأمريكي. لماذا؟ لأن التربص الصهيوني والأمريكي واضح للعيان، فهم يجهرون ولا يتربصون، ونعرف أنهم أعداء.. أما الصفويون ـ فيلعبون على مشاعرنا بخطاباتهم الرنانة، ويمكرون بنا مكر الثعلب بالذيب،،، أنا أخشى من النووي الإيراني؛ لأنه لو توجه إلى صدر أحد ـ فسيتوجه إلى الخليج أولا، والأراضي العربية ثانيا. توتر رهيب تحت الإدارة الأمريكية للمستعمرة العربيةــ والمستفيد الوحيد منه هم أعداء العرب، الصفويون والصهيونيون. لقد حاولنا ـ عن غباوة ـ أن ننسى الشعوبية، وفكر الخطاب الشعوبي..وذهبنا في هذا الاتجاه أشواطا...ونحن جادون، والصفويون بنا يهزؤون، ومنا يسخرون...كلما حاولنا أن نتخلص من الماضي ـ وجه الصفويون إلينا لطمة جديدة ـ لقد كان مشهد إعدام صدام فاضحا لكل ما يتقول به الصفويون،، خسروا به كل تعاطف عربي، بل وأدرك العرب ـ وهم كعادتهم يصحون متأخرا ـ فداحة الانخداع بالصفويين... ألا إنها الشعوبية زاحفة من جديد!!!