تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض
هل تتواكب حركة الجماهير العربية مع ما يرتكب من جرائم حرب إسرائيلية في قطاع غزة؟ وهل هذه التحركات الجماهيرية مؤثرة في سير الأحداث؟ وهل شكلت رأياً عاماً عربياً مؤثراً في الرأي العام الدولي، للضغط لوقف العدوان على غزة؟
وإذا كان الجواب بالنفي، فما هي أسباب تباطؤ الحراك الجماهيري العربي إزاء شراسة الهجوم الإسرائيلي على غزة، جواً وبراً وبحرا؟
هل كان لتكبيل هذا الجمهور بقيود اقتصادية ـ في معظمها ـ دور في طبيعة انشغالات هذا الجمهور؟ هل الأوضاع الاقتصادية المتردية وتدني مستويات الدخل ونسب الفقر العالية دور في تشتيت تركيز الجمهور العربي عن قضيته المركزية؟
هل لسياسات إضعاف الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية دور في إعادة جدولة أولويات الجمهور، على اعتبار أن تلك الطبقة هي التي تقود التغيير، وتتصدى للعناوين العريضة، وطنياً وقومياً؟
هل يرجع الأمر لتراجع الحس القومي والشعور الديني إزاء فلسطين، كقضية مركزية قومياً، ومقدسة دينياً؟
هل هو الخوف من مآلات خطيرة لهذا الحراك، أم هو انشغال كل شعب بـ«نكبته» الخاصة التي نتجت عن عقود من التخلف والفقر والانسداد السياسي والفشل في بناء الدولة الوطنية الحديثة التي كانت هدفاً لحركة التحرر العربي، لنصل إلى ذلك الدمار الهائل الذي أعقب انتفاضات «الربيع العربي»؟
هل يعود الأمر للخشية من تسييس الحراك الجماهيري، ليسفر عن نتائج لا تتوافق مع أهدافه، كما حدث خلال انتفاضات الربيع العربي التي أفضت إلى دمار هائل في عدد من البلدان العربية؟
هل هو القلق من تدخل أطراف إقليمية ودولية لدعم الحراك الجماهيري، ومن ثم تحويل مساراتها، بما يخدم تلك الأطراف الدولية والإقليمية؟
هل الأمر عائد لقمع الأنظمة وترك هوامش ضيقة لحركة الجمهور، خوفاً من تكرار ما حدث خلال انتفاضات «الربيع العربي»؟
هل وصل الجمهور إلى قناعة بأن حركة الشارع ضارة، ليس على الأنظمة وحسب، ولكن على الدول ومؤسساتها والشعوب ومقدراتها، بعد تجارب مرة حصدتها الجماهير التي اندفعت إلى الشارع، لتطيح بالأنظمة، ثم اكتشفت أن اندفاعها نتج عنه الإطاحة بالدول والمؤسسات والهوية التي تم تفتيتها بين المكونات الدينية والطائفية والعرقية والجغرافية، ضمن الدولة الواحدة؟
هل الأسباب تدور حول الشعور بعدم الجدوى، وحالة من اليأس وصل إليها الشارع العربي، جعلته يأخذ جانب المتفرجين على ما يجري، أو على الأقل التعبير عن التضامن عبر ما هو متاح من وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت سبباً رئيسياً في تفجر ثورات «الربيع العربي» لتعود مكاناً للتنفيس عن حالة الغضب واليأس التي تعم الشارع العربي، بسبب ما يجري في غزة؟
هل أثرت خلافات المكونات السياسية العربية والإسلامية فيما بينها من جهة وخلافات الدول فيما بينها من جهة أخرى على حجم التفاعل الشعبي مع قضية فلسطين، وهل تحولت الحرب على غزة إلى نوع من المناكفات الكيدية بين هذا المكون وذاك، أو بين هذه الدولة وتلك؟
هل أصبحت قضية فلسطين محصورة في التيار الإسلامي، دون غيره، الأمر الذي جعل خصوم هذا التيار ينظرون للقضية من باب المكاسب السياسية التي يجنيها هذا التيار، مرجحاً كفته على بقية التيارات الأخرى، والنظر للمسألة من زاوية الربح والخسارة، والمعارك السياسية بين الليبراليين والإسلاميين، بغض النظر عن كميات الدم التي سفكت على يد جيش الاحتلال؟
هل لخلافات المكونات الدينية نفسها أثر على تباين المواقف إزاء ما يجري في غزة، وهل لارتباط تلك المكونات بهذا النظام أو ذاك أثر في انتهاج تلك التيارات مواقف متناقضة إزاء العدوان على غزة؟
هل يعود الأمر إلى الشعور بتسييس قضية فلسطين العادلة واستغلالها من قبل إيران وأطراف إقليمية للتوسع والهيمنة باسم مقاومة أمريكا وإسرائيل، وحاجة هذه الأطراف لغسل دماء مئات آلاف العرب من على يدها، بمحاولة رفع وتيرة الخطاب المعادي لإسرائيل، والقيام ببعض العمليات التي تصب سياسياً في صالحها، دون أن تجني عليها ردة فعل إسرائيلية أو أمريكية عنيفة، تكلفها الكثير من الخسائر، نظراً لاستراتيجية أمريكية تريد الاستثمار في تلك الميليشيات لاستمرار دورها في الحروب الأهلية الطائفية التي أنهكت الجسد العربي، وصبّت في صالح إسرائيل؟
وفي سياق التساؤلات عن أسباب عدم تفاعل الشارع العربي بالشكل المطلوب مع ما يجري من مجازر رهيبة تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، تطرح جملة من التساؤلات حول طبيعة وحجم الاختراق الإسرائيلي في البلاد العربية، عبر استراتيجية التطبيع الإسرائيلية التي تهدف إلى تمييع القضية الفلسطينية واختصارها في جملة من القضايا الإنسانية والاقتصادية، الأمر الذي يمكن معالجته بالتعاون مع الدول العربية والغرب، لتصبح إسرائيل فيما بعد دولة طبيعية، ضمن سياق طبيعي شرق أوسطي، يبشر بمزيد من المكاسب والأرباح، حسبما يروج له منظرو التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل.
ولكن ما هو حجم التطبيع؟ وما هي آثاره، وهل بالفعل أثمرت عمليات الاختراق والتطبيع الإسرائيلية التي مورست خلال العقود الماضية، هل أثمرت تفهم بعض العرب – على المستويات السياسية والثقافية – للرواية الإسرائيلية للحرب على غزة؟
وبالنسبة لبعض العرب الذين ينتقدون حركات المقاومة ويحملونها مسؤولية ما جرى، هل يصدر موقفهم عن قناعات لديهم ناتجة عن تفكير ليبرالي يعطي نفسه الحق في نقد الذات، تماماً كما ينتقد إسرائيليون كثيرون أداء جيش الاحتلال في غزة، وينتقدون الاحتلال ويرونه السبب الرئيس وراء تفجر الأوضاع الحالية؟ أم أن هذه المواقف تأتي متأثرة بعمليات مستمرة ومنتظمة للتطبيع الإسرائيلي مع العرب على المستويات الرسمية والشعبية، الأمر الذي أفرز تكوين علاقات رسمية وشخصية كان لها دور في تبني كل أو جزء من الرواية الإسرائيلية عن الحرب؟
وسؤال آخر يمكن أن يطرح حول أثر كتابات هؤلاء «المطبعين» أو «الصهاينة العرب» وهل يلحظ هذا الأثر في تثبيط حركة الجمهور للضغط والتأثير على مواقف الأنظمة، أم أن هذه الكتابات تعد نخبوية ولا يتأثر بها الجمهور المنشغل بقضايا أخرى؟
وتتعدد الأسئلة في هذا السياق، وتتعدد الأجوبة، غير أن الثابت الوحيد هنا هو أن غزة تتعرض لأبشع صور العدوان، دون أن يمتلك العرب القدرة على وقفه للأسف الشديد.
كاتب يمني