مبدعون ...
بقلم/ يحي الصباحي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و يومين
الأربعاء 13 مارس - آذار 2013 05:18 منَحنُ قومٌ مبدعون
مَاهرون,
وبارعون
أذكياءُ وحاذِقون ؛
نُتقِنُ الرقصَ على شتى المَعازِفِ واللحون,
خُبَراء مُثابرون في ذَرِّ الرمادِ على العُيونِ.
نقتل المظلوم فينا؛
نُصرَةً للظالمين؛
ومُحاباةً عقيمةً؛للجِهات الباغية.
نَحنُ قومٌ أبدعوا التنقيب حتّى؛
وجدوا شوكةً صفراء أرهقها التجافي والمُجون؛
بين آلافِ الحُقولِ اليانِعة.
رَحِمَ الله الثُلايا؛
وأصابتنا الكُروب..
ودهَتنا الفاجِعات الدائمة...
مُنذُ أن صِرنا حيارى؛ ومَداساً للشعوبِ الناقِمة.
مُنذُ أصبحنا أُسَارى وسبايا؛
بِجِباهٍ خاضعة.
حين أصبحنا مطايا للرزايا..
ونِعالاً تحت أقدام الفِئاتِ الظالِمَةَ..
نستقي كأس المنايا... مِن أيادي آثِمة.
مِثل خِرفانٍ تُباع,
أو كقُطعانِ الرعاع,
أو دُمَىً سَاكِنَةً سَكرى حزينة؛
تَستقي الذُل المطاع.
حين أضحينا بقايا من ضحايا؛
في تعازينا لنا..
بعد تنفيذ الجريمة...
بعد أن صِرنا عطايا وهدايا؛
من حُفاةٍ لعُراةٍ،
أو لمُختلي الطِباع.
حين أصبحنا رماداً ودُخاناً.
وجَماعاتٍ هِزيلاتٍ جِياع؛
في المتاهات المِهينةَ.
********
أمتي:أيتها الطاهِرةُ العذراء والأُمُّ الحَنون..
أوقدي شعلتنا..
حرري مُهجتنا...من أباطيلٍ لئيمة..
صبرنا المدفون تحت أشلاء الضحايا..
مُثقَلٌ مَكلومُ تُرهِقهُ الخطايا.
أُمتي: لا ترتمي مثل رُكامٍ من حُطامٍ؛
بين أحقادٍ وثاراتٍ قديمة,
واستعيدي الكبرياء..
من حضاراتٍ عظيمة؛
وأفيقي تنعمي؛
أو تنامي تندمي.
وأعيدي هَديَنا المنسي فينا كشُعاعٍ ,
يَملأُ الكون ضِياءً وسلاماً وعلاقاتٍ حميمة.
أُمَّتي: لا تركني للغرب ..
لا تستسلمي,
أُمَّتي:لا تُسلمي الأنفاس للنَخَّاسِ والدَسَّاسِ والأيدي الدميمةَ؛
واحذري الخُطط الجِسام,
واستعدي بالعزيمة,
هديكم فيهِ الوئِام,
شَرعُكم فيه المبادئُ والنظام والتعاليمُ السليمة,
أمَّتي:لا تُهزمي..
لا تَحرِمي العاشق منَّا مِنحَةَ النفسِ السليمة..
واصنعي الأمجادَ فينا كجِبالٍ راسياتٍ..
شامخاتٍ كالقِلاع؛
وانهضي كي تُكرمي ..
فغداً إمَّا نكون...
أو لا نكون!
نعتلي قِممَ المعالي...
أو سَديماً هائماً وسط الزحام؛
في خراباتٍ قديمة.
بين أشداقِ الهزيمةِ .