|
مأرب برس ـ خاص
كان خبر رحيله كالصاعقة للكثيرين من الناس , لم يكن أحدا يفكر ان تكون النهاية بهذه السرعة التي خلت من كل مقدمات الرحيل .
عبد الله عمر الحداد أسم يحمل في ثناياه كل معاني النبل والخير والعطاء ’ أسم إذا ذكر حنت الأرواح شوقا إلى ل
قيآه وإلى سماعة وتهفو القلوب شوقا إليه .
على قدر كانت محافظة مأرب في انتظار فاجعة كبرى ومصاب جلل في رحيل الفقيد الداعية الشاب المجاهد عبد الله عمر الحداد الذي وفاته المنية يوم الجمعة الماضية وفي مبشرات تكشف مدى على علاقة الفقيد بربة وعلاقته بمجتمعة الذي عاش فيه , علاقة عمدت بالإخلاص مع ربة وبالوفاء لأصحابه وعشيرته.
قام من الليل ما شاء الله أن يقوم وفي ركعات السحر شعر بألم لم يعهده , صلي الفجر ..قراء شيئا من ألأذكار وعند إسعافه لأحد المستشفيات التي سار على رجليه حتى دخلها بعد نزوله من سيارته , وعند استرخائه على أحد كراسيها استلقى على ظهره وأغمض عينية وكأنة يتمتم نشئ خفي ... فارق الحياة دون أن يشعر أحد.... من رأى وجهه بعد وفاته لم يصدق أن ذالك وجه ميت وإنما وجهه شهيد حي .
أبو سالم هي كنيته التي تكنى بها منذ سنوات , عرفه الناس بشوشا ضحوكا كريما كما عرف عنة الدين منذ نعومة أظافرة , وكان محبا للقرآن والصالحين .
أن تحدثنا عن الزهد فكان لذالك مثالا يحتذى به وإن تحدثنا عن الشهامة والرجولة والكرم فهو مضرب المثل وأن تحدثنا عن التضحية والفداء وحب فعل الخير فهو القدوة في كل ميادينها .
في هذه العجالة من أمري وفي زحمة الأفكار التي تتصارع في رأسي بأيها أيدا أجدي نفسي حيرة في الخوض في حياة هذا الداعية العملاق الذي أحبة كل من عرفة , بل يتمنى الجلوس معه ليسمع الكلام الذي دائما يفتح للإنسان أبواب ألأمل والنصر والتمكين لدين الله, كان دائما يحب التحدث عن مبشرات النصر والأمل في حياة الأمة والناس .
عبد الله عمر الحداد غادر الحياة في سن لم يكن يتصور أحدا ان يخرج منها سريعا لكن ذالك قدر الله ....غادرنا في السنة الثانية بعد الأربعين من عمرة .
أبو سالم يوم وفاته تذكر معظم الناس قول الرسول صلى الله علية وسلم " أنتم شهداء الله في ألأرض ". ـ عندما مرت إحدى الجنائز فشهد لها الناس بالخير .
أبو سالم في يوم تشييعه الذي شيع فيه وبحضور أكثر من ثمانية ألف مشيع من كافة مديريات مأرب وعدد من محافظات الجمهورية ’ في يوم وفاته يلتقي ألأعداء وأصحاب الثأر في قضايا قبلية معددة ويقفوا صفا واحدا لصلاة على الفقيد , فقيد الناس جميعا , بكته القلوب قبل أن تبكيه العيون .
أبو سالم روح تنبض في حياة الكثيرين ممن عايشوه وجالسوه ’ لقد كان أبا وأخا وصديقا لكل من عرفة من الشباب ’ كان يخاطب الروح لكل من سمعه قبل أن يخاطب الأذان والأجساد .
عبد الله عمر الحداد رغم صغر سنة لكنة احدث من التأثير في حياة الناس بأكبر من عمرة بعشرات السنيين , إذا جلست معه تذكرت الجنة , وعشت معنى الآخرة وحب لقاء الله والشوق إليه .
أبو سالم الناشئ على حب القرآن منذ نعومة أظافرة وفي بداية الثمانينات كان فارسا من فرسان مأرب لكن في مجال المنافسة في حفظ القرآن الكريم , حيث مثل المحافظة في عام 1986م في برنامج "في رحاب القرآن الكريم " وكان الفائز في تلك المنافسة .
كان شغوفا بالشهادة في سبيل الله وكانت لا تفارق مخيلته والدارس لشعر الراحل يجد مدى حبة للشهادة والجهاد في سبيل الله .
بطل يوم المأسدة
عرفته جبال أفغانستان مجاهدا وصنديدا, كما عرف الشيخ عبد الله عزام علية رحمة الله فكان رفيقة الذي لازمة كملازمة الظل لصاحبة.
لمع نجمة ببطولاته التي تناقلها المجاهدون في حينها ومازالت تروى حتى الآن .
عبد الله بن عمر الحداد وفي معركة المأسدة التي كانت من اشد المعارك الضارية بين المجاهدين في أفغانستان والقوات الروسية وفي زحف روسي قدر بالآلف في تلك الواقعة كان لأبي سالم مواقف البطولة والشجاعة, وفي تلك المعركة كانت نهاية قائد الكوماندوز الروسي على يد الفقيد رحمة الله .
لأبي سالم العديد من أحاديث البطولة والشجاعة , وتجليات حفظ الله له في الكثير من تلك المواطن .
ومن لطائف القدرة الإلهية في حياة الفقيد أيام الجهاد في أفغانستان ’ سقوطه من على سور في أحد ألآبار التي يبلغ عمقها أكثر من " 15" متر.
يقول الراحل عن نفسه نقلا عن الكثير مما التقيت بهم أنه وعند وصولة إلى أعماق تلك البئر التي سقط فيها و كان بها القليل من الماء " شعرت بماء يتدفق من حولي وكأنة يرفعني ومازال الماء يرتفع من تلك البئر حتى قرب من فوهتها فمد إلية أحدهم عمامته حتى خرج من تلك البئر محفوفا بحفظ الله .
له عشرات الأبيات من الشعر وكلامات أللأناشيد التي انتشرت في عدد من البلدان العربية , وكان شاعرا يجيد الشعر ولا يقوله إلا في المناسبات التي لها أثرا في نفسه فكانت أبيات تتجلى فيها معاني العزة وشدو الروح .
ومن أبياته التي قالها أيام الجهاد في أفغانستان ونالت حظا وافرا من الذيع بن الناس قوله :
زمجري يا مدافع زمجري والصواريخ زينات الردود
والمربع وصوته شاجني والقنابل على ألأعداء تحود
*حرب ألانفصال
وفي حرب الانفصال كان عبد الله بن عمر الحداد الفارس الذي لا يشق له غبار في تلك المعارك تجلت البطولة بكل معانيها والشجاعة بكل صورها في مواقفه .
كان نائبا لقائد كتائب المتطوعين في محور مأرب وشبوة وحضرموت ,وكان الطقم العسكري الذي بحوزته " كان أيضا برتبة مقدم في الجيش " هو ثاني طقم يدخل منطقة المسيلة وضرب الكثير من ألأمثلة في البطولة تتطرق الدكتور عبد الولي الشميري في موسوعته ألف ساعة حرب شيئا من ذالك .
وفي تلك الحرب تجلت بعض المواقف التي كشفت مدى سمو نفسه وزهدها في الحياة , حيث قام بإرجاع السيارة " الطقم الذي كان بحوزته بعد إنهاء الحرب " للقيادة التي يتبعها .
عبد الله ين عمر الحداد رغم انه تقلد العديد من الأعمال التنظيمية في التجمع اليمني للإصلاح لكن كان أحب الأشياء إلى نفسه هو العمل الدعوي وتقديم بد العون لكل محتاج .
رأس في أوائل التسعينات دائرة الإعلام والثقافة في محافظة مأرب ثم تقلد رئاسة عدد من الفروع التنظيمية متفرغا فيها لعمل الدعوة والإرشاد .
مواقف من حياته
*أكتشف القليل من الناس أنه كان يعول في كل عام من رمضان أكثر من "120" أسرة يتكفل بمصروفها طيلة رمضان بجاهه وجهده وماله الشخصي .
*عبد الله بن عمر أخ لخمسة من الأخوة ورغم وفاة وتحمله مسئوليتهم لكنه كان من أحرص الناس على تربيتهم وتعليمهم للحصول على أعلى المؤهلات فمنهم من يعمل حاليا على تحضير درجة الدكتوراه في أحد جامعات ماليزيا فيما ألأخر خريج ألأزهر الشريف وأخر مهندس بترول , وأخر خريج جامعة صنعاء , وكم كان يتمنى أن يتم تعليمة الجامعي لكن مشاغل الدعوة حالت دون ذالك , فوافته المنية وهو و في أحد مراحل الجامعة .
*عبد الله بن عمر كما يشهد له الكثير من المقريين إلية أنه لم يرد يوما سائلا يأتيه ولو كلفة أن يستدين من من أي شخص بل ربما يستدين من زوجته كما فعل ذالك مرارا كي لا يرد أي سائل .
*أبو سالم ترى في وجهه النور والضياء وحب الخير يلوح في عينية , فكما علمت من اقرب المقرين إلية أنه كان مداوما لقيام الليل ولصلاة الضحى وقراءة القران والمأثورات وكان شديد ألاهتمام بمراجعه محفوظاتة سواء من القرآن أو غيرها .
كان دائما يسعى لإصلاح ذات البين في كثير من القضايا القبلية وإن لم يكن يظهر في كثير من ألأحيان في الواجهة لكن جهده وسعيه له الفضل الكبير في عدد من القضايا التي حقنت الكثير من الدماء.
ايو سالم داعية تجد في صوته أمل يتدفق في مشاعرك وأحاسيسك عندما تسمعه وهو يتدفق كالسيل علما وأملا وإخلاصا .
كان شدي الحرص في كل المناسبات الهامة على تاريخ ألأمة متحرىا أن يطرح لمستمعيه كل مبشرات الأمل والنصر والعزة والكرامة .
كثيرا من المرات تواصل معي الراحل وكان يطلب منى أن اعد له كل جديد وحديث على الساحة الإسلامية بحكم عملي في الجانب الإعلامي وإطلاعي على الكثير من القضايا , وكم تكون فرحنه عندما يسمع كل ما يثلج الصدري عندما يسمع أي نصر أو أي مبشرات للأمة .
كان محبا للوسطية والفكر والمعتدل , كان مثالا حيا للالتزام بل لمقاييس كان قرأنا حيا يسير بين الناس , كان سلوكا وأخلاقا تفيض مشاعرا ونبلا على كل من عرفة .
مع الشباب
كان محبا للشباب وكانوا محبين له كان صاحب فراسة وهي صفة " يملكها " المؤمن " كان يتعرف على الشباب ويدنوا من حياتهم حتى يصبح كأنة فرد من أسرهم أو اقرب من ذالك وكان يعمل على توجيه الشباب في كثير من مجالات الحياة التخصصية , كأنه يكتشف مجال الإبداع في حياتهم فمنهم من أنطلق إلى الإعلام .ومنهم كاتب هذه السطور وآخرين في الطب وبعضهم في مجال الدعوة .
كان دائما مشجعا للطلاب في طلب العلم والتخصص والتعمق فيه , كان كثير الحركة سريع الاستجابة مبادرا لكل خير, بل أصبح " الدينمو" الذي يحرك أي منطقة يصل إليها للعمل فكان طاقة تتقد نشاطا وإبداعا .
ُكتب له القبول ومحبة قلوب الخلق له . عاش حميدا ومات وقلوب الناس تبكيه ومآقيهم ترثيه .رحمة الله على فقيدنا والهم أهلة وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإن إلية راجعون .
في الأحد 01 يوليو-تموز 2007 10:55:16 ص