وزارة الداخلية تكشف تفاصيل إنجاز أمني جديد في منفذ شحن الحدودي مع عمان الجيش الأمريكي يعلن حصيلة عملياته ضد الحوثيين خلال أسبوع اتهامات حوثية صادمة للمعتقلين بتهمة الاحتفال بـ ثورة 26 سبتمبر .. مخطط غربي ينتهي بتصفية زعيمهم كما حصل للقذافي هيئة الإعلام العراقية تلغي ترخيص قناة MBC وتتهمها بانتهاك لوائح البث الإعلامي مجددا.. واشنطن تبيع الوهم لموظفي سفارتها المعتقلين لدى المليشيات المبعوث الأممي لليمن يدعو من واشنطن الى استئناف المفاوضات السياسية واستكمال خارطة الطريق الأممية من سراييفو.. انطلاق فعاليات مؤتمر العهد الديمقراطي العربي بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين العرب وجهوا طلباً فورياً للمليشيات.. وزراء دفاع مجموعة السبع يصدرون بيانا مشتركا بشأن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وسفينة جلاكسي ليدر الإدمان والتعري مالا يعرفه الآباء والأمهات عن تيك توك في اليمن والعالم كويتي يتزوج من ثلاث مغربيّات .. فيديو
ظل مفهوم الاغتراب لدينا مرتبطا بتجاوز الحدود الجغرافية لأوطاننا إلي دول أخري، واقتصر هذا المفهوم لفترة طويلة من الزمن على أؤلئك الأفراد الذين يجوبون الأرض لأسباب متعددة شكل الأمن الإنساني، والبحث عن لقمة العيش العامل الرئيسي في ذلك، ورغم ما تشكله الغربة وما يتنج عنها من أضرار قد تعود على البلد وخاصة حين يرحل ذوي العقول النيرة؛ إلا أن إيجابياتها طغت في الوقت الحاضر، وأصبحت الملاذ الوحيد للجميع؛ فتزايد أعداد المهاجرين بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ والناظر لتلك الأعداد المتزايدة من المهاجرين من أوطاننا العربية وخاصة أصحاب العقول النيرة والكفاءة لن تأخذه الحيرة والدهشة ولا يؤرقه التساؤل فالأمر بين والأسباب واضحة للعيان شكلت بمجملها ما عانوه في أوطانهم من إقصاء وتهميش لتكون بلاد الآخرين حصيلة ذلك وقرارهم الصائب الذي كُنّا نخالفهم فيه لعدم فهمنا ما أدركوه قبلنا، ولم يحيدهم عن قرارهم الذي اتخذوه ترانيم الشعراء وبكائهم الممزوج بالحنين لأوطانهم... ورغم الحنين الذي قد يداهمهم أحياننا إلا أن الواقع يفرض عليهم التنصل عن ذلك وتركه وراء القضبان، ويدفعهم إلي الاستمرار والبقاء زمننا أطول؛ فلا جدوى من حنين يكون مصير صاحبه الموت علي أرصفة الشوارع وأزقة الممرات، ولقد عبر عن ذلك الإمام علي كرم الله وجه أجمل تعبير حيث قال:(( الفقر في الوطن غربه ، والغني في الغربة وطن ))...
وما أن يتبادر إلي أذهاننا مصطلح الغربة إلا وذهب تفكيرنا بعيدا متجاوز الحدود المرسومة وقاطعاً الفيافي والقفار وحنين اللقاء يسبق مشاعرناً الفياضة لنعايش أوضاع تلك الزمرة من الناس ممن رحلوا وتركونا وحيدين نصارع عواصف الزمان وعوائق الحياة، فصارت كلمة الغربة قرينة بهم ومحصورة عليهم دون سواهم ممن يقاسون عناء الغربة وقسوتها بين دفتي أوطانهم، ومن الخطأ بمكان أن نحصر مفهوم الاغتراب على من تجاوزوا حدود أوطانهم فحسب بقدر ماهو إطاراً واسع أكتوي به الجميع وذاقوا مر ذلك وهم يقبعون أوطانهم ..
فقمة الاغتراب أن تكون غريب بين اهلك و في ديارك و منفي في وطنك وربما تجاوز حدود الوطن أهون من القبو ع في مستنقع الفقر المزري والمؤرق فيبيت المرء فاقد لكل شيء حتى حنينه لوطنه و يتلاشى حبه مع مرور الزمن ...فلمن سيكون حنينه يا تري؟؟ .. لذلك الوطن الذي نفاه وهو فيه ولم يعيره ادني اهتمام.!!!! أم لأهله الذين تنصلوا عنه لفقره وقلة ماله.. !!!
ومن هنا يمكن القول أن الغربة أصبحت محدودة في الإطار الداخلي فقط واتسم بها من يعيشون في أوطانهم..لا..من تجاوزوا حدوده، فالمفهوم قد يتبدل أحياننا وتتغير الفئة التي كانت تتسم به سابقاً... ليصبح قرين فئة أخري كانت في الماضي بعيدة عن ذلك. ولذا أصبح العائش في بلداننا غريباً فيها والمهاجر منها قرير العين وهادئ البال فلقد حضي بألف وطناًً يحتضنه ويقدره بدلاً عن ذلك الوطن الذي يوسم ويوصف بمفردتين هما ((العائش فيه مجاهد والمفقود شهيد ))