آخر الاخبار

واشنطن تكشف عن أخطر إمرأة في العالم وترصد 5 ملايين دولار لمن يدلي معلومات عنها الناشطة النوبلية توكل كرمان تشارك في مؤتمر دولي بتبليسي باستضافة رئيسة جورجيا البنك المركزي يوقف عمليات التحويل الداخلي .. تعرف على البدائل والانعكاسات على أسعار الصرف .. خبراء الاقتصاد يتحدون العميد طارق صالح يعلن موبفه من إختطاف الحوثيين لـ 4 من طائرات نقل الحجاج مليشيا الحوثي تصعد عسكريا بمحافظة تعز ومصرع قيادي حوثي رفيع بنيران الجيش الوطني .. تطورات المشهد العسكري عاجل : مجلس القيادة الرئاسي يعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة الطائرات المخطوفة ويتخذ جملة من القرارات والتدابير منفذ الوديعة يتصدر كواحد من أكثر المنافذ البرية تخلفا وفسادا في العالم .. ارباح بالمليارات لا يعرف مصيرها والعابرون يحترقون بلهيب الشمس خلال إجراءات العبور تحذير عاجل من خفر السواحل للمواطنين في 4 محافظات يمنية رواية الحوثيين حول سبب احتجازهم 4 طائرات لليمنية والاجراءات التي ستتخذ بحق الشركة في صنعاء مباحثات مع الإتحاد الأوروبي بشأن اليمن

أخطاء أمراء الحرب في اليمن
بقلم/ عارف الصرمي
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 23 مارس - آذار 2016 10:06 ص
لا يمكن فهم الحرب الدائرة في اليمن من سنة كاملة، سوى أنها حرب وصراع على السلطة، فمن سينتصر فيها غداً هو من سيحكم.
وهنا يكبر الوجع اليمني على الحاضر الذي تم تدميره، وعلى مستقبل مخلوقات الله بعد دمار الحرب.
فإذا كانت سنة واحدة فقط من هذه الحرب قد دمرت محافظات ومدناً وخلفت آلاف القتلى وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمعاقين ومئات الآلاف من النازحين، فما الذي بقي للمنتصر إذاً ليحكمه غداً، إذا جاء هذا الغد بعد سنوات وقد أصبحت اليمن مجرد خرابة تتكوم فيها جثث القتلى، وبالكاد يتنفس فيه بقايا الأحياء من الفقراء والمعاقين.
أجزم قاطعاً أن جميع أمراء الحرب في اليمن قد أخطأوا في حساباتهم، هذا إذا كانت ثمة حسابات لديهم فعلاً.
فالعالم بعقلائه ومجانينه على حد سواء، لا يوقدون نيران الحروب ولايتقاتلون ويضحون بشعوبهم ودولهم، لكي ينتصروا ثم يحكموا خرابة.
للأسف الشديد في زمن الحروب لا يعمل بكامل طاقته الاستيعابية سوى عزرائيل.
ولاتتحدث غير البنادق والرصاص، ولا صوت يرتفع في كل مكان غير صوت المدافع والصواريخ والطائرات.
والصوت الوحيد الغائب دوماً هو صوت العقل وصوت الإنسانية.
إن الاستمرار في هذه الحرب ليس سوى ضرب من الجنون، وهو بكل المقاييس انتحار لكل من لا يزال لديه بقايا رصيد وطني أو شعبي في هذا البلد المنكوب، بكل من حكمه بالأمس ويحكمه اليوم، ومن يشعل فيه الحرب ليحكمه غداً.
على مدى سنة كاملة من الحرب، تؤكد كل الوقائع على الأرض أن السلاح والقتل والدمار لن يجلب النصر المؤزر لأحد.
وحتى وإن افترضنا أنه ربما يجيء يوماً لطرف، فسيكون بكل تأكيد نصراً لا طعم له غير المرارة.
وكل الحروب بين الاخوة الأعداء، دائماً ما يكون فيها المنتصر مهزوماً أخلاقياً. 
فضلاً عن أنه بكل تأكيد سيخرج من هذه الحرب منهكاً وهزيلاً يسهل ابتلاعه، وضعيفاً لا يقوى على إدارة دولة وحكم شعب.
ومع ذلك فهذا النصر المر -إذا جاء- فسيكون بالتأكيد متأخراً، ولم يعد أمامه ما يحصيه من الغنائم والمكاسب سوى خرابة كانت يوماً ما دولة اسمها اليمن! 
أما ما فيها فأكوام متكدسة من القتلى، وحولها بقايا أرواح من الجرحى والمعاقين وكلهم فقراء كانوا يوماً ما شعباً، أفراداً وجماعات أعزاء.
ولأن كل حروب الأرض تنتهي بالسياسة وبالصفقات التي تحقن الدماء، وتحافظ على بقايا الدول والشعوب، فالمؤكد أمام الأفق المنظور أن السياسة قد تأخرت كثيراً عن وظيفتها، وصارت هي المخرج الوحيد للكارثة الكبرى الموجودة الآن في اليمن. 
وإذا لم تحضر السياسة فلن نجد هنا في القادم وطناً.
لا أدري لماذا تجتمع المصائب وتقيم احتفالاتها دائماً في اليمن.
فلم يحدث أن كان هذا البلد سعيداً في تاريخه أبداً إلا على طريقة أدب العرب حين يسمون الأعمى بصيرا.