فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن صنعاء..مليشيا الحوثي تجبر جميع العاملين في القطاع الصحي على هذا الأمر مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية
مارب برس - سامي عبدالله العمري
شهدت الرياضة النسوية في اليمن خلال الأعوام القليلة الماضية تطورا ملحوظا بانخراط المرأة في عدد من الألعاب الرياضية بما فيها الرياضات التي يصفها البعض بالعنيفة لعل أخرها لعبة الملاكمة.
واتجاه الفتيات نحو لعبة الملاكمة دفع الإتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج لتنظيم أول بطولة لملاكمات اليمن نهاية أكتوبر المنصرم رغم عدم اعتمادها في نشاط الاتحاد للموسم الرياضي حسب رئيس الاتحاد الدكتور حميد المطري.
وطبقا للمشرف الفني باتحاد الملاكمة رائد نعمان فإن ملاكمة الفتيات تشهد اقبالا كبيرا رغم تنظيم البطولة المنصرمة لمنتخبين فقط هما منتخبا محافظتي عدن وأمانة العاصمة ، لافتا الى وجود منتخبان مماثلان في محافظتي أبين ولحج.
ويقول الدكتور المطري: إن غياب المخصصات المالية لملاكمة الفتيات أجبرت الإتحاد على الاعتذار لمنتخبي أبين ولحج والاكتفاء بمنتخبين فقط. مطالبا وزارة الشباب والرياضة باعتماد مخص ص مالي لملاكمة الفتيات وكذا للعبة الكيك بوكسينج التي ضمت إلى الاتحاد عام 2006م بقرار وزاري دون اعتماد أي مخصص مالي لهما رغم إقامة الإتحاد بطولتان للكيك بوكسينج وإقامة الثالثة في ديسمبر القادم.
بطولة الفتيات التي نظمها اتحاد اللعبة بمشاركة 14 ملاكمة تنافسن على ألقاب البطولة في سبعة أوزان شهدت حضورا وتفاعلا جماهيريا كبيرا، ما دفع إدارة الأخبار الشبابية والرياضية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) للبحث عن أسباب إقبال الفتيات على هذه اللعبة وبداياتها واستقصاء آراء اللاعبات وأهاليهن ومدربي ومسؤولي اللعبة والجماهير في ممارسة الفتيات لهذه اللعبة ومدى إقبالهن عليها والصعوبات التي تواجهها ودور الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة في دعمها ورؤية المجتمع لها بالإضافة إلى مستقبل اللعبة في اليمن.
وفيما تجمع اللاعبات على ان دافعهن لممارسة الملاكمة هو الدفاع عن النفس وخوض تجربة جديدة في الرياضة النسوية، ترى حكمت برتوش مشرفة ومؤسسة فريق الملاكمة بمحافظة عدن ان حب الفتيات العميق للعبة دفعهن إلى ممارستها وهو الأمر الذي وجدته من خلال إشرافها على تدريباتهن.
وتستدل برتوش " عندما لا نستطيع الذهاب إلى صالة التدريب لعدم توفر مبالغ مالية للمواصلات او لأي سبب آخر تصر الفتيات على التدريب حتى لو ذهبن إلى الصالة مشيا على الأقدام ".
وتقول الملاكمة سميرة رشيد سعيد احمد (17 سنة) أول بطلة للجمهورية في وزن 44 كجم من منتخب محافظة عدن ومعها داليا خالد زبارة (18 عاما) صاحبة المركز الثاني وزن 50 كجم من منتخب أمانة العاصمة " أحببنا اللعبة للدفاع عن النفس وتطوير قدراتنا البدنية ".
وتضيف لاعبة منتخب أمانة العاصمة صبرية علي محمد المساجدي أول بطلة للجمهورية في الملاكمة بوزن 48 كجم " أحببتها لمشاهدتي الكثيرة لأبطال اللعبة مثل البطل العالمي نسيم حميد وبطل العرب السابق اليمني عبدالاله الريمي حتى أني أحاول تقليدهما في حركاتهما على الحلبة ".
تيسير العذري من أمانة العاصمة محرزة ذهبية وزن 57 كجم تؤكد انها أساسا لاعبة كرة يد وان ما دفعها إلى الملاكمة هو اكتساب مهارات الدفاع عن النفس وخفة الحركة.
وتقول كفاح عبدالله (18 عاما) بطلة وزن 42 كجم من منتخب عدن " دخلت الملاكمة عندما كنت أريد ان أتدرب على آلات حديدية لكنني وجدت نفسي في الملاكمة ".
وتوضح لاعبة منتخب العاصمة سميرة عبدالكريم الجرادي (18عاما) صاحبة المركز الثاني في وزن 46 كجم أنها مارست الملاكمة من باب التجربة مع زميلاتها وأنها وجدتها ممتعة فاستمرت.
وفيما ينفى مسؤولوا الاتحاد ومشرفو ومدربو اللعبة وبعض لاعبات المنتخبات التي استطلعنا أرائهن صفة العنف عن اللعبة ويوسمونها بلعبة الفن النبيل، ترى الجرادي أن اللعبة تحمل بعض العنف، مدللة بكسر أنفها في إحدى نزالات البطولة.
ويقول رئيس الاتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج الدكتور حميد المطري: إن الملاكمة اقل عنفا وأكثر حشمة من لعبتي الجودو والكاراتيه اللتان تمارسهما بعض الفتيات اليمنيات، معتبرا الملاكمة لعبة لمسات وتعتمد على اليدين فقط وليس فيها اختلاط كما أنها غير محرمة فهي متقيدة
بتعاليم الدين الإسلامي وبالعادات والتقاليد اليمنية.
وعن دوافع الاتحاد لدعم اللعبة وإقامة بطولة لفتيات الملاكمة يبين الدكتور المطري " في البداية كنا رافضين لفكرة البطولة ورفضنا تعميم الاتحادين الدولي والعربي باعتماد ملاكمة الفتيات في أنشطتنا وتهديدهم لنا برفع أي دعم سيقدم لنا ما لم ننفذ هذا التعميم وحجتنا عدم وجود مخصص مالي لهذه اللعبة، إلا أن حب الفتيات وتفاعلهن المستمر مع اللعبة دفعنا لتنظيم هذه البطولة ". مشيرا إلى أن ملاكمة الفتيات معترف بها دوليا وتمارس في عشر دول عربية.
وهدد الدكتور المطري بإيقاف نشاط ملاكمة الفتيات ما لم تعتمد الوزارة مخصص مالي لها وقال:" بالنسبة لنا نعتبر هذه البطولة آخر بطولة للفتيات ما لم يتم اعتمادها ماليا وإداريا من قبل وزارة الشباب والرياضة".
وانتقد غياب قيادة وزارة الشباب والرياضة عن البطولة المنصرمة سواء بطولة الفتيات أو بطولة الشباب رغم وجود عدد كبير من وكلاء الوزارة على حد قوله.
وعن سبب غياب اتحاد رياضة المرأة عن بطولة ملاكمة الفتيات قال المطري: " لا زالت اللجنة الاولمبية واتحاد رياضة المرأة معترضين على هذه اللعبة ورافضين الاعتراف بها والسبب قد يكون مزاجي او تهرب من دفع مخصص مالي او عدم رغبة في اللعبة ".
ودعا رئيس اتحاد الملاكمة، اتحاد رياضة المرأة إلى تبني ملاكمة الفتيات، مبديا استعداد اتحاده للمساعدة في نشر والارتقاء باللعبة تحقيقا لرغبة الفتيات في اللعبة التي تعتبر أولمبية وتمارس في العديد من الدول العربية والإسلامية.
وعن الدعم الذي يتلقاه منتخب الفتيات للملاكمة بعدن تقول مشرفة المنتخب حكمت برتوش" الاتحاد مشكور يدعمنا بمبلغ 30 ألف ريال شهريا يصرف كمواصلات للاعبات أما المدرب والإدارية فعملهما تطوعي، بالإضافة لدعم بسيط من مكتب الشباب والرياضة بعدن ".
وفيما يقول مدرب منتخب أمانة العاصمة للملاكمة المدرب العراقي طه البيضاني أن الفريق لا يتلق أي دعم عدا دعم بسيط يقدمه اتحاد اللعبة ونادي 22 مايو (متبني اللعبة)، توضح مسؤولة النشاط النسوي باتحاد الملاكمة امة السلام عبدالرحمن الفقيه " الاتحاد يدعم هذه اللعبة بالرغم من عدم وجود مخصصات لفئة الفتيات فيقتطع جزء من مخصصات فئة الرجال لدعم ملاكمة الفتيات".
وتطالب الفقيه التي تعمل أيضا مشرفة فريق الملاكمة بأمانة العاصمة، وزارة الشباب والرياضة بدعم هذه اللعبة لإقبال الفتيات الكبير عليها ولكونها لعبة فنية للدفاع عن النفس وليس كما يروج لها البعض بأنها لعبة عنيفة على حد قولها.
وعن بدايات اللعبة في صنعاء ومدى الإقبال يوضح مدرب منتخب الأمانة " ملاكمة الفتيات ليست جديدة وموجودة في الوطن العربي واليمن عاشر دولة عربية تشهر فيها الملاكمة النسائية وبدأ تنفيذ الفكرة مطلع العام الحالي 2008م بالتنسيق مع مسؤولة النشاط النسوي باتحاد اللعبة ".
ويضيف: " بدأنا بداية بسيطة بمؤازرة رئيس الاتحاد وتشجيعه ودعمه الشخصي للملاكمة النسائية، وبدأنا بـ15 ملاكمة وأصبح مركز صنعاء للملاكمات يضم حاليا 25 ملاكمة ".
أما مشرفة ومؤسسة منتخب عدن حكمت برتوش فتقول: " بدأنا نشاطنا في تاريخ 10 ابريل من العام 2008م وبدأنا بسبع لاعبات وثبت بعشر لاعبات
ولا نستطيع إضافة أي لاعبة لأننا مقيدين بالدعم المالي الذي نتلقاه من اتحاد اللعبة رغم طلبات الانضمام الكثيرة إلى المركز ولن نوسع قاعدة اللاعبات في المستقبل ما لم نحصل على دعم أكبر".
وعن نظرة أهالي الملاكمات لهذه اللعبة يقول رئيس إتحاد الملاكمة" الآباء والأمهات يدفعون بناتهم لممارسة اللعبة وحضروا نزالات بناتهم من على المدرجات خلال البطولة ويطلبون من الاتحاد تبني نشاطهن لكننا اعتذرنا لعدم توفر الإمكانيات المادية حاليا ".
ويبدي والد بطلة الجمهورية تيسير علي محمد العذري اعتزازه بما حققته ابنته، مؤكدا تشجيعه لها في ممارسة رياضة الملاكمة لما لها من فائدة في تنمية قدراتها البدنية والدفاعية ، مشيرا إلى انه يقوم بإيصالها إلى النادي ويعود لأخذها بصورة شبه يومية.
وتؤكد مشرفة النشاط النسوي باتحاد الملاكمة تفاعل أهالي الملاكمات الكبير لدرجة أن أحد الآباء أحضر ابنتيه وأم أخرى أحضرت بناتها الأربع مطالبين تعليمهن لعبة قتالية.
ورغم ذلك التفاعل إلا أنها تعترف بحدوث مشاكل مع أهالي بعض اللاعبات، معللة ذلك بقصور نظرة بعض أولياء الأمور تجاه الرياضة النسوية بشكل عام. مثلا واجهت الملاكمة صبرية المساجدي انتقادات كثيرة من الناس معتبرين الملاكمة غير مناسبة للفتيات.
وتقسم المساجدي الناس إلى صنفين، المدركين لفوائد الرياضة يشجعوننا عليها وغير الواعين لمفهوم الرياضة فينتقدوننا.. وتردف قائلة: لكننا سنواصل ممارسة اللعبة مادمنا لا نخرج عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف".
طه البيضاني مدرب ملاكمات العاصمة يؤكد انه استطاع التغلب على المشاكل الاجتماعية من خلال تواصله الشخصي مع أهالي اللاعبات، مضيفا " نجحنا في إضفاء روحية الأب في التعامل مع بناته وأصبح الآباء والأمهات أصدقاء وإخوة لي وأنا كذلك أب ثان للاعبات".
من جانبها تنفي مشرفة منتخب عدن للملاكمات تلقيها أي انتقادات لممارسة الفتيات للعبة، وتقول " المجتمع يرى أنها رياضة عادية مثل أي لعبة أخرى وليست عنيفة بل دفاع عن النفس ولا يوجد انتقادات وهذه أول بطولة وظهور للفتيات وسنرى إن كان يوجد انتقادات أم لا ".
وترى ملاكمة منتخب فتيات عدن أروى جماعي الحاصلة على ذهبية وزن 57 كجم أن من حق المرأة ممارسة أي لعبة ما دامت لا تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، وتؤكد " الكثير من الناس شجعوني لممارسة الملاكمة بالإضافة إلى مساعدة أهلي وتشجيعهم لي".
في حين اعتبرت بطلة الجمهورية في وزن 52 كجم لاعبة منتخب عدن كفاء عبدالله احمد (16 عاما) البطولة دافعا لها في ممارسة اللعبة خصوصا مع تشجيع أسرتها ووقوفها بجانبها ، نافية مواجهتها لأي صعوبات خلال ممارستها للعبة الملاكمة.
إلى ذلك دعا رئيس اتحاد الملاكمة الجماهير ومحبي الرياضة واللعبة إلى الحضور لمشاهدة نزالات ملاكمة الفتيات ومدى حشمتها والتزامها بتعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد ومدى حب الفتيات لها وأدائهن المميز على الحلبة.
وعن رأي الجمهور في ممارسة الجنس الناعم للعبة الملاكمة يرى المحامي خالد حمود القلاضي " ظهور ملاكمة الفتيات لأول مرة في اليمن يحسب لاتحاد اللعبة ونتمنى ظهورها بشكل أفضل على مستوى المحافظات".
وعلى الرغم من رؤيته لقليل من العنف في اللعبة، يقول القاضي: إن المجتمع سيتقبل هذه الرياضة مادامت ملتزمة بتعاليم الإسلام.
ويوافقه الرأي الشاب فهد الهمداني " بعد مشاهدتي لنزالات ملاكمة الفتيات خلال البطولة اقتنعت ان ممارستهن للعبة أمر طبيعي لا يوجد ما يمنع ممارستها ".
إلا أن احمد السعواني يبدي تحفظه على هذه اللعبة رغم عدم مشاهدته لنزالات ملاكمة الفتيات قائلا " هذه الرياضة عنيفة وغير ملائمة للفتيات ويجب ان لا يمارسنها وهذا الأمر دخيل على المجتمع اليمني وإذا أرادت الفتاة ممارسة الرياضة فلتمارس رياضة أخف وبعيدا عن أنظار الناس".
وعن المستوى الذي ظهرت به الملاكمات في أول بطولة لهن على مستوى الجمهورية يجمع مدربو اللعبة ومسؤولو الاتحاد والمتابعون على تفاجئهم بالمستوى الفني للاعبات الذي وصفوه بالرائع .
حيث أعرب مدرب المنتخب الوطني للملاكمة المدرب الكوبي ناردو نسترا فلورس عن تفاجئه بقدرات الملاكمات ، مبديا إعجابه باتجاه وشجاعة الفتاة اليمنية في ممارسة لعبة الملاكمة واستعداده لتقديم النصائح والإرشادات المفيدة لرفع مستواهن.
ويوضح رئيس اتحاد لعبة الملاكمة الدكتور حميد المطري " كان الهدف أن تكون البطولة استعراضية وإعلان وجود نشاط لعبة الملاكمة بين الفتيات لكننا تفاجئنا بوجود مستويات عالية جدا بين الفتيات وظهرت نزالات قوية قد تكون أفضل من بعض نزالات الشباب ومستوى فني راقي بشهادة المدربين والحكام والجمهور " .
وعن مستقبل اللعبة توقع الدكتور المطري ازدهارها في أوساط الفتيات في حال دعم وزارة الشباب والرياضة لها خصوصا مع الإقبال الكبير عليها.
ويوافقه الرأي المدرب البيضاني " أتوقع النجاح للعبة خصوصا مع تفهم أهالي الفتيات وتشجيعهم لبناتهم لممارستها حتى أن كثير من الآباء والأمهات تواجدوا في المدرجات لتشجيع بناتهم أثناء نزالات البطولة ".
وتبدو مسؤولة النشاط النسوي باتحاد الملاكمة امة السلام الفقيه أكثر تفاؤلا حينما تقول " نتوقع انتشارها في عدد كبير من المحافظات وسنكوّن أول منتخب وطني للفتيات في لعبة الملاكمة تمهيدا للمشاركة في بطولات
عربية ".
وتردف مشرفة فريق محافظة عدن برتوش " إذا تلقينا دعم وفتحنا الباب ستنتقل اللعبة إلى جميع الأندية والمراكز عطفا على الإقبال كبير".
* سبأ نت