اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران مركز الملك سلمان للإغاثة يقدّم مساعدات غذائية في الضالع حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق هذا ما سيحدث في 2040.. ماسك يبشر بخبر مخيف! رسالة من رئيس "فيفا" للأهلي المصري بعد وصوله إلى ما قبل نهائي كأس القارات للأندية قوات الشرعية تسحق محاولة تسلل حوثية غربي تعز الشرعية تطلب دعماً دولياً لاستعادة السيطرة على الشواطئ اليمنية توجيه رئاسي لسلطات مأرب بشأن المواقع الأثرية في المحافظة السعودية تدعو إلى اجتماع “عربي إسلامي” قريب وتكشف الهدف منه
مأرب برس - خاص
في انتخابات المجالس المحلية الماضية خرج الحزب الحاكم بشخص يهودي كمرشح عن قائمته ، إلا أن هذا اليهودي لم يقبل ترشحه من قِبل اللجنة العليا للانتخابات لأنه لا يؤدي الصلوات الخمس التي تلزم أي متقدم لترشيح نفسه بتأديتها ، وأنا لا أعلم كيف تكون الصلاة مقياس لأي شيء ، سواء كانت مقياسا للذمة أو النزاهة أو التعليم والثقافة ، وأيضا لا أعلم أكثر كيف يتم التثبت من باقي المرشحين الآخرين حول تأديتهم الصلوات الخمس كاملة وكل يوم .
لكن أن يكون تأدية الصلاة شرط أساسي للترشح في أية انتخابات تدور في اليمن ، فهذا يعني بأن مبدأ المواطنة المتساوية هو شيء غير موجود وأن النصوص التشريعية قائمة على الدين ، وليس أي دين أو كل الأديان في البلد ، بل دين معين ، وهذا به من الدلالة على التحيز لمجموعة يمنية ضد مجموعة يمنية أخرى وإقصائها خارج المنظومة الفكرية والسياسية والثقافية .
الدستور اليمني :
الباب الثاني
مادة 40
- المواطنين جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة.
مادة 42
- للمواطن حق الانتخـاب والترشيح وإبداء الرأي في الاستفتاء، وينظم القانون الأحكام المتعلقة بممارسة هذا الحق.
والبندين في الأعلى من الدستور اليمني واضح ولا غبار عليه حتى يتم شرحه أو تأويله ، حيث أنه لم يتطرق إلى دين المواطن أو مذهبه أو ثقافته ، أما جملة ( وينظم القانون الأحكام المتعلقة بممارسة هذا الحق ) للمادة 42 لا يعني إطلاقا أن يكون هذا التنظيم مخالف لجوهر المادة ، لكننا نعلم أن هذا الدستور لا يعمل به أحد أو لا يقرءاه أحد ودائما يتم الاحتكام أما إلى العرف القبلي أو النص الديني المسيس .
قد يكون اليهود أقلية في اليمن، لكنهم وبديانتهم هذه هم قبل المسلمين على هذه الأرض وهم متأصلون بها بشكل لا يقبل الجدل أو النقاش ، وعملية إبعادهم عن المشاركة السياسية بسبب دينهم يعتبر نوع من أنواع الاضطهاد ونظام لا إنساني يمارس علانية وأمام العالم .
قضية اليهودي الذي رفضته اللجنة العليا للانتخابات لم تثر بشكل المطلوب بل أنها وحسب علمي لم تثر إطلاقا وذلك لاعتقاد الجميع بأن الأمر غاية في الحساسية ، بل أن بعض الجهات الحزبية المعارضة أشارت إلى رغبة الحزب الحاكم بترشيح عن قائمته مواطن يهودي بشيء من الغمز ومن المكايدة السياسية ، وبعد أن تم رفض الطلب كأن الحزب الحاكم تنفس الصعداء لهذا الرفض ولم يقف أمامه طويلا .
تلاشت هذه القضية دون أية ضجة ، ودون أن ينبري لها قلم ليحدد ما هي أوليات هذا الوطن وأين يقف المواطن منها مهما كان دينه أو معتقده ، تلاشت لتظهر لنا من جديد بصورة أخرى لا تقل اشمئزازا عن سابقتها وهي قيام الجماعات الحوثية بمحاولة طرد عوائل يهودية من مناطقها ولتندلع بعدها مباشرة معارك بين الدولة وبين الحوثيين مباشرة وكأن الأمر أعد بشكل منظم لينتهي بسيناريو تهديد صريح لهم من الرئيس وعرض مغري بفتح حزب سياسي في اليمن .
من هم الحوثيين أو ماذا يريدون ما هي مشكلتهم ، كلها أمور لا نعرف عنها شيء سوى ما تروجه لنا الماكينة الرسمية حولهم ، لكننا نعرف يقينا أن اليهود هم مواطنون يمنيون من المفترض أن تكون لهم كامل الحقوق والواجبات أسوة بغيرهم من المواطنين ، فلماذا ثار النظام بعد مشكلة العوائل الأخيرة ولم يحرك ساكنا بعد إقصاء المواطن اليهودي من الانتخابات للمجالس المحلية !؟
حال اليهود في اليمن ليس أفضل من حال المسلمين بها ، إلا أنهم ورقة يستنزفها الحزب الحاكم بطريقته الخاصة ، وتبتعد عنها الأحزاب السياسية المعارضة لأنها منطوية كلها تحت عمامة حزب الإصلاح الإسلامي والذي لديه مواقفه المعروفة من الأديان الأخرى ، فتبقى هذه القضية عالقة بلا حلول صحيحة وإنسانية كما هو حال الوطن كله ، لتصبح المناورات السطحية بين اللقاء المشترك والحزب الحاكم كجدل بيزنطي مقتصرة على سعر البيضة وحديث عن حكومة ظل وأخيرا فتح باب حوار بينهم لا أحد يعرف عن ماذا سيكون هذا الحوار بعد أن طار الحزب الحاكم بنتيجة الانتخابات ، بمعنى آخر ، ماذا يريد اللقاء المشترك من هذا الحوار؟
التدرج الطبقي الاجتماعي في اليمن هو تدرج متخلف جدا وثابت جدا ، ولا أحد يجروء على الاقتراب منه لتصحيحه ، فقضية المواطنين اليهود وقضية الطبقة المهمشة " الأخدام " الكل رضي بها وأقتنع ، وصار الأمر طبيعي مهما تشدقت الأحزاب السياسية والتنظيمات المدنية بتقدمها وعملها لأجل الإنسان والمواطن .
فما هو مقياس المواطنة في اليمن ، هل هو الدين كحال اليهود مثلا ، أم العرق كحال " الأخدام " أم القبيلة أم النسب أو السلطة ، أم القانون ، وما هو حال تصحيح هذا الخلل المريض المنتشر في جسد اليمن .
أسئلة لا أحد يعرف لها من أجوبة، وهو حال الوضع العام الشائك والمعقد في البلاد والذي يدعي البعض بأن الحل لا يمكن أن يكون تدريجيا ما لم نعتمد على ثورة ثقافية شاملة كتلك التي قام بها ماو تسي الصين من يعلم ربما .
خارج النص:
البارحة غلبني الحزن ، لأن عمي وصديق طفولتي وافته المنية بسبب مرض السرطان .
هذا كل ما في الأمر .
أتمنى لكم نوما هانئا .
benziyazan@hotmail.com