احتجاجات غاضبة تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة في الضالع جنوبي اليمن قطاع الحج والعمرة باليمن يعلن إيقاف اشتراط لقاح الحمى الشوكية للمعتمرين خدمات إلكترونية جديدة تطلقها وزارة الأوقاف للتأكد من قوائم الحجاج والمنشآت الرسمية الإنتقالي يتنصل من المسؤولية ويستنجد بالسعودية والإمارات.. ومأرب تنقذ عدن من جديد بيان عاجل للتكتل الوطني للأحزاب: ''نحذر من عواقب وخيمة للإنهيار الإقتصادي والخدمي وندعو لتحرك حاسم وإقالة كل المسئولين الفاسدين'' غضب الشعب في عدن يتصاعد... وبن مبارك يعلن عن حلول إسعافية لمشكلة الكهرباء ويتعهد بالإصلاحات ومحاسبة المقصرين ''تفاصيل'' الريال اليمني في وضع كارثي والحكومة تتخبط في الفشل ''أسعار الصرف الآن'' تونس.. حركة النهضة تدين أحكام سجن بحق الغنوشي وسياسيين وإعلاميين تغيير ديمغرافي في صنعاء.. جماعة الحوثي تستولي على مرتفعات جبلية وتخصص بعضها لعناصرها القادمين من صعدة على وقع مظاهرات شعبية غاضبة في عدن.. البيض يهاجم الإنتقالي ومأرب تسعف العاصمة بـ 4 مقطورات نفط خام
عندما انهارت أول تجربة للوحدة العربية في العصر الحديث (بين مصر وسورية 1958 – 1961)، سعى القوميون المتحمسون إلى التذرع بكل الأسباب غير الحقيقية لتفسير ذلك الانهيار. أما السبب الحقيقي، وهو أن الوحدة لم تتقرر بإرادة شعبية حرة، فقد تفادوه، وقفزوا عنه، ومازالوا.
فشلت تلك الوحدة، لأن شعبي مصر وسورية لم يقرراها بإرادتهما الحرة، نظاما الحكم في القاهرة ودمشق اتخذا القرار ونفّذاه، وفي غضون سنوات قليلة تحوّلت الوحدة إلى بلاء عظيم على الشعبين فانهارت.. وهذا ما أدركه جمال عبدالناصر يوم وقوع «الحركة الانفصالية» في سورية (1961)، فلم يقع في الخطأ، ولم يسع للاحتفاظ بالوحدة بالقوة.
وفي اليمن أيضا، حيث جرت ثاني تجربة وحدوية(1990)، لم تتحقق الوحدة بين دولتي اليمن الشمالي واليمن الجنوبي، على أساس إرادة شعبية جرى التعبير عنها بحرية تامة. نظاما صنعاء وعدن قررا أن يتوحدا، وعندما واجهت الدولة الجديدة المأزق الذي واجهته الجمهورية العربية المتحدة، تصرّف علي عبدالله صالح على نحو مخالف لتصرّف عبدالناصر، فاستخدم القوة الغاشمة لفرض الوحدة، والإبقاء عليها فنجح، ولكن إلى حين.. والآن ينفجر الوضع في اليمن الجنوبي بعدما تحولت الوحدة إلى بلاء عظيم على الشعب.
يرتكب النظام العربي الرسمي، حكومات ومنظمات إقليمية، خطأ فادحا في حق اليمن، وشعب اليمن، إذا ما نظر إلى الانتفاضة الشعبية المتفجرة منذ حين في اليمن الجنوبي، باعتبارها حركة انفصالية فحسب. فموقف كهذا سيشجع نظام الحكم اليمني على التمادي في سياسات القمع والقهر والتمييز التي ينتهجها ضد شعب اليمن الجنوبي، ويجعله يتجبر ويتكبر أكثر، وهو ما يمكن أن يفضي إلى خراب اليمن، كما حصل في بلدان عربية أخرى.
تاريخنا، نحن العرب، كثيرا ما يعيد نفسه، ولكن دائما في شكل مأساة.. في الماضي، القريب جدا، وقف النظام العربي الرسمي إلى جانب نظام صدام حسين في حربه ضد الشعب الكردي، منطلقا من أكذوبة النظام بأن الكرد انفصاليون، ويسعون إلى إقامة إسرائيل أخرى في المنطقة، وكان ثمن التأييد العربي لنظام صدام الخراب الشامل الذي حلّ بالعراق، وضرب المنطقة بأسرها، ولم تزل آثاره قائمة حتى الآن، وستمكث عقودا أخرى.
الشيء نفسه حصل مع السودان الذي تعامل العرب في السابق، وبعضهم إلى الآن، مع قضية الجنوب فيه، على أنها قضية انفصال وتفتيت للوحدة، والأمر عينه تكرر مع قضية الأمازيغ في المغرب العربي.
ينبغي ألا نخطئ في حق شعب اليمن الجنوبي.. ينبغي ألا نستكثر عليه الثورة، بعدما تردت أوضاعه المعيشية، وتراجعت حرياته العامة، والخاصة، وانتهكت حقوقه على نحو مريع في عهد الوحدة التي لم يقررها بنفسه. إننا في عصر تسود فيه المبادئ والشرائع والقوانين التي تحفظ للمثليين والبغايا والمجانين والموتى سريريا والسجناء من مرتكبي الجرائم، حقوقهم الإنسانية (وحتى للحيوانات حقوقها)، ومن باب أولى أن تتأمن لشعب مثل شعب اليمن الجنوبي حقوقه، وأولها حقه في تقرير مصيره بنفسه.
حذار من ارتكاب الخطأ، أو الخطيئة الكبرى، لجهة التعامل بخفة، وبتقدير غير سليم مع الأوضاع في اليمنين الجنوبي والشمالي، فالنتيجة ستكون بالتأكيد يمناًً مدمراً، متخلفاً، على غرار العراق والسودان.. والصومال أيضا.
* أوان الكويتية