مجلس القيادة يعلن تحمّله مسؤولية معالجة الوضع الاقتصادي ويناقش تقلبات اسعار الصرف طارق صالح خلال اللقاء الموسع للقيادات العسكرية بالحديدة: المشروع الوطني هو الضامن لاستعادة الدولة وهزيمة إيران والبندقية هي من ستعيد الدولة شاب يمني يلفظ أنفاسه الأخيرة في رحلة الهجرة إلى أوروبا واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟ شركة الغاز تطلق عملية سحب وصيانة لـ 160 ألف أسطوانة تالفة من الأسواق اليمنية فيضانات اسبانيا تقتل أكثر من 200 شخصاً جيوبنا تبرأ إلى الله.. صندوق للنهب واللصوصية انشأته مليشيا الحوثي باسم '' دعم المعلم'' صلاح يقود ليفربول لصدارة الدوري الإنجليزي ومان سيتي يتلقى أول هزيمة اللواء سلطان العرادة يدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال صفقة تبادل الأسرى والمختطفين على قاعدة الكل مقابل الكل قناة السويس ترد على ما أثير حول سماح مصر بعبور سفينة حربية اسرائيلية
كلنا نسمع عن الخطأ الشائع في اللغة؛ وهو عندما يُكتب له هذا المصير في التسمية فإنه يضيع حق الصواب ليصبح الأول فصل الخطاب؛ وهذه القاعدة "الخطأ الشائع" لا تنخلع مثلًا على مفردة "هيئة" اللغوية بل على كل هيئات الحياة وشتى مجالاتها الإنسانية القيمية والمادية؛ وهذه المقولة أو القاعدة تلغي زعم مقولة أو قاعدة أخرى مفادها: "ما شاع ضاع" إذ تثبت أن شيوع الشيء الخطأ تلغي حقية الآخر الصواب وهذا ينخلع على أحق الأشياء أو جوهرها في الحياة كالحرية؛ فالاستبداد والطغيان قد يصبح هو الحق المحض في مخيلة شعوب الإنسانية مع أن حقيقته "خطأ محض كتب له الشيوع" على حساب الحريات التي صارت إلى سواد.
وهذا ما نقرأه في دلالة قول الله تعالى - على لسان فرعون: (ذروني أقتل موسى وليدع ربه) والسؤال: لماذا؟ يجيب فرعون دون أن يترك فرصة للاستفهام وحتى يؤكد حقيقة أو عقيدة الخطأ الشائع (إني أخاف أن يبدل دينكم)، لقد صار الاستبداد والطغيان المألوف دينا أو عقيدة والحرية صارت فاسدة؛ ويمكن القول: إن المنكر المألوف صار هو عين المعروف. ومثلما الحق واحد فإن الباطل يتشابه في الخطابات والتصريحات ليصبح في صورة الشاهد الآبد - وليس البائد بحسب ما لفتنا إليه القرآن من الشواهد - وإن تباعد الزمن وتغير أو تبدل؛ فمثلما طلب ذلك الفرعون الغابر التفويض من شعبه (ذروني) فقد طلب الفرعون الدابر من شعبه التفويض نفسه وقد كان المبرر نفسه عند الفرعونين (إني أخاف أن يبدل دينكم أو يظهر في الأرض الفساد). فمثلما خاف فرعون موسى على شعبه من الفساد؛ خاف "فرعون الإخوان" من الإرهاب. فتخيل عندما يخاف الشيطان على الإنسان من خالقه الرحيم الرحمان؛ يبقى من السهل خوف فرعون من موسى عليه السلام، وخوف السيسي الذي أصبح للإنس شيطان من الإخوان. وبناء على التمهيد السابق فإن سلاح الفراعنة الفتاك هو استغلال سطحية الشعوب أو عاطفتهم الساذجة، فهذه السطحية أو العاطفية التي تحيد العقل وتؤسس للجهل بحقيقة الإسلام قد جعلت وتجعل وستجعل الشعوب عرضة لاستخفاف المستبدين وابتزازهم أخلاقيًّا وفكريًّا (فاستخف قومه فأطاعوه)، إذًا هو استخفاف مبني على إلف موروث، من خلاله استولى المستبدون على العروش ليذيقوا شعوبهم مقابل ذلك مر الكؤوس حتى تتمنى شعوبهم الموت والحمل على النعوش، وقد نبهنا وحذرنا القرآن لكن الطاغية الشيطان خدرنا (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)، فسياسة الفرعون تبدأ بدغدغة المشاعر، أي عاطفية بامتياز: "الجيش المصري أسد" مقدمة/ جملة عاطفية/ أفضت إلى جملة النتيجة العاطفية الأكثر منطقية "والأسد مابيكولش أولاده" ثم زاد النتيجة توكيدا "خلو بالكو الأسد ما بيكولش أولاده)؛ فكادت الأيدي تتفطر أشلاء من حرارة التصفيق الناتج عن الإعجاب بحسن القول الذي أردفه المنطق "من يمتلك الكلمة يمتلك السلطة" حقيقة سوفسطائية كشفت عن صحتها آنفا الآية القرآنية! ثم تكون النتيجة المرة بل الأشد مرارة - بسبب انجرار العاطفيين السطحيين وراء العاطفة مكتفين بالرضا القولي: (يرضونكم بأفواههم) - النتيجة هي "التولي" فالديكتاتور يبدأ عاطفيا ويتسلق إلى مكان صنع القرار عبر سلالم العاطفية لتكون النتيجة بامتياز كارثية (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل)، إنه - أي الطاغية - المتسلل عبر العاطفة وهو يحدث كل هذا الفساد في الحرث والنسل إنما يفعله تحت سقف "المألوف" الذي صير المعروف عين المنكر والمنكر عين المعروف؛ ليبدو الفرعون في عيون السذج أنه إنما يصنع المعروف.
إنه النفاق السياسي الذي حشد له إعلام السيسي؛ ذلك الحشد من الأذى القولي أو البسط اللساني الذي أردفه بسط الأيدي (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء ويودون لو تكفرون)، إن الأذى الإعلامي مهد ويمهد وسوف يمتد لشيطنة المعروف أو إطفاء بريقه ليصبح عين المنكر سوادا، مقتديا بإعلام الفرعون الغابر (إني أخاف أن يبدل دينكم أو يظهر في الأرض الفساد) وبعد ذلك شرع بتطهير مصر من المعروف باليد الذي مهد قبلا لإطفاء بريقه بالأذى اللساني؛ وهنا أصبحنا أكثر وعيا بقوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) إشارة إلى دور إعلام المنكر في شيطنة المعروف أو أهل المعروف ليبدون للسطحيين من الشعب في صورة الظلاميين أو الشياطين وقد اقتضت السنة في الشياطين إما التصفيد أو التصفية وهذا ما يفعله جندي أميركا وبطل إسرائيل وعبد الخليج المستأجر "السيسي". إنه النفاق الغابر نفسه المسمى بالنفاق السياسي الذي تتدثر به القوى /اللبراعلمانجية/ وتغتال من خلاله الحرية التي أفرزتها الثورات بآليات الديمقراطية لتصبح الاستبدادية أكثر خشية على الإنسانية من الحرية، فمنطق النفاق الأسود نفسه لا يتغير حتى وإن بدا البياض شعاره فإن حقيقة السواد تظل دثاره.