تقرير أمريكي يُحذّر من مخطط حوثي للسيطرة على مأرب.. ويتحدث عن عواقب بعيدة المدى على أمريكا وحلفائها
تحفة تاريخية من محافظة الجوف يعود صناعهنا لاكثر من 2600 عام تباع في مزاد علني بلندن برخصة إسرائيلية.. فيديو
ترامب يتعهد بتهجير سكان غزة ويؤيد ضم الضفة الغربية لإسرائيل
بتمويل كويتي...افتتاح مركز تعليمي بمحافظة مأرب
تشييع جثمان عقيد في الجيش اليمني توفي جراء مضاعفات التعذيب النفسي والجسدي في سجون مليشيا الحوثي الارهابية
خبراء: 4 خيارات أمام مصر لمواجهة مخططات ترامب ونتنياهو بشأن تهجير سكان غزة
الرئاسة اليمنية: إجراءات لعودة مجلس القيادة والحكومة وجميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل والتسريع بتنفيذ خطة الإنقاذ الإقتصادي
قرعة نصف نهائي كأس ملك أسبانيا تُبعد ريال مدريد عن مواجهة برشلونة
ملك الأردن يُبلغ ترامب موقفه من تهجير الفلسطينيين
عاجل: أسعار الصرف تسجل اليوم أسوأ قيمة للعملة اليمنية والإنهيار متواصل
إن مظاهر العنف السياسي التي يعاني منها الشارع الجنوبي ليس إلا مجرد سيناريوهات لتدمير ما تبقَى من روابط مشتركة يتفق عليها كافة الجنوبيين. فمن الملاحظ بوضوح ان بعض الأخوة الجنوبيين بدأوا انتهاج أساليب خاطئة ومنها إصرارهم الشديد على رغبتهم الجامحة في منع الانتخابات في الجنوب وعدم ترددهم في رمي من له اجتهاد آخر بعبارات التخوين واللَاوطنية، وبالمقابل فإن هناك فئة أخرى من أبناء الجنوب ترى ان كل ما يحصل هو مجرد اشعارات عن ان الجنوب لم يتحرر بعد من وجود جزء كبير من سياسات الماضي القديم الذي همَش وأقصى وكمم الأفواه وصادر الحريات وطبق سياسات القبضة الحديدية بحذافيرها.
ليس هناك غرابة او خطأ في ان يكون لأي احد موقفا معينا تجاه اي عمليه بطرق حضارية كالمشاركة في انتخابات من عدمها، لكن الغريب ان تصر بعض القوى وبدون خجل تحاول ان تجبر بعض الناس على التخلي عن ممارسات يرونها هم حقا لهم، وفي الوقت ذاته تدَعي هذه القوى انها تمثلهم او تدَعي ولائهم لها. وبالمقابل إذا كان البعض يدَعون انهم ثائرين ضد الظلم فلماذا يحاولون جاهدين فرضه على البعض الآخر بطريقه او بأخرى، ام انهم يرون ان فرض الحق بالباطل صارت ضرورة حتمية وهذا يستوجب عليهم التخلي عن كافة الأساليب الحضارية.
أعزاءنا قاداتنا في الجنوب ألا تعلمون أنكم انتم أصحاب براءة اختراع ثورات الربيع العربي السلمية لأنكم انتم اول من فجرتموها في الوطن العربي ولم يسبقكم بها احد من أقصى غربه الى أقصى شرقه، لذلك لماذا لا يريد الكثير منكم ان يبقى الشرف للقضية الجنوبية في قيادة ثورة التغيير في اليمن وحينها كل شيء يراه الجنوبيين حقا لهم او لوطنهم الجنوب لن يتجرأ احد ان ينكرهم فيه بل ان الجميع في اعتقادي سينقاد لهم بالسمع والطاعة، مادام الجنوبيين ينادون بحق من حقوقهم ولديهم قناعة مطلقه بذلك لان الحق أحق ان يبقى حقا مهما كلف الأمر، ولن يقدر احد على طمسه لا بقوة قوي ولا بضعف ضعيف.
أن هكذا سياسات تثبت حقيقة مفادها ان بعضنا في تعاملهم مع قضاياهم السياسية لايزالون يبنون مواقفهم دائما على دوافع ذاتية أو قناعات مسبقة عندهم لا صلة لها برغبات الناس كافه، حتى وإن أنكروا ذلك ظاهريا وادعوا غيره. وهنا لن نفهم منهم اكثر من ان الدوافع المترسخة عندهم و المهيمنة والمسيطرة عليهم دائما في صناعة قراراتهم ماهي إلا دوافع ذاتية وخلفيات ثقافية معينه لدى مجموعات بعينها قد تصل الى مرحلة العقد النفسية في بعض الأحيان.
لماذا لم يصل فكر هؤلاء الى ان على كل من يريد الخوض او التعامل مع القضايا السياسة يجب ان يكون على علم تام أن استخدام المنطق الثنائي في الحكم على الأمور(حق مقابل باطل او باطل مقابل حق) وتمريرها للجمهور بطريقه عاطفيه او فرضها بالقوة ليس بالمنهج الأصح، لأنهم هم وغيرهم في الأصل ليسوا "ملائكة"، وكل طرف يقوم باتخاذ موقف معين يظن أن موقفه هو الأصح والأحق .والحقيقة إن تلك المواقف في الاصل تكون فاقدة لأسس معيارية أو موضوعية اذا تم قياسها على الناس كافه.
لقد سئمنا ومللنا من الجدل الدائر والقائم بين قطبي الصراع السياسي في الجنوب والتشكيك في النوايا فيما بينهم، ومالم يفهم الجمهور ان الطرف المتعصب الذي لايزال يمارس بعض أنواع العنف السياسي في مثل تلك القضايا أنه لا يملك الحقيقة المطلقة، ولا وجود لديه للحل الذي يمثل "الخير المطلق"، فأنه ليس من المستبعد ان يكون هذا الجمهور ضحية مره ثانيه لنزعات وأهواء شخصية لقاده عاطفيين لا يجيدون التعامل مع الواقع و ليس لهم القدرة على قراءة الواقع من اي منظور آخر يختلف عن منظورهم الخاص. ولربما قد يكون نفس الدافع الذي دفع بالسابقين للدخول في الوحدة بطريقه غير محسوبة سياسيا هو الذي قد يدفع بغيرهم للرضوخ لوحده فدرالية مستقبلا، وذلك لتفادي مستقبل لربما يكون اسواء تحت قيادة مجموعة تعاني من حالة شديده من المراهقة السياسية لم يبلغوا لمرحلة الرشد السياسي بعد، كما ان القادة الجنوبيين بكافه اتجاهاتهم ان لم يتخلوا عن العبث السياسي ويتنبهوا لتصحيح مسار نضالهم، وان لم يتخلوا أيضا عن الأخطاء القاتلة فلا يستبعد احد أن تصبح القضية الجنوبية العادلة في مهب الريح.