آخر الاخبار

مصدر أمني: لم تصدر أوامر قبض قهرية خارجية بحق المتهمين باختطاف واخفاء المقدم علي عشال مناصرو إسرائيل في أمريكا يقودون معركة قضائية ضد بايدن.. دعوى قضائية جديدة إيران تتوعد بالتصريحات .. وواشنطن تحشد الدفاعات لإسرائيل مجلس الوزراء يناقش الأوضاع العسكرية ويتعهد بالعمل بأقصى جهد لدعم جهود وزارة الدفاع وتوفير متطلباتها للمضي بأداء دورها الوطني عاجل : قبائل قيفة تقوم بتعليق جثث المليشيا الحوثية على مآذن المساجد ومواجهات عسكرية ضارية بين مليشيا الحوثي ورجال القبائل - تحديثات سعودية أبكت منافستها الإسرائيلية.. من هي دنيا ابو طالب؟ قرعة غرب آسيا للناشئين تضع حامل اللقب المنتخب اليمني في المجموعة الثانية بعد نصف شهر.. أول تعليق من البنك المركزي اليمني بشأن سبب الغاء قراراته ولمصلحة من هذا التراجع؟ لماذا اختارت حماس السنوار خلفا لاسماعيل هنية؟ وبماذا وصفه ضابط اسرائيلي استجوبه لأكثر من 150 ساعة؟ شاهد.. صور مؤلمة من محافظة الحديدة بعد ليلة شهدت هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة

رد على مقال صيام عاشوراء يفضح التراث الفقهي !!
بقلم/ د.صالح بن سعيد
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 13 يوماً
الخميس 23 ديسمبر-كانون الأول 2010 07:07 م

بداية أبارك لكم جهودكم المثمرة ونجاح موقعكم كأحد المواقع اليمنية الهامة وإنني من القراء المتابعين لموقعكم بشكل يومي وأشارك في الردود والتعليقات على المواضيع ، وقد استفزني عنوان أحد الكتاب عن صيام عاشورا وأسلوب القدح والتشكيك الذي انتهجه الكاتب بأسلوب يفتقر إلى الموضوعية و العلمية وتناوله لأصح كتابين بعد القرآن الكريم وهما :صحيح البخاري وصحيح مسلم ، بالتشكيك ، ونظراً لأهمية الموضوع وما يحويه من شبهات فقد حرصت على إرسال هذا الإيضاح برجاء نشره في الصفحة الرئيسية ،وللذين لم يطلعوا على الموضوع فقد كتب أحدهم موضوعا بعنوان : (صيام عاشوراء يفضح التراث : الفقهي ) وشكك الكاتب في صحة الأحاديث التي تتعلق بصيام عاشوراء ، وسوف أتناول الرد في مجموعة من الوقفات

الوقفة الأولى :إن الكاتب يفتقر إلى الشجاعة الأدبية فقد بدأ موضوعه بتقرير انه ليس شيعيا مع أن كلامه يفوح بالتشيع وبالتشكيك بأصول أهل السنة ومراجعهم وهذا فيه تصريح بالجبن والانهزامية من أول وهلة.

الوقفة الثانية : إنني اشكر الأخوة القراء وتفاعلهم مع الموضوع وكنت أود أن تكون الردود علمية ،لذا أنصح الشباب وطلبة العلم بالرجوع إلى أمهات الكتب وخاصة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فما تركا شبهة إلا وأجابا عنها.

الوقفة الثالثة : إن ابن القيم قد تناول هذه الإشكاليات - التي زعم الكاتب انه اكتشفها- وقد فندها رحمه الله وخاصة ما يتعلق باختلاف التاريخ الذي كان يتبعه اليهود عن التقويم الإسلامي وانه لا يمكن الجمع بينهما ، ونلخص كلام ابن القيم حول تفنيد هذه الشبهة حيث قال :( ..أنه إذا كان صيام اليهود بالشمسية زال الإشكال بالكلية، ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي صلى الله عليه و سلم : [ نحن أحق بموسى منكم ] فظهر حكم هذه الأولوية في تعظيم هذا اليوم وفي تعيينه وهم أخطئوا تعيينه لدورانه في السنة الشمسية كما أخطأ النصارى في تعيين صومهم بأن جعلوه في فصل من السنة تختلف فيه الأشهر..) انتهى

أي أن اليوم الذي نجى الله فيه موسى يصادف العاشر من محرم ولكن اعتماد اليهود على الحساب الشمسي أدى إلى دوران ذلك اليوم في أشهر السنة الشمسية فضبطه النبي صلى الله عليه وسلم بيوم العاشر من محرم كما ضبط يوم الحج الأكبر وقال : (إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض .) الحديث ، بمعنى أن الله قد حدد لنبيه المواقيت الزمنية وقطع فوضى الجاهلية وأهل الكتاب من النسئ والتلاعب بمواقيت العبادات وحقوق الناس.

الوقفة الرابعة: مع صاحب موقع مأرب برس ، ونقرر أن قيمة الموقع هي من قيمة ما ينشر فيه ومدى مراعاة القائمين عليه للموضوعية والرصانة العلمية

وأنا هنا أسأل صاحب الموقع بربك لو أردت السفر إلى جهة ما وصعدت الطائرة ووجدت مكان الكابتن عامل بسيط تعرفه حق المعرفة هل ستواصل سفرك وتثق في قدرته على قيادة الطائرة والوصول بالسلامة ، وهكذا في النشر فكل ما يتعلق بعلم من العلوم يجب أن يكون على أسس ومبادئ ذلك العلم وبعيدا عن الغوغائية والسطحية، ومن هنا فاني اقترح أن لاستكتبوا المتعالمين فليس من امسك قلما أصبح كاتباً وخاصة في أمور الدين .

إننا في زمن يسود في الجهل فإذا تركنا لمن هب ودب أن يكتب ما شاء وكيف ما شاء دون مراعاة للضوابط العلمية والمنهجية فإننا إنما نعد لحروب وفتن لا يعلم مداها إلا الله ففي عصر ابن تيمية وابن القيم مثلا كان هناك سجال فكري بين السنة والشيعة لكنها لم تسفك قطرة دم واحدة بين المسلمين لان راية العلم كانت قائمة وغالبة واتجهت الجهود الى العدو الحقيقي للأمة اما اليوم فلا صوت يعلو صوت الطائفية والمذهبية ومرد ذلك إلى الجهل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

د. صالح بن سعيد

جدة – 22/12/2010م