السفير البريطاني : العالم قلق من تدخلات صالح
بقلم/ جريدة مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر
الإثنين 18 مارس - آذار 2013 06:34 م

حاوره / أنور حيدر

نبدأ من المستجدات الحالية بعد إصدار الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا جمهوريا بتشكيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعدها بساعات أعلن حميد الأحمر انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني، وأيضا احمد سيف حاشد ومحسن باصرة وعدد آخر؟ تعليقكم على ذلك؟

كون الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر القرار الجمهوري فيعتبر هذا شيئاً إيجابياً جداً لبدء الحوار الوطني.

طبعا أنا لست متفاجئاً ان تحدث انسحابات من بعض الممثلين، ومن الطبيعي ان يكون هناك اشتراك وانسحاب من عضوية مؤتمر الحوار، المهم في المسألة أن الذين ينخرطون في مؤتمر الحوار الوطني، أي الممثلين الموجودين ان يكونوا ملتزمين من أجل نتائج جيدة لمؤتمر الحوار الوطني، ولا بد ان يتذكروا جميعا ان مصالح جميع اليمنيين في خطر فلديهم مسؤولية بأن يترفعوا عن مصالحهم الشخصية ويتماشوا مع توقعات الشعب اليمني لتلبية مصالحهم.

باعتباركم أحد رعاة المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار هناك من ينتقد سيطرة أكثر من 16 عائلة يمنية على أغلب قوائم المشاركين كيف ترى ذلك؟ وما النصيحة التي توجهها للرئيس هادي؟

رأيت القوائم التي اتضح لي منها أن هناك بعض العائلات بالفعل ممثلة بقوة وفهمت مخاوف بعض الناس في هذا الخصوص، وأعتقد ان العائلات التي ذكرتها ستلعب دورا كبيرا في حياة اليمن ولا عجب انهم ممثلون في الحوار، ما أريده من أولئك المشاركين جميعا أن يأخذوا مسؤولياتهم بشكل كامل وألاّ يركزوا على المصالح الشخصية والضيقة لهم أو لعائلاتهم أو لقبائلهم وإذا كان لمؤتمر الحوار ان يكون فاعلا فلا بد ان يكون شاملا بقدر المستطاع ولو كان هناك وجود للعائلات إلا ان عدد الممثلين في الحوار الذين يصلون الى خمسمائة وخمسة وستين ممثلاً، يعطي نطاقا كبيرا للآراء لأن تمثل بشكل أوسع نطاقاً.

عدم إشراك الشباب الذين يمثلون الساحات وإدخال شباب من خارج الساحات؟ كيف تعلق على ذلك؟

أتمنى ان تمثل آراء الناشطين الذين كانوا بالساحات واتمنى ان تمثل آراؤهم في الحوار طبعا كان هناك الكثير من النقاشات حول قوائم الشباب وعملية اختيار الشباب المستقلين من هذه القوائم وكانت صعبة جدا ولا أعتقد ان أي حوار أجري في الماضي كان كاملا من كل النواحي فمن الصعب جدا ان تجري حوارا على قدر من البراعة والكمال ولكن فريق الأمم المتحدة الذي يدعم الحكومة وبالذات اللجنة الفنية للحوار الوطني عملوا ما في جهدهم ان يكون الاختيار عادلا، وبالنسبة لأولئك الشباب الذين يشعرون بانهم لم يمثلوا في الحوار عليهم ان يحاولوا ان يجعلوا اصواتهم مسموعة ولكن بطرق سلمية.

يوم أمس بدأ في الجنوب التصعيد تحت شعار القرار قرارنا ورغم أن بريطانيا لعبت في الفترة الأخيرة دورا مهما في التواصل مع الجنوبيين الا ان جهودها على ما يبدو باءت بالفشل؟ ماردك؟

طبعا أنا واعي لكثير من الآراء المختلفة بالجنوب، فقد زرت الجنوب عدة مرات وتواصلت مع قادة جنوبيين خارج اليمن، مثل أولئك الذين بالقاهرة، وأتمنى أن يمثل الجنوبيون في هذا الحوار بشكل شامل ومتسع للجميع وهذا شيء مهم جدا للحوار لكي ينجح، وكذلك أنا على علم بالمظاهرة التي تجري حاليا بالجنوب ورسالتي لهم لكل شخص له رأيه الخاص والمملكة المتحدة تحترم حرية التعبير ولكن ما هو غير مقبول هو استخدام العنف أو التحريض عليه، أدعو أولئك المتظاهرين أو المصعدين في الجنوب أن تكون أساليبهم سلمية.

مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني هل ترى بريطانيا بأنه حان الوقت لطرح مشروع الأقاليم لليمن بدلاً عن فك الارتباط؟

أعتقد أن أحد مهام الحوار ان تحدد ماهي البنية الدستورية لمستقبل اليمن وهناك عدة أنواع لنماذج شكل الدولة يمكن ان تستخدم، قد تكون أشكالا من الحلول الفيدرالية ولا أعتقد أنه قد تم اتخاذ قرار حتى هذه اللحظة بهذا الخصوص، هذا سيكون من أولويات مؤتمر الحوار الوطني الذي سيناقش ما هو الشكل الذي تتبناه اليمن للدولة.

هل تتوقع حدوث بعض المنغصات التي قد تحول دون نجاح الحوار الوطني؟

أتمنى أن يكون الحوار ناجحاً 100 % لكن المسألة ليست راجعة لي، أنا كعضو في مجتمع دولي يدعم العملية الانتقالية بشكل قوي في اليمن، هذه عملية لا بد أن يجريها اليمنيون من أجل أنفسهم وبدون تدخل جهات خارجية أو دولية في هذه المسألة، أنا متأكد مثلما اليمنيون بحكمتهم المشهورة والذين استطاعوا بها أن يسيروا بالمرحلة الانتقالية حتى هذه النقطة بإنجاز رائع، فأنا متأكد بأن اليمنيين سيصلون الى تسوية واتفاقيات من أجل مستقبلهم وفي الحقيقة يجب ان يجدوا هذه الاتفاقيات والتسويات ليصلوا الى اتفاق لأنه لا يوجد حل بديل لذلك.

اهتمام بريطانيا باليمن خاصة فيما يخص التدخلات الإيرانية مقارنة بالتدخلات التركية، ماردك؟

طبعا كان هناك لخبطة وتشويش كبيران حول تقارير أفادت بأن هناك شحنات تركية وأنا متأكد من ان السلطات التركية تتابع المسألة وتدعم عملية الانتقال السلمية باليمن، أنا أقل ثقة فيما يخص طهران بان تأخذ موقفا بناء وايجابيا تجاه هذا المسألة، طبعا كانت المملكة المتحدة قلقة بشأن شحنة الأسلحة التي وصلت بسفينة الى اليمن وهي قيد الاحتجاز في عدن، وهيئة مجلس الأمم المتحدة مسؤولة عن العقوبات تجاه ايران حاليا، وهي تنظر في هذا الموضوع واتوقع صدور قرار خبراء عقوبات إيران عندما ينتهون من التحقيق في هذه المسألة.

علي عبدالله صالح هاجم في الفترة الأخيرة مندوب بريطانيا الدائم في مجلس الأمن واتهمه بأنه السبب في صدور بيان تحذير له من قبل مجلس الأمن، وقال إن بريطانيا تريد أن تحشر أنفها من جديد في اليمن وتريد أن تعيد اليمن كما كان في السابق تحت إمرتها؟ ما تعليقك؟

أنا قرأت التقارير للرئيس السابق علي عبدالله صالح، طبعا لا بد أن يكون واضحا لكل شخص واع بأن مجلس الأمن عندما يصدر بياناً أو تصريحاً هو لا يعبر عن دولة واحدة وإنما عن جميع الدول الأعضاء الموجودين في مجلس الأمن ولا يوجد عداء شخصي بين المملكة المتحدة وعلي عبدالله صالح، في الحقيقة علي عبدالله صالح قام بعمل رائع عندما وقع على اتفاق المبادرة الخليجية ونقل السلطة سلميا إلا أن مجلس الأمن والمملكة المتحدة وبقية الأعضاء من الدول الراعية والمجموعة الدولية قلقون من تقارير تقول بأن علي عبدالله صالح يتدخل في العملية الانتقالية التي تسير في اليمن، وطبعا لا بد أن يكون هذا واضحا ويجب أن يتوقف وفقا لقراري مجلس الأمن 2014 و 2051 وكذلك البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن.

هل ترى بريطانيا بأن التغيير حصل باليمن بالفعل أم انه سقط رأس النظام وبقي أركانه؟

هناك تغيير كبير حصل في اليمن صحيح أنه مازال هناك مجموعة في مناصب قيادية ممن يتبعون النظام السابق وبخلاف أي مكان آخر في المنطقة فاليمن تسير وفق خطى مرحلة انتقالية بشكل سلمي، طبعا هناك أشخاص قتلوا وهناك الكثير من الصعوبات وهذا ليس مقبولا ولكن عندما تقارن الوضع في بقية مناطق دول الربيع العربي كما هو حاصل في سوريا أو أماكن أخرى، فإن اليمن في وضع بدرجة امتياز مقارنة بهذه الدول وهذا بسبب حكمة الشعب اليمني وأنا متأكد أنهم إذا حاولوا حل المشاكل والاختلافات التي بينهم فإن مستقبل اليمن سيكون أكثر ازدهارا.

في تصريح سابق لك ذكرت أن القاعدة لا تمثل الدين الإسلامي. إذاً لماذا يتحامل الغرب على المسلمين نتيجة أفعال القاعدة؟

القاعدة لا تعكس الطبيعة الحقيقية للإسلام وأعرف ان هناك أناساً في الغرب استغلوا هذه المسألة لينتقدوا بها المسلمين والإسلام، فغالبية الناس في الغرب ليسوا ضد الإسلام فالكل له الحق في معتقداته الدينية، وأتحدث بصفتي بريطانياً ويوجد لدينا الملايين من المسلمين ممن يعيشون في بريطانيا ويندمجون ويعيشون بأمان مع غيرهم، النقطة الأساسية ان الناس يحترمون آراء بعضهم البعض والتسامح ما بين الأديان.

حول مساهمة شركات ورؤوس الأموال البريطانية في مشروع تطوير ميناء عدن.. هناك من يطرح بأن السفير البريطاني من خلال زيارته لميناء عدن ومصفاة عدن يؤكد على رغبة بريطانيا إعادة مواطئ لأقدامها في جنوب اليمن؟ ما ردك؟

طبعا غادرت المملكة المتحدة أراضي عدن في عام 1967 ولديها علاقة قوية بالشعب اليمني ودور المملكة المتحدة هو دعم الحكومة اليمنية والشعب اليمني وذلك بمساعدتهم في مجابهة وتخطي العراقيل التي تواجههم في العملية الانتقالية، لذلك تبرعت المملكة المتحدة بأكثر من 310 مليون دولار كمساعدات لليمن، وفي اجتماع لندن تعهد الوزراء البريطانيون بمزيد من الأموال التي وصلت إلى سبعين مليون جنيه استرليني ستقدم كدعم إنساني لأولئك الذين لا يحصلون على ما يكفيهم من الغذاء، خلال العامين القادمين.

 وطبعا ميناء عدن هو رافد اقتصادي مهم لليمن وتتمنى الحكومة البريطانية أن يبدأ الاقتصاد اليمني بالنمو والتعافي مرة أخرى من اجل الشعب اليمني، المطلوب لمصافي عدن مناقصة دولية تكون شفافة وعادلة حتى يتم ادارة المصافي بأفضل طريقة وبدون فساد ، والحكومة البريطانية تعمل مع البنك الدولي لدعم الحكومة اليمنية لضمان ان تتم هذه المناقصة بشكل كامل.