آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

الملهاة القذافية والتراجيديا الليبية
بقلم/ نائف مناع
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الخميس 24 فبراير-شباط 2011 06:09 م

لازال المجنون الليبي يمارس ملهاته الكوميدية بطريقة تراجيدية في حق الشعب الليبي الذي يقوم بقتله بوسائل يتم اللجوء إليها في حالات الحرب ضد العدو الخارجي الذي يحتل ويغتصب البلاد وينتهك حرمتها ويغتصب كرامتها ...

مابين ملهاة القذافي الكوميدية ومأساة الشعب الليبي التراجيدية يكمن مصير الوطن الليبي وحُرية شعبه الذي خرج عن صمته الذي دام أربعون عاماً ونيف ليبدأ ثورة جديدة ضد القذافي الذي لازال يدِّعي بأنه الرب والإله والزعيم والعقيد لثورة تم فيها وبها تجيير كُل شيئ لصالحه ، فحسب زعمه يدِّعي أنّه المجد وأنّه الرب والإله الذي بفضله خرجت ليبيا وشعبها من العصر الحجري إلى عصر النور والضياء الذي يُعدّ حسب زعمه أنه مصدر ذلك النور والضياء الذي به فارقت ليبيا وشعبها الظُلمات التي بها يتخبطون وفيها يعيشون ...

تصرفات القذافي طيلة سنوات حُكمه جعلت الكثير مِنَ مَن يعرفه عن قُرب ومن يعرفه من خلال شاشات التلفاز يُصِدر أحكاماً كثيرة أبرزها إتصافه بالجنون ، والجنون يتم تصنيفه إلى أصناف كثيرة منها جنون العظمة الذي به منح نفسه ألقاباً كثيرة إنّ دلّت على شيئ فإنّما تدل على لوثة الجنون الحقيقية التي لاتحمل من العقل والمنطق شيئ التي بها يتصف ، فذلك المجنون أو شيخ المجانين بل ملك ملوك المجانين أرتكب إبادة جماعية في حق الشعب الليبي بعد أن جثم على صدر الوطن والشعب طيلة أربعون عاماً لازال يدّعي فيها بأنه اليسوع الذي أختاره الله كي يمنح الحياة لحيوات كانت ولازالت في عداد الأموات ...

جميع الزُعماء العرب طيلة فترات جنونهم ينهبون ويسلبون ثروات الأوطان بوسائل شتّى ومن خلال أبناء عائلاتهم ومن تقّرب إليهم بنسب وقولٍ وعمل ، حتى ألحقوا بأوطانهم التي يزعمون الإنتماء لها وشعوبهم التي يدّعون انهم يحكمونها ويستعبدونها بما يجيدون عليهم به من فتات ثروات البلاد ظنّاً منهم بأن ذلك الفتات هُم من يقومون بدفعه لهم وأن ذلك الشعب ليس سوى مُستأجر ومُستعبد ولكن هيهات من أبناء العروبة الذُلّة لأولئك الطُغمة الفاسدة ...

ملعونة هي السُلطة وملعوناً هو الكُرسي الذي يتربعون عرشه أولئك الزُعماء الذين تتبرأ منهم الأوطان ويتخلى عنهم الشعوب بثوراتهم الحقيقية ضد الظُلم والقهر والقمع والقتل الذي أطاح بالبعض وسوف يطيح بالبقية دام الشعوب أرادت حياتها ، ولكن تلك الحياة ثمنها غالياً ، وذلك الثمن ليس سوى تقديم حيوات الكثير من الشعب الثائر قُرباناً يتقبله الله إن شاء ليتم بذلك القُربان تحرير أوطان وإعتاق حيوات الشعوب من ذلك الجنون الذي كان وظلّ يحكمه ...

آن لجميع الشعوب أن تثور وتطالب بالتغيير لأولئك المجانين الذين لازال البعض منهم يُمطر شعبه بالطائرات والمدفعيات وأعمال البلاطجة المُستأجرين من الداخل والخارج بينما لازال البعض منهم يُمطر شعبه بخطابات رنّانة يدِّعي فيها أنه سئم السُلطة بينما الشعب سئمه وسئم حُكمه وسياسته العقيمة وسئم كذبه بالوعود التي لازال يُمطر بها الشعب ظنّاً منه أن كذبه الغير مُستساغ سيمتص غضب الشعب الذي بدأ ثورته إقتداءاً بثورة إخوانه من الشعوب العربية الأخرى ...

مُنذ زمن طويل والشعوب العربية تتجرع مأساة رسمها لهم حُكامهم الذين يُشبهون بعضهم ويتشابهون كثيراً فيما يخص الكوميديا الرئاسية التي يمارسونها ويلهون بها دون معرفة منهم بأن تلك الكوميديا الرئاسية ليست تراجيديا يعيشها الشعب ويشاهدها بشكل يومي على مسرح أوطانهم حيث البطل الرئيسي لتلك المسرحية هو الحاكم وحاشيته والجمهور ليس سوى الشعب الذي يمسح دموعه لما آل إليه الوطن وصار إليه حالهم وواقعهم الخالي من الأفراح والسعادة التي يرجوها كُل من ذهب إلى المسرح ...

مهما سقط من ضحايا ومهما كان عدد من سقط وسوف يسقط إلا أن ذلك كُله يهون من أجل إيقاف تلك التراجيديا الشعبية والكوميديا الرئاسية ، فقد آن للبعض من رُعاة الكوميديا إيقاف مايقومون به في حق شعوبهم وأن يتنازلون عن ذلك الكرسي الملعون مادام لديهم من الكرامة القليل ، فمثلما أعزّهم الله وجعلهم خلائفاً له في أرضه وأوصياء على بعض خلقه بأن جعلهم حُكاماً يتربعون كراسي الحُكم منه يحكمون وينهبون ويسلبون كرامة الشعوب ، كذلك يسذلّهم الله سبحانه وتعالى ويسلبهم تلك العزِّة التي لم يحافظون عليها بالعدل الذي هو أساس الحُكم ...

أذّل الله الكثير بعدما أعزّ الكثير ، ومثلما أذّل فرعون وأهلك قارون وأعزّ بلال ورفع صُهيب وجعل أسامة بن زيد قائداً لجيشاً فيه أبوبكر وعُمر ، فهو قادراً على ذلِّة الكثير من أولئك الحُكام الطُغاة الذين أبوا بغير الذلة والمهانة حياة اللجوء والتشرد بعدما جعلوا الكثير من أبناء أوطانهم يعيشون حياة اللجوء والتشرد في شتّى أصقاع المعمورة ...

فقد آن وقت تبادل وتداول تلك الكوميديا والتراجيديا بغض النظر عن حجم القرابين التي تقدمها الشعوب من اجل ذلك التبادل والتداول – ليس للسلطة – وإنما للحرية ، آن للكوميديا والملهاة بكل صخبها وفرحتها العارمة أن تنتقل للشعوب ويأخذ الحُكام التراجيديا والمأساة بكل أحزانها وأمراضها النفسية ..