آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

العثمانيون الجدد
بقلم/ دكتور/محمد لطف الحميري
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 18 يوماً
الجمعة 09 إبريل-نيسان 2010 04:12 م

فور إطلاق قناة " تي آر تي " التركية الناطقة باللغة العربية بتاريخ 4-4-2010 والموجهة إلى سكان المشرق والمغرب العربي رحت أبحث عنها في قائمة القنوات المبرمجة على جهاز الاستقبال وبعد قليل عناء وجدتها وكان البرنامج الذي يعرض عن الطبخ وفيه تقول المذيعة سأتذوق الآن طبق " السلطة العثمانية " فكانت تلك أول رسالة تقليتها كمشاهد من هذا البرنامج وفي غيره لاشك الكثير من الرسائل التي تحيل المشاهد إلى عهد مضى بتراثه وقيمه وانتصاراته وأمجاده وإخفاقاته التي شهدها سكان الإمبراطورية العثمانية عندما كان العالم العربي أحد أقاليمها وربما يكون كل ذلك جوابا لمن يسأل عن سبب ولع المشاهد العربي بالدراما التركية المدبلجة .

لم تستثير شهيتي تلك الأطباق الشهية المحضرة بالطريقة العثمانية بل كانت مناسبة لأن تتجول ذاكرتي في جزء كبير من تاريخ مشرق كان أحد لاعبيه السلطان عبد الحميد الثاني الذي قال : إني لا أستطيع التخلي عن شبر واحد من فلسطين فهي ليست ملك يميني بل ملك للأمة الإسلامية .... إن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين وقد بترت من دوله الخلافة... وفي الوقت نفسه تزاحمت أمام ناظري صور التخلف والإحباط والصمت العربي الرسمي والشعبي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المقدسات وعلى الشعب الفلسطيني ، والمفارقة المخزية أنه عندما قررت إسرائيل بناء كنيس الخراب بجوار المسجد الأقصى وضم عدد من المواقع الفلسطينية المقدسة إلى التراث اليهودي خرج آلاف الأتراك إلى ساحات اسطنبول للتنديد بهذه الممارسات الصهيونية بينما لاذت العواصم العربية بالصمت إلا من مئات السكان تظاهروا هنا أو هناك .

أما حكومة حزب العدالة والتنمية التي منحها الشعب التركي ثقته مرتين فقد بدت مصممة على وضع بصماتها في الداخل والخارج حيث تسعى لترسيخ بعض المظاهر الإسلامية ومنها محاولتها المتكررة رفع الحظر عن ارتداء الحجاب وإقرار تعديلات دستورية تخفف تدخل الجيش في الحياة السياسية وتحرير يد القضاء لتطال أي شخصية مدنية أو عسكرية تجاوزت القوانين . أما على الصعيد الخارجي فقد رسمت حكومة رجب طيب أردوغان لنفسها دورا تسعى جاهدة لتحقيقه ويتمثل في استعادة دور تركيا كقوة كبرى في المنطقة وقد تجلي ذلك من خلال الآتي :

- خطاب أردوغان في حفل إطلاق القناة التركية باللغة العربية والذي جدد فيه لفت الأنظار إلى المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وقد قوبل هذا الخطاب بردود فعل إسرائيلية عنيفة عبر عنها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان عندما وصف موقف رئيس وزراء تركيا بأنه موقف معادي لإسرائيل وأن أردوغان أصبح مثل معر القذافي وهوغو تشافيس .

- خطاب أردوغان في القمة العربية التي عقدت في سرت بليبيا حيث صنف كأهم خطاب في القمة وفيه عبر عن مواقف بلاده الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية في القدس وفلسطين عندما قال إن مدينة القدس لا تقل أهمية عن اسطنبول وباقي المدن العربية .

- موقف أردوغان من العدوان على غزة عام 2008 عندما بكى لرؤية أطفال غزة المحترقين في مستشفيات تركيا ، وعندما انتفض من كرسيه وانسحب من منتدى دافوس بعد مشادة كلامية مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وما تبع ذلك من مواقف معلنة ترفض الحصار على قطاع غزة واستقبال أنقرة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والدفاع عن المقاومة الإسلامية .

- سعي تركيا لتعزيز علاقاتها مع سوريا زعيمة دول الممانعة عبر زيادة حجم التبادل التجاري وإلغاء نظام التأشيرة بين مواطني البلدين .

- معارضة تركيا فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي

- سعى الأتراك لتعزيز نفوذهم في العراق حيث تجلى ذلك بوضوح في الانتخابات التشريعية من خلال تراجع عدد مقاعد الأكراد في كركوك وحرص السياسيين العراقيين على خطب ود أنقره وزياراتهم المتتالية إليها .

- حرص تركيا على دعم أي مبادرة من شأنها تعزيز دورها في المنطقة وآخر هذه المبادرات اقتراح قطر في قمة سرت بإنشاء منظمة تجمع دول الجوار العربي فكانت الاستجابة سريعة في القمة نفسها عندما أعلن أردوغان دعم بلاده لهذه المبادرة وأنها ستكون عضوا فاعلا في هذه المنظمة.

تركيا إذا دخلت الحقبة العثمانية الثانية وقد هيأت نفسها تماما لأن تكون لاعبا إقليميا ودوليا قويا يعززه تعويل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على دور دبلوماسي في العالم الإسلامي يخفف حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط ويوفر أجواء مناسبة لإقامة حوار بين حماس وإسرائيل من جهة واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل من جهة أخرى، فالعثمانيون الجدد بتأثيرهم الثقافي والاقتصادي والسياسي هم الآن الخيار المتاح في العالم العربي .. فإما دور فارسي شيعي يقلق الجميع وإما دور تركي سني معتدل يعيد التوازن في المنطقة رغم تبرم تل أبيب ولكن حاجة أمنها القومي تفرض عليها التعاطي مع من لا تعجبها خطاباتهم .

m_hemyari_y@yahoo.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مجدي محروس
الولاية وتوالي اللعنات الحوثية
مجدي محروس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد بن عيضة شبيبة
عبدالملك الحوثي يختطف طائرات الحجاج
محمد بن عيضة شبيبة
كتابات
د.رياض الغيلياخجلوا واستقيلوا!!
د.رياض الغيلي
علي عبدالله الغيلخباز بني شيبان
علي عبدالله الغيل
مشاهدة المزيد